أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الجدار الفاصل .. والاستيطان : لطفي زغلول

  1. #1
    الصورة الرمزية لطفي زغلول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 217
    المواضيع : 128
    الردود : 217
    المعدل اليومي : 0.03

    Exclamation الجدار الفاصل .. والاستيطان : لطفي زغلول

    الجدار الفاصل
    والإستيطان

    لطفي زغلول


    www.lutfi-zaghlul.com


    من اخطر التحديات التي واجهتها القضية الفلسطينية ، كان الاستيطان الذي استباح الأرض وصادرها وأقام عليها شتى اشكال المستوطنات . وعلى شرف هذه المستوطنات استبيحت اراض أخرى كاحتياطي استراتيجي بغية مشروعات توسعها مع الأيام . ولم يكتف المشروع الاستيطاني بهذا ، فعمد إلى مصادرة المزيد من الأراضي للطرق الالتفافية التي أوجدت لخدمة المستفيدين منه .

    إلا أن أخطر المشروعات الاستيطانية ، ولا فرق بينها في الخطورة ، كان مشروع الجدار العازل الذي شرعت الحكومات الاسرائيلية باقامته منذ سنوات . وحتى هذه الايام لم يتوقف العمل بهذا المشروع الذي افترس خيرة الاراضي ، وضمها الى المشروع الاستيطاني العام .

    وعلاوة على ذلك قام بتدمير أراض أخرى وتجريفها ، وحد بذلك من مصادر رزق اصحابها الشرعيين ، وأطبق الخناق على العديد من القرى الفلسطينية ، وجعلها أشبه بالمعتقلات المحاصرة . وفي هذه الايام صادقت الحكومة الاسرائيلية على تحريك هذا الجدار إلى الشرق داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بغية ادخال مستوطنتي " نيلي " و " نعله " ، الامر الذي سوف يوجد جيبين فلسطينيين يعيش فيهما عشرون ألف مواطن فلسطيني سوف يعزلون عن بقية الاراضي الفلسطينية .

    استراتيجيا وأمنيا ، لقد قيل الشيء الكثير عن مدى " مصداقية وجدوى " هذا الجدار ، وأكثر هذا الذي قيل جاء على ألسنة غير فلسطينية ، بعضها محايد ، وأغلبها صديقة لاسرائيل وعلى أعلى المستويات الاستراتيجية . وملخص هذا القول أن الأسوار الأمنية في هذا الزمان ليس لها مكان ، وقد عفت عليها الأيام فأصبحت فعلا ماضيا ، ذلك أنها لم تعد قادرة أن تواجه تقنيات القتال الحديثة بأي شكل من الأشكال .

    واسرائيل تعلم هذه الحقيقة الخاصة بالأسوار ، كونها كيانا يستخدم أحدث الوسائل القتالية العصرية ، وبرغم ذلك فهي ماضية في تشييد هذا الجدار الذي لا تتقاطع أسسه واحداثياته وبقية مواصفاته الأخرى مع الاستراتيجيات العسكرية الحديثة من ناحية ، ولا مع أي اسس سلام يمكن أن يقوم مع الشعب الفلسطيني – وهذا هو الأهم – ولا حتى مع منظور كثير من أصدقاء اسرائيل سواء في الاتحاد الاوروبي أو في الولايات المتحدة الاميركية التي بات هذا الجدار يسبب لها " نوعا من الازعاج " ، وتصفه بأنه " مشكلة " .

    على الجانب الفلسطيني المواجه لهذا الجدار المقام على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية ، تعمل الجرافات الاسرائيلية على اجتثاث معالم الحياة الخضراء لتحيل ما تبقى من الأرض الى صحراء قاحلة مكشوفة تشكل مصيدة قاتلة على مرمى نار أبراج الحراسة لكل من يقترب منها من المزارعين الفلسطينيين . وبلغة اقتصادية انزال خسائر مادية باهظة بالمواطن الفلسطيني الذي يعتاش أساسا على الزراعة ، وهو المرهق أصلا من آثار الحصارات والاطواق والاغلاقات والاجتياحات المستمرة , اضافة – وهنا بيت القصيد – الى تقليص وتحجيم وتقزيم ما يمكن أن يبقى من الأرض لاقامة دولة فلسطينية عليها .

    واضافة الى كل هذه الاهداف من تشييد هذا الجدار اللعين ، فثمة هدف خطير له يتقاطع مع تكريس الاستيطان الاسرائيلي القائم اغتصابا على الارض الفلسطينية . وهو يأتي ليثبت وجود المستوطنات الاسرائيلية ويجعل كثيرا منها داخله أو قريبة منه ، الأمر الذي يجعلها من منظور اسرائيلي خارج نطاق أية تسوية سلمية محتملة ، وبذا تحقق اسرائيل فرض سيطرتها على الارض التي دأبت سياساتها منذ أزمان علـى اغتصابها من اصحابها الشرعيين .

    وهكذا فان أي كيان فلسطيني سيقوم جراء أية تسوية سياسية ما سيكون – والحال هذه - محكوما مسبقا بحدود تتمثل من كل الجهات بهذا الجدار وهذه المستوطنات التي تحتل قمم الجبال الفلسطينية وتشرف على الطرقات وشبكة المواصلات ، وتطوق التجمعات السكانية . وهي في الواقع ليست حدودا بقدر ما هي في الحقيقة منظومة حصارات تستهدف التحكم الجغرافي والديموغرافي والنموي والاقتصادي والاجتماعي والاتصالي للمواطنين الفلسطينيين.

    ولا تنتهي أهداف هذا الجدار عند هذه الحدود . فثمة هدف خطير للغاية يكمن في تطويق الشعب الفلسطيني وحصره تحت رحمة ابراجه وبلوكاته الاسمنتية وحراساته الالكترونية . وليس هناك مبالغة في القول بان أفضل وصف للأراضي الفلسطينية داخله هو " معتقل كبير قائم على أساس فصل عنصري " . وباختصار فان هذا الجدار يشكل كارثة تحمل رياحها بذور معاناة ومأساة جديدة تضاف الى مآسي الشعب الفلسطيني المتلاحقة .

    لدى الحديث عن هذا الجدار لا بد من التطرق الى موقف الولايات المتحدة التي نصبت نفسها راعية " للعملية السلمية " ازاءه . وعلى الارجح فان هذا الموقف مثله كمثل سابقاته من المواقف ازاء كل الممارسات الاسرائيلية كان ولا يزال يدور في محاور السكوت والرضى التام والتفهم المدافع عنها ، أو غض النظر والتجاهل ، أو محور الموقف المائع المتقلب الذي يحمل أكثر من مضمون . وهذا الأخير هو ما يمكن استقراؤه بوضوح من تصريحات ساسة الادارة الاميركية مؤخرا حول تفهمها للضرورات الأمنية لهذا الجدار ، وأحقية اسرائيل باقامته كونها دولة مستقلة .

    وخلاصة القول ان هذا الجدار الذي تشيده اسرائيل تحت ذرائع التصدي لما تدعي انه ارهاب فلسطيني بهدف استجلاب الأمن للاسرائيليين ما هو الا جدار آخر في سلسلة جدران اقامها التعنت الاسرائيلي على طريق عدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة منذ أن كانت هناك قضية .

    وان كل التحركات باسم العملية السلمية وما يسمى خارطة الطريق ما هي الا توغل في المتاهات ، وهدر للوقت والجهد . فالسلام الحقيقي له مواصفات اخرى ونوايا لا تتوافر حاليا لدى الاسرائيليين والاميركيين . والفلسطينيون يعون اللعبة جيدا ، وهم من الذكاء والاصرار على حقوقهم كاملة بحيث يلعبونها جيدا حتى النهاية . ويظل السلام رهن القناعات الفلسطينية به ، وليس رهن الجدران والخرائط وكافة اشكال التسويات المفروضة علـى القضية .




  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 804
    المواضيع : 100
    الردود : 804
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي إنها دولة مغتصبة، تحس بالخطر دائما لأنها تعرف أنها سارقة لحقوق الغير..


  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    العمر : 39
    المشاركات : 1,747
    المواضيع : 28
    الردود : 1747
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    أستاذي وسيدي وقدوتي وأخي وأبي وصديقي الشاعر الرائع لطفي زغلول:
    سلمت يمينك وبوركت أيها الأنسان قبل كل شيء
    موضوعك شائق هام لافت رائع
    تقبل مرورا لا يضاهي روعة حرفك ولا يصل لرقيّ كلماتك
    اعذرني مازلت تلميذتك وسأظل مدى الحياة اتعلم منك فلست سوى نقطة في بحرك
    لست بارعة في الأمور السياسية لذلك أحببت تسجيل مرور متواضع
    محبتي لك

  4. #4
    الصورة الرمزية لطفي زغلول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 217
    المواضيع : 128
    الردود : 217
    المعدل اليومي : 0.03

    Lightbulb الشاعرة الواعدة الفاضلة نور سمحان


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    حياك الله ورعاك
    كلمات ينبض كل حرف من حروفها
    بصدق المودة والشعور
    والذائقة السامية
    والإحساس المرهف
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ما أروع هذه الكلمات
    التي أقرأها في هذا الرد !!
    إنها ليست نشيج أقلام
    إنها أريج أحاسيس
    عبير عواطف
    شذا مشاعر
    إنها نبضات حب
    تخرج من قلب مسكون بالحب والجمال
    لتسافر في رحلة حب
    من القلب إلى القلب
    دمت وسلمت
    لطفي زغلول
    سلمت ودمت
    أهلا وسهلا في موقعي
    www.lutfi-zaghlul.com
    لطفي زغلول

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    سلام الله عليكم أجمعين..

    لم تكن فكرة الجدار الفاصل وليدة اليوم أو الأمس في كواليس المخططات الصهيونية، بل هي فكرة قديمة ترجع جذورها إلى تكوينهم وفكرهم وخلقهم..
    يقول رب العزة عنهم في كتابه الكريم: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} [الحشر:14].

    ولأنهم استفادوا جيدا من الاضطهاد والعذاب على يد النازية والفاشية في ألمانيا وأوروبا الوسطى، فقد نجحوا في استدرار عطف العالم بتصوير أنفسهم بصورة المضطهدين المحتاجين إلى وطن يستقرون فيه ويتخلصون من ظلم الجحيم الذي يبيدهم وهم أحياء، بحيث أنه – ولحد اليوم - الأغلبية الساحقة من سكان العالم ما زالت تحت الوهم بأن (اليهود) قوم مسالمون مظلومون ويريدون الاستقرار في أرض كانت لهم بدليل ما ورد في التوراة والإنجيل..

    هكذا فرضوا وجودهم ومضوا فيه وقرروا أن لا يرضوا بشيء أولي أقل من إبادة شعب فلسطين والاستيلاء على بلاده قطعة قطعة والتهام باقي الأراضي العربية ولو على المدى البعيد..
    فشيدوا بذلك جدارا لخنق القرى والتجمعات السكنية الواقعة على جانبيه.. والتهام أغلبية موارد المياه بالضفة الغربية وكذا أراضيها الخصبة.. ضاربين عرض الحائط بمعاناة هذا الشعب المنكود (خصوصا في ظل صمت الجيران وتركهم إياه يتخبط وحيدا في محاربة مخلوقات ليست من النوع البشري) إلى أن يتحقق لهم ابتلاع الأرض الفلسطينية كاملة لا قدر الله.. وتحويل شعبها الفلسطيني إلى لاجئين في جهات العالم..

    وعلى الواجهة الآن نرى استماتة الشعب الفلسطيني المريرة في التشبث ببقايا أرضه رغم معاناته الأليمة في كل حين.. وسرعة الصهاينة الجنونية في ضم كل شبر من فلسطين.. ونحس غفلتنا كعرب ونوافق تجاهل حكامنا الميامين..

    فمتى يا رب نلجأ إليك لتغيير ما علق بأنفسنا من تراب الدنيا لتمنن علينا جميعا بعودة مباركة لدينك القويم شرعة ومنهاجا.. فتعود الأوطان السليبة وننعم فوق أرضك ونتعايش فيما بيننا كمسلمين؟؟؟؟؟
    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

المواضيع المتشابهه

  1. رمضان .. شعائر وذكريات : عبد اللطيف زغلول / والد الشاعر د . لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-07-2014, 09:56 AM
  2. بعد الفاصل
    بواسطة عبدالحكم مندور في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 02-06-2013, 11:24 PM
  3. رمضان .. شعائر وذكريات : عبد اللطيف زغلول / والد الشاعر د . لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 31-08-2010, 11:25 PM
  4. رمضان .. شعائر وذكريات : الشاعر الراحل عبد اللطيف زغلول .. والد الشاعر لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-09-2007, 05:18 PM
  5. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-02-2007, 06:40 AM