أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: باقات مختارة من الساحة السياسية

  1. #1
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    Thumbs up باقات مختارة من الساحة السياسية

    باقات مختارة من الساحة السياسية


    سوف نبدأ في هذا الباب نقل مواضيع سياسية مميزة لمحللين سياسيين وردت في المنتديات والمجموعات السياسية والصحافة والمواقع الاعلامية لنزداد الفائدة منها، طارحاً إياها للتفاعل والنقد الايجابي، ونبدأ بموضوع (الحضارة الغربية تحتضر فلاتحيوها !) للدكتور ياسر صابر. آملا التفاعل مع الموضوع بالنقاش الجاد.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحضارة الغربية تحتضر فلاتحيوها !



    د. ياسر صابر
    لم يكن يفطن فوكوياما إلى أن ديمقراطيته التى إعتبرها نهاية التاريخ سوف تجابه بأهلها ، ولم يكن يدر بخلده أن الألاف من شعبه سوف يخرجون يوماً أمام " وول ستريت " ليهتفوا بسقوط ديمقراطية الواحد بالمائة التى تحكم التسعة والتسعين بالمائة الباقية. ولم يدرك فوكوياما أن دولته حين بدأت مشروع حرب النجوم لم تكن تمكنت بعد من غزو العقول ، وبأنها حين نزلت على سطح القمر لم تكن فهمت بعد الحياة على الأرض .
    إن نشأة الرأسمالية كنظام حياة لم تكن ولادة طبيعية لعملية فكرية مستنيرة بل كانت ردة فعل على الواقع الأليم الذى عاشه الغرب فى عصوره الوسطى ، ومن هنا كانت الرأسمالية تحمل أسباب فنائها فى أحشائها منذ أن وجدت ، وماكانت البشرية بحاجة لتصبح رهينة هذا المبدأ الإستعمارى لما يزيد عن مائتى عام حتى تتحقق من أنه لايصلح للإنسان .
    إن أى مبدأ يقوم على أساس خاطىء لابد أن يسقط مهما طال به الزمن وبالرغم من أن الرأسمالية قد إستنفذت صلاحيتها منذ زمن إلا أنها إستطاعت أن ترقع نفسها حتى أصبحت ثوباً مهلهلاً ، وبعد أن إستطاعت أن تتخلص من الإشتراكية وجدت نفسها على نفس الطريق الذى هوت إليه الأولى كما تقول صحيفة " هاندلز بلات " الهولندية فى عددها الصادر يوم 26.08.2008 حيث تقول " إن صيف 2008 سوف يدخل التاريخ بوصفه اللحظة التى تشهد سقوط المبدأ السياسى الأخير فى القرن العشرين ، فبعد 20عاماً من إنتصار الرأسمالية على الشيوعية يبدو المنتصر حينئذ منهزم اليوم ليسجل أن معسكرى الحرب الباردة قد فشلا " .
    فعلى المستوى الإقتصادى الذى يعتبر عصب هذا المبدأ عانى الغرب أزمات كان أولها عام 1929 ، والتى أجبرتهم على القيام بإجراءات كانت بمثابة نسج الخيوط التى إلتفت حول رقبة هذا النظام لترديه صريعاً ، فقاموا بإبتداع نظام نقدي حولَ الإقتصاد إلى مجرد أرقام ليس لها وجود فى أرض الواقع ، وإستمرت هذه الأزمات الإقتصادية تترى حتى وصل أخرها فى صيف 2008 . وقد عمل الغرب حثيثاً على صياغة خطط إنقاذ إلا أنها لم تكن إلا صباً للزيت على النار المشتعلة وإزدادت الأزمات تأزماً . ولأن الغرب أصبح منهكاً عسكرياً فأصبح غير قادر على ضخ أموال حقيقية فى إقتصاده عن طريق شن الحروب كما كان يقوم فى السابق بمص ثروات الشعوب التى يستعمرها.
    وعلى مستوى الحكم فإن ديمقراطيتهم تعانى منذ النصف الثانى من القرن المنصرم من أزمة عدم القدرة على الحكم مما دفع مفكريهم إلى محاولة صياغة مرحلة مابعد الديمقراطية ، إلا أنها مازالت نظريات غير قادرة على التطبيق ولم تعمل على تضييق الفجوة الكبيرة التى تتسع بين الشعوب والأنظمة الحاكمة والتى بدأت تنذر بثورة شاملة فى الغرب بدأت إرهاصاتها بالفعل فى كثير من العواصم الغربية.
    أما على المستوى السياسى فلم يعد الغرب قادراً على صناعة العملاء كما كان يصنعهم فى السابق ، فعملاء الغرب من حكام المسلمين الذين صنعهم فى خمسينيات القرن المنصرم قُدموا لشعوبهم كأبطال ومحررين فأستطاعوا أن يخدعوا الأمة ردحاً طويلاً من الزمن حتى إكتشفت الأمة عمالتهم ، أما اليوم فإن "كرزاياتهم" لم تعد تملك السيطرة على الأرض التى يقفون عليها ، ولاأمنهم الشخصى فى غرف نومهم . وعلى الصعيد العسكرى فإن أمريكا قائدة المعسكر الرأسمالى والتى تملك أكبر قوة مادية على الأرض لم تستطع بهذه القوة أن تواجه ثلة مؤمنة من أبناء الأمة الإسلامية لم يمتلكوا من السلاح سوى أسلحة بدائية ، وبالرغم من ذلك فقد مرغوا أنف أمريكا فى تراب العراق وافغانستان ، ولولا خيانة حكام المسلمين ومايمدون به أمريكا والغرب من مساعدات على كل الأصعدة ماوطئت أمريكا وحلفاؤها شبراً واحداً من بلاد المسلمين.
    أما مجتمعاتهم فحدث ولاحرج فإن نظرتهم للحياة القائمة على المنفعة قد صنعت من البشر وحوشاً يأكل القوى فيها الضعيف ، وقد بحثوا عن السعادة فى غير مظنها ، فركدوا وراء شهواتهم بحثاً عنها فلم يجدوها حتى إنتهى بهم الحال إلى أن يتزوج الرجلُ الرجلَ ، وتتزوج المرأةُ المرأة ، وهجرت المجتمعات الغربية فكرة التناسل والتكاثر وبناء الأسرة فأدى هذا إلى شيخوخة مجتمعاتهم ، حتى أن هناك شعوباً كاملة مهددة بالإنقراض مثل الشعب الألمانى الذى يتوقع أن ينقرض فى أقل من 40 عاماً من الأن . وبالرغم من رفاهية العيش التى يتمتعون بها إلا أن أمراضهم النفسية تتفاقم بشكل مطرد حتى أن 165مليون من سكان الإتحاد الأوروبى يعانون من أمراض نفسية حسب أرقامهم.
    وعلى المستوى الفكرى فبالرغم من تمكن الرأسمالية من الإنتصار على الشيوعية وهزيمة المعسكر الشرقى هزيمة فكرية إلا أن هذا الإنتصار تحول إلى هزيمة قاسية ماأن بدأ الغرب صراعه المباشر مع الإسلام منذ بداية التسعينيات من القرن المنصرم . وقد تمثلت هذه الهزيمة فى فشله الذريع لكسب قلوب أو عقول المسلمين لحضارته ، فلجأ إلى عملائه فى العالم الإسلامى حتى يفرضوا هذا بالقوة فأنفقوا المليارات وفتحوا السجون وتفننوا فى أساليب التعذيب والملاحقة والتضييق وكل ماتمخض عنه العقل الغربى من أساليب قذرة عله يبعد المسلمين عن عقيدتهم إلا أنه فشل فى ذلك فشلاً ذريعاً ، وكانت ملياراتهم حسرة عليهم . ولم يكتفى بذلك بل عمد إلى مناهج التعليم ليغيرها كما يريد فأزال منها ماأزال ووضع فيها مايحلو له ، ومع ذلك خرجت الأجيال التى درست هذه المناهج أكثر إرتباطاً بعقيدتها من جيل الأباء بل كانت هذه الأجيال الشابة هى من خرجت على أنظمتها . والهزيمة الفكرية التى مُنى بها الغرب لم تقتصر على بلاد المسلمين بل عانى منها فى عقر داره على أيدى أبناء المسلمين الذين يعيشون فى الغرب والذين حملوا الإسلام حملاً مبدئياً صارعوا به الحضارة الغربية فى عقر دارها ، فقدموا للغرب البديل الحضارى ووضعوا أيدى الغرب على عوار مبدئهم فأدى ذلك إلى دخول كثير من الغربيين فى الإسلام ، فأظهر الغرب وجهه الحقيقى وحقيقة حضارته ، فأنقلب عليها فكمم الأفواه وإقتحم البيوت وتجسس على أبناء المسلمين الذين يعيشون على أرضه ، ولم يكتفى بذلك بل قام بتغيير قوانينه وبالغ فى منعه أى مظاهر لها علاقة بالإسلام كمنع الحجاب ومنع بناء المآذن ، وقام بتجييش إعلامه لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
    إن الغرب يدرك أنه لايملك القدرة على منع الإسلام من أن يعود ليحكم من جديد ، كما أنه يدرك تمام الإدراك أنه لايقدر على أى مواجهة عسكرية مع الأمة لأن نتائجها محسومة ولكن كل مايحلم به الغرب هو تأجيل اليوم الذى يعود فيه الإسلام إلى الحياة ، لهذا علينا أن نعى هذه الحقائق بأن حضارة الغرب الرأسمالية قد دخلت غرفة العناية المركزة .
    والسؤال المطروح : من يعمل على إحياء الحضارة الغربية ؟
    إن إبعاد الإسلام عن الحكم هو إحياء للحضارة الغربية ، لأن الإسلام هو البديل الحضارى الذى يحل مشاكل البشر وهو الأمل للأمة ليخلصها من جور الحضارة الغربية ، لأن الإسلام ممثلاً فى دولته هو الذى سيرفع أجهزة التنفس الصناعية من على وجه الحضارة الغربية ليعلن رسمياً وفاتها ودفنها لترتاح البشرية من ظلمها. لذلك على أبناء الحركة الإسلامية أن يرتفع وعيهم ويدركوا أن وصولهم إلى الحكم دون الإسلام يمثل طوق النجاة الذى ينقذ الغرب من الغرق فلايمنحوه إياه ، بل عليهم أن يعملوا لإيصال الإسلام إلى الحكم ولايقبلوا بأى مساومات مهما كان ثمنها ، ويرفضوا الحوار مع الغرب تحت أى مسمى من المسميات ، ويجعلوا هذا الحوار مع بعضهم البعض ليتفقوا على الطريقة الصحيحة للتغيير التى قام بها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لأنها هى الوحيدة التى نزل بها الوحى وغيرها لن يوصل إلى التغيير.
    ألا فليعلم فوكوياما بأن الإسلام الذى يشق طريقه إلى العقول والقلوب هو الذى سيريح البشرية من جور الرأسمالية التى ظلمت الإنسان ، وسوف يبلغ الإسلام الدنيا من شرقها إلى غربها لأن الحق لابد أن يدمغ الباطل ويزهقه.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" التوبة 109


    ]منقول عن : مجلة الزيتونة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة آمال المصري ; 23-11-2011 الساعة 03:32 PM سبب آخر: حذف بريد الكتروني

  2. #2
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    هكذا قدم المسلمون للعالم

    د.بدر عبد الحميد هميسه


    قدم المسلمون نموذجا حضارياً للعالم في الاكتشافات والاختراعات التي ما زالت البشرية إلى الآن تنهل من معينها وترتوي من فيضها ,ولقد تميزت هذه الحضارة بالوسطية والتوازن , ذلك التوازن العجيب بين علاقة الإنسان بربه وعلاقته بالبشر من حوله، وكذلك علاقة البيئة التي يعيش فيها بكل ما تحويه من كائنات وثروات.
    وهذه إطلالة على بعض الاكتشافات والاختراعات التي قدمها العلماء المسلمون للبشرية ومنها:
    1- اكتشاف الوزن النوعي للمواد الصلبة والسائلة:
    لقد اخذ العرب عن الإغريق وأرشميدس فكرة. الوزن النوعي للمواد ولكنهم توسعوا فيها إلى أقصى حد وطوروها وصنعوا لها موازين خاصة متطورة فابتكر الرازي ميزانا دقيقا سماه (الميزان الطبيعي) ووصفه في كتابه (محنة الذهب والفضة) كما ابتكر الخازن ميزانا متطورا يمكنه وزن الأجسام في الماء والهواء على السواء وقد كان اهتمام المسلمين بالوزن النوعي لاكتشاف نقاء المعادن وإذا كانت مختلفة أو مغشوشة وخاصة المعادن النفيسة. ولكنهم توسعوا بعد ذلك في هذا الميدان فأصبحوا يصنعون الجداول للوزن النوعي لكل شيء في الحياة.. ابتداء من الذهب والفضة والزئبق والياقوت والزمرد والازورد والعقيق إلى الحديد والصلب والحجارة. كما شملت أبحاثهم في السوائل كل شيء ابتداء من الأحماض والماء إلى الحليب بجميع أنواعه وزيوت الطعام.. وبهذا كانوا يعرفون نسب تركيب كل مادة من عناصرها المختلفة.
    وقد جاء في كتاب (عيون المسائل) لعبد القادر الطبري جداول للوزن النوعي لكثير من المواد المعروفة في عصور الإسلام. كذلك قام البيروني والخازن بعمل جداول المواد. فمن ذلك على سبيل المثال إن الوزن النوعي للذهب الخالص حسب جداول البيروني 26 ر 19 وحسب الخازن 25 ر 19 وحسب الأرقام الحديثة 26 ر 19 وهذا مثل هذا عن دقة المسلمين في تجاربهم. ومن أغرب التجارب التي أجراها عباس بن فرناس حساب الوزن النوعي لجسم الإنسان.. ومقارنته بالوزن النوعي للطيور وخاصة الصقور.. وكان مقصده من ذلك إن يعرف حجم الجناحين الذين يصنعهما لحمل جسمه والطيران في الهواء.
    وجدير بالذكر أن هذه الطريقة التي أبتكرها عباس بن فرناس المتوفي سنة 884 م هي التي تتبع اليوم في تربية أجسام الرياضيين وإعدادهم للمسابقات العالمية.. وفي المعاهد الرياضية الكبرى موازين تقوم على نفس الفكرة أي وزن الجسم في الهواء ثم في الماء.. فإذا وجدوا إن نسبة الشحم إلى العضلات في الجسم اكبر من اللازم نصحوه بعمل رجيم شديد أو يحرم من الدخول لبطولة الرياضية.
    2- المسلمون وأشعة الليزر :
    قدماء اليونانيون ظنوا أن أعيننا تُخرِج أشعة مثل الليزر والتي تجعلنا قادرين على الرؤية, أول شخص لاحظ أن الضوء يدخل إلى العين ولا يخرج منها كان في عالم رياضي وفيزيائي وفلكي مسلم, وهو الحسن بن الهيثم. حيث اكتشف أن الإبصار يحدث بسبب سقوط الأشعة من الضوء على الجسم المرئي مما يمكن للعين أن تراه.. ولكن العين لا تخرج أشعة من نفسها.. وإلا كيف لا ترى العين في الظلام ؟ و اكتشف ابن الهيثم ظاهرة انعكاس الضوء، وظاهرة انعطاف الضوء أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه, ووضع ابن الهيثم بحوثاً في ما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين, ويعتبر الحسن بن الهيثم أول من انتقل بالفيزياء من المرحلة الفلسفية للمرحلة العملية [ from a philosophical activity to an experimental one ]

    3- المسلمون والطيران :
    قبل آلاف السنوات من تجربة الأخوان رايت في بريطانيا للطيران.. كان هناك شاعر وفلكي وموسيقي ومهندس مسلم يدعى \"عباس بن فرناس\" قام بمحاولات عديدة لإنشاء آلة طيران, في عام 825 قفر من أعلى مئذنة الجامع الكبير في قرطبة مستخدما عباءة صلبة غير محكمة مدعمة بقوائم خشبية, كان يأمل أن أن يحلق كالطيور.. لم يفلح في هذا ولكن العباءة قللت من سرعة هبوطه.. مكونة ما يمكن أن نمسيه أول “باراشوت” وخرج من هذه التجربة فقط بجروح بسيطة, في 875 حين كام عمره 70 عاماً.. قام بتطوير ماكينة من الحرير وريش النسور ثم حاول مرة أخرى بالقفز من أعلى جبل هذه المرة, وصل هذه المرة إلى ارتفاع عال.. وظل طائرا لمدة عشر دقائق.. لكنه تحطم في الهبوط!.. كان ذلك بسبب عدم وضع “ذيل” للجهاز الذي ابتكره كي يتمكن من الهبوط بطريقة صحيحة, مطار بغداد الدولي وفوهة أحد البراكين في المغرب تم تسميتهما على اسمه.
    4- المسلمون والمنظفات :
    الاغتسال والنظافة متطلبات دينية لدي المسلمين, ربما كان هذا السبب في أنهم طوروا شكل الصابون إلى الشكل الذي مازلنا نستخدمه الآن!.. قدماء المصريين كان عندهم أحد أنواع الصابون.. تماما مثل الرومان الذين استخدموها غالبا كـمرهم!, لكنهم كانوا العرب هم من جمعوا بين زيوت النباتات وهيدروكسيد الصوديوم والمواد الأروماتية مثل الـ “thyme oil” .كان أحد أكثر خصائص الصليبيون غرابة بالنسبة للمسلمين كانت أنهم لا يغتسلون!.. الشامبو قدم في انجلترا لأول مرة حينما قام أحد المسلمين بفتح احد محلات الاستحمام بالبخار في “بريتون سيفرونت” في عام 1759 ..
    5- المسلمون والتقطير :
    التقطير ووسائل فصل السوائل من خلال الاختلافات في درجة غليانها, اخترعت في حوالي العام 800 م. بواسطة العالم المسلم الكبير “جابر بن حيان” , الذي قام بتحويل “الخيمياء” أو “الكيمياء القديمة” إلى “الكيمياء الحديثة” كما نعرفها الآن.. مخترعا العديد من العديد من العمليات الأساسية والأدوات التي لانزال نستخدمها حتى الآن؛ السيولة, والتبلور, والتقطير, والتنقية, والأكسدة, والتبخير والترشيح.. جنباً إلى جنب مع اكتشاف الكبريت وحمض النيتريك, اخترع جابر بن حيان أمبيق التقطير – تستخدم الانجليزية لفظ alembic وهو مشتق من لفظ “إمبيق” العربي – وهو آلة تستخدم في عملية التقطير.. مقدماً للعالم العطور وبعض المشروبات الكحولية ويذكر الكاتب أن ذلك حرام في الإسلام , استخدم ابن حيان التجربة المنظمة ويعتبر مكتشف الكيمياء الحديثة.

    6- المسلمون والهندسة المعمارية :
    تعد الأقواس مستدقة الطرف من أهم الخصائص المعمارية التي تميز كاتدرائيات أوروبا القوطية, فكرة هذه الأقواس ابتكرها المعماريون المسلمون. وهي أقوى بكثير من الأقواس مستديرة الطرف والتي كان يستخدمها الرومان والنورمانيون, لأنها تساعدك على أن يكون البناء أكبر وأعلى وأكثر تعقيداً.. إقتبس الغرب من المسلمين أيضاً طريقة بناء القناطر والقباب. قلعات أوروبا منسوخة الفكرة أيضاً من العالم الإسلامي, بدءا الشقوق الطولية في الأسوار, وشرفات القلعة.. وطريقة الحصن الأمامي وحواجز الأسقف.. والأبراج المربعة.. والتي كانت تسهل جدا حماية القلعة.. ويكفي أن تعرف أن المهندس المعماري الذي قام ببناء قلعة هنري الخامس كان مسلم.

    7- المسلمون والحسابات الفلكية :
    كانت حسابات الفلكيون المسلمون دقيقة جدا حيث أنه في القرن التاسع.. حيث حسبوا محيط الأرض ليجدوه 40,253.4 كيلومتر وهو أقل من المحيط الفعلي بـ200 كيلومتر فقط! , رسم العالم الإدريسي رسما للكرة الأرضية لأحد الملوك في عام 1139 ميلادية.

    8- المسلمون والأرقام الحسابية :
    نظام الترقيم المستخدم في العالم الآن ربما كان هندي الأصل.. ولكن طابع الأرقام عربي وأقدم ظهور له في بعض أعمال عالمي الرياضة المسلمين الخوارزمي والكندي حوالي العام 825, سميت “Algebra ” على اسم كتاب الخوارزمي “الجبر والمقابلة” والذي لا يزال الكثير من محتوياته تستخدم حالياً.. الأفكار والنظريات التي توصل لها علماء الرياضيات المسلمين نقلت إلى أوروبا بعد ذلك بـ300 عام على يد العالم الإيطالي فيبوناشي.. الـ” Algorithms” وعلم المثلثات نشأوا في العالم الإسلامي.

    9- المسلمون وكروية الأرض :
    في القرن التاسع عشر قال الكثير من علماء المسلمين أن الأرض كروية, وكان الدليل كما قال الفلكي “ابن حزم” أن الشمس دائما ما تكون عمودية على نقطة محددة على الأرض , كان ذلك قبل أن يكتشف جاليليون ذات النقطة ب500 عام.. [ نلاحظ أن ابن حزم لم يعدم لقوله هذا عكس ما حدث مع جاليليو من الكنيسة.

    10- المسلمون والجراحة :
    العديد من الآلات الجراحية الحديثة المستخدمة الآن لازالت بنفس التصميم الذي ابتكرها به الجراح المسلم “الزهراوي” في القرن العاشر الميلادي.. هذه الآلات وغيرها أكثر من مائتي آلة ابتكرها لازالت معروفة للجراحين اليوم, وكان “الزهراوي” يجري عملية استئصال الغدة الدرقية Thyroid . وذكر “الزهراوي” علاج السرطان في كتابه التصريف قائلا: متى كان السرطان في موضع يمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخد ونحوهما من الأعضاء المتمكنة لإخراجه بجملته ,إذا كان مبتدءاً صغيراً فافعل. أما متى تقدم فلا ينبغي أن تقربه فاني ما استطعت أن أبرىء منه أحدا. ولا رأيت قبلي غيري وصل إلى ذلك ” وهي عملية لم يجرؤ أي جراح في أوربا على إجرائها إلا في القرن التاسع عشر بعده أي بتسعة قرون, في القرن الثالث عشر الميلادي.. طبيب مسلم آخر اسمه “ابن النفيس” شرح الدورة الدموية الصغرى.. قبل أن يشرحها ويليام هارفي بـثلاثمائة عام, اخترع علماء المسلمين أيضاً المسكنات من مزيج مادتي الأفيون والكحول وطوروا أسلوباً للحقن بواسطة الإبر لا يزال مستخدم حتى الآن.

    11- المسلمون وطواحين الهواء :
    اخترع المسلمون طواحين الهواء في عام 634 م.. وكانت تستخدم لطحن الذرة وري المياه في الصحراء العربية الواسعة, عندما تصبح جداول المياه جافة, كانت الرياح هي القوة الوحيدة التي يهب من اتجاه ثابت لمدة شهور, الطواحين كانت تحتوي على 6 أو 12 أشرعة مغطاة بأوراق النخل, كان هذا قبل أن تظهر طواحين الهواء في أوروبا بخمسمائة عام!.

    12- المسلمون والتطعيم :
    فكرة التطعيم لم تبتكر بواسطة جبنر وباستير ..ولكن ابتكرها العالم الإسلامي ووصلت إلى أوروبا من خلال زوجة سفير بريطانيا في تركيا وتحديدا في اسطنبول عام 1724 , الأطفال في تركيا طعِّموا ضد الجدري قبل خمسون عاما من اكتشاف الغرب لذلك!.
    فهل يعود المسلمون إلى سالف عهدهم ؟ . يقودون العالم نحو حضارة جديدة تجمع بين العلم والإيمان وتمازج بين التقوى والإبداع , ويكونون كما قال الحكيم :
    لسْنا وَإنْ أحسَابُنا كرُمَتْ * * * يَوْماً عَلى الأحْسابِ نَتَّكِلُ
    نَبْنِي كما كانَتْ أوَائِلُنا * * * تَبْني وَنفعَلُ مِثلَ ما فَعَلُوا

    نقل مجلة الزيتونة عن المشكاة الإسلامية

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    مختارات رائعة وتستحق المتابعة

    متابعون أيها الكريم
    وبانتظار التالي

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي



    ماذا يعني تطبيق الشريعه

    الحلقه الثالثه:
    م. موسى عبد الشكور
    ان عقل الانسان السوى يتمتع بقدرات كبيرة وباستطاعته البحث والوصول الى نتائج صحيحه وشموليه لمقدرته عن ما يحيطه وهذا العقل مشترك بين جميع بني البشر الاسيوي او الافريقي او الاوروبي او غيره ولذلك كان العقل هو المرجع الذي يجب استخدامه في بحث الكون والانسان والحياة والعقل البشري عند بني البشر يقر قواعد كثيره أي يقرها الانسان اينما كان مثل "مستحيل وجود النتائج دون أسبابها" وان الاثر يدل على وجود المؤثر "وفاقد الشيئ لا يعطيه " والمخلوق محدود وعاجز " الى غير ذلك من القواعد الصحيحه التي يقر بصحتها جميع بني البشر
    والمحدود هو الذي يخضع لحدود معينة في الزمان والمكان، فوجوده وصفاته خاضعة لزمان معين، ومكان معين، فهي لا تتجاوز ذلك، فمن صفاته النقص والعجز "عن القيام بامور شتى" والاحتياج الى الغير ، وهذه هي صفات المخلوق ذاته. بينما الخالق على العكس من ذلك، فهو لا يخضع في ذاته للزمان ولا للمكان، ولا يخضع في صفاته كذلك للزمان ولا للمكان، لأنه يتصف بالكمال المطلق والقدرة المطلقة والا لا يكون خالقا
    ومن هنا كان البحث في الكون والانسان والحياة يمكن اجراءه من قبل العقل البشري ليكون بحثه شاملا ليتمكن من التعامل مع محيطه بشكل سليم
    فعند البحث في الكون والانسان والحياة وواقعكل منها نجد أنها عاجزة عن ايجاد نفسها ، وأنها ناقصة في كل جانب من جوانبها، وأنها محتاجة لمن يدبّرها. وهذا ظاهر لكل ذي عقل وعين بصيرة:
    فالكون هو مجموعة الاجرام السماويه من نجوم وكواكب واقمار مهما تعددت وتباعدت وتفاوتت في الأحجام، وكل جرم منها محدود فالارض محدوده لها حدود وبدايه ونهايه ومحيطها معروف ثابت لا يتغير ولها مسار محدد لا تتخطاه وما يبطبق على الارض ينطبق على غيرها من الكواكب والنجوم وهي خاضعة لنظام دقيق تسير عليه، والذي لا تملك تبديله او تغييره ولا تملك تغيير نفسها شكلا او مضمونا فهي محدوده ,اذا هي مخلوقه أي الكون بمجموعه مخلوق
    والانسان لا يتجاوز الامكانات المحددة فيه لكل جانب من جوانبه الجسمية والعقلية والنفسية والحركية، فهو لا يستطيع رؤيه خلفه وامامه في ان واحد ولا يستطيع ان يرى خلف الحائط ولا يستطيع ان يمشي على الماء او ان يطير في الهواء وكذلك عقل الانسان فهو محدود لا يستطيع مثلا ضرب ثلاثه ارقام مع ثلاثه ارقام اخرى وقدرته على الحفظ محدوده وقدرته الاستيعابيه محدوده وهو بحاجة في سعادته الحقة لتنظيم حياته الى غيره، وهو ضعيف في صغره لا يستغني بنفسه عن احد اذا هو محدود وعاجز وكل محدود مخلوق
    والحياة التي هي المده الزمنيه التي يعيشها الانسان فهي لا تتجاوز مظهرها الفردي في نموها وحركتها على الكائنات الحية، كما لا تتجاوزه في بدئها وانتهائها. فهي محدوده ومظهرها فردي تنتهي بالفرد لذلك هي محدوده وكل محدود مخلوق بداهة فهي مخلوقه
    ولهذا فان التفكير السليم يجزم ان الوجود، أي الكون والانسان والحياة، قد حدث بعد أن لم يكن موجوداً، فهو ليس أزليا وأنه مدين في وجوده لغيره، وأن هذا الغير هو الذي اوجدها اي خالق خالقه. لانه محدود اذا فالكون مخلوق لخالق
    وهنا يقودنا التفكير الى التساؤل عن وجود هذا الخالق فيحصره في الاحتمالات التاليه : فهو إما أن يكون مخلوقا بفعل غيره، بان خلقه احد او الاحتمال الاخر بان خلق نفسه بنفسه، ، وإما أن يكون وجوده واجباً أزلياً لم يوجده احد
    وعند تمحيص هذه الاحتمالات نصل الى النتيجة العقلية القطعية، فلا بد ان نناقش هذا الاحتمال الاول فنجده باطلاً، لأن المخلوق محدود و محدوديتة تعني حاجته في وجوده لغيره . وهذا يجعل الخالق مخلوقاً وهذا مستحيل،اذا هذا الاحتمال باطل
    كما يستحيل في نفس الوقت أن يخلق الخالق نفسه، لأنه قول مرفوض عقلاً فكيف يكون خالقا ومخلوقا في نفس الوقت . وعليه فلا يبقى الا الاحتمال الاخير وهو ان الخالق ليس محدوداً لعدم حاجته في وجوده لا لغيره ولا لنفسه، فوجوده ليس حادثاً أي ليس مخلوقا ، أي ان وجوده أزلي لا أول له، أبدي لا نهاية له، وهذا الوجود هو ما يطلق عليه بالوجود الواجب، او الأزلي لأنه ليس حادثاً. وهذا الخالق، الواجب الوجود، كما يراه الاسلام، هو الله تعالى.
    والوجود الممكنهو الذي قد يحصل وقد لا يحصلوأما الوجود الواجبفهو الوجود القائم دون اي فعل سابق ودون أي أثر للاحتمال فيه لأنه لا يخضع للزمان ولا للمكان، فيوصف بالأزلي الأبدي، الذي لا يعتمد في وجوده على شيئ وهو الله تعالى الواجب الوجود الذي اوجد الكون والانسان والحياة
    فبهذا التوضيحندرك الانسان هذا الوجود، ويعرف نفسه فيه، ويحدد علاقاته في إطار هذا الإدراك له، فتحل العقدة الكبرى. ويحصل الانسان على الاجابات التي يطرحها باستمرار عن ما يحيطه عن الكون: من أين أتى، وكيف يدبّر، وماذا بعده؟ والإنسان: من أين نشأ، وما هو نظامه، والى أين مصيره؟الحياة: من أين صدرت، وكيف تستمر، والى أي وقت تستمر؟ وبهذا الحل الفكري لما يسمى العقدة الكبرى التي اذا حلت وجد الانسان لكل سؤال عنده جوابا شافيا له ولكل تساءل حول جزئيات كل طرف من أطراف الوجود الثلاث، أي الكون والإنسان والحياة.



  5. #5
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    نحن وخطأ انشتاين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    عبد العزيز كحيل
    استوقفني هذا الخبر يوم نشره في 23-9-2011 واسترعى اهتمامي ودعاني إلى التعليق عليه :
    توصّل فريق من العلماء في سويسرا إلى اكتشاف جديد، قد يقود إلى إعادة النظر في بعض قوانين الطبيعة، بعدما أظهرت تجربة أن بعض الجسيمات الدقيقة يمكنها أن تنتقل من مكان إلى آخر بسرعة أكبر من سرعة الضوء التي يعتبرها العلماء الحد الأقصى للسرعة الكونية.

    وأكد العلماء أن الجسيمات قطعت مسافة تصل إلى 730 كيلومتراً، أي حوالي 453.6 ميلاً، تحت الأرض بين مركزين للأبحاث أحدهما في سويسرا والآخر في إيطاليا وصلت مبكراً بجزء من الثانية، قبل الموعد الذي حدده العلماء لوصولها، استناداً إلى قياسات اعتمدت على سرعة الضوء.

    ونشر علماء المركز الأوروبي للأبحاث النووية نتائج التجربة التي استخدمت فيها أجهزة قياس ورصد فائقة الدقة، لرصد سرعة 15 ألف "نيوترينو"، أثناء انتقالها من مركز "سيرن" في سويسرا إلى مركز أبحاث "غران ساسو"، قرب العاصمة الإيطالية روما.

    وبحسب نتائج الدراسة فقد فاقت سرعة تلك الجسيمات سرعة الضوء بنحو 20 جزء من المليون من الثانية، أي ما يعادل 60 "نانو ثانية."

    وفي تعليقه على التجربة، قال استاذ بجامعة "برن" في سويسرا: "هذه نتيجة مفاجئة تماماً"، مشيراً إلى أنها "يمكن أن تحدث تأثيراً كبيراً على الفيزياء الحديثة، الأمر الذي يتوجب معه إجراء مزيد من الأبحاث المعمقة في هذا المجال."

    وأضاف رئيس فريق إعداد التقرير، قائلاً: "بعد شهور طويلة من الدراسات ومراجعة النتائج، لم نتوصل إلى أي تأثيرات يمكن أن تكون قد تسببت في إحداث تغيير بالقياسات."

    وأكد أن العلماء في "مشروع أوبرا" سوف يواصلون أبحاثهم و "سيتطلعون أيضاً إلى البحث عن قياسات مستقلة جديدة، بهدف التوصل إلى تقييم حقيقي لطبيعة هذه الملاحظة."

    ويبدو أنّ الاكتشاف الجديد سيشكل معول هدم لنظرية "النسبية الخاصة" لعالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين، التي توصل إليها عام 1905، و تعتمد على قاعدة أن سرعة الضوء هي أعلى سرعة في الكون، وأنها سرعة ثابتة وليست نسبية.

    من جانبه وصف رئيس قسم فيزياء الجزئيات بجامعة "أوكسفورد نتائج التجربة بقوله إنها"لافتة للنظر جداً جداً، إذا ما كانت صحيحة"، وأضاف أنه "إذا ثبتت صحة هذا الاستنتاج، فإن ذلك سيشكل ثورة في علوم الفيزياء التي نعرفها "- انتهى الخبر.
    - هكذا يتفانى العلماء في الغرب في البحث والاستكشاف وإعادة النظر، لا يملّون من التجربة لتوسيع نطاق المعرفة بالكون لتسخيره والتوسّع في عمارة الأرض ، فما حظّ البلاد العربية والاسلامية من ذلك؟ إذا قارنّا بين ميزانية البحث العلمي وميزانية أجهزة الأمن( وهذه من أسرار الدولة بطبيعة الحال) أصابتنا الدهشة بل غمرنا الدوار، ذلك ان الأنظمة الحاكمة لها أولوية قصوى دائمة مقدّسة هي البقاء في السلطة والاستعداد الدائم لمواجهة عدوّها الأوّل المتربّص بها ، وهو الشعب، بالإضافة إلى الجيران "الأشقّاء"،وأين مكانة الباحث من مكانة قوّات مكافحة الشغب في ظلّ الاستبداد الذي يعتبر عمل المخابر ومراكز البحث ترفًا أو مصدرَ خطر؟
    لكن هل هذا عذرٌ كاف لينعدم في ديارنا الباحثون ويتجمّد المستكشفون ويتضاءل عدد العلماء لتتوسّع أعداد المطربين واللاعبين والفكاهيّين؟ ألا ينبغي التنادي لحشد القوى المدنية الأهلية لتدارك الوضع وتوظيف الطاقات الإبداعية في مشروعات بحثية على أيّ مستوى مُتاح ؟
    - وألاحظ أن الغرب منهمكٌ في البحث في العلوم الكونية ولا علاقة له بالعلوم الدينية لأنّه – في الواقع – لا دين له ، بينما نحن ليس لنا حضور في الكونيّات رغم أنّها جزء من المعرفة التي أُمرنا بتحصيلها ،لكنّنا انهمكنا في المباحث الشرعية حتى تلك التي أُشبعت بحثا منذ قرون وطُبخت ونضجت واحترقت، فما زالت جيوش من العلماء وطلبة العلم تؤلّف الرسائل والمجلّدات في جلسة الاستراحة وإفراد السبت بالصيام وخلود والديّ الرسول صلى الله عليه وسلم في النار !!!ويعتبرون انّهم يؤدّون واجب البحث والاجتهاد لتبصير الأمّة وخدمة قضاياها !!!وهذا الوضع دليل على التخلّف والتمادي فيه والابتهاج به.
    - الباحثون الذين نقلتُ كلامهم يتّصفون بخلق التواضع، فرغم أنّ ما توصّلوا إليه قد يغيّر مجرى العلوم الفيزيائية والحياة العلمية كلها إلاّ أنّهم لو يُبدوا أيّ غرور و لا عُجب ،ولا تباهَوا بذلك بل أكّدوا أن نتائج أبحاثهم ما زالت في طور الفرضية وأنّهم ينتظرون مزيدا من التجارب من زملائهم لتأكيد الاكتشاف‘ وهذا جانب إنساني مُشرق لم يحرم الله منه أحدا من خلقه، يذكّرنا بما عليه الحكّام العرب من عجرفة ،إذ يضخّمون "منجزاتهم " وكأنّهم قد أتوا بما لم تستطعهُ الأوائل، ويملأون الدنيا ويشغلون بالناس بذلك ولا يقبلون نقدا، ولا يتركون إمكانية للتصحيح وكأنّ التاريخ انتهى عندهم.
    - هل أخطأ أينشتاين ؟ ما توصّل إليه العلماء يجعل احتمال ذلك واردا، وهذا يعني أنّ النظريات العلمية الأكثر صلابة قد لا تشكّل حقائق نهائية، ويبقى مجال التوسّع المعرفي مفتوحا، يضيف اللاحق للسابق، ويبني هذا على ما افترضه ذاك أو أنجزه، ولو كان اينشتاين حيّا لابتهج بها الاكتشاف وتعلّم من غيره، فماذا عنّا نحن؟ لسنا - مع الأسف - في العير ولا في النفير كلما تعلق الأمر بالبحث العلمي والاختراع وبناء الحضارة، بل وحتى بأخلاقيات العلم، لأنّنا ما زلنا نترنّح في دائرة البقاء على قيد الحياة، يتهدّدنا الجوع والخوف، ننفّس عن ذلك بذكر أمجاد الماضي وأنّنا سبقنا الغرب بجابر بن حيان والخوارزمي وابن النفيس وامثالهم من الروّاد، وبهذا تزيد مأساتُنا ولا تنقص، لأنّ مشكلتنا الآن مع الحاضر لا مع الماضي، فمتى يبرع المسلمون في مخبر البحث ومحراب الصلاة سواء؟ فإنّ في كليهما نجد الله تعالى ونعبده ونسبّح بحمده ونلهج بذكره.

    منقول عن : مجلة الزيتونة
    http://groups.yahoo.com/group/TALEB_AWAD_ALLA
    H/

  6. #6
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي



    الفقر بين الإسلام والرأسمالية
    (مفهوماً ومعالجة)


    إن من أعظم المصائب التي لحقت بأمة الإسلام في هذا العصر عقب غياب الحكم بما أنزل الله وبعد وقوعها فريسة للكافر المستعمر، ما حل بأبنائها من فقر واحتياج وعوز لم تشهد مثله من قبل رغم ما تعجّ به بلادها من ثروات وخيرات هائلة، منها الزراعية، ومنها المائية، ومنها الظاهر، ومنها الدفين كالطاقة التي هي عصب الحياة الصناعية وروحها، ومنها ما يتعلق بعمقها الجغرافي، ومنها ما يتعلق بعمقها البشري. أضف إلى ذلك أنها تحيا في عصر التقنية والتطور المادي وسرعة الاتصال ويسر المواصلات. رغم كل هذا تجدها -أي الأمة الإسلامية- تصنف في عداد الأمم الفقيرة، بل المنحطة التي تعتاش على فتات الأمم الكافرة والدول المستعمرة.

    أسباب وجود الفقر:
    إذا ما تجاوزنا وصف واقع الفقر الذي كثر واصفوه، وأخطأ مشخصوه، وقل معالجوه العلاج الصحيح الشافي، وأردنا أن نلقي نظرة نجمل فيها أسبابه نجدها في أمور أهمها:
    1. غياب الحكم بما أنزل الله في شؤون الأمة عامة، وفي الحياة الاقتصادية خاصة، إذ استبدل الكفر جميعاً بأحكام الإسلام كافة، فغدت الأمة في مشارق الأرض ومغاربها تخضع لأحكام الكفر التي جرّت عليها ويلات تتلوها ويلات، ومصائب تعقبها مصائب، وكانت مصيبة الفقر أبرزها.
    2. تجزئة الأمة الواحدة ذات الكيان الواحد والحاكم الواحد إلى كيانات متعددة مختلفة منتافرة، مما فرق شمل خيراتها ومواردها وجعلها نهباً لفئات متسلطة، يَـدَّعون أنهم حكام وما هم بحكام، وحرمها من تكامل اقتصادي يغنيها عن العالم أجمع، بل يؤهلها لتسنم مجدٍ لا يُشق له غبار.
    3. الاستعمار الذي ما زال يجثو على صدرها، ويلقي بظلاله على جميع جوانب حياتها، ولا سيما الجانب الاقتصادي، حيث أصبحت بلاد المسلمين إحدى مصالحه الحيوية التي يستعد للدفاع عنها والتشبث بها ولو كلفه ذلك الغالي والنفيس، فكانت -وكما تقول أميركا- جزءاً من أمنها القومي، وأبرز معالم هذا الاستعمار:
    أ- نهب المواد الخام وموارد الطاقة.
    ب- استخدامها أسواقاً لسلعهِ ومنتوجاتهِ، والتفنن في ذلك حتى أدخل معظم الدول القائمة في العالم الإسلامي في ما يسمى بمنظمة التجارة الدولية، حيث رفع الجمارك وتقليص دور الدولة في التجارة الخارجية.
    ج- وضعها في قفص المديونية، فلا توجد دولة من هذه الدول إلا وقد وقعت في المديونية للمؤسسات الاستعمارية.
    د - تطبيق أحكام النظام الاقتصادي الرأسمالي عليها، فاستباحت الربا، والاحتكار، والتسعير والشركات المساهمة، والتأمين، وتغير مفهوم الملكية لديها واختلفت أسبابها وطرق تنميتها، ومفهوم التجارة الخارجية.
    هـ - اشتغالها بالأزمات التي تستدعي تمويلاً يستنـزف خيرات البلاد دون أن تحقق نتيجة ترجى.
    و- جعل وجهة نظر المستعمر في الحياة وفي الاقتصاد قِـبْـلةَ المسلمين في حل مشاكلهم الاقتصادية، والتي تتلخص في القروض والضرائب وتقليص دور الدولة في رعاية شؤون الناس، والذي يعرف بالخصخصة وفتح البلاد أمام الاستغلال أو الاستثمار الأجنبي وتأجير البلاد كقواعد عسكرية... إلخ.
    4. غياب مفهوم رعاية الشؤون عن الدولة وعن الأمة، إذ إن الدولة في الإسلام تعني رعاية شؤون الناس داخلياً وخارجياً أفراداً وجماعةً، وهذا أمر كان مفهوماً عند الحكام ومن ناب عنهم، فاستقاموا وجهدوا في تحقيقه على أحسن وجه. وكان أيضاً مفهوماً عند الأمة التي ما توانت في محاسبتهم كلما رأت منهم تقصيراً أو تجاهلاً لشأن من شؤونها، إلا أن الأمر قد انقلب رأساً على عقب، فجاءنا حكام لا يعرفون إلا رعاية شؤون أنفسهم، والمحافظة على مصالح ساداتهم الكفار المستعمرين، والتسلط على الناس وإذلالهم وأكل حقوقهم، فأوجدوا جواً مفعماً بالظلم والجهل والفقر، فغاب عن الناس مفهوم الرعوية، فغدوا يرون البلاد والعباد ملكاً لهؤلاء الحكام يتصرفون فيه تصرف المالك بملكه، ولا يرون لأنفسهم حقاً عليهم، بل رأوا أنفسهم مسؤولين عن شؤونهم الخاصة والعامة، ولا أدل على ذلك من ترنحهم في الفقر والهوان دون أن يلتفتوا إلى حكامهم لمطالبتهم بما يصلح حالهم. والأدهى من ذلك أن ترى وجوههم تعلوها البهجة والسرور والعرفان بالجميل، إذا ما فطن الحاكم لبعض مآسيهم، وتصدق عليهم بفتات ما نهب منهم.

    النظرة الرأسمالية للفقر
    ينطلق الرأسماليون في نظرتهم للفقر من نظرتهم للمشكلة الاقتصادية التي يسعون لحلها ويسمونها نظرية الندرة النسبية للسلع والخدمات، والتي تنص على كثرة الحاجات وقلة وسائل إشباعها، أي عدم كفاية السلع والخدمات الموجودة في هذا الكون لإشباع حاجات الإنسان المتجددة والمتزايدة إشباعاً كلياً. فالمشكلة عندهم إذن هي الحاجات والموارد وليس الإنسان، أي هي توفير الموارد لإشباع الحاجات، وليس إشباع حاجات كل فرد من الأفراد، فخلطوا بذلك بين علم الاقتصاد والنظام الاقتصادي، فكانت الدراسات الاقتصادية تدور حول العمل على زيادة ما يستهلكه مجموع الناس من السلع والخدمات. أضف إلى ذلك أنهم عرّفوا الحاجة بأنها الرغبة، فكل ما ترغب فيه فأنت تحتاجه، ولم يميزوا بين حاجات أساسية فطرية في الإنسان وهي المأكل والملبس والمسكن، وبين حاجات كمالية تتغير وتتطور كلما تقدمت المدنية، وهذا هو السر في ادعائهم ازدياد الحاجات. وذهبوا إلى ما هو أخطر عندما اعتبروا هذه الرغبة هي مقياس المنفعة في الشيء، فالرغبة في الشيء هي التي تجعله نافعاً اقتصادياً أو غير نافع.
    ومن هذه النظرة التي تقوم على أساس الندرة النسبية للسلع والخدمات، وأن الحاجة هي الرغبة، وأن هذه الخدمات تتغير تبعاً للتطور المادي والمدني، عرفوا الفقر بأنه عدم القدرة على إشباع الحاجات من سلع وخدمات، وأنه يختلف باختلاف الأمم والأشخاص، فهو شيء نسبي اعتباري، فالأمم المنحطة تكون حاجات أفرادها محدودة في السلع والخدمات الضرورية، فيكون الفقر فيها عدم القدرة على الحصول على هذه السلع والخدمات. في حين أن الأمم المتمدنة المتقدمة مادياً تكون حاجات أفرادها كثيرة يحتاج إشباعها إلى سلع وخدمات أكثر، فيعتبر الفقر فيها غير الفقر في البلدان المتأخرة، فمثلاً يعتبر عدم إشباع الحاجات الكمالية في أوروبا وأميركا فقراً، في حين لا يعتبر عدم إشباع الحاجات الكمالية مع إشباع الحاجات الأساسية في مصر والعراق مثلاً فقراً، وهذا خطأ محض لأنهم جعلوا الفقر شيئاً اعتبارياً وليس حقيقياً، وهذا مخالف لواقع الفقر الذي لا يختلف باختلاف زمان أو مكان، أو بتقدم مدني أو انحطاط، ولأن التشريع أي تشريع موضوع للإنسان لا بد أن ينظر للإنسان عند وضع المعالجات للمشاكل بوصفه إنساناً يتكون من حاجات عضوية وغرائز لا بوصفه فرداً.
    ولم تقف الرأسمالية عند الخطأ في تعريف الفقر، بل أنها أوجدته وساعدت في تكريسه عند نظرتها إلى توزيع الثروة، إذ يرون إنها تتم ضمن طريقتين: الأولى حرية التملك، فبعد توفير الموارد والثروات لمجموع الناس، يترك لهم حرية التملك، دونما تحديد لأسباب معينة له، أو إشارة إلى طرق تنمية معينة له، وهذا حتماً يؤدي إلى تركيز الثروة وحصرها في أيدي فئة قليلة، وحرمان فئات أخرى منها، أي يؤدي إلى سوء توزيع الثروة، فشاعت الاحتكارات الرأسمالية التي تعدت سيطرتها حدود المجتمعات الرأسمالية إلى باقي أنحاء العالم، فاستبد المنتجون بالمستهلكين وشاع الفقر والحرمان.
    أما الطريقة الثانية عندهم لتوزيع الثروة فهي الثمن، فالثمن عندهم هو المنظم لتوزيع الثروة على أفراد المجتمع، فيقولون إنه القيد الذي يجعل الإنسان يتوقف عن الحيازة والاستهلاك عند الحد الذي يتناسب مع موارده. وبذلك يكون الثمن بارتفاعه لبعض السلع وانخفاضه لبعضها، وتوفر النقد عند البعض وعدم توفره عند الآخرين، يكون منظماً لتوزيع الثروة على المستهلكين، ويكون نصيب كل فرد من ثروة البلاد ليس بمقدار حاجاته الأساسية، وإنما هو معادل لقيمة الأعمال التي ساهم بها في إنتاج السلع والخدمات، أي بمقدار ما يحوز من مال.
    وبهاتين القاعدتين حرية التملك والثمن يكون النظام الاقتصادي الرأسمالي قد قرر أنه لا يستحق الحياة إلا من كان قادراً على المساهمة في إنتاج السلع والخدمات أو امتلاكها بأي سبب يناسبه، أما من كان عاجزاً لأنه خُلِقَ ضعيفاً، أو لضعف طرأ عليه، فلا يستحق أن ينال من ثروة البلاد ما يسد حاجاته، وكذلك يستحق التخمة والسيادة والسيطرة على الغير بماله كل من كان قادراً على ذلك لأنه خُلِقَ قوياً في جسمه أو عقله، أو كان أقدر من غيره على الحيازة بأي طريق من الطرق.
    أما تصورهم لحل مشكلة الفقر والقضاء عليه فهو على النحو التالي:
    ما دامت المشكلة الاقتصادية هي محدودية الموارد، وتناقصها بالنسبة للحاجات المتزايدة غير المحدودة؛ كان تصورهم للحل هو توفير هذه الموارد، أي السلع والخدمات، بمعنى آخر هو رفع مستوى الإنتاج، أي زيادة ما يستهلكه الناس، مجموع الناس، لا الأفراد، فبرز عندهم ما يسمى بحجم الإنتاج الأهلي، وينظم هذا التوزيع بجهاز الثمن، فيترك للأفراد نوال ما يستطيعون من هذه الثروة كل بحسب ما يملك من عوامل إنتاجها، سواء حصل الإشباع لجميع الأفراد أو حصل لبعضهم دون البعض الآخر. وهذه معالجة خاطئة لا تؤدي إلى القضاء على فقر الأفراد ولا إلى رفع مستوى معيشتهم جميعاً؛ لأن الحاجات التي تتطلب الإشباع هي حاجات فردية مع كونها حاجات إنسان، ولأن معالجة فقر البلاد لا يعالج مشاكل فقر الأفراد فرداً فرداً، ولكن معالجة فقر الأفراد وتوزيع ثروة البلاد عليهم يؤدي حتماً إلى زيادة الدخل الأهلي، ولأن العوامل التي تؤثر في حجم الإنتاج وزيادة الدخل الأهلي يكون بحثها في علم الاقتصاد، أي في بحث المادة الاقتصادية وزيادتها، أما الفقر فبحثه متعلق بتوزيع الثروة بين الناس وهو ما يسمى بالنظام الاقتصادي.


    أما نظرة الإسلام إلى الفقر فقد انطلقت من الاعتبارات التالية:
    1. المشكلة الاقتصادية التي تواجه المجتمع هي توزيع ثروة البلاد الداخلية والخارجية على جيمع أفراد الأمة فرداً فرداً، بحيث يضمن إشباع جميع الحاجات الأساسية لجميع الأفراد إشباعاً كلياً، وتمكين كل فرد منهم من إشباع حاجاته الكمالية.
    2. حاجات الإنسان الأساسية من حيث هو إنسان هي: المأكل، والملبس، والمسكن، وهي لا تزيد، وإنما الذي يزيد ويتجدد هو حاجاته الكمالية، فالزيادة في الحاجات التي تحصل مع تقدم الإنسان في حياته المدنية إنما تتعلق بالحاجات الكمالية لا الحاجات الأساسية، وهذه يعمل لإشباعها ولكن عدم إشباعها لا يسبب مشكلة، بل الذي يسبب المشكلة هو عدم إشباع الحاجات الأساسية. هذا من جهة الحاجات، أما من جهة الموارد أي الأموال والجهود التي يسمونها السلع والخدمات الموجودة في العالم، فإنها كافية لإشباع الحاجات الأساسية والكمالية أيضاً.
    3. زيادة الدخل الأهلي برفع مستوى الإنتاج هو أمر متعلق بواقع البلاد من حيث الموارد والثروات، ويبحث فيه علم الاقتصاد، ولا علاقة له بتوزيع الثروة الذي يبحث فيه نظام الاقتصاد. فهناك فرق بين علم الاقتصاد ونظام الاقتصاد.
    وانطلاقاً من هذه الاعتبارات، نظر الإسلام إلى الفقر نظرة واحدة لا تختلف باختلاف زمان أو مكان، أو بانحطاط مدني أو تقدم، فاعتبره عدمَ إشباع الحاجات الأساسية إشباعاً كاملاً، وقد حدد الشرع هذه الحاجات الأساسية بثلاث هي: المأكل، والملبس، والمسكن، قال تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة 233]، وقال عز وجل: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} [الطلاق 6]، وروى ابن ماجه عن أبي الأحوص قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهنّ كسوتهنّ وطعامهنّ»؛ وعليه فالحاجات التي يعتبر عدم إشباعها فقراً هي الطعام والكسوة والمسكن، أما ما عداها فيصنف ضمن الحاجات الكمالية التي لا يشكل عدم إشباعها مشكلة. وبناءً على هذه النظرة لمشكلة الفقر وضع الإسلام معالجات مباشرة وفورية للقضاء عليه، وحماية الأمة من مخاطره، تتمثل في توفير ما يسد حاجات الفقير مباشرة، وتحديد الجهات التي تتحمل مسؤولية ذلك، ووضع الإسلام أيضاً سياسة اقتصادية مثلى، يجنّب تطبيقُها والالتزامُ بها الأمةَ الفقرَ ويحميها منه، حيث تتساوق هذه السياسة ونظرته للمشكلة الاقتصادية، وتجعل من الفرد محوراً تدور حوله جميع أحكامها، حيث راعت فيه ثلاثة جوانب: الأول كونه إنساناً له حاجات أساسية يجب إشباعها جميعها إشباعاً كاملاً.
    أما الجانب الثاني فباعتبار فرديته، وذلك أن الحاجات الأساسية هي حاجات أفراد معينين وليست حاجات جماعة. وأما الجانب الثالث فباعتباره مرتبطاً مع غيره بعلاقات معينة تسير تسييراً معيناً، أي باعتباره يعيش في مجتمع معين له طراز خاص من العيش.
    وهكذا يرى الإسلام أن الفقر ليس مشكلة أفراد عجزوا عن إشباع حاجاتهم الأساسية فحسب، بل يراه أيضاً مشكلةً تتعلق بالمجتمع من حيث الأثار التي يتركها، من مثل التفاوت الفاحش بين الأفراد في حيازة الثروة وإشباع الحاجات ما يُشعِرُ بوجود الطبقات، ومن حيث الآثار الاقتصادية الخطيرة التي يخلفها، وأهمها تلك التي تتعلق باستغلال ثروات البلاد وحرمان الجماعة من طاقات الأفراد، ومن حيث الفساد الذي يطرأ على علاقات الناس بعضهم ببعض من سرقة ونهب وحسد وتباغض مما يترك آثاراً سلبية على الأمن والاستقرار، وهكذا نرى أن الفقر هو مشكلة أفراد يعيشون في مجتمع معين له طراز خاص من العيش، فكان علاجه يتراوح بين العلاج المباشر وبين السياسة الاقتصادية التي هي أحكام شرعية تضمن الوقاية من الفقر والعلاج غير المباشر له. فهَاكُمُوها مختصرة:

    المعالجة المباشرة:
    وتكون من جانبين، الجانب الأول: فيما يتعلق بالفرد نفسه، حيث حثَّ الإسلامُ الفردَ على الكسب وعلى طلب الرزق، بل جعل السعي لكسب الرزق فرضاً على القادر المحتاج، روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صافح سعد بن معاذ، رضي الله عنه، فإذا يداه قد اكتبتا، فسأله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك فقال: أضربُ بالمر (الحبل) والمسحاةِ لأنفقَ على عيالي، فقبَّلَ (صلى الله عليه وآله وسلم) يدَه، وقال: كفان يحبهما الله تعالى.
    أما الجانب الثاني: فقد جعل الشرع إعانةَ الفقير على غيره، حتى يتوفرَ له ما يشبع هذه الحاجات الأساسية، وقد فصلها على النحو التالي:
    أ - أوجبها على الأقارب الذين يكونون رَحِماً محرّماً له، قال تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} [البقرة 233]، أي على الوارث مثل المولود له من حيث الرزق والكسوة.
    ب - إن لم يكنْ له أقارب ممن أوجب الله عليهم نفقة قريبهم انتقلت إلى بيت المال في باب الزكاة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك كلاًّ فإلينا» والكـــلّ الضـــعيف الذي لا ولدَ له ولا والد، وقال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة 60].
    ج - إنْ لم يَفِ قسمُ الزكاة من بيت المال في حاجات الفقراء والمساكين كان واجباً على الدولة أن تنفق عليهم من أبواب أخرى من بيت المال.
    د - إن لم يوجد في بيت المال مالٌ يجب على الدولة أن تفرضَ ضريبة على أموال الأغنياء وتحصلها لتنفقَ على الفقراء والمساكين منها، فسدُّ حاجات الفقراء فرض على جميع المسلمين، قال عليه الصلاة والسلام: «أيُّما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤٌ جائع فقد برئتْ منهم ذمةُ الله تبارك وتعالى» رواه أحمد. وقد ألزم الرسولُ (صلى الله عليه وآله وسلم) الأنصـارَ بإعالة المهـاجرين الفقـراء، وقال تعـالى: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات]، فكل ذلك يدل على أنه فرض على جميع المسلمين، وما كان فرضاً على جميع المسلمين كان على الخليفة بما عليه من واجب رعاية شؤونهم أن يحصل المال منهم؛ ليقوم بما هو فرض عليهم. والذين تجب عليهم النفقة من أقارب الفقير ويدفعون الضريبة من المسلمين هم من كانوا في حالة غناء، أي من استغنوا عن غيرهم، ويعتبر الشخص في غَناء إذا كان ممن تُطلَب منه الصدقة، أما من نهي عن الصدقة فلا؛ لقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى»، والغنى كما حدده الفقهاء هو ما يقوم بقوت المرء من قوت مثله، وبكسوتهم كذلك وسكناهم وبمثل حاله من مركب وزي، روى مسلم عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك» ونفقة الإنسان عن نفسه هي سده لكفاية حاجاته التي تتطلب إشباعاً، وليست كفاية حاجاته الأساسية فحسب؛ وذلك لأن الشرع أوجب عليه نفقة زوجته بالمعروف، وقد فسر بأنه حسب حالها وأمثالها، قال تعالى: {رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة 233] فتكون نفقته على نفسه أيضاً بالمعروف.

    السياسة الاقتصادية أو ما نسميه المعالجة غير المباشرة للفقر:
    أولاً: الملكيات
    وإذ قسّم الإسلام الثروات في هذه الدنيا على ثلاث فئات: الفرد والجماعة والدولة، وكان الاعتبار الأول في هذا التقسيم هو توزيع الثروة بين الناس؛ فقد أقر الإسلام بحاجة الإنسان الفطرية لحيازة الثروة، فلم يمنعه من حيازتها، ولم يمنعه من السعي لها وتنميتها والتصرف بها، ولكن ضمن أسباب مشروعة تمنع الاضطراب والفساد الذي يسود علاقات الناس بسبب تفاوتهم في القوى الجسمية والعقلية وفي الحاجة إلى الإشباع. فكما أن الإسلام منع إلغاء الملكية أو تحديدها بِالكمّ فإنه أيضاً حارب حرية التملك، وجاء بتشريعات وتوجيهات تصون مالَ الفرد وتحفطه من اعتداءات الآخرين. وجعل الإسلام أموالاً أو أعياناً معينة مشتركة بين الناس ومنع الفرد من حيازتها، فجعلهم ينتفعون بها بشكل جماعي، وجعل للدولة ملكية تخضع لتدبير الخليفة يخص بعض الأفراد بشيء منها حسب ما يرى، وذلك كالجزية والفيء والخراج وغيرها، وتمكنها من رعاية شؤون الناس التي على رأسها توفير الحاجات الأساسية للفرد.

    ثانياً: أحكام الأراضي
    وأبرزها إحياء الـمَوَات، فكل فرد من أفراد الرعية إذا أحيا أرضاً لم يظهر عليها أنه جرى عليها ملك أحد من إحاطة أو زرع أو عمارة أو نحو ذلك تملَّـكها، لما روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "مَن أحيا أرضاً ليست لأحد فهو أحق"، ولم يكتفِ الإسلام بذلك بل نص على جواز إقطاع الأفراد والأرض العامرة الصالحة للزراعة التي تعود ملكيتها للدولة، وهذا ما فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأجمع عليه الصحابة بعده.
    وإمعاناً في الحرص على استغلال الأرض، أجبرَ الإسلامُ مالكَها على استغلالها، بأن نصّ على أخذها منه وإعطائها لغيره إذا ما أهملها ثلاثَ سنين، قال عمر بن الخطاب: «ليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين»؛ لأن الشرع جعل لملكية الأرض معنىً غيرَ ملكية الأموال الأخرى المنقولة وغير المنقولة، إذ جعل ملكيتها للزراعة، فإذا عُطِّلتْ المدةَ التي نص الشرعُ عليها ذهب معنى ملكيتها عن مالكها. ولا يخفى على أحد ما في هذه الأحكام من محاربة للفقر بتمليك الأفراد عنصراً هاماً من عناصر الثروة وهي الأرض دون مقابل، وإجبارهم على استغلالها.

    ثالثاً: أحكام الشركات
    فقد أجاز الإسلام الشركة، واشترط في صحتها وجود البدن، ولم يشترط على شريك البدن امتلاك المال، وجعل الخسارة على المال لا على البدن. فأوجد فرصة عظيمة لمن لا يملك إلا جهده أن يوفر لنفسه مصدر رزق يسد منه حاجاته. فالعقد في الشركة منصبّ على القيام بعمل ماليّ بقصد الربح. فلا بد من القيام بعمل، أي لا بد من شريك بدن ولا بد من قصد الربح.

    رابعاً: إعطاء الفقراء من أملاك الدولة كالغنائم والأملاك العامة
    وهي أن يُعطى الفقراء مالاً منقولاً و غير منقول، لا ليقضيَ الأفرادُ حاجاتهم بشكل مؤقت، بل من أجل تمليكهم الثروة التي تضمن سداد حاجاتهم بشكل مستمر، أي تمليكهم وسائل قضاء حاجاتهم. ويكون هذا أكثر ما يكون عندما يُرى تفاوتٌ بين الناس في الملكية، أي عندما ينحصرُ المال في أيدي فئةٍ من الناس، قال تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ} [الحشر 7]، وهذا ما فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بفيء بني النضير.

    خامساً: منع الحمى في المنافع العامة
    والحمى هو المكان المحمي الذي لا يجوز أن يرعى فيه غيرُ مَن حماه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا حمى إلا لله ولرسوله»، والحمى المنهي عنه يشمل أمرين: الأول: الأرض الميتة التي لكل واحد من الناس أن يحيِيَها ويأخذَ منها، والثاني: ما هو من الملكية العامة من مثل الماء والكلأ والنار، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من منع فضل الماء ليمنعَ به فضل الكلأ منعه الله فضلَه يوم القيامة». أما الدولة فلها أن تحميَ من الأرض الموات وما هو داخل في الملكية العامة لأي مصلحة تراها من مصالح المسلمين، على شرط أن يكون ذلك على وجه لا يُلحق الضرر بأحد. أما الأفراد فلا يجوز لهم ذلك.

    سادساً: منع كنـز الذهب والفضة
    ولعله من أبرز الأحكام التي جاءت لمعالجة سوء التوزيع بصورة غير مباشرة. والكنـز يعني جمع المال أي النقد بعضه إلى بعض لغير حاجة، وهذا يؤدي إلى تقليص المشاريع الاقتصادية مما يؤدي إلى البطالة والتي بدورها تؤدي إلى الفقر. قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِـزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة 34].

    سابعاً: منع الإسلام الربا
    وواقع الربا أن هذه الفائدة التي يأخذها المرابي هي استغلال لجهد الناس، وهي جزاء من غير بذل جهد، ولأن المالَ الذي يؤخَذ عليه ربا مضمونٌ غير معرض للخسارة، وهو غير استغلال المال بالشـراكة والمضـاربة وغيرها، قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة 275]. وفي الوقت الذي منع فيه الربا، حث الإسلام على الإقراض والاستقراض؛ لأن المحتاج للمال إما أن يحتاجه لأجل العيش وقد سدها الإسلام بضمان العيش لكل فرد من أفراد الرعية، وإما أن يحتاجه لأجل مشروع إنتاجي وقد سدها الإسلام بإقراض المحتاج دون ربا، روى ابن حبّان عن ابن مسعود أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقة مرة»، فإقراض المحتاج مندوب، والاستقراض مندوب أيضاً؛ لأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يستقرض.
    وإذا ما قُضِيَ على البنوك الربوية يبقى بيت المال وحده الذي يقوم بإقراض المال لأصحاب المشاريع بلا فائدة، بعد التحقق من إمكانية الانتفاع بالمال، وهذا ما فعله عمر مع فلاحي العراق.

    ثامناً: منع الاحتكار
    والاحتكار هو جمع السلع انتظاراً لبيعها بأسعار غالية بحيث يضيق على أهل البلاد شراؤها، وهو حرام في جميع الأشياء سواء أكانت طعاماً أم غيره. روي عن أبي أمامة قال: «نهى رسول الله أن يحتكر الطعام»، وفي صحيح مسلم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «لا يحتكر إلا خاطئ»، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان على الله أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة». والاحتكار يشكل أخطاراً كبيرة على المجتمع، منها عدم تمكين ضعيفي الحال من تحصيل حاجاتهم بسبب الغلاء، مما يوجد تفاوتاً بين الناس، ويشهد لذلك واقع الأمة بل واقع العالم أجمع اليوم، الذي تحتكر خيراته بضع شركات.

    تاسعاً: منع الدولة من التسعير
    والتسعير هو أن يأمر السلطانُ أو نوابُه أو كلُّ مَنْ ولي أمراً من أمور المسلمين أهلَ السوق أن لا يبيعوا السلع إلا بسعر كذا، فيُمنعون من الزيادة حتى لا يغلوا الأسعار، أو النقصان عنه حتى لا يضاربوا غيرهم، وهذا كله حرام لما روى أحمد عن أنس قال: «غلا السعر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله، لو سعرت، فقال: إن الله هو الخالق، القابض، الباسط، الرازق، المسعر، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال»، فالتسعير مظلمة فهو حرام. وأبرز آثار التسعير أنه يفتح سوقاً خفية يبيع فيها الناس بيعاً مستوراً عن الدولة بعيداً عن مراقبتها، وهي ما يسمونها بالسوق السوداء، فترتفع الأسعار ويحوز السلعة الأغنياء دون الفقراء.
    وغلاء الأسعار إما أن يكون بسبب احتكارها وهذا قد حرمه الإسلام، وإما أن يكون ناتجاً عن ندرتها، والخليفة في هذه الحال مأمور برعاية مصالح الناس فعليه أن يسعى لتوفيرها، وبهذا يكون قد منع الإسلامُ الغلاءَ دون الحاجة إلى التسعير.


    عاشراً: منع الإسلام الفرد من أن يهب أو يهدي أو يتصدق إلا فيما يبقى له ولعياله غنى
    روى الدارمي عن جابر بن عبد الله قال: "بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا جاءه رجل بمثل البيضة من ذهب أصابها في بعض المغازي (قال أحمد: في بعض المعادن، وهو الصواب)، فقال: يا رسول الله، خذها مني صدقة، فَوَاللهِ مالي مالٌ غيرها. فأعرضَ عنه، ثم جاء من ركنه الأيسر فقال مثل ذلك، ثم جاءه من بين يديه فقال مثل ذلك، ثم قال هاتها مغضباً، فحذفه بها حذفة لو أصابته لأوجعه أو عقره، ثم قال: يعمد أحدكم إلى ماله لا يملك غيره فيتصدق به ثم يقعد يتكفف الناس، إنما الصدقة عن ظهر غنى، خذ الذي لك، لا حاجة لنا به، فأخذ الرجل ماله".

    هذه هي بعض الخطوط العريضة من السياسة الاقتصادية في الإسلام، والتي بها ننقذ الأمة بل العالم من براثن الفقر والعوز والحاجة، ولا يمكن أن تطبق هذه السياسة إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة القادمة بإذن الله، فالأمة في أمَسِّ الحاجة لها، بل العالم أجمع؛ يقول تقرير للأمم المتحدة إن مليار شخص في العالم محرومون من الأساسيات، أي الحاجات الأساسية، ومنها الماء، وإن 20% من سكان العالم يستهلكون 86% من ثرواته.

    نقل : مجلة الزيتونة عن مجلة الوعي









  7. #7
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي



    نسألكم الرحيلا ..



    أحمد مطر






    ارفعوا

    أقلامكم عنها قليلاً

    واملأوا أفواهكم صمتا طويلاً

    لا تجيبوا دعوة القدس.. ولو بالهمس

    كي لا تسلبوا أطفالها الموت النبيلا

    دونكم هذي الفضائيات فاستوفوا بها "غادر أو عاد"

    وبوسوا بعضكم.. وارتشفوا قالا وقيلا

    ثم عودوا..

    واتركوا القدس لمولاها..

    فما أعظم بلواها

    إذا فرت من الباغي.. لكي تلقى الوكيلا!

    طفح الكيل.. وقد آن لكم أن تسمعوا قولاً ثقيلاً

    نحن لا نجهل من أنتم.. غسلناكم جميعاً

    وعصرناكم.. وجففنا الغسيلا

    إننا لسنا نرى مغتصب القدس.. يهودياً دخيلاً

    فهو لم يقطع لنا شبراً من الأوطان

    لو لم تقطعوا من دونه عنا السبيلا

    أنتم الأعداء

    يا من قد نزعتم صفة الإنسان.. من أعماقنا جيلاً.. فجيلا

    واغتصبتم أرضنا منا

    وكنتم نصف قرن.. لبلاد العرب محتلاً أصيلاً

    أنتم الأعداء

    يا شجعان سلم.. زوجوا الظلم بظلم

    وبنوا للوطن المحتل عشرين مثيلا!

    أتعدون لنا مؤتمراً!

    كلا

    كفى

    شكراً جزيلاً

    لا البيانات ستبني بيننا جسراً

    ولا فتل الادانات سيجديكم فتيلاً

    نحن لا نشري صراخاً بالصواريخ

    ولا نبتاع بالسيف صليلاً

    نحن لا نبدل بالفرسان أقناناً

    ولا نبدل بالخيل الصهيلا

    نحن نرجو كل من فيه بقايا خجل.. أن يستقيلا

    نحن لا نسألكم إلا الرحيلا

    وعلى رغم القباحات التي خلفتموها

    سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا

    ارحلوا

    أم تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلا؟!

    أي إعجاز لديكم؟

    هل من الصعب على أي امرئ..أن يلبس العار

    وأن يصبح للغرب عميلا؟!

    أي إنجاز لديكم؟

    هل من الصعب على القرد إذا ملك المدفع .. أن يقتل فيلا؟!

    ما افتخار اللص بالسلب

    وما ميزة من يلبد بالدرب.. ليغتال القتيلا؟!

    احملوا أسلحة الذل وولوا.. لتروا

    كيف نُحيلُ الذلّ بالأحجار عزاً.. ونذلّ المستحيلا

  8. #8
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    مختارات رائعة وتستحق المتابعة

    متابعون أيها الكريم
    وبانتظار التالي

    تحيتي

    تاج كللت به صاحبة صلاحية تلك المختارات .......

    فلها أن ترفع رأساً زينته الأخت ربيحة الرفاعي بهذا التاج

    ولك مني الشكر والإكبار

    ولخلل فني سيدتي تأخرت بالرد حيث لم أبلّغ كما يجب بالمداخلة

    فأقف أمامك ولجنابك معتذراً لتأخير ليس متعمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي



    مات إذن عمر بن الخطاب


    كان شيء من خوف ممتزج بوجوم يكسو وجه زوجتي عندما فتحت لي الباب ظهر اليوم .
    سألتها: ماذا هناك
    قالت بصوت مضطرب: الولد
    أسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً فوجدته فوق السرير منزوياً في انكسار وفي عينيه بقايا دموع.
    احتضنته وكررت سؤالي.
    ماذا حدث؟
    لم تجبني .. وضعتُ يدي على جبهته .. لم يك هناك ما يوحي بأنه مريض .
    سألتها ثانية:
    ماذا حدث؟!
    أصرت على الصمت.. فأدركت أنها لا تريد أن تتحدث أمام الطفل الصغير.. فأومأت إليها أن تذهب لغرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربّت فوق ظهر صغيري .
    عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث له أيضاً هذا الصباح بدأت أدرك .
    فالقصة لها بداية لا تعرفها زوجتي.. هي شاهدت فقط نصفها الثاني.. رحت أروي لها شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث ويحدث.
    القصة باختصار أني أعشق النوم بين أطفالي الثلاثة أسماء وعائشة وهذا الصبي الصغير .
    وكثيراً ما كنت أهرب من غرفة نومي لأحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير.. كانوا يسعدون بذلك وكنت في الحقيقة أكثر سعادة منهم بذاك .
    بالطبع كان لابد من حكايات أسلي بها صغاري ... كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً بأن أحكي لها قصة سيدنا يوسف .
    وأما عائشة فكانت تحب سماع قصة موسى وفرعون أو الرجل الطيب والرجل الشرير كما كانت تسميهما هي.
    وأما صغيري فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها سواء عن سيدنا يوسف أو عن سيدنا موسي عليهما السلام.
    ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم سيدنا موسي.. صاحت كل واحدة منها تطالب بالحكاية التي تحبها .. وفوجئت به وهو يصيح مقاطعاً الجميع:
    عمر بن الخطاب
    تعجبت من هذا الطلب الغريب.. فأنا لم أقص عليه من قبل أي قصة لسيدنا عمر.. بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب.. فكيف عرف به.. وكيف يطالب بقصته
    لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة.
    حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم تضع على النار قدراً به ماء وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم.
    حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً.. ثم عاد وقد حمل شوال دقيق على ظهره وصنع بنفسه طعاماً للصبية .. فما تركهم حتى شبعوا وناموا ..
    نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية.. في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب
    قلت له ممازحا: أتعرف
    أجاب في تحد : نعم
    لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته.
    في ليلة أخرى أحب أن يسمع حكاية ثانية لعمر بن الخطاب..
    حكيت له حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص.. وكيف أن عمر بن الخطاب وضع السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص .
    في الليلة التالية أعاد على مسامعي حكايتي ... كان قد حفظها هي الأخرى.
    وهكذا أمضينا قرابة شهر.. في ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر.. أو عن تقواه.. أو عن قوته في الحق.. فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية..
    في إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب
    هل مات عمر بن الخطاب؟
    كدت أن أقول له – نعم مات !! ..
    لكني صمت في اللحظة الأخيرة فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب..
    وأنه ربما يصدم صدمة شديدة لو علم أنه قد مات.. تهربت من الإجابة.
    في الليلة التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.
    بعدها بدأت أتهرب من النوم مع أطفالي كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال..
    صباح اليوم خرج مع والدته..
    في الطريق لقي امرأة وعلى كتفها صبي يبكي كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها،
    فوجئ الجميع بصغيري يصيح بها
    لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب بطعام لك ولصغيرك
    جذبته أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود.
    بعد خطوات قليلة وجد شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشية ..
    صاح صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب ليمنع هذا الظلم.
    فوجئت أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري ..
    قررت أن تعود إلى المنزل بسرعة..
    لكن قبل أن تصل إلى المنزل اعترض طريقها شحاذ رث الهيئة وطلب منها مساعدة ..
    دست في يده هو الآخر بعض النقود وأسرعت نحو باب المنزل لكنها لم تكد تصعد درجتين من السلم
    حتى استوقفتها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وأنها تريد مساعدة.
    هنا صاح صغيري بها
    هل مات عمر بن الخطاب؟!
    عندما دخلت الشقة كان صوت التلفاز عالياً كان مذيع النشرة يحكي ما فعله اليهود بالقدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى.
    أسرع صغيري نحو التلفاز وراح يحملق في صورة الجنود المدججين بالسلاح
    وهم يضربون المصلين بقسوة بالهراوات والرصاص المطاطي التفت نحو أمه وهو يقول:
    مات إذن عمر بن الخطاب !!
    راح يبكي ويكرر
    مات عمر بن الخطاب
    دفع صغيري باب الغرفة، صمتت أمه ولم تكمل الحكاية.. لم أكن محتاجاً لأن تكملها فقد انتهت.
    توجه صغيري نحوي بخطوات بطيئة وفي عينية نظرة عتاب
    مات عمر بن الخطاب؟
    رفعته بيدي حتى إذا صار وجهه قبالة وجهي رسمت على شفتي ابتسامه وقلت له
    أمك حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد عمر ..
    صاح في فرح : عمر بن الخطاب
    قلت له: نعم.. نعم ستلد عمر
    ضحك بصوت عالٍ وألقى نفسه في حضني وهو يكرر
    عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب
    حبست دموعي وأنا أترحم وأترضى على عمر بن الخطاب


    ولنا تعليق على القصة
    نعم يا حبيبي
    مات عمر بن الخطاب
    ومات المعتصم بالله
    ومات السلطان عبد الحميد الثاني
    ومات هرون الرشيد وولداه الأمين والمأمون
    وهدم أعداء الله الخلافة
    وقسموا الدولة العظمى إلى أشلاء
    قسموها لحارات ومخترات
    قسموها باتفاق سيكس بيكو اللعين
    حارات ومخترات أعطوها ألقاب الجمهوريات والملكيات والإمبراطوريات
    عائلات ومشيخات وسلطات هزيلة ارتضوا لأنفسهم الذلة والمهانة
    واحرّ قلبي من أمّة تاهت في دهاليز السياسة الميكيافلية
    ضاعوا وهانوا بهدم دولة الخلافة الإسلامية
    فأعيدوها أيها المسلمون يرحمكم الله لتُسعدوا البشرية
    أعيدوها تعيدوا أمجاد عمر وصلاح الدين
    وعندها تستردون السهل في فرح وتعلم القدس أنا لا نجافيها
    أعيدوها فلا عزة لكم إلا بها
    أعيدوها ففيها سلام العالم وأمنه
    .... أبشر يا فتى .... سيعود قريباً عمر بن الخطاب
    .... أبشر يا فتى .... سيعود قريباً حكم الاسلام وعدله

  10. #10
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    عرض الإشتراك الإفتراضي للمواضيععند اضافة موضوع جديد أو مشاركة جديدة ، بإمكانك اختيار نوع التبليغ الخاص بك لهذه المشاركة .
    وتستطيع التحكم بنوع الاشتراك الذي ترغب به ، إما ابلاغك بواسطة بريدك الالكتروني فورآ عند الرد على مشاركاتك و مواضيعك ، أو ابلاغك اسبوعيآ عن التحديثات الجديدة التي طرأت على المواضيع والمشاركات التي اضفتها بالمنتدى .
    لمشاهدة كافة المواضيع المشترك بها ، توجه إلى قائمة الإشتراكات .
    تبليغ فوري بالبريد الإلكتروني
    للرفع:

    لا يتم التبليغ بوجود مداخلات ورود كما طلب في الاعدادات

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الأحداث على الساحة المصرية يوما بيوم
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 557
    آخر مشاركة: 13-04-2014, 09:14 PM
  2. مابال الساحة السياسية!
    بواسطة محمد عبدالله احمد في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-04-2013, 08:53 PM
  3. دراسة: تجريد إسرائيل من شرعيتها على الساحة الدولية
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-07-2010, 07:31 PM
  4. موقع لخطب دينية مختارة للتنزيل والاستماع
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-09-2003, 04:47 PM