أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: اطـرح سؤالاً أو أجب عن سؤال ..!

  1. #1
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي اطـرح سؤالاً أو أجب عن سؤال ..!

    هب أن أحدهم اشترى باقات من الزهور ، ثم تركها عند الباعة ، وطلب منهم أن يهدوها نيابة عن المجتمع .. إلى أول فتاة جميلة ، أو أول طفل بريء .. يأتون بعده ..! فهل يُعتبر هذا الفعل منافياً للدين والمنطق والأخلاق ...!
    بدعوى أن الطفل لا يعرف قيمة الأزهار ، وبالتالي سيعبث بها وهذه إهانة لشيء جميل بريء .!

    أو لأن كلمة فتاة جميلة قد تعكس مرضاً نفسياً أو فراغاً عاطفياً .. أو أنها كلمة مشبوهة أو تحتمل التأويل ، فقد تكون إهانة لغيرها أو سوء نية تجاهها لدى القائل .!...

    صح .!. خطأ .!. ربما .. ولكن تبقى النتيجة ذاتها .. ظاهر النوايا حسن ، والظنون موجودة .. وأحياناً مبررة ، والأخطاء فادحة ، والنتائج سلبية ، والجميع حُكماء ..
    وما يجري ينبغي أن يستوقف الجميع ضحكاً أو بكاءً ، ولكنه يمر غالباً دون ردة فعل ..!
    فالمحاذير التي يُقال للأطفال ولطلبة المراحل الأولى من الدراسة أنه لا يجوز ولا يمكن لأحد الاقتراب منها في ظلمة الليل .. يرونها تُنتهكُ في وضح النهار .
    والعقلاء التزموا بالمبادئ التي انتهكها غيرهم ونجح بانتهاكها وفق المقاييس السائدة .. وانتبه المساكين بعد فوات الأوان ، وسيمضون بقية حياتهم في صراع مع أنفسهم بحثاً عن حقيقة .
    الصراع والبحث في بدايتهما ، وطاقات المساكين وأيامهم توشك على الانتهاء .. ولكن هل من خيار أمام العقلاء في عالم المجانين .. سوى الجنون .!

    هل يجب على الإنسان لكي يستحق درجة الإيمان أن يصل إلى مرحلة من الخضوع للقدر .. بحيث لا يرى عيوب ومزايا الآخرين ..! وإنما يرى فقط تصرفاتهم التي تمسه سلباً أو إيجاباً ، فيمتدح جميلها ويعفو عن قبيحها ..! ومن يكون هـو .! و ما هي طاقاته وقدراته حتى يُطلب منه ذلك ..! وهل الإيمان الذي يقل عن هذا المستوى - يُـعـدُّ إيماناً وينفع صاحبه ..؟

    هل تم وضع الأمور على منضدة -أمام الجميع .. واختار كل فرد ما يناسبه لحمل الأمانة ..!
    وإلا فلماذا يُجـرَّمُ الجبان لجبنه , والبخيل لبخله , والغبي لغبائه ..!ولماذا نلتمس العـذر للقصير ؟ ولا نلوم المريض على مرضه ؟
    أم أننا نلوم فقط من لا نرى أولا نعرف سبب علته أو سر اختلافه عنا .! هل من هؤلاء من اختار دوره في الحياة ؟..
    ولماذا يُكافأ الجميل لجماله .. والذكي لذكائه ؟ هل لأيٍ من هؤلاء فضل في امتلاك ما يمتلك ؟

    هل تم تعويض الفقير عن فقره .. كالسماح له بالتعامل بالربا أو السرقة أو الغش ؟ ومُنِع الغني من ذلك مثلا ..! هل يجوز لمن لا يستطيع الزواج أن يزني ، ويُعاقب القادر على الزواج إذا زنى ؟
    وصلاة الجماعة عامة والجمعة خاصة - هل هي فرض -على ميسوري الحال ممن يستعرضون سياراتهم وملابسهم وعطورهم ومكانتهم الاجتماعية- فقط ..! وبالتالي فهي نافلة - لمن لا يُحب (هو) أن يراه الناس .. لشدة بؤسه .. وتفادياً لما ينتابه من شعور بمرارة الحياة عندما يرى موقعه في المجتمع , وهل ..؟ وهل السماح للفقير بأخذ الزكاة يعدل فرضها على الغني - أم أن للأمـر فلسفة أخرى نعلمها جميعاً - دون اتفاق ، وينتظر كل منا الآخر ليبوح بها فيبوء بوزرها أو ينال أجرها ..!
    هل يمكن أن يجد الإنسان نفسه في الزمان أو المكان الخطأ .. ودون القدرة على فعل شيء ؟ كيف يعيش .. وما ذنبه .. وما علاقة ذلك بالمسئولية والأمانة ؟
    هل كل الناس لديهم إجابات ، وأنا فقط الذي يتساءل ؟ .. والأصدقاء الذين سألتهم .. هل كانوا صادقين عندما قالوا نحن مثلك تائهون .. ولكننا أعرضنا عن التساؤل خوفاً من الإجابة .. أو خشية الوصول إلى طريق مسدود , وإبقاءً على حياة الأمل , حيث أن ترك المستقبل أو جزء من الواقع .. في صورة المجهول يُعد أملاً للعاجزين .!
    أم أن معظم البشر كما أتصور وكما تقول معظم الوقائع .. يمكن أن يقتلوا إنساناً ألف مرة .. لينقذوا حياة إنسان آخر مرة واحدة .! ما نوع الإنسانية بداخلهم .. والتي أجازت لهم إنقاذ هذا وقتل ذاك .. وهما كلاهما يحملان ذات الأمانة .! أي جرأة عجيبة يمتلكها هؤلاء تجعلهم يمشون مبتسمين فوق جثث المنطق والعدل والإنسانية ، وهم يحملون الأمانة ويدّعون الإنسانية وجُلهم يعلمون بحتمية البعث والحساب ..!
    هل تحيط بنا مؤثرات .. لا نعلم ماهيتها وليس لنا أن نحتاط منها , وهل يمكن لتلك المؤثرات أن تؤثر على الصوت دون الصورة والعكس , بحيث يصبح الإنسان .. منطقيا عاقلا مؤمنا وصادقا وشجاعا وكريما ... في أقواله ؛ وعشوائيا سفيها كافرا كاذبا لئيماً جبانا بخيلا .. في أفعاله .!
    هل يوجد شيء دون الجنون , يؤدي إلى اختلال وظائف العقل .. ولا يمكن ملاحظته أو إثباته ؟ وإن وُجد .. فهل يُحسب على المصاب أم يحسب له ؟ ومن المسئول .. وما ذنب المصاب ؟
    وهل يمكن أن يُصيب مثل هذا الداء مجتمعًا كاملا ؟ وكيف تبدو صورة ذلك المجتمع ؟
    وهل العقل وحده هو الذي جعل الإنسان يوصف بالظلوم الجهول .. لفشله في حمل الأمانة ؟ وهل بالضرورة أنه سيفشل في حملها ؟

    هل جُبِلَ الإنسان على الظلم والجهل ؟ أم أنه اختار أن يكون كذلك .! هل يختار العاقل أن يكون .. ..؟ وما الذي أغرى الإنسان أو ألزمه بحمل ما لا يستطيع ؟ وهل عقول الناس متساوية ؟ وهل يحملون ذات الأمانة ؟
    أم أن العقل هو الأمانة ذاتهـا المقصودة في الدين ..! وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف كان الإنسان قبل تعهده بحمل هذه الأمانة ؟ هل تعهد بحملها قبل أن يكون عاقلاً ؟... وهل يعاقب غير العاقل إذا نكث بالعهد .. أم هل يؤخذ عليه عهد أصلا ؟
    ما هو العقل ؟ وهل الإنسان هو المخلوق الوحيد العاقل والمُخيّر والمُحاسب ؟وهل كان الإنسان يُدرك حجم وماهية الأمانة ولذلك حملها ... أم أنه تعهد بحمل شيء يجهله .. ومع ذلك فهو عاقل ومُحاسَب ..!
    هل اختار أيٌ منا دوره ومكانته في الحياة ؟ وبالتالي يُحاسب على اختياره ..! أم أنه اُختير لكل دور أناسٌ وتم تأهيلهم له ..! وكيف ومتى وأين ومن قرر الاختيار والتأهيل ؟ أهي الصُدف .. أم عوامل وراثية .. عوامل بيئية .. ظروف العائلة .. المجتمع .. الدولة .. الجغرافيا .. التاريخ .. مناهج الدراسة ..! وهل يقف خلف كل عامل من هذه العوامل إنسانٌ ما - يتحمل المسئولية عن النتائج ؟ .. أم أنهم جميعاً ضحايا لذات العوامل .. وهذا يكفي لإعفائهم جميعاً من المسئولية .!
    أم هي القدرة القاهرة الخفية .. ولا يوجد مُدَانٌ بين البشر .. و كيفما كان الحال فكلها أمور تخرج عن نطاق اختيارنا ..! فهل يُحاسب الإنسان على أمور خارجة عن إرادته .. وتفوق قدراته .. وتتدخل تدخلا مباشرًا فاعلا في كل شؤونه .. فتجبره على إتيان ما لا يريد .. وتمنعه مما يريد ..!
    لماذا يُجَرَّمُ من قال عن الغبي أنه غبي .. وعن القبيح أنه قبيح ؟ ألم يُصب كبد الحقيقة ..!
    هل مازال يُهان الأسود لسواده ؟ أم أن العقل البشري أدرك أن اللون لا ينفي صفة الإنسانية عن صاحبه .. ولا يعفيه من حمل الأمانة .. وأنه لم يختر أن يكون أسودًا ..! وإذا كان الأمر كذلك .. فهل لنا أن نتفاءل أم علينا أن نتتشاءم لأن العقل البشري بدأ يُدرك أن ما يملكه الإنسان من خيارات وإمكانات في حياته , هي في الغالب أقل من أن تُحَمِّله مسئولية تصرفاته المُخالفة للمنطق والقانون .! .. وأنه يجب استحضار ذلك قبل تجريم ومعاقبة كل المخالفين ..!
    مع التذكير بأن من ندعوه بالمخالف هنا ، كنا قد سبقناه بالمخالفة , بمصادرة حقه بالمشاركة في سن القوانين التي سنعاقبه بها – ونحن نجهل قدراته .! الأمر الذي لو فعلناه لحصلنا على وجهات نظر من زوايا مختلفة .. ستثري بلا شك تشريعاتنا ، وعندها سيعاقب المذنب وهو راضٍ .! وقد يختار بناءً على ذلك كل إنسان المكان الذي يناسبه ، وقد تُنشأ مجتمعاتٌ بتشريعات مختلفة ..!

    فمثلاً تـُقام مدينة (مجتمعٌ ) .. أي مخالفة فيها توجب الإعدام . بينما توجد مدينة أخرى بجوارها - فعل الصواب فيها يوجب الإعدام . وتوجد مدنٌ أخرى تتوسط تشريعاتها هذين التشريعين ..! ويختار الإنسان في أيها يُـقيم .. ويكون قد حكم على نفسه مسبقاً ..!
    ولكن القوانين سنها ويقوم عليها أناسٌ , شاءت الأقدار لهم أن يُعفوا من العيش في بيئة المُذنب .
    فهل انتبه أولو الأمر إلى ذلك ؟ وهل فكر العقلاء والقادرون منهم أن يقوموا بتجربة .. لمعرفة مدى مسئولية الإنسان عما يفعل , ونسبة تأثير المحيط مقارنة مع تأثير الإرادة في تصرفات الإنسان ..!
    كأن يُهيئوا مثلا .. بيئة أحد السُعداء المُبجلين .. لأحد الحقراء المنبوذين .. والعكس .. ( ولتكن كاميرا خفية مدتها تقاس بالسنوات ) .. وتـُجرى التجربة في بيئات وطبقات مختلفة من المجتمع .. وتُسنُّ وفق نتائجها تشريعات ذلك المجتمع ..!

    سؤال ربما أخير .. هل يمكن إصابة الإشارات السمعية والبصرية المتبادلة بين البشر .. حتى عند قرب المسافة , إصابتها بتشوه (بفيروس أو ما شابه- أسوة بفيروسات الحاسوب) .. قبل استلامها وبالتالي وصولها ونتائجها - تكون ملوثة ، تخالف المنطق ..! بعكس ما يريده مُـرسلها ..!
    أو هل يمكن حدوث خلل في الدماغ البشري يؤدي إلى ترجمة معكوسة لما يراه الإنسان ويسمعه , وبالتالي قد يتذمر ويشكو وينتقد ويسخط ويعتزل بني جنسه , ظناً منه بانحراف كبير وغير مبرر أصاب المجتمع , و تكون الحقيقة أنه المصاب وليس من حوله ..!



    شكراً على القـراءة ، وعلى السؤال أو الإجابة ، وعلى كل شيء ..!
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : الكويت(وقلبى فى مصر)
    العمر : 45
    المشاركات : 150
    المواضيع : 7
    الردود : 150
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أسئلتى:
    أى عقل عميق احتوى تلك الأفكار ؟؟
    وأى أنامل ذهبية خطت تلك السطور ؟؟
    لى عودة أخرى للفحص والتدقيق والمشاركة بإذن الله..
    فكرة رائعة وموضوع شيق..

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    اسئلة وجودية تنبأنا عن عقل جبار .. أشكرك على اتاحة الفرصة لهذه التأملية المدهشية ... واسمح لي أن أضع حرفي هنا ليؤازر ... ابداعك




    الخارطة القرآنية .. للشيطان \2
    بقلم خليل حلاوجي

    ماأشد إحراج الانسان المؤمن بالمثل القائل ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ) وهو يقرأ سيرة العباقرة وسيزداد حيرة وهو يشاهد الفيزيائي هوكنز وهو قعيد كرسيه لايقدر في الحراك على أي شى وهو هو من يقدم اليوم اجابات تهذب نظرية النسبية لانشتين مزيلا ً حيرتنا في فهم الكون .
    وكيف للحكمة ان ينطقها مجنون فيصدقها العاقل وهل سيستطيع هذا العاقل تمييز الدجاجلة عن اصحاب الرسالات السماوية .
    وحينما يخبرنا الاسلام ان ثمة رجلا ً سيأتي مقنعا ً الناس بصدق دعواه وهو يقلب لهم محاور اليقين فيجعل جهنم لهم جنة في الارض ويمشي على الماء ويحيي الموتى ولولا ان رسولنا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نفطن الى طريقة منهجية في كشف اباطيل هذا الاعور الدجال لضل الكثير منا اذن .
    ومن قبل اخبرنا عيسى عليه السلام كيفية التفريق بين الابالسة حين يرتدون زي المتدين فقال (من ثمارهم تعرفونهم )
    بل ان القرآن ذهب الى ابعد من هذا فنبهنا الى شياطين يزيفون بخبث مشكلات واقعنا وعلاقتنا بمنهج كتاب الله المهيمن ( وماارسلنا من نبي الا اذا القى الشيطان في امنيته فينسخ الله مايلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ) الحج 52.
    أما من جاءنا يقول عن الاديان انها تبرر فعل الشر لان هذه الاديان تقيد حرية الفرد فينتج الخوف (من عقاب القتل ) فيقل الابداع فانه قد وقع في تلبيس ابليس
    وهنا اقول يجب الفصل بين مصطلحي الاديان وبين الاسلام لان الاسلام هو الدين الوحيد الذي عالج وفق منهاجه المهيمن فكرة الجمع بين النقيضين وعلى مستويين البشري والآلهي ، عالجها حينما أقر للانسان حريته الفردية من ناحية وألزمه بمنهاج عمل ( إفعل ولاتفعل) من ناحية ثانية ، ربما لن يفهم ماأقول من يمتلك عقلية غربية تقر بأحادية النظرة وماديتها كون المسيحية الغربية لاتقر انها حركة اجتماعية وسياسية كما هو الاسلام ( فلا رهبانية ولاكهنوتية في الاسلام )
    وقد يقول قائل ان الحرية الفردية لاتتناسب مع الإلزام
    فأقول .. كلامه صحيح حين يتجاهل ان الفرد هو جسد وروح وان من يعيش بجسده فقط لايعرف معنى للحرية سوى التحرر من الالتزام .
    في الاسلام تصبح الانسانية محكومة لعاملي الكمال الاخلاقي والرغبة وهي تسعى الى السعادة عن طريق مقاومة الشر القابع في هذه النفس البشرية والاسلام حدثنا عن الغرائز التي قد تحكم الانسان أو يحكمها هو.
    وقال ان التفكر والتدبر هي وظيفة المسلم وهما سلاحه في مواجهة شرور نفسه بيده مقاليد امره وإلا فالشيطان مستعد لاستغلال جهل الانسان حتى ليجري آنئذ من بن آدم مجرى الدم (كما في الحديث الصحيح)وتتوارد الينا كل يوم قصص الاجرام والشر والقتل فلا نتجرأ لنوجه السؤال عن الفاعل وهل فعل الشر بلحظة جنون ام انه فقد السيطرة على نفسه أم هل ان الشيطان هو الفاعل أم الانسان نفسه ؟؟ فيأتي كلام رسول الرحمة والهداية بقوله عليه الصلاة والسلام ( لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ..) وكذا القاتل والكاذب وسواهما وهذا يعيدنا الى اعادة صياغة مفهومنا للايمان الذي يجعلنا لانقترب من الزنى والقتل البتة
    لكننا لانتنبه الى كشف دوافع الخلل حين يصدر عنا ولا نراجع أنفسنا لحظة واحدة، وشياطين الإنس أخطر بكثير والاسلام كما هو معلوم الدين المجتمعي لادين عزلة المجتمع .
    وفي القرآن يأتي الشيطان يوم القيامة ويقول للناس فلا تلوموني ولوموا أنفسكم .. ونحن اليوم عندنا القدرة أن نلوم كل أحد والشيطان ولم نعد نملك القدرة على مراجعة مسلماتنا الفكرية وعاداتنا واعرافنا ، ولان القرآن يقرن المسئولية يوم القيامة بالفرد ( فلا تزر وازرة وزر أخرى) ولاينفع المرء أقرب الناس إليه ولو كان أمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
    وكأنه يلفت انتباهنا الى لحظة وقوع الشر بايدينا ان ثمة خلل مرتبط بفهمنا لدور السلم وغائية حياته فوق الارض ، علينا تبيان ثمار الايمان للناس وكيف ان الايمان وحده هو من يعصم الانسان من الغفلة والوقوع تحت مطرقة النفس الامارة بالسوء وسندان الشيطان .
    ماأشد إحراج الانسان المؤمن بالمثل القائل ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ) وهو يقرأ سيرة العباقرة وسيزداد حيرة وهو يشاهد الفيزيائي هوكنز وهو قعيد كرسيه لايقدر في الحراك على أي شى وهو هو من يقدم اليوم اجابات تهذب نظرية النسبية لانشتين مزيلا ً حيرتنا في فهم الكون .
    وكيف للحكمة ان ينطقها مجنون فيصدقها العاقل وهل سيستطيع هذا العاقل تمييز الدجاجلة عن اصحاب الرسالات السماوية .
    وحينما يخبرنا الاسلام ان ثمة رجلا ً سيأتي مقنعا ً الناس بصدق دعواه وهو يقلب لهم محاور اليقين فيجعل جهنم لهم جنة في الارض ويمشي على الماء ويحيي الموتى ولولا ان رسولنا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نفطن الى طريقة منهجية في كشف اباطيل هذا الاعور الدجال لضل الكثير منا اذن .
    ومن قبل اخبرنا عيسى عليه السلام كيفية التفريق بين الابالسة حين يرتدون زي المتدين فقال (من ثمارهم تعرفونهم )
    بل ان القرآن ذهب الى ابعد من هذا فنبهنا الى شياطين يزيفون بخبث مشكلات واقعنا وعلاقتنا بمنهج كتاب الله المهيمن ( وماارسلنا من نبي الا اذا القى الشيطان في امنيته فينسخ الله مايلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ) الحج 52.
    أما من جاءنا يقول عن الاديان انها تبرر فعل الشر لان هذه الاديان تقيد حرية الفرد فينتج الخوف (من عقاب القتل ) فيقل الابداع فانه قد وقع في تلبيس ابليس
    وهنا اقول يجب الفصل بين مصطلحي الاديان وبين الاسلام لان الاسلام هو الدين الوحيد الذي عالج وفق منهاجه المهيمن فكرة الجمع بين النقيضين وعلى مستويين البشري والآلهي ، عالجها حينما أقر للانسان حريته الفردية من ناحية وألزمه بمنهاج عمل ( إفعل ولاتفعل) من ناحية ثانية ، ربما لن يفهم ماأقول من يمتلك عقلية غربية تقر بأحادية النظرة وماديتها كون المسيحية الغربية لاتقر انها حركة اجتماعية وسياسية كما هو الاسلام ( فلا رهبانية ولاكهنوتية في الاسلام )
    وقد يقول قائل ان الحرية الفردية لاتتناسب مع الإلزام
    فأقول .. كلامه صحيح حين يتجاهل ان الفرد هو جسد وروح وان من يعيش بجسده فقط لايعرف معنى للحرية سوى التحرر من الالتزام .
    في الاسلام تصبح الانسانية محكومة لعاملي الكمال الاخلاقي والرغبة وهي تسعى الى السعادة عن طريق مقاومة الشر القابع في هذه النفس البشرية والاسلام حدثنا عن الغرائز التي قد تحكم الانسان أو يحكمها هو.
    وقال ان التفكر والتدبر هي وظيفة المسلم وهما سلاحه في مواجهة شرور نفسه بيده مقاليد امره وإلا فالشيطان مستعد لاستغلال جهل الانسان حتى ليجري آنئذ من بن آدم مجرى الدم (كما في الحديث الصحيح)وتتوارد الينا كل يوم قصص الاجرام والشر والقتل فلا نتجرأ لنوجه السؤال عن الفاعل وهل فعل الشر بلحظة جنون ام انه فقد السيطرة على نفسه أم هل ان الشيطان هو الفاعل أم الانسان نفسه ؟؟ فيأتي كلام رسول الرحمة والهداية بقوله عليه الصلاة والسلام ( لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ..) وكذا القاتل والكاذب وسواهما وهذا يعيدنا الى اعادة صياغة مفهومنا للايمان الذي يجعلنا لانقترب من الزنى والقتل البتة
    لكننا لانتنبه الى كشف دوافع الخلل حين يصدر عنا ولا نراجع أنفسنا لحظة واحدة، وشياطين الإنس أخطر بكثير والاسلام كما هو معلوم الدين المجتمعي لادين عزلة المجتمع .
    وفي القرآن يأتي الشيطان يوم القيامة ويقول للناس فلا تلوموني ولوموا أنفسكم .. ونحن اليوم عندنا القدرة أن نلوم كل أحد والشيطان ولم نعد نملك القدرة على مراجعة مسلماتنا الفكرية وعاداتنا واعرافنا ، ولان القرآن يقرن المسئولية يوم القيامة بالفرد ( فلا تزر وازرة وزر أخرى) ولاينفع المرء أقرب الناس إليه ولو كان أمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
    وكأنه يلفت انتباهنا الى لحظة وقوع الشر بايدينا ان ثمة خلل مرتبط بفهمنا لدور السلم وغائية حياته فوق الارض ، علينا تبيان ثمار الايمان للناس وكيف ان الايمان وحده هو من يعصم الانسان من الغفلة والوقوع تحت مطرقة النفس الامارة بالسوء وسندان الشيطان
    الإنسان : موقف

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    الحقيقة اطلعت علة النص بسرعه ولي عودة
    ولكن
    عندما نكون في حالة يقين ومصالحه مع الذات ومع ربنا نجد اجابه اكيدة ولانعجز...
    ولكن الواقع غير المتسقر يفرض علينا تلك الاسئلة...
    ولاننا لانماثل الغرب في دراسة وتمحيص حياتنا واستخراج مواطن القوة والضعف لنحسن المسير سنبقى في توكل غير نقي...فحياتنا مليئه بالفوضى
    ولي عودة
    فرسان الثقافة

  5. #5
  6. #6
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأخ والحبيب .. خليل حلاوجي ..

    لا ريب أنك أدركت القصد .. فجاء حرفك مؤازراً ومجيباًَ ومشجعاً وموضحاً ومرشدًا ومحذراً وناصحا ..

    قد ساعدتني على قراءة مشاركتك مرتين - دون قصد منك - إذ تكررت طباعتها ..

    أخي العزيز .. مثل هذه التساؤلات والتأملات لا تـُخيف ولا تـُشكك في إيمان المؤمنين حقاً .. ويقيني أنها تدور في مخيلة العديد من أبناء المسلمين ، ولكنهم يُخفونها خشية الطعن في إيمانهم ، وتفادياً ربما لإحراج إخوانهم .. وذلك أخطر على إسلام المسلم ومصداقية إيمانه من طرحها ..

    هنا في الواحة .. نطرح السؤال المُحيّر ونحن نمتلك الجواب الدامغ بإذن الله ؛ .. ونشجّع على إظهار خفايا النفوس بلا تردد .. فلا كنا إذا عجزنا عن التعاطي مع أمر من أمور ديننا الذي هو عصمة أمرنا ..!

    أشكر حضورك الدائم .. وإني لأجد فيك الكثير الكثير مما أبحث عنه ..

  7. #7
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    الأخت ريمة

    أصبتِ وأجدتِ في وصفكِ لواقعنا وواقع الغرب ، وما ترتب على الفرق بين الواقعين - في أسلوب التعاطي مع الإنسان والحياة ..

    ولا شك -إن شاء الله - أننا نمتلك الإجابات الشافية لتلك التساؤلات وغيرها ؛ .. ولكن كان طرح الموضوع بهذه الصيغة مقصوداً - لفتح بابٍ مغلق أمام الكثيرين دونما تبرير ؛ .. وهو اختبار في الوقت ذاته لقدرات بعض المتحدثين باسم الدين - وللكشف عما لديهم من إجابات وأفكار ؛
    .. حيث أن عليهم الاستعداد لمثل هذه التساؤلات في حواراتهم ودعوتهم للإسلام ، وقبل أن يُسدوا بنصائحهم وإرشاداتهم وانتقاداتهم للآخرين ..

    أرجو أن تسعفكِ الظروف للعودة - كما بقية الزملاء .. ولكِ تحياتي

  8. #8
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي



    إجابة واحدة مختصرة قد تـُجيب عن كل تلك التساؤلات ..

    كل المخلوقات ملكٌ لله . والمالك لا يستشير ولا يُـخيّـر ممتلكاته في أمرها - إلا بما يُثبت لها عدله وكرمه ورحمته - لتطمئن ، ولتطيعه حباً وطمعاً - إلى جانب الخوف والرهبة..!

    نحن لم نستشر أبناءنا قبل إنجابهم - ومع ذلك نرى أنه من حقنا عليهم الطاعة والاحترام ، ولا نرى في ذلك ظلماً - حتى وإن لم نوفـر لهم الحياة الكريمة .. فكيف بخالق الخلق ومالك أمـر الكون ..!

    وعندما يكون السيد رحيماً .. فإنه لا يُكلـّف عبيده بأكثر من طاقاتهم ..!

    دمتم بخير ..

  9. #9
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    وما يجري ينبغي أن يستوقف الجميع ضحكاً أو بكاءً ، ولكنه يمر غالباً دون ردة فعل ..!
    فالمحاذير التي يُقال للأطفال ولطلبة المراحل الأولى من الدراسة أنه لا يجوز ولا يمكن لأحد الاقتراب منها في ظلمة الليل .. يرونها تُنتهكُ في وضح النهار .
    والعقلاء التزموا بالمبادئ التي انتهكها غيرهم ونجح بانتهاكها وفق المقاييس السائدة .. وانتبه المساكين بعد فوات الأوان ، وسيمضون بقية حياتهم في صراع مع أنفسهم بحثاً عن حقيقة .
    الصراع والبحث في بدايتهما ، وطاقات المساكين وأيامهم توشك على الانتهاء .. ولكن هل من خيار أمام العقلاء في عالم المجانين .. سوى الجنون .!
    ........

    ولماذا تعطي لنفسكَ حق إلقاء الأوامر وتمنعني من أبسط حقوقي في أن أناقش؟؟؟
    أليس هذا هو المنطلق السائد لكل ذي مكانة أو مكان؟؟

    لماذا تضع لنفسكَ الحرية في إلقاء الأسئلة وتصد أذنك عن إجاباتٍ قد لا تروق لك؟؟
    هل تسأل لتتسيد؟؟
    أنا حرة لا أقبل التسيد...

    إن ربي لا يمنعني من أن أتفكر في الكون وأتساءل
    فكيف تمنعني وأنت مخلوق مثلي

    سبحان الله
    لماذا تصادر فكري؟؟ وبأي حق؟؟
    ........

    الأديب المفكر : الزاوي

    عذرًا لتساؤلات قد تبدو مؤلمة

    أفتقدكَ أخي عساكَ بخير !

    يرعاكَ ربي
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  10. #10
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    الانسان وهبه الله العقل ليميز الخبيث من الطيب
    و المسؤولية عن الحرية و الاختيار
    ما دمت حرا مختارا فأنا محاسب
    أما ما فوق الوسع و الامتلاك فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها

    قصة إبراهيم عليه السلام
    و بحثه عن الحقيقة بالتجول و التدبر العقلي
    ألا فلنتدبر
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أيها الراكب المقيم سؤالاً - لغز
    بواسطة د.بشير مهدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 05-03-2012, 08:44 PM
  2. وقتلتُ سؤالاً
    بواسطة أحمد عبدالرحمن الحكيم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-05-2007, 03:34 PM
  3. عشرون سؤالا في الشوق اليك.
    بواسطة معاذ الديري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 02-03-2007, 03:46 AM
  4. أجب ولك جائزة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 68
    آخر مشاركة: 11-07-2006, 11:22 PM
  5. 48 سؤالاً في الصيام
    بواسطة وليد حمزة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-12-2005, 06:06 AM