أُهنِّئ نفسي وكل الزملاء الأحباب ، وأحمد الله على عودتك أخي الحبيب المحبوب .. خليل .
أخي الفاضل : إن شعار مُلتقانا الحبيب هذا، هو ( ملتقى النخبة لبناء الوطن الحلم وإعادة الصياغة ) . فكم هو كبيرٌ هذا الشعارُ ، وكم هو بليغٌ ومُعبّـرٌ ومُصُوِّرٌ لمرارة ومتطلبات واقعنا ، وكم هي عظيمة وجميلة تلك المسئولية التي يُلقيها هذا الشعار على أكتاف من رفعه عن بيّنة وأخلص له ، وكم نحن بحاجة لمعونة الخالق وصدق النية وتضافر الجهود - لبلوغه .!
ولا ريب أننا أصبحنا نعيش ذاك الوطن الحلم -خيالاً (ظاهراً) -هو أقرب ما يكون إلى الواقع ؛ ولذلك فقد صار من الصعوبة بمكان -علينا -أن نتواصل ونتعاطى مع الكثيرين في مجتمعاتنا - في واقع الحال ، وهم بعيدون إلى هذا الحد عن تعاليم الإسلام ورسالة المؤمنين في الحياة .
ذلك لأننا ندعو إلى الحق والحرية والعدل وبناء الإنسان واحترام الإنسانية .. تحت مظلة مخافة الرحمن ، ونعتقد أن المسلمين -لا سيما العرب- لا يحتاجون لأكثر من التذكير والتحذير من غضب الله وعقابه -بحكم أنهم -عملياً -مسلمون مؤمنون بالبعث والحساب .!
ولكن الحقيقة أغرب وأمـرُّ مما قد يصل إليه الخيال .!
ولذلك أخي الكريم : تجدني عادةً أطرحُ أسئلةً وأكتبُ مقالاتٍ ليست مقبولة ولا تروق للكثيرين -حتى في رحاب ملتقانا الفكري الأدبي التجديدي الحر ، وربما رأى البعض أنه لا يليق بالمسلم أن يكتب مثلها .! مع العلم أني لا أبحث عن إجاباتها -فأنا أُدركها والحمد لله ، ولكن طرحي لها يأتي في سياق الدعوة إلى التفاعل الفكري حول الأمور ذات الأثر البالغ في تكوين شخصية الفرد العربي المسلم وفكره وثقافته - من أجل تغيير الواقع .!
إني أرى أن علماءنا ومفكرينا وزعماءنا قد بالغوا في الاهتمام بالمظهر الخارجي-الاسمي- للمجتمع المسلم ، وأهملوا الفرد المسلم أيما إهمال - وكأنه ليس اللبنة والأساس .!
والنتيجة هي ما تطرقت له في مقالتك المتسائلة هذه .! .. أي أن المجتمعات محسوبة على المسلمين ، وواقع الأفراد منحرف ترفضه الفطرة الإنسانية حتى لدى اللادينيين .!
أخي العزيز .. أنا أقول - والله تعالى أعلم - إنه قد آن الأوان لعلماء المسلمين وذوي الرأي والأمـر منهم أن يتفقوا على المعايير الواجب توافرها في الفرد لكي يُحسب على المسلمين المؤمنين .! وأن تُطبّق تلك المعايير على العرب وغير العرب .! وأن يكون من أهمها الصدق والأمانة واجتناب الغيبة .! وأن يتم إيضاح أبعاد مسئولية العلماء وأُولي الأمـر في تهيئة المناخ والبيئة المناسبة لتطبيق الشريعة ؛ وما السبيل الذي على المسلم أن يسلكه عندما تضطره ضرورات الحياة الكريمة إلى ركوب قطار المجتمع المنحرف .!
إني أعتقد -والله أعلم- أنه قد آن الأوان لقلب المعادلة ..، فبدل أن يُقتل المرتد عن الإسلام ، أرى أنه يجب أن يُرفض إسلام بعض المسلمين ، وأنه ربما وجب على جُلِّ المسلمين إعادة إسلامهم وفق تلك المعايير .!
أخي الفاضل : إن جُلَّ المسلمين اليوم هم مسلمون يُقلّدون ما وجدوه أمامهم من عادات أهلهم ومجتمعاتهم ، وليس بينهم من أعلن إسلامه عن بيّنة -كما يجب أن يكون عليه الأمـر .!
ولذلك فهم يُصلّون ويصومون ويحجّون ، وفي ذات الوقت هم يرشون ويرتشون ويتملّقون ويكذبون .. وكل ذلك تقليدٌ واتباعٌ لما حولهم .!
نحن نفتقد للفرد المسلم المؤمن المُدرك لرسالته .!
ولذلك فأنا أتفق تماماً مع تحليلك للظاهرة - في النقطة الرابعة .!
4\ أم أن بعضنا يتكأ على صفته- كونه خلق مسلماً - فيظن أن الأمنيات في الانتماء لا تحتاج إلى تفعيل الإمكانات ؟
أهلاً بك أخي الحبيب .