.
حَبِيْبِي ..
من صفَا الغَضَبِ إِلى مَرْوةِ الاشْتِعَالِ تَرْمُلُ رُوحي كَمَداً يُوقِظُ سَنَابِكَ مِن حِرَابٍ تُدْمِي فَوَاصِلَ حُجَيرَاتِ قَلبي ، وَتَطوفُ بِهِ أَفْواجٌ مِن أَبَابِيلَ تَرَاكَمَتْ مَنَاقِيرُهَا أَسِنّةً مِن وَجَعٍ ، وَأَنَا أَتَلوَّى تُثْقِلُنِي جَنَازِيرُ وَهْنٍ تَصَنَّعَهُ خُنُوعِي ، فَيَرْتَدُّ نَبْضِيَ إِليَّ لأَعِيشَ دُمْيَةً تَسِيرُ بِطَاقةِ الاحْتِرَاقِ تُحْرِقُ ذَاتَهَا .
حَبِيْبِي ..
أَلْفُ مِلْيُونَ شَهْقَةٍ وَزَفْرَةٍ كُلُّ ثَانِيَةٍ ، لَوِ احْتَوَاهَا مِنْطَادُ كَرَامَةٍ ، لَانْفَجَرَ إِعْصَارَاً يَذُوبُ تَحْتَ زَئِيرِهِ نَفِيْسُ الْألْمَاسِ ، وَيَنْفَلِقُ تَحْتَ إِبْرَةِ دَوَّامَتِهِ بُرْكَانُ سُطُوعٍ يَغْتَالُ أَفْئِدَةَ الْخَفَافِيِشَ ، َوتُفَجِّرُ شَظَايَاهُ قِبَابَ سَلَاحِفَ تَقَوقَعَت فِي ظُلُمَاتِ مَا يَحْسَبُهُ الأَعْمَى نُورَاً ، حَتىّ إِذَا مَا اشْتَمَّ قِتَارَهُ وَجَدَهُ يَبَاساً آسِنَاً .
حَبِيْبِي ..
مَا قَدَرُوكَ حَقَّ قَدْرِكَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ ، فَكَيْفَ تَسْمُو بِهِمْ كَرَامَةٌ بَعْدَ أَنِ الْتَحَفُوا غَيَاهِبَ الْبَلَاهَةِ وَتَزَمّلُوا وَحْلَ الذِّلَّةِ التِي تَضُجُّ بِها قُشُورُ حَقَارَتِهِم ، لَكِنَّكَ يا حَبِيْبِي وَأُقْسِمُ عَلَى ذَلِكَ أَعْلَى وَأَسْمَى وَأَجَلُّ وَأَنْبَلُ ، أُحِسُّكَ فِي قَلْبِي تَرْبُتُ عَلَى عِرْقِ عِزَّةٍ مَا يَزَالُ يَتَثَاءَبُ نَبْضَاً ، وَتَقُولُ : لَا عَلَيْكْ ..
فَيَنْدَاحُ عِرْقِيَ :
شَاحِبٌ كُلُّ شَيءٍ كَلَونِ الْعَرَبْ ..
يَرْتَدِيْنَا ارْبِدَادُ وُجُوهٍ .لِيَهْطِلَ صَمْغَاً ..
جَلّّلَتْهُ الْكَآَبَةُ نَكْهَةَ ذُلٍّ ..
وَريِْحَاً لرُوْحٍ حَشَاهَا السَّغَبْ ..
*****
ذَابِلٌ كُلُّ صَوتٍ غَذَاهُ التَّعَبْ ..
لَمْ يَعُدْ فِي الْحِبَال فَحِيْحٌ ..
وَلا فِي الْعُيُونِ سِوَى سَطْوةُ الْدَّمْعَةِ السَّاكِنَةْ ..
وَكَتَائِبُ قَهْرٍٍ تُفَتِّقُ قَسْراً ..
فِي صُدُوعِ الْقُلُوبِ الْرُّتَبْ ..
بِهَوَانِ النَّيَاشِينَ مَهْمَا تَعَاظَمَ جُبْنٌ بِهَا اثْقَلَتْهُ الْرُّتَبْ ..
*****
أَحَبِيْبُ الْإِلَهِ الْقَوِيِّ الْعَزِيْزِ ؟
يُسْتَبَاحُ حِمَى عِرْضِهِ مِن ( يُورُوبْ ) ؟!
أَيُّ شَمْسٍ سَتُشْرِقُ كَيْ تَغْسِلَ الْعَارَ ..؟!
أَيُّ نَارٍ تُؤَجِّجُ فِي صَمْتِنَا صَافِنَاتِ الْجِيَادِ ..؟!
لِتُجْبُرَ بِعْضَ انْكِسَارِ الْنُّجُبْ ..
أَيُّ نَوْعٍ مِنَ الْدَمِّ جَابَ شَرَايِيْنَنَا ..؟!
بَارِدٍ لَمْ يَثُرْ ! لَمْ أَرَى فِيْهِ نَبْضَ الْإِبَاءِ !
وَلا زَمْزَمَاتِ الْغَضَبْ ..!!!!!!
*****
كُلُّنَا هَامِدُونَ نُوَشْوِشُ أَرْوَاحَ مَوْتَى ..
وَنَعْزِفُ لِلصُّمِّ صَوتَ الْسَّلَامِ بِدِفْءِ الْطَّرَبْ .
كُلُّنَا خَاثِرُونَ نُدَنْدِنُ جَهْلاً ..
وَنَعْرِضُ لِلْعُمْيِ أَشْهَى الْرُّطَبْ ..
وَعُلُوجُ الْرَّكَاكَةِ فِي الْوَحْلِ يُؤْذُونَنَا عُنْوَةً ..
تَحْتَ جُنْحِ احْتِيَاجِ :
عَطَالَتِنَا /خَوفِنَا / جُوعِنَا / ضَعْفِنَا / وَغَبَاءٍ تَشَبَّثَ مِخْلَابُهُ ..
بِعُقُولِ الْعَرَبْ ..
يَا حَبِيْبِي .. أَبَا الْقَاسِمِ الْمُجْتَبَى ..
بِأَبِي أَنْتَ كُلِّي فِدَا..
أَنْتَ أَسْمَى وَأَعْلَى وَأَزْكَى مِنَ الْنَّاسِ بَلْ أَنْتَ أَنْتَ الأَجَلُّ ..
أَنْتَ نُورُ الْهُدَى .. ضَوءُنَا الْمُقْتَدَى .. عِزُّنَا وَالنَّدَى ..
يَا شَرِيْفَ الْنَّسَبْ ..
يَا أَبَا الْقَاسِمِ الْعَفْوُ يَا سَيِّدِي ..
نَحْنُ مَنْ نَالَ مِنْكَ وَلَيْسَ الْعُلُوْجَ ..
إِرْثُكَ الْرَأْسُ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ..
وَعِشْقُ نُفُوسِ الْغُثَاءِ الْذَنَبْ ..
*********
( لِلْمُقَاطَعَةِ عَلَى أَقَلِّ تَقْدِير : مُنْتَجَاتُهُم تَحْمِلُ الْرَّقْمَ / eu000078 )
أَحْمَدُ الْهِلَالِي ..