|
أماه إني في اشتياق أن أرا |
كِ اليوم عندي في نعيمٍ هاهنا |
في قرب رحمنٍ رحيمٍ شوقهُ |
للقائنا فوق الذي في نفسنا |
لو كنتُ أعلم ما مقامي عندهُ |
لعجلت شوقاً للتلاقي والمنى |
أو كان ما بيني وبينك مخبرٌ |
لعلمتِ يا أماهُ ماذا عندنا |
ولكنتِ يا أماه أول قادمٍ |
فهنا السعادة والحفاوة والجنى |
إن غبتُ عنك فإنني من مقعدي |
ألقاكِ، أصغي، لا أخالفكِ المنى |
إني هنا من حيث آلامٍ غدت |
وكأنها وخزٌ يثير سرورنا |
هنا مرقدي هنا غايتي و مقامتي |
يا ليت أنى من قديمٍ هاهنا |
لم ألقَ بؤساً أي بؤسٍ يا ترى |
قد عشته!! هل قلت ذلكمُ أنا! |
لهفي عليكِ وقد تأخر وفدكم |
عن دارنا لهف يمزقني أنا |
لما لقيتُ هنا بنوكِ تسائلوا |
أتراها تبكي من قديمٍ أمنا؟ |
هل كنتِ تبكين النوى؟ بل إنما |
تبكي لفرحتها بأنكمُ هنا |
أماه كيف اليوم تبكيني أنا!! |
وهنا النعيم رأيته لي قد دنا |
إن تجزعي مما ترين فإنني |
أحيا حياة لا يخالطها الفنا |
ولقد شغلت بفرحة ألقى بها |
أهلَ الشهادة لم يراها غيرنا |
عيشٌ كريمٌ في مقامٍ سامقٍ |
قرب الإلهِ فأي كسبٍ كسبنا ؟ |
ولقد لقيتُ أحبة من أرضنا |
من بيت لحمٍ من جنين وما دنا |
من كل شبر في فلسطين التي |
قد أخرجت أهل الشهادة أهلنا |
كانوا شيوخاً ثم صاروا فتيةً |
شغلوا جميعاً في لذيذ حياتنا |
فرأيت جدي في شبابٍ مثلهُ |
جدٌ لنا من ألف عامٍ قبلنا |
قد قدموا للدين أثمن ما لهم |
مالً وروحاً ليس يرهبها القنا |
روحاً تطيب لها الشهادة طالما |
في ذمةِ الإسلام عادت قدسنا |
ماذا تريد بغير عزٍ أمةٌ ؟ |
بل هل نعيش بغير عزة ديننا؟ |
لا تعدل الأرواح نصرة ديننا |
والقدس أنفس عندنا من روحنا |
لو عدتُ أحيا من جديدٍ بينكم |
سأعيد ما ألحقتهُ بعدونا |
سأمزق الطغيان وسط دياره |
وأبدد الأحزان من بعد العنا |
وأذيقهُ ناراً ليدرك دائماً |
أن لا يخيبُ مع الشدائد بأسنا |
لو قد تقاعس حاكمٌ في أرضنا |
هدي النبوة قبل ذلك هدينا |
قمنا لنصر القدس أول قبلة |
ما عاش فينا خائنٌ أو بيننا |