أحياناً..
نُحمّل صدورنا أوزاراً من بوح،
ونعتقد أنهم (أولئك الذين يتربعون على عرش خلجات الفؤاد) وحدهم..
يملكون لأنفسنا نفعاً، ونعتقد أيضاً..
أن لهم قدرة (غيرعادية / اعتيادية) على انشراحها ..
ولكن!..
هو الألم.. إن تأخر في المجيء (الاعتقاد / الأمل)
هذا الذي سرعان ما يتحوَّل إلى إكسير..
نسميه – بغير حكمة / فطنة – طموحاً، وللروح غذاءً ، وللجروح بلسماً.
:
:
هكذا تنمو في قلوبنا بساتين الشوق،
وتُورِق أشجار الغرام، وتزهر ثمار الوله،
فتختمر سوائل المحبة بالوجدان،
وتتعطَّر اللهفة برصيدٍ وافرٍ من المودة.. نُزيّنهُ بالزعفران،
ونعيش الواقع (نصفهُ أوهام)..
ويطول في فلك الخاطر.. عنق السؤال!!
والحال هو الحال.. غربة وشجن.
هكذا.. حتى..
تنتحر الأشواق في القلب / الوطن، وتجف من حولنا كل الأشياء،
عدا حبر القلم (النازف) على الأوراق..
وحده يبقى لنا على جسدها (الصورة والبرواز)
إذ نرسم البوح، ونكحِّله ببياض قلبٍ.. يضخ الدماء عطراً،
من نقاءٍ.. تعوَّدنا أن نكّنه عن طيبِ خاطرٍ.. رضا للآخرين.
:
:
أما نحن فنعيش المواجهة القاسية فقط! مع الذات..
بعصا اللوم والأحزان..
تلك التي تعودت أن تتوسد ضلوعنا.. بلا استئذان
والقلب من فرط صدقه.. حيران،
لخليلٍ نحمل له الإخلاص ونغرف.. من دون ميزان.
:
:
ما الحكاية؟
كل شيء بعد الوصل بهم.. لا يهم..
"أو قد لا يتسرب التفكير.. منا / إلينا .. إلى نقطة أبعد من ذلك"
إذن..
هي حالة من الشعور.. جُلها استرخاء،
ولا تعترف أبداً / مطلقاً بمسألة الذكاء،
فكل سهامها تارةً تتحرَّك.. نحو القلب.. عنوةً،
وأخرى تتمرَّد عليه بسخاء،
إذ لا ملامح للحنين..
والذكريات / الماضي كلها أنين..
وهنا تبدأ" اللخبطة"..
نعم.. تبدأ (بين جزرِ الاعتقاد، ومدِ الأمل)..
حين نفكِّر فقط!.. بنتيجةٍ نريد بلوغها،
– حتى لو: أتت/ تأتي كيفما اتفق –
على أن تكون (وهو المهم في بوحنا أو كما نشعر به آنذاك)..
بالقرب من الحبيب(وقود البوح، ومصدر الـ آه والتنهيد).
:
:
ونعود من جديد نعتقد / نحلم..
ونخضع للقول بتفسيرٍ - قد يكون صائباً (حينها) أو قد لا يكون (دائماً) - وهو:
"المهم أن يحظى الفؤاد بهواهم"..
حتى يهنأ بأحضاننا الوئام، ويتجلى الدفء هناك، حيث أحضانهم..
هكذا..
– كما نزعم أن يكون -،
أما الإدراك منا! بالواقع الذي نعيشه ونحياه.. ففي غياب،
إذ نجد أنفسنا في مرحلة (طهي البوح) على تنور الانتظار..
هذا الذي نجمع بأيدينا حطبه (اللوعة) صباح مساء،
ونعيش دون غيرنا – بفعل الهوى – غرباء / أشقياء.
:
:
وتتسع دائرة الشعور/ الأحاسيس.. (الطموح / الجروح)..
حتى يتناثر البوح خارج سلة الاعتراف، القطف منه / فيه .. مواسم لا تأتي
تبقى النافذة " مرآتنا " إلى"اللا توقف"
والباب مشرع للضوء،
والزهور تتدلى من شرفة العين
فتروي من مائها بعض أمل (كاد يتساقط ثمره من غصن الإرادة)..
ربما فعل! ونحن لا ندرك.. أننا بتنا رهن القلق!.
:
:
ويطول ثم يطول في فلك الخاطر.. عنق السؤال!!
ونستسلم مجدداً للاعتقاد.. فنحيا طموحاً من رسم أدمغتنا..
ما يزال يحلق في فضاء "مع العسر يسرا"
ويحلق بنا إلى البعيد.. إلى أن يرتدينا ثوب "الجيسة"
دون خيار نسجل لنا فيه موقفاً،
فبه (الثوب) نستقبل أهداب المساء..
تلك التي تدغدغ البوح في فاصل صمت ينزف من:
أوردة حلم، وشرايين ذاكرة.. بنبض من ضوء..
وحين يتأخر!!..
تجرُّ حزمه "صدفة" ننتظرها.. لتكسو الزهور ألواناً
تلك الصدفة / القشة التي.. نبحث عنها ونتعلق بها..
والنتيجة غرق.. إذ المشاعر بحر لا مجداف فيه، ولا شراع.
:
:
ويبقى الحلم دون تدوين عواقبه.. -الأجمل أن يكون كذلك- بقايا ضياع،
والمستقبل تملؤه حيرة ودخان، وتسيجه.. أوجاع،
والماضي حين يعود.. يكون الصداع،
والتفكير (نار تأكل الحطب) مستمر.. دون انقطاع،
حتى يُنصِّب الهوى نفسه أسباب السلام - إن أفلح-..
أو هو في القلب -إن فشل- عين الصراع،
فتبكيه العين، وتذرف الدموع لأجله..
على لحظاتٍ.. اكتمل فيها.. بدر الوداع.
:
فنعود من حيث بدأنا..
وعلى صدورنا.......... أوزار من بوح.