أحدث المشاركات
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 50

الموضوع: التفسير والتأوّيل في فكر الأستاذ أبو بكر سليمان الزوي "قراءة نقدية"

  1. #21
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    السلام عليكم جميعاً ..

    كانت مشاركتي الأخيرة موجهة بالأساس إلى الإخوة المتابعين والمشاركين، حيث إنني لم أجد بين المشاركات -كلها تقريباً- من اختص نقطة بعينها بالتحليل - تأييداً لهذا الطرف أو ذاك - من النقاط العديدة التي أشار لها أخي \ راضي، في قراءته النقدية.
    ولأن المشاركة كانت موجهة للجميع، فقد اتسمت بتعميم الخطاب تمشياً مع لغة المشاركات.

    وقد خصصت جزءاً كبيراً من تلك المشاركة لمدلول مفردات العنوان .. فكما يُقال .. المكتوب يُقرأ من عنوانه.
    حيث إنني لو أغفلتُ العنوان، لكان ذلك دليلاً على أنني أدّعي القدرة على التأويل، أو أنني أجهل معنى كلمة تأويل .. فلا أُفـرّق بين التأويل التفسير.

    وقد لاحظتُ أن أخي\ راضي الضميري- سامحه الله، في رده الأخير، يتهمني بالقصور، وبالتراجع عن تعهداتي السابقة.
    وهو بذلك يعتقد أو يتوهّم بأن ما كتبته في تلك المشاركة هو كل ما أملك، وهو (خفي حنين ) اللذين عدتُ بهما بعد غيبتي الطويلة كما قال.

    وأنا الآن هنا لأقول وأتساءل:

    أولاً يجب مراعاة الأمانة العلمية عند نقل النصوص المستدل بها.. حيث إن إخراج جزء من النص خارج سياقه بقصد نقده والاستدلال به ضد كاتبه ... هو أمرٌ معيبٌ ولا يليق بنا، وربما يشي بنية مبيتة لا بالبحث عن الحقيقة. وذلك كما فعلت ..أخي راضي، في مشاركتك الأخيرة، فأتيت بأجزاء من كتاباتي - خارج سياقها -، وكان الأجدر بك أن تحاورني عنها وتنتقدها حيث هي في سياقها وموضوعها الكامل، أو أن تأتي بكل ما يتعلق بها من أجزاء النص لتكتمل الصورة لدى القارئ. وأنا على يقين من أنك تدرك هذه الحقيقة جيداً..

    فلاحظ أخي راضي، أنني عندما قلتُ بأن الأخ راضي، ينفي عن نفسه القدرة على التفكير، كما ينفي عن نفسه أن يكون باحثاً أو مثقفاً. حينها نقلتُ نصك كاملاً، ولم أجتزئ منه ما يخدم أهدافي كما تفعل أنت مع بالغ الأسف.
    فأنت يا أخي راضي، قد قلت عن نفسك( وهذا لقب لا أستحقه ولا أسعى لبلوغه – كما أنني لست أدّعي الثقافة – وهذا منصب لم يكن يومًا من أولوياتي – ولم أكن باحثًا – ولهذا شروط لا تتوفر فيّ – ...) .. فقد كان بإمكاني نقل هذه الجزئية فقط، لو أنني لا أمتثل للمنطق والحق والأمانة العلمية .

    فأنت لم تقل فقط ما اجتزأته وأدرجته في مشاركتك الأخيرة وكأن هذا ما انتقدتك فيه.. من أنك لا تكتب ليقال عنك مفكراً. فهذا إخفاء للحقيقة واستغفال للقارئ ومدحٌ للذات وتنزيه وتبرئة لها ( وأنت كما تقول لا تقبل مثل هذا الأسلوب، كما أنني لا أقبله لك)، وهو كذلك استدرارٌ لتعاطف القارئ، ودخول من الأبواب الخلفية لقلوب القراء .. كما تعلم .

    فليعلن الإنسان عن نفسه صراحة، من يكون وماذا يمتلك من قدرات .. وما يكتبه سيشهد له أو عليه. فالقراء والأعضاء وإدارة الموقع ليسوا سُذجاً ليمنحوا لقب المفكر أو الكاتب أو المثقف لكل من هب ودب كما تـزعم وتعتقد وتتهم.. فهم عقلاء ويقرءون ويُقارنون ويتابعون ويسألون ..

    ثم من هو العاقل من وجهة نظرك، الذي يقول عن نفسه أنا مفكر أو مثقف. ومن هم البُلهاء الذين سيُصدقونه أو يُجاملونه لمجرد رغبته أو جنونه أو بلاهته.

    وفي المقابل، فإن من يُعلن بأنه لا يستحق لقب المفكر، وأنه ليس باحثاً ولا مثقفاً- وأن الشروط الواجب توافرها في هذه الألقاب تنقصه - في زمن أضحت فيه الثقافة والمعلومات في متناول الجميع .. فذلك أمرٌ يدعو للتساؤل والتردد في محاورته.
    فالحوار جهدٌ ووقتٌ كما تعلم، ولسنا هنا للتسلية وإضاعة الوقت مع من يضع مثل هذه العراقيل في طريق الحوار، ويُسفه الأمر قبل انطلاقته.

    فهل أنت يا أخي راضي الضميري\ مستعدٌ للحوار بأفكارك وقناعاتك الذاتية الآنية - بغض النظر عن مصادرك الأساسية!
    وهل أنت جادٌ فيه وقادرٌ عليه وراغبٌ فيه.. بحثاً عن حقيقة مبرهنة يقبلها العقل الذي هو مناط التكليف!
    وهل أنت جاهز للمتابعة( لا أقصد متابعة يومية فلكل منا ظروفه والتزاماته الأخرى) !

    أم أنك ممن يؤمنون بأن الإيمان يكون من وراء العقل ودون موافقته. ويعتقدون بأنهم يمتلكون الحقيقة وكفى، وأنه على الآخرين الامتثال لآرائهم والسير وفق قناعاتهم.
    فهم ينظرون لأنفسهم بأنهم مهتدون راشدون لا غبار على صحة إيمانهم. وينظرون إلى غيرهم كضالين يجب نصحهم أو ردعهم.

    أسألك بالله، أن تجيبني بأمانة، أو أن تقول لا إجابة!
    من أي الفريقين أنت!

    هل أنت من الفريق الذي يُعـوّل على الفكر، ويؤمن بأن الحقيقة الكاملة المبرهنة لا يمتلكها أحد من البشر. فيُجدي معك الحوار الفكري وتُقيم للعقل وزناً، حيث يمكن محاورتك بالعقل وبنصوص القرآن مباشرة! وتقبل نتائج الحوار إذا تعارضت مع مسلماتك السابقة !

    أم أنت من الفريق الذي يضع النتائج مسبقاً وقبل انطلاق الحوار، حيث لا جدوى من محاورته، فهو يرى في نفسه مؤمناً راشداً، ويعتقد جازماً بأنه على صواب، وأن رسالته هي هداية المخالفين له في الرأي .. وكفى!

    وللتذكير أقول إن بعض النقاط التي أثرتها في قراءتك هي أكبر من أن تعالج في مشاركة كغيرها من النقاط الصغيرة، فربما احتاجت منا بعض النقاط لموضوعٍ منفصل لتأخذ حقها من الكتابة والقراءة الدقيقة... كموضوع الناسخ والمنسوخ .. مثلاً ...

    أما موضوع غيابي مؤخراً، فلا علاقة له بموضوعك، وقد كتبتُ عنه في ( سجل الحضور والغياب).. والله شاهد ويعلم الصادقين من عباده ويعلم المفترين!

    أخيراً .. أنتظر منك جواباً إيجابياً وواضحاً لا لبس فيه، على تساؤلاتي أعلاه، لنبدأ بعدها الحوار حول نقاطك واحدة واحدة- كما وعدتك ووعدت الأخوة المشاركين والقراء.!
    وأنا أدعو باسمي وباسمك بقية الزملاء إلى المتابعة والتقييم.
    وقد أدعو إدارة الملتقى والرابطة لمتابعة هذا الحوار، وتقييم النتائج والحكم على الأفكار، وتوثيق الموضوع !!!

    تقبل تحياتي، واعتذاري الصادق، إذ يبدو أن مشاركتي السابقة قد أثارت حفيظتك، مع أنها موجهة للآخرين بالأساس. حيث إنني لم أجد منهم من تساءل حول العنوان والفرق بين التفسير والتأويل؛ كما لم أجد في مشاركاتهم الدقة والتفصيل المتوقعين!

    أشكرك، وتحياتي للجميع ..
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  2. #22
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    أخي المحترم ..الأستاذ أبو بكر..
    أخي القدير ..الأستاذ راضي الضميري..
    سلام الله عليكما ورحمته تعالى وبركاته..
    قرأت النص..ونقده.. ورده..
    أولا:ذكر الأستاذ المحترم أبوبكر..في موضوعي // مسؤوليتنا الحضارية //
    أن هناك من لايفرق بين الثقافة والفكر..ولابين العالم والفقيه..
    هنا لأأكد ..
    ذكرت في نفس النص المنقود..علاقة الثقافة بالعقيدة..
    الثقافة ثمرة عقيدة..
    ما خرج عن العقيدة ..فهو بدع وليس ثقافة ..
    الأستاذ أبوبكر يفهم البدع ثقافة بحجة أمور واقعة في الميدان..متداولة ..
    فهل أباح لنا الإسلام ..جعل الخطأ ـ غير المنسجم مع المنهج الرباني ـ ثقافة بحجة التواجد والتداول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    تداخل بين الثقافة والفكر..والعقدة المعقودة بينها ..
    المنهج الرباني..
    الثقافة هي ما يحيط بالإنسان ..كل المحيط..
    الفكر مشتق ببساطة من الفكرة ..
    ولكنه أداتها ..مناط صياغتها ..وهنا ارتبط بالعقل..
    والفكر والثقافة في تنافذ وتماهٍ..وتكامل..
    تأثر وتأثير متبادل..
    كل مختص عالم ..في مجال تخصصه ..
    وبالمعادلة المنطقية التي يفهمها الأستاذ أبوبكر..
    الفقيه ..عالم ..في تخصصه الفقهي ..
    ونستنتج أيضا :
    الفقيه عالم ..هو أيضا..
    العلم درجات كما العلماء درجات في نفس التخصص..
    ـ أعود إلى النص المنقود..هنا ..
    نلاحظ استناد الأخ المحتر راضي ..الذي يرفض حتى مجرد المجاملة ..على أدلة شرعية ..ليبطل المفاهيم ..بالحجة العقلية ..بعد الشرعية ..
    وننتظر من المحترم أبي بكر..دحض هذا الكلام إن كان مجرد ادّعاء..
    ونرفض الدخول في الجدل..
    ومؤشراته حضرت ..
    الانتقال من النص إلى المؤلف..
    نعمل هنا بالنقد الغربي الحداثي الذي يقول ..موت المؤلف ..
    أنتما أمام نص وليس شخص..
    والرسالة تدعوكما إلى تجنب الجدل..
    نهايته خصومة وعداء..
    خالص تحياتي ..
    لأخويَّ الاثنين معا..


  3. #23
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    لنضع النقاط على الحروف ؛ ولنكن واقعيين في التعامل مع أنفسنا و مع الآخرين .
    ملاحظات للسيد أبو بكر ولجميع القراء والمتابعين المحترمين :
    1-لقد قمت بقراءتي هذه بعد أن اطّلعت – وكما قلت في مداخلتي رقم 6- على كل كتابات أبو بكر هنا وفي مدونته وفي كل مكان استطعت الوصول إليه ، وقرأت معظم مشاركاته أيضًا ، وردوده على مواضيع الآخرين ، ومن ضمن هذه الردود فهمت أنّه يتقبل النقد بصدر رحب ، وقد بيّنت هذا في مشاركتي رقم 20 ، ولو لا ذلك لما قمت بهذه القراءة أصلًا ؛ لأنني لا أملك الوقت الكافي للخوض في مثل هذه الأمور رغم خطورتها وأهميتها ، ولا وقت لدي للخوض في جدال عقيم لا فائدة منه ، ولن نعيد تاريخ السفسطة والديماغوجية التي أكل الدهر عليها وشرب وباتت واضحة للجميع ، وقد بيّنت أيضًا الأسباب التي تمنعني من ذلك .
    2-لقد كنت واضحًا في قراءتي ، وأنني إنمّا أناقش فكر ، ولا علاقة للفكر بشخص الإنسان الذي يحمله ، فإن كان هناك من يحمل فكرًا نقيًا وهادفًا وذو فائدة للمجتمع أيًا كان صاحب هذا الفكر ؛ فنحن معه نؤيده ونستقبله بصدر رحب ، ونأخذ منه ما يتوافق مع عقيدتنا وقناعتنا الدينية ، وقد أشرت في قراءتي لبعض الأسماء التي تدّعي أنّها صاحبة فكر هادف وواعي ، لكنّها ارتكبت مخالفات جسيمة في حق الدين وأتباعه ، ولم ينجو منها لا نبي ولا صحابي ولا فقيه ولا أي أحد ، وكنت بصدد طرح بعض الأفكار التي ينشرها ويعتنقها هؤلاء الأشخاص والتعريف بأصحابها ، وقد فرقت في قراءتي ما بين هؤلاء الأشخاص والسيد أبو بكر ، ولم أضعهم في خانة واحدة ، وقلت إنما اجتهد أبو بكر وأخطأ في بعض الأمور ، ونحن سنناقش هذه الأمور وفق حوار منهجي وملتزم لا يخرج عن أصول الحوار وآدابه .
    3- لقد كان ردّ السيد أبو بكر في مشاركته رقم – 5- مشجّعًا على التواصل ومتابعة الحوار ، فإذا به وبعد غياب لا تهمني كثيرًا أسبابه – ونسأل الله تعالى أن تكون خيرًا – يقوم بنقد خطأ إملائي في مشاركته رقم - 18 - ويعلق عليه بشيء من السخرية والتهكم ، ثم يستشهد بمقولتي التي أوردها والتي لا علاقة لها بالقراءة أصلًا ، إنّما قلتها بناءً على قناعتي التي خرجت بها بعد قراءتي لأفكار معظم الكتّاب الذين يطلقون على أنفسهم كلمة مفكرين ، ويبدو أنّ السيد أبو بكر تشبث بهذه المقولة ليوحي للجميع بأنّ هذا الذي نقد أفكاري ينفي عن نفسه الفكر والثقافة ، حتى أنّه يصف نفسه بأنّه ليس بباحث ، فكيف نقبل منه ما كتب ؛ وكأننا في نادي ويشترط في عضويته الحصول على لقب حتى ننخرط في صفوفه ونمارس حريتنا في الكتابة .
    4-المشاركة رقم – 18- للسيد أبو بكر لا علاقة لها بكل ما كتب ههنا ، بل إنّه تعمد أنْ يطعن فيّ من خلال قوله أنني لا أملك المؤهلات التي تمكنني من الحوار ، وأنني لا أعمل العقل في كتابتي لهذه القراءة ، ووصفني بأنني أتكلم بمنطق السلطة الفوقية والكهنوتية ... الخ - في إشارة واضحة لمن تكلم باسم الإسلام سابقًا وحاليًا ووصفوا بالكهنوت أي رجال الكنيسة التي أعمت العقل وحاربته - وهذه الأوصاف لا تليق بمن ينادي بالعقل ليل نهار ويطالب بإتباعه ، وأنا لم أنزعج حقيقة من هذه الأوصاف التي أطلقها بشكل عشوائي وغير مدروس ، فكل إنسان يعرف نفسه وقدراته ، وما تفضل به لا علاقة له بكل ما جرى . بل إنّه أيضًا يحاول أنْ يبيّن من خلال تعريفه لكلمة تأويل – وقد قمت بإدراج عدة تعريفات لها في قراءتي – ومن خلال الآيات القرآنية التي أدرجها أنْ يجد العذر لنفسه في كل ما كتب ، وهذا خطأ واضح وقع فيه ، لأن التعريفات الكثيرة والتي لا تخرج في مجموعها عن الهدف الذي ترمي إليه كلمة تأويل ؛ إنما تصب في خانة واحدة ، مفادها أنّ من يقّحم نفسه في قضايا التأويل فهو مطالب شرعًا أنْ يبيّن الأسباب التي دعته إلى صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معناه المرجح ، وبغير ذلك يصنف كل ما قام به هو إنما تأويلًا فاسدًا وتلاعبًا بالنصوص موضع التأويل ، وهذا ما قمنا بتوضيحه ، وما قامت القراءة على أساسه ، ولكن السيد أبو بكر لم يفعل شيئًا بخصوص هذا الأمر ، بل تعمد أنْ يحوّل الموضوع عن هدفه المعلن ، من أجل صرف أنظار المتابعين عن القراءة التي قمنا بها ، إلى أمور لا علاقة لها بها ، وليبدو الأمر وكأنّه نزاع شخصي ، وهذا ما نبهنا إليه في بداية قراءتنا ، إذ قلت أنني أخشى أنْ يتحول الأمر إلى غير ما أريد له .
    5-لا يشترط أبدًا أن يكون الناقد أعلم من المنقود ولا بمنزلته ، فقد يكون أعلم منه ، وقد يكون أقل علمًا منه ، وفي النهاية فإن الحكم على ما يكتب وينشر يكون من خلال القيمة الأدبية أو الفكرية أو التاريخية للموضوع محل النقد والدراسة .
    6-إنّ المصادر اللغوية والتي يقول أنّها لا تستند إلى القرآن في فهم دلالات الألفاظ و التي تكلم عنها السيد أبو بكر والتي زعم أنني لا أمتلكها في محاولة لوضع الكرة في ملعبي لعلّها تكون في مصلحته إنّما هي محاولة لم يكتب لها النجاح ، لأنّ كلامه لو كان صحيحًا لما وجد أي عناء في الرد علي قراءتي ، فإذا كنت على حدّ زعمه لا أفهم في الأمور الفكرية والثقافية والبحث و .. و.. ولست مؤهلًا للحوار والنقد ، فإنني أتساءل كيف لو كنت مؤهلًا كما تحب وتريد ؛ كيف ستكون النتيجة وكيف سيكون ردك ؟
    7-لقد سبق وأنْ قلت أنني قمت بقراءة كل مواضيعك التي استطعت العثور عليها ، وقلت لك أنّك تتكلم في أمور ليست جديدة ، وقد تعرض لها معظم المفكّرين والكتّاب ، وأنّك لم تأتي بجديد ، سوى نقدك المتواصل لهذه الأمّة ، ووصفها بالجهل والتخلف إلى غير ذلك من الأوصاف التي لا تليق بها ، لدرجة أنّك توصلت في إحدى مواضيعك لتقدير عدد المؤمنين من المسلمين والذين - على حدّ تعبيرك - لا يتجاوزون المليون ، من بين مليار وربع بل أكثر قليلًا ، ولا أدري حقيقة هل سمعت بأعداد المسلمين في كل موسم حج ، والذين يتجاوز عددهم 3 ملايين - هذا إنْ تغاضينا عن أعداد المسلمين الذين يؤمون الحرم في شهر رمضان - فهل كنت تعلم بأنهم غير مقبولين عند الله تعالى وغير مغفور لهم ، ومن يستطيع أنْ يجزم بذلك ؟ ناهيك عن جملة من الأوصاف والتقديرات التي لا تتناسب ومكانة أي كاتب يدّعي أنّ مهمته هي النهوض بهذه الأمّة ، إذ حين يصف أمّة بالتخلف والجهل والأمّية ونفوق العقل ، وغياب الوعي والفهم عند معظم من كتب تراثنا ، وكأن المتكلم يملك الحقيقة المطلقة والإيمان الخالص والعقل الكامل ، وقد كنت بصدد الكتابة عن كل الأفكار التي طرحتها في مواضيعك ، ولكن بعد غياب طال لأكثر من ثلاثة أسابيع إذا بك تعود وفي جعبتك كلام لا يتناسب وما تعهدت به ، ويخالف كل ما ناديت به ، وزعمت أنّك تؤمن به .
    8-أمّا عن مشاركتك رقم – 21 – فيسعدني أنْ أقول لك ما يلي :
    1-إنّ قولك أنّ مشاركتك رقم – 18 – أنّها كانت موجهة للجميع فيه مغالطة كبيرة ، لأنّ مشاركتك كانت موجهة لي بالأصل ، وإنْ كنت تتكلم بلهجة فيها كثير من النداء للجميع لصرف النظر عن فحوى ما جاء في قراءتي ، والدليل أنّك قلت في آخر مداخلتك " وأرجو أنْ تسمح لي الظروف بمواصلة الحوار " وهذا يدلّ على أنّك قمت بالرد على قراءتي والذي وعدت أنّك ستقوم به في مداخلتك رقم – 5- علمًا أنّك لم تتعرض لها في شيء وهذا يعني أنّك بدأت الحوار فعلًا ، وهذا مخالف للواقع وللحقيقة التي هي أمانة في عنق الجميع .
    2-إنّ عدم تخصيص نقطة بعينها – من قبل المشاركين – لا يعفيك من الرد على قراءتي ، فليس المطلوب من الجميع أنْ يتدخل – وهذا حقٌ لهم وهم فيه أحرار – باستثناء طبعًا الأخ الفاضل خليل حلاوجي والذي وصفك بالمفكر الجاد ، ووعد بعودة نقدية لما كتب ، وبناء عليه فالمطلوب منك أنت أنْ ترد لا الآخرين ، والذين هم موضع تقديري واحترامي في كل ما قالوه وما سيقولونه لاحقًا ، وهبْ أنني قمت بهذا الحوار بيني وبينك فقط ، فما علاقة الآخرين في هذا الموضوع ، وهل سننتظر منهم أن يقولوا كلمتهم ثمّ نسمع كلامك ؟
    3-بخصوص مراعاة الأمانة العلمية عند نقل النصوص فهذا هو أساس عملي ، ولعلّك لاحظت أنني فور أنْ دخلت الواحة الغراء ووجدت ردك ، قمت بالرد فورًا ، واقتبست بعض الفقرات التي كتبتها أنت ، ولم أحتاج إلى كثير عناء في ردي ، ومعرفة مواقع تلك الفقرات التي استشهدت بها ، لأنني وكما سبق وأنْ ذكرت قرأت لك كل ما كتبت ، لكن متابعة الأخطاء الإملائية في الكتابة هو ما أخّرني عن إدراج مشاركتي ، فهذه هي الأمانة العلمية في نقل النصوص ، وما يهمنا هو أنّك أبديت استعدادًا لتقبل النقد ، بصرف النظر عن الموضوع الذي هو محل النقد ، والذي لا علاقة له بالأحاسيس والمشاعر ، لأنّ على كل كاتب مهما كان وصفه أو تسميته التي يحب أن تطلق عليه أنْ يتوقع أنّ أفكاره ليست قرآنًا ووحيًا منزلًا ، وأنّها عرضة للتدقيق والتمحيص لتبيان صوابها من خطأها ، فكلنا بشر ومعرضين للخطأ والصواب ، وما تكتبه أنت ، ليس ملكك لوحدك ، فالقرآن الكريم وسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه الأمّة ليست حكرًا على شخص بعينه ليتكلم باسمها من دون حسيب أو رقيب ، ومن حق إي إنسان أنْ يتكلم وأنْ يتقبل النقد أيضًا ، ولكن بأسلوب علمي وراقي ، لا يخرج عن آداب الحوار وأصوله ، وأمّا قولك بأنني أتيت بأجزاء من كتاباتك وخارج سياقها فهذا الأمر لا صحة له ، لأنّ النقد هو نقد سواء جاء من أنثى أو من ذكر ، وعلى الكاتب أنْ يتقبله ومهما كان منشأ هذا النقد ومدى صوابه من عدمه ، ولم أسمع في حياتي أنّ شخصًا ما كتب عن محاذير لا يجب التعرض لها عند نقده ، إلا إذا كانت تحث على الالتزام بآداب الحوار وأصوله ، فهذا حق لا يختلف عليه أحد ، ولو كنت قد حرفت أجزاء من كتاباتك التي نقلتها – كما تزعم وتحاول أن توهم القراء - لما وضعت رابط نصّك وتاريخه ورقم مشاركتك أيضًا ، لكي أوفر على القارئ الجهد في معرفة النصوص التي اقتبست منها ما ذكرته ، ولو تركنا الأمر لكل إنسان ليكتب ما يحلو له عن القرآن والإسلام ككل ، لعمت الفوضى ، ولأصبح ديننا الذي نعتز ونفتخر أننا من أتباعه عرضة للتخريب والهجوم والشك المبرمج .لمجرد أنّ زيد أو عبيد رأى رأيًا يعتقد أنّه هو الصواب بعينه ، أو أنّه دفع لقول هذا الكلام من أجل الطعن في هذا الدين .
    4- يبدو أنّك إلى الآن لم تفرق بين أنْ يمدح الإنسان نفسه ويصفها بأوصاف تحمل مدلولات كبيرة ، وبين أنْ يتواضع ليقول للآخرين أنني لا أدّعي العلم والمعرفة كما يفعل الآخرين ، ولو كل كاتب وصف نفسه بالمفكّر والمثقف والأديب والروائي ، لما بقيّ على وجه الأرض أحد جاهل ، فلو سألنا معظم النّاس هذا السؤال من العاقل ، لأجاب الأغلبية بـــ أنا العاقل ، فكل يدّعي الفهم وإعمال العقل ، ويبقى الحكم في النهاية على ما ينتجه هذا أو ذاك من فكر وأدب . ويبدو أنّك فهمت من الكلام الذي تقول أنّك نقلته بأمانة والذي يقول بأنني لست مفكر ولا باحث ولا مثقف ، بأنني غير مؤهل للحوار ، فلماذا أنت منزعج من هذا الكلام ، وبماذا يضيرك قولي هذا ، ويا ليتك اهتممت بالقراءة بدلًا من تمسكك بهذه المقولة ، وقمت بالرد عليها ، فهذا أفضل ، إذ كيف يمكن أنْ يكتب كل ما رأيته من ليس بمفكر أو مثقف أو باحث عن موضوع ما ؛ ومن ثمّ لا يرد عليه صاحب هذا الموضوع .
    5-أمّا قولك فليعلن الإنسان نفسه وماذا يكون بصراحة وماذا يمتلك من قدرات ، فهذا من أعجب ما سمعت ، وربما هذا يؤكد ما قلته سابقًا وبأنّك إمّا لم تقرأ ما كتبته وإمّا أنّك تتجاهل ما جاء فيها ، وفي كلتا الحالتين فليس هذا هو موضوعنا ، هناك قراءة نشرت وتم فيها نقد أفكار خاطئة وبالجملة ، وعلى صاحب الفكر أنْ يدافع عن فكره وما يقوله . أمّا قولك بأنّ من يعلن أنّه ليس بمفكر أو باحث أو مثقف ، فأعتقد جازمًا أنّك لم تنتبه لما سبق وأنْ كتبته في مداخلتك رقم – 5 – والتي أشدت فيها بتلك القراءة ، كما وعدت بأن ترد عليها ، وأراك هنا تصعّب الأمور على نفسك بهذا القول الذي تتمسك به ، فما علاقة اللقب الفكري والثقافي والبحثي في كل ما ذكر ، ومن هذا الكريم الذي يمنح هذا اللقب ومن أين يشترونه ؛ ورحم الله القائل :
    ليست الألقاب هي التي تكسب المجد *** بل النّاس من يكسبون الألقاب مجدا
    6-أمّا عن دعوتك للحوار بأفكاري وقناعاتي الذاتية ؛ فهذه دعوة لم تنتبه إلى أنني أنا من تبناها ، وما قراءتي التي أدرجتها إلا جزء من هذه الأفكار ، ولو انتظرت قليلًا قبل مشاركتك رقم – 18- لرأيت تكملة لهذه الأفكار ، وإنني إذ أستغرب كيف تدعو وتطالب بأمر مفروغ منه ، وهل تعتقد أنّ هناك أفكار تأتي من كوكب آخر ، فإذا تكلمت في الدين – كما فعلت في معظم كتاباتك – فهل تتوقع مني أنْ أخترع حديثًا نبويًا لأرد به عليك ، ثمّ ما هي أفكار الإنسان إنْ لم تكن قناعاته بكل ما قرأه وحصّله من معارف فكرية وأدبية ، أم أنّك – وهنا تكمن مشكلتك – تنادي بأمر لا وجود له ، وهو أنْ يعمد كل إنسان لتبني قناعاته بمعزل عن الفكر و الدين و التراث الإنساني بكل ما يحويه ، وبما يتناسب وقناعاته .فمن أين إذن سيستمد مصادره ، أم أنّك تكتب وتفكر بمعزل عن أفكار الآخرين ، وبدون قراءتها وتمحيصها وتدقيقها ، فإذا كان هذا الأمر صحيحًا فهذا يعني أنّك أتيت بشيء جديد ومبتكر ، وهذا غير صحيح إطلاقًا ، لأنّ أفكارك وكما سبق وقلت لك إنّما هي مطروحة للبيع في الأكشاك وأسماء المؤلفين بادية عليها ، وليس كتاب " أبي آدم " والذي يطابق ما كتبته أنت باختصار مع بعض التعديلات إلا نموذج حيّ لما أقوله ، مع العلم أنني لا ألمح إلى أنّك تجاهلت مصادرك في هذا الأمر ، بل أحاول أنْ أوضح لك أنّ ما تكبته قد كتبه كثير من النّاس ، فمن هنا تتشكل الثقافة والمعرفة بشكل عام .
    7-أمّا عن قولك فيما إذا كنت جاهزًا للمتابعة ، فمع الأسف يبدو أنّك لم تقرأ ما كتبته في قراءتي الأصلية وفي ردي عليك - مشاركة رقم 6 - والذي اقتبست منه تلك الفقرات التي تحاول تسويقها للتدليل على عدم أهليتي للفكر والحوار والتي ذكرت لك فيها أنني على استعداد لقبول أي قراءة تخرج بها مهما كانت نتيجتها ؛ ويبدو أنني كنت متفائلًا أكثر من اللزوم ، لأنني انتظرت طويلًا ولم أرَ شيئًا يذكر ، فإنْ لم أكن جاهزًا ، فلماذا كتبت ما كتبته أصلًا .
    8-أمّا عن سؤالك من أي الفريقين أنا ، فأنا أدعوك لقراءة ما كتبته في هذا المنبر مرّة أخرى – على اعتبار أنّك قرأته قبل الآن وهذا ما أشك فيه - ونقدي لكتاباتك ، وأعتقد أنني أستحق منك أنْ تقرأ ما كتبته حولك ؛ وبعد أنْ قرأت أنا كل ما كتبته أنت ، أو على الأقل كل ما وقعت عليه عيني ، مع مسامحتي لنفسي عن أكثر من 50 ساعة إنترنت أنفقتها في ظروف صعبة وقاسية .
    9-وعن العقل أقول لك صادقًا : أرجو أنْ لا تعوّل كثيرًا على ظنك بجهل الآخرين وعدم امتلاكهم لأية مقومات ثقافية أو فكرية ؛ فهذا الأمر قد يضر بمحاولاتك للدفاع عن أفكارك .
    10- ومن هذا المنبر الحر أقول كلمتي الأخيرة حول مشاركتك رقم 5 و 18 و 21 لك ولجميع المتابعين لنا ما يلي : أيها السيد الفاضل ، أيها السادة المحترمين : لقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الإيمان " رواه مسلم ، وقال سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه " من رأى فيّ اعوجاجًا فليقومه " وما ذكرت هذا الكلام لخير البشر ومن بعده الفاروق الحبيب إلا لأقول أين نحن من كل ما يقال ، وأين أقوالنا من أفعالنا ؛ ولأقول أنّ للحق وجه واحد يعرف به ، ولم يكن له يومًا وجهان ، والحق أحق أنْ يتّبع ، ومن رأى أي خطأ فليتفضل وليكتب وينقدني وأنا له من الشاكرين ، وإذا ما ورد مني أي خطأ في ردي هذا والذي سبقه على مداخلة السيد أبو بكر ، فليعلم بأنّ لكل مقام مقال ، والضرورات تبيح المحظورات ، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه .
    تقديري واحترامي للجميع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #24
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    السلام عليكم جميعاً ...

    تحية أخي الكريم المحترم \ معروف .. وكل الزملاء ..

    أولاً : لا جدال ولا خصومة ولا عداء إن شاء الله ..

    ثانياً، أخي معروف، كنت أتوقع منك تعليقاً على موضوع ( التأويل ) فهو عنوان النقد وسببه كما تعلم. وقد أوضحت الخلط الكبير في هذا المفهوم بالأدلة الصريحة من القرآن الكريم.
    ولم أنتظر منك أن تتجاهل ما كتبته حوله بهذه البساطة، وكأنني لم أكتب شيئاً، لتقول بأنك تنتظر مني دحض هذا الكلام إذا كان مجرد ادعاء. فخلط المفاهيم والادعاء بدأ من العنوان! ولا تنسى بأنك متابع ومشارك وشاهد وحكم .

    ثالثاً أنا بانتظار رد من أخي الكريم راضي الضميري، على تساؤلاتي في مشاركتي الأخيرة، وأظنك قرأتها وأظنها واضحة . لنبدأ الحوار عن بينة.
    وإذا كان لك أو لأخي راضي، رأي آخر، فإنني سأبدأ بالرد على النقاط الصغيرة على شكل مشاركات في ذات المكان. وسأخصص موضوعات مستقلة للنقاط الكبيرة أو التي تطرقت لها ولم أكتب فيها سابقاً .. كموضوع الناسخ والمنسوخ .. مثلاً .
    فأنت تعلم، بأنني تطرقت لهذا الأمر في عجالة ضمن موضوع آخر، وقلت أنه اعتقاد غير صحيح ولا أزال عند رأيي، وأنا مُدرك لما أقول. وتعلم بأن أخي راضي يؤمن بصحة هذا الاعتقاد .. ولكنه لم يقل حجته أو دليله هو الآخر .
    وعلى ما أذكر من قراءتي للموضوع - إن لم تخني الذاكرة، فإن كل ما قاله الأخ راضي، حول موضوع الناسخ والمنسوخ هو أنه طالبني بالدليل والحجة فقط، ولم يكتب حوله شيئاً.

    رابعاً، بخصوص الثقافة، وعلاقتها بالعقيدة ..
    فإنه عندما يتم الحديث عن الثقافة، فإن المقصود هي الثقافة السائدة التي تحدد سلوك الأفراد وتنعكس على ممارساتهم اليومية في واقع الحال.
    ولا يصح الحديث عن ثقافة مفترضة، أو ما يجب أن يكون ! فذلك يمكن تسميته بثقافة الأمل أو أمل الثقافة!
    أما إذا كان القصد هو إمكانية أو ضرورة العمل من أجل إيجاد ثقافة منسجمة ومتماهية مع العقيدة .. فذلك أمرٌ جميل وهدف نبيل، ولكن ينبغي أن نقول بأنه غير موجود، ولا يصح أن نتعامل ونتحاور على أساس مفهوم غير موجود على أرض الواقع.

    فالثقافة الموجودة والسائدة اليوم عند العرب، هي ثقافة عربية بعاداتها وتقاليدها وأعرافها، وهي تختلف من بلدٍ عربي مسلم إلى آخر، وهي التي تطغى على علاقات الناس وينقادون لها في سلوكياتهم وفض نزاعاتهم وخلافاتهم، فهم يحتكمون لها أكثر مما تحكمهم القوانين والشرائع الدينية.
    فنجد في حال الطلاق مثلاً، أن الحكم الشرعي في المطلقة هو أن تقضي عدة الطلاق في بيت زوجها، بينما الواقع - كما أعلمه - أنها تقضي عدة الطلاق في بيت أهلها.

    فنحن يا أخي معروف ، نتحدث عن واقع الحال لا عن ما يتمناه المرء وما يجول في الخيال !

    أطيب الأمنيات ..

  5. #25
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبكر سليمان الزوي مشاهدة المشاركة

    وإذا كان لك أو لأخي راضي، رأي آخر، فإنني سأبدأ بالرد على النقاط الصغيرة على شكل مشاركات في ذات المكان. وسأخصص موضوعات مستقلة للنقاط الكبيرة أو التي تطرقت لها ولم أكتب فيها سابقاً .. كموضوع الناسخ والمنسوخ .. مثلاً .
    فأنت تعلم، بأنني تطرقت لهذا الأمر في عجالة ضمن موضوع آخر، وقلت أنه اعتقاد غير صحيح ولا أزال عند رأيي، وأنا مُدرك لما أقول. وتعلم بأن أخي راضي يؤمن بصحة هذا الاعتقاد .. ولكنه لم يقل حجته أو دليله هو الآخر .
    وعلى ما أذكر من قراءتي للموضوع - إن لم تخني الذاكرة، فإن كل ما قاله الأخ راضي، حول موضوع الناسخ والمنسوخ هو أنه طالبني بالدليل والحجة فقط، ولم يكتب حوله شيئاً.
    ..
    رد سريع حول هذه النقطة بالذات لأن محل الإنترنت سيقفل ولا وقت لديّ ، وهذا الرد هو من القراءة التي قمت بها بدون زيادة أو نقصان حول موضوع الناسخ والمنسوخ .
    "إضافة لما سبق فهناك أمرًا آخر؛ وهو أنّه لا يوجد في القرآن ناسخ ومنسوخ إذ يقرر في معرض رده على عضو حاوره فيصرح بقوله .. " ثم من قال بوجود الناسخ والمنسوخ في كتاب الله ! وهذا مثال جيد على النقل ، والذي هو ليس من قول العقل ! فهل تؤمن أنت بأنه لا يجوز لنا مخالفة هذه القاعدة الموضوعة بواسطة السلف حتى لو أثبتنا بالعقل – بالتدبر في التدبر في نصوص القرآن – أنها ليست صحيحة ! أخي الكريم .. لا غنى عن استعمال العقل ! فالتكليف لا يكون لغير العاقل ! " اهـ (16) إلا أنّه وفي أثناء الرد عليه يتجنب الرد هذه المسألة ، التي يتوقف عليها فهم مسائل كثيرة ،كما إنّ خطورة هذا الطرح والذي لم نجد له إجابة - مثلنا مثل السائل الكريم – تتمثل في أنّ هذا القول ليس بجديد ؛ بل قديم جدًا، وقد طرح من قبل المستشرقون الذين وضعوا الكثير من الشبهات حول القرآن الكريم وعلى رأسهم المستشرق دنكان بلاك ماكدونالد ( 1863-194 م ) إضافة إلى تيودور نولدكه (1836 – 1930) (17) والذي قرر أنْ لا ناسخ ومنسوخ في القرآن ، لذلك كنا نتمنى على الأستاذ أبو بكر وبما أنّه طرح هذه المسألة وسئل عنها أيضًا أنْ يجيب عليها ، لأنّها مسألة جد خطيرة ، فإنْ أثبت هذا الأمر طرحنا رأينا واتّبعنا رأيه ، أمّا القول بدون دليل فهذا ما لا نفهمه؛ ولا نفهم لماذا طرح أصلًا مثل هذا الموضوع وتم التغاضي عنه فيما بعد ، وعليه نقول ؛ نعم يوجد ناسخ ومنسوخ في كتاب الله والذي يعني اصطلاحًا " رفع الحكم الشرعي الثابت بخطاب متقدم بواسطة خطاب متأخر" ، والدليل على ذلك من كتاب الله تعالى ، قال تعالى "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (23البقرة آية 106) ومنها - على سبيل المثال - آيتي المصابرة في سورة الأنفال " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (65) الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) (الأنفال 65-66 ) وقد ورد في الصحيح عن أسباب نزول آية 285 من سورة البقرة " وإنْ تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه " اشتد ذلك على الصحابة ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب ، فقالوا : قد أنزل الله عليك هذه الآية ولا نطيقها ، فقال : أتريدون أنْ تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : "سمعنا وعصينا ؟" بل قولوا " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل : " لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها " إلى آخرها وروى مسلم عن ابن عباس نحوه "(18) كما أنّ هناك نسخ أيضًا في السنة ومثاله قوله صلى الله عليه وسلم " كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها " (19) وغيره من الأدلة كثير لا مجال للخوض فيه الآن ."
    نرجو أن نكون أمناء في القول والفعل
    تقديري واحترامي

  6. #26
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي صفحة جـديدة لإعــادة الأمور إلى نصابها


    الســلام عليكم جميعاً ..

    أود بداية أن أعتــذر أمام الجميع ، لأخي الكريم وزميلي العزيز \ راضي الضميري، عن الإساءة التي سببتها مشاركتي رقم 18 ، والتي يبدو أنني لم أكن موفقاً في بعض مفرداتها، حيث إنها قد أدت إلى نتيجة لم تكن المرجوة ولا المتوقعة ولم تعكس القصد . رغم أن المشاركة إجمالاً لم تخرج عن الموضوع.

    ولكن وكما قال الأخ العزيز معروف، فإنه ربما كان ينبغي عليّ الدخول مباشرة في الموضوع،اجتناباً لما قد يُفهم منه شخصنة للأمور .. رغم أن هذا لم يكن قصدي من تلك المشاركة؛ ولكن وجب الاعتذار والتراجع عما سبب الإساءة، وما يمكن اعتباره خطأ أتحمل مسئوليته .. طالما أنه سيخرج الموضوع عن مساره .

    على أن أدرج موضوع التأويل ضمن ردودي اللاحقة، فهو موضوع مهم وأساسي، وهو عنوان القراءة .

    أقول هذا لأنني شعرت من خلال ردود أخي راضي الضميري، بأنه مُستاء مني ، وبأنه بات يعتقد بأنني مستاء من نقده لي، أو أنه ليس لدي ما أرد به. وأن هذا لم يكن ما يتوقعه مني. علماً أن هذا الظن وإن كان مبرراً من وجهة نظره، إلا أنني أؤكد له وللجميع بأنه في غير محله.

    ولذلك، وإثباتاً لحسن النية والقصد، وإنصافاً لأخي العزيز\ راضي الضميري، فإنني لا أُمانع من حذف تلك المشاركة. فإن وافق أخي راضي، فليقم الأخ \ معروف بحذفها بناءً على طلبي .
    أو أن يؤذن لي بتعديلها، لتتناسب مع السياق العام الذي يُرضي الجميع. ولنعد لنبدأ من حيث كنا قبلها .

    وأتمنى أن أقرأ تعليقاً من أخي راضي الضميري، يؤكد فيه قبوله للاعتذار .. إن شاء .

    وسأبدأ حالاً بوضع الردود تباعاً .. على كل تساؤلاته التي وردت في قراءته النقدية التي أكرر شكري له عليها، وأكرر قبولي للنقد وامتثالي للحق.

    ملاحظة : 1- خلال الردود، وبما أن الموضوع يتعلق أساساً وفي جله، بالقرآن والإسلام ورسوله الكريم . وبما أن الساحة وصلب الموضوع هي فكرية بالأساس، فإنني أود التنبيه منذ الآن، بأنه لا معصوم من البشر في اعتقادي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن كل من عداه ممن بعده لا حصانة لهم، فهم بشر يُخطئون ويُصيبون وقد نتطرق لبعضهم بالتساؤل حول آرائهم وإرثهم الفكري والفقهي الذي أبقوه لنا. وأن مرجعي الأساس هو القرآن الكريم المحفوظ من لدن من أنزله. وأنه لا كتاب غير القرآن مُنزه عن النقص والخطأ.

    2- أرجو من أخي راضي الضميري، أن يُتابع الردود، وأن يُعطي فرصة للمتابعين لقراءتها متتالية، كما قرأوا نقاطه متتالية، وأن يُجمل تحفظاته ويطرحها للحوار بعد أن تكتمل ردودي .. والتي ستكون سريعة وتباعاً .. رغم رداءة الاتصالات، إلا أن ذلك لن يقف عائقاً في سبيل إيصال الردود إلى مكانها بأسرع وقت، ولن يكون عائقاً في سبيل التواصل مع إخوة لا أرجو أن أخسرهم .. بحول الله .

    3- أرجو من أخي راضي، أن يحتفظ لنفسه بالمصادر الفكرية التي يقرأها ويُشير لها من وقتٍ لآخر، والتي تشابه أو تطابق ما أطرحه أنا من أفكار كما يقول، وأن يُحسن الظن بي إن شاء، أو أن يلتزم بقواعد الحوار الفكري التي من أسسها مناقشة الطرف الآخر بما يطرحه وما يتبناه من أفكار بالحجة والبرهان مباشرة بعيداً عن الهمز واللمز .. وله أن يظن بي في نفسه ما يشاء، فلله الأمر من قبل ومن بعد، فهو وحده المطلع على النوايا وخفايا الصدور وأسرار خلقه..
    وذلك بأن يكف عن تشبيه ما أطرحه من أفكار بما يقرأه هو للمستشرقين أو الفلاسفة ومفكري الغرب والشرق .

    فأنا أكتب ما أراه وما أفهمه وما أعتقده صحيحاً، ولا يعني ذلك بأنني لا أقرأ لغيري، ولكن لكل إنسان مصادره المتاحة والمختارة فيما يقرأ .
    فأنا لا أعلم ولم أقرأ شيئاً عن ما يتحدث عنه وما يقرأه هو مما قاله المستشرقون وغيرهم من المفكرين حول الناسخ والمنسوخ، وحول البشر والإنسان.

    وأقول له، إنه إذا كان ما أطرحه قد قرأه وفهمه وانتقده ، وأنني لم أت بجديد كما يقول، فإن ذلك من حسن حظه وفي صالحه، حيث ستكون إجاباته جاهزة ولن يبذل جهداً في محاورتي ودحض أفكاري ..

    وعلى المسلم أن يحاور المسلم بما يصدر عنه وينسبه لنفسه، لا أن ينسب له ما يقوله آخرون من مستشرقين أو ملحدين أو سواهم ..

    أتوقع رداً أو تعليقاً من أخي\ راضي الضميري ، وربما تعليقاً من أخي معروف .. قبل أن أبدأ في وضع الردود تباعاً ..

    علماً أنني قد تغاضيت عن فكرة الموضوعات المستقلة، وسأطرح كل ما لدي هنا، رغم حجم بعض الردود والذي أظنه سيكون كبيراً .. وذلك درءاً للظنون، وتطييباً لخاطر أخي راضي الضميري، وإنصافاً لجهده في قراءته النقدية.

    أطيب الأمنيات للجميع ..

  7. #27
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    بخصوص ما قاله الأستاذ أبو بكر في مشاركته رقم -26- أقول ما يلي :
    1-بداية أودّ أنْ أعرب عن شكري وتقديري لكل منْ ساهم في المشاركة بهذه القراءة ، ولأقول للأستاذ أبو سالم الزوي بأنني لست مستاءً منه وممّا بدر منه في مشاركته رقم 18 رغم كل ما جاء فيها ، كل ما في الأمر أنني أردت أنْ أوجّه الأنظار إلى موضوع القراءة الأصلية وما جاء فيها ، على اعتبار أنّ الرد رقم – 18- لا علاقة له بكل ما جاء في تلك القراءة وقد فاجئنا برد لم يتناسب مع ما وعد به في مشاركته رقم – 5- .أمّا بالنسبة لموضوع حذف أو عدم حذف تلك المشاركة فأنا أعتقد بأنّه لا داعي لذلك ، لأنّ هذا الأمر سيتطلب حكمًا أنْ تحذف المشاركات التي جاءت بعدها .
    2-أمّا بخصوص الاعتذار فأنا أقبله بكل صدر رحب ، ومن حق الأستاذ أبو بكر أنْ يدافع عن أفكاره بأريحية تامة ، وليأخذ وقته كاملًا .
    3-بخصوص ردود الأستاذ أبو بكر والتي سيدرجها تباعًا – وكما تفضل – فأنني سأمتنع عن الرد عليها حتى يأذن هو بذلك .
    4-أمّا عن حسن الظن بما كتبه الأستاذ أبو بكر فإنني قد أوضحت وجهة نظري في بداية قراءتي الأصلية – ويستطيع الجميع مراجعة ما كتبته – وقلت بالحرف الواحد أنني أناقش فكره ونحن نحترمه ونقدره كأخ عزيز ، لكن وبما أنّ هذه الأفكار قد طرحت فقد أصبحت ملك القراء ، وعليه أنْ يتقبل كل ما يصدر عنهم من ردود أفعال سواء أكانت مؤيدة أو معارضة لما نشره.
    5-أمّا عن قولي بأنّ ما يطرحه ليس فيه أي جديد يذكر ، وبأنّ هذا الأمر سيسهل مهمتي في الرد عليه ، فهذا أمر أعلمه ولا شك عندي فيه ، وهذا لا يعني أنني أنتقص من قدره ؛ أو أحاول أنْ أثبط من عزيمته ، ولكن لأحثّه على أخذ وقته كاملًا وبما يليق به ككاتب لديه وجهة نظر – رغم اختلافنا معه حولها – من حقه الدفاع عنها ، ولكي لا يغفل أي أمر قد طرحته في قراءتي .
    وأخيرًا أقول : نحن في رحلة لا نعلم متى يأذن الخالق سبحانه وتعالى بنهايتها ، وعابري سبيل نحمل أمانة كبيرة في أعناقنا ، أمانة لا تخصنا كأفراد ؛ بل الأمّة بأكملها ، لذلك فنحن مطالبين بأن نكون على مستوى هذه الأمانة رغم التقصير الكبير من جميع أفراد هذه الأمّة في حق دينهم والدفاع عنه وعن رسولهم صلى الله عليه وسلم ؛ وأنا أولهم ، وأي خلاف نشأ فنحن نتجاوز عنه ، ونعتبره أمرًا منتهيًا ، وفي النهاية فإنّ الحكم لله وحده ، ولا نزكي على الله أحد .
    تقديري واحترامي للجميع

  8. #28
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    بسـم الله الرحمن الرحيم

    هذه هي الورقة الأولى من ردودي – التي ستكون متتالية بإذن الله -على القراءة النقدية التي تفضّل بها مشكوراً، الأخ والزميل المحترم \ الأستاذ : راضي الضميري ، والتي طرحها تحت عنوان :
    (التفسير والتأوّيل في فكر الأستاذ أبو بكر سليمان الزوي "قراءة نقدية" ) .

    وأنا هنا إذ أؤكد للأخ الكريم\ راضي، بأنني قد قرأتُ كل ما تفضّل، ومنذ اللحظات الأولى التي انتبهت فيها لظهور الموضوع على ساحة ملتقى الواحة.
    والقول بقراءتي للموضوع كاملاً، ليس منّة ولا فضلاً مني. ولكنه تأكيد لواجبي تجاهه وحقه علي بذلك؛ وكذلك لأن كل ما تناولته القراءة، هو حول موضوعات طرحتها أنا، أو حاورت فيها سابقاً، ولعل هذا ما سهّل علي المهمة، وجعل قراءتي لها وإلمامي بمضمونها لم يستغرق مني جهداً ولا وقتاً كثيراً.. رغم طول وتشعب القراءة، وتعدد الموضوعات التي تطرق لها بالدراسة والنقد.

    وبالإشارة إلى ما سبق، فإنني أستأذن أخي\ راضي الضميري، في أن أتخذ من مداخلته ( رقم 20 )، والتي أوجزَ فيها مشكوراً النقاط محل النقد .. أن أتخذ من هذه النقاط الموجزة- بشيء من التصرف - منطلقاً وترقيماً لردودي، وأن يُنبّهني الأخ \ راضي، لاحقاً إذا أغفلت نقطة من نقاطه ..
    وبخصوص الردود، فإنني كنت قد اشترطتُ أن تُترك تباعاً حتى تكتمل دون محاورة حولها، لكي يتمكن المتابعون من قراءتها، والإلمام بمضمونها إجمالاً!
    وقد وافق أخي\ راضي مشكوراً على ذلك، ولكنني أعود لأعتبره اقتراحاً وليس شرطاً، وذلك إذا كان لأخي\ راضي، رأي آخر، وأنا من حيث المبدأ لا أمانع من تعليق بسيط يُنبّه إلى نقطة أغفلتها، وكذلك سيكون بمثابة تأكيد للمتابعة لكي استمر في سرد الردود تباعاً كما وعدت!

    يقول الأخ راضي، في النقطتين الأولى والثانية ما يلي :
    1- مطلوب الرد على قضية الاجتهاد و الحديث الذي يقول " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب فله أجران ، وإذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أخطأ فله أجر " وسبق وأن ذكرت لك أنّ هذا الحديث هو للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد أدرجته أنت عند من يقولون به ويعملون به ، ولعلّك لم تعلم أصلًا أنّه حديث شريف.
    2- مطلوب الرد على مقولتك والتي ذكرت فيها أنّ المؤمنين بعقيد النقل يتجاهلون أنّ كل ما هو منقول ما عدا القرآن هو نتاج عقل بشري ، ولم تعرْ أي اهتمام لكل ما صحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ، ويبدو أنّك مصرّ على رأيك ، وقد سبق القول مني أنّ هذا خطأ محض قد أوقعت نفسك فيه ، لأنّ هذا الأمر – أي ما صحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم – لا ينتهي بتقادم الزمن أو تغييره ولا تنتهي صلاحيته.


    أردُّ على أخي الحبيب، بالآتي :

    بخصوص حديث الاجتهاد، ... إذا اجتهد الحاكم وأخطأ فله أجر ... ، فأنا لم أقل يوماً عن نفسي بأنني دارسٌ للأحاديث المنسوبة للرسول، أو متخصصاً فيها.
    ولذلك فإنني لا أجد حرجاً في أن أقول بأنني لم أكن أعلم بأن هذا حديث منسوب للرسول، ولم أكن على دراية بالمنطوق الذي قال به الأخ راضي لهذا الحديث.
    وحيث إن الأمر كذلك، فإنني أقول، إذا كان الأخ \ راضي، أو غيره من المسلمين، يؤمنون بصواب هذا الحديث مثلاً، وبصحة نسبته إلى رسول الله، فإن ذلك شأنهم، ولهم أجرهم أو عليهم وزرهم.
    ولا يُلزم هذا الحديث أو سواه إلا من صدّق بصحة نسبته إلى الرسول.
    وبالمقابل فإن من لم يؤمنوا بصحة هذا الحديث أو سواه فإن لهم أجرهم أو عليهم وزرهم.
    والله يفصل بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون!

    وأُضيف بأنني أُبـرّئ الرسول الكريم من مثل هذا الحديث. ولا أستطيع أن أصدّق أو أفهم بأن يقول الرسول مثل هذا الحديث .. إلا أن يكون الحديث مسلوخاً عن سياقه، وهو بذلك لا يؤدي غرضه ولا يجب تداوله، أو أن يكون قد قاله الرسول في مناسبة خاصة بهذا الحديث ولا يصح الحكم به في سواها، فهو إذن ليس مطلقاً كما قرأته وفهمته من نصه الذي أورده الأخ\ راضي.
    وفي جميع الأحوال، فإن كل الأحاديث قد وصلتنا عن طريق البشر، وينبغي أن تنسب أولاً لمن وصلتنا منه، ولا يجوز نسبتها مباشرة إلى الرسول، لأنها ليست محفوظة كما هو القرآن.
    وحينها سنقول قالوا ولا نقول قال الرسول !
    والذي يقول .. قال الرسول مباشرة، فإن عليه أن يعلم أنه ربما يُقـوّل الرسول ما لم يقله! لأن ما يقوله القائل اليوم لم يسمعه من الرسول، وإنما سمعه من بشرٍ لا عصمة لهم! فما يقوله ليس قرآناً محفوظاً حتى يجزم بصحته ونسبته للرسول!

    إن الجزم بصحة الأحاديث المنسوبة إلى الرسول في صحيح البخاري مثلاً - مع احترامي للبخاري كإنسان مسلم بذل جهداً لعله في خدمة الدين وفي ميزان حسناته -، إلا أن الجزم بصحة كل ما ورد في كتابه هو بمثابة تنزيه وادعاء منا بالعصمة لشخص البخاري، وهذا من وجهة نظري لا يجوز شرعاً وعقلاً !!
    ولا يوجد سببٌ آخر غير الإيمان بنزاهة البخاري وعصمته، يجعلنا نقدّس كتابه ولا نُخضعه للعقل!
    مع العلم أنه توجد أكثر من نسخة من صحيح البخاري تختلف عن بعضها، ولا توجد نسخة أصلية من الكتاب تحمل إمضاء شخص البخاري!
    وإنما الموجود هي نسخ منسوبة إلى صحيح البخاري، قام بجمعها وتصحيحها متأخرون عنه!
    فعدم الأخذ بالحديث هو طعنٌ في صحة نسبته إلى الرسول، وليس اعتراضاً على ما قاله الرسول!!

    ولو أخذنا بصحة حديث اجتهاد الحاكم( إذا كان صحيحاً)، وبهذه الصورة المطلقة، فذلك يعني بأن الحاكم الذي يجتهد في مسألة ويترتب على اجتهاده خطأ، كقتل برئ ويُتم أطفاله، أو نسبة مولود لغير أبيه، أو ضياع حق مظلوم، أو تملّك إنسان لما هو ليس حقه، أو انتشار فتنة، أو ... أو الخ.
    فإن عقاب هذا الحاكم على أيٍّ من هذه الكوارث الإنسانية التي قد تقع بسبب خطئه .. عقابه فقط هو أن له أجر واحد بسبب خطئه، بدل أجرين في حال صوابه.! ... فهل يقول بهذا عاقل.!
    ثم أين هي شروط الحاكم أو شروط الاجتهاد وفق نص هذا الحديث!
    فالحاكم ( سواء كان المقصود به رئيساً أو قاضياً أو مسئولاً كبيراً، المهم أنه إنسان مسلم مسئول عن الفصل في قضايا تخص آخرين) .. وفق هذا الحديث، فإن الحاكم ليس مُلزماً بشروط الاجتهاد وهي التي لم يُحددها الرسول في هذا الحديث ولا في سواه! بل هي شروطٌ وضعها بشرٌ عاديون بعد وفاة الرسول بقرون من الزمن.
    في حين أن نص الحديث لم يُحدد شروطاً يجب توافرها في الحاكم ليكون حاكماً، ولم يُحدد شروطاً للاجتهاد !!!
    فإذا صح هذا الحديث، فإن الباب مفتوح على مصراعيه أمام كل حاكم!
    وهذا يعني أن كل حكام العرب والمسلمين اليوم وقبل اليوم، هم مأجورون على أخطائهم الفادحة، وما آلت إليه أوضاع بلدانهم، وعلى ما يفعله المقـرّبون منهم بأقوات ومصائر الفقراء والضعفاء.
    ومأجورون على سجن وإعدام أبناء شعوبهم بسبب معارضتهم وعدم مبايعتهم لهم، ... على اعتبار أنهم اجتهدوا فأخطأوا.

    أنا أقول، إن عدم الأخذ بأي حديث، لا يجب ولا يصح ولا يجوز تفسيره على هوى المخالفين لمن لم يأخذ أو لم يُصدّق بذلك الحديث!
    فعدم الأخذ بالحديث - كما أسلفنا- هو طعنٌ في صحة نسبته إلى الرسول، وليس اعتراضاً على ما قاله الرسول!!
    فالقرآن قد جاءنا عن طريق الرسول ! فلماذا لا نجد بين المسلمين من يعترض على كلمة أو معنى أو حكم فيه.! لو أن المقصود بالاعتراض هو الرسول ذاته أو ما قاله أو ما جاء به.

    إن الأحاديث قد تمّ تجميعها بعد وفاة الرسول بزمنٍ طويل، وقد منع الرسول كتابتها في أيامه، وقد تبعه الصحابة ومنعوا كتابتها كذلك، ولم تكتب في عصر الدولة الأموية القريبة من عهدهم.

    ونحن نعلم بأن كتاب صحيح البخاري مثلاً، هو أصح كتب الحديث عند أهل السنة، في حين لا يعترف الشيعة بصحته ولا يمتثلون لما به من أحاديث، وهم مسلمون لا نملك إخراجهم من ملة الإسلام.
    وللشيعة أحاديثهم المنسوبة للرسول أيضاً والتي تخالف ما لدينا. والتي لا نمتثل نحن أهل السنة لأحكامها .
    ولا أدري كيف لمسلمٍ عاقل أن يرفض أحاديث منسوبة للرسول لأن راويها أو جامعها فلان. وفي المقابل يجزم بصحة أحاديث أخرى لأن راويها وكاتبها فلان آخر.
    في حين أنه لا يعرف ولم ير فلان الأول ولا الثاني، وهما كلاهما بشرٌ عادي ليس معصوماً، وكلاهما مسلم قد اجتهد ! ..
    إلا أن يكون أحدهما معصوم !

    فالنقاش كما قلتُ سابقاً هو حول صحة نسبة هذا الحديث أو ذاك إلى الرسول، ومدى اكتمال نصه وصواب مفرداته ودلالاتها، وحول تفسيره ومناسبته- أكانت خاصة أم عامة ...، وليس النقاش حول ما قاله الرسول، لو اتفقنا على أنه قد قاله!

    وفيما عدا القرآن، فليحذر من يقول، قال الرسول مباشرة، لأنه بذلك سيمنع عقل المستمع من التفكير إلا من محاولة فهم واستيعاب ما يقول وكيفية الامتثال!
    في حين أنه كان على المتحدث باسم الرسول أن يقول مثلاً، قال البخاري، عن فلان، عن فلان عن ....الخ، أنه نسب إلى الرسول أنه قال!
    وأن يذكر المتحدث للمستمع من هو البخاري، وعلى ذمة المتحدث .. دون تنزيه وتمجيد وتعظيم لشخص البخاري، حيث إن المتحدث ذاته لا يعرف شيئاً عن البخاري إلا ما نقله له بشر آخرون ليسوا معصومين!! فليس له أن يجزم بامتلاك شخص البخاري أو سواه لكل تلك الصفات الحميدة، والتي تقترب من صفات الرُسل، والتي لا مجال معها للسامع سوى السمع والطاعة!!

    إنني أعتبره استغفالاً للناس وتعطيلاً لعقولهم، وحشراً لهم في زاوية وطريقاً معيناً - صوابه ليس مؤكداً ..، ذلك أن يُقال لهم قال الرسول مباشرة، وكأن القائل قد سمع ما يقوله من الرسول مباشرة!!
    فلأي إنسان الحق في أن يسمع ويقرأ ما يقوله وما يكتبه وينشره الآخرون، وله أن يُصدق من البشر من يشاء، وله أن يطلب البرهان، فهو المحاسب عن قناعاته وممارساته وسلوكه.
    ولكن ليس لإنسان عاديٍ أن يُلزم إنساناً مثله بتصديق إنسان ثالث مثلهم ليس رسولاً!!! ثم يـدّعي أن من لم يُصدّق ذلك الإنسان فقد خالف الرسول !!

    والمسلم العاقل المتأمل يلاحظ ببساطة أن المسلمين بكل طوائفهم لم يختلفوا حول القرآن إلا من حيث تفسير بعض نصوصه .. وذلك حتى داخل الطائفة الواحدة، ولم يختلفوا حول سنن الرسول العملية التي وصلتنا دون انقطاع ... مثل كيفية الصلاة وعدد ركعاتها ..!
    ولكن كل الاختلاف كان بسبب كتابة ما نهى الرسول والصحابة عن كتابته!


    وأخلص إلى القول، إن من رأى بأن هذا الحديث أو ذاك، هو حديث صحيح، ورأى ضرورة تطبيقه والحياة وفق ما يدعو له الحديث ... فإن له أن يفعل ذلك وسيتحمل مسئوليته أمام الله أجراً أو إثماً.
    وفي هذه الحالة، فإن ذلك الإنسان المسلم، سيُطبق ذلك الحديث على نفسه وعلى رعيته الذين اختاروه حاكماً لهم، أو رعيته المغلوبين على أمرهم والذين لا يملكون سوى الامتثال لأوامره ...
    أما على الساحة الفكرية، فإن الأمور تختلف، حيث النقاش يدور حول فكرة، فيتبادل المتحاورون الأفكار والأدلة والبراهين، دون أن يكون لأحدهم الحق في فرض رؤيته على الآخر إلا بالحجة التي يستطيع تمريرها من خلال العقل !

    تحياتي للجميع ... وقريباً صفحة جديدة ونقطة جديدة من نقاط أخي العزيز\ راضي الضميري!!

  9. #29
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    هذه هي الصفحة الثانية من ردودي المتتالية على نقاط الأستاذ \ راضي الضميري .
    هذه الصفحة حول النقاط 3، 4 ، 5 ..



    يقول الأخ راضي في هذه النقاط :

    3- مطلوب الرد على قضية مسألة الدين ، وتفسيرك وتأويلك للآية الكريمة التي وردت في سورة البقرة ورقمها 282 ...

    4- مطلوب الرد على قضية خلق سيدنا آدم عليه السلام والمراحل التي ذكرتها وصنّفتها بشكل مخالف للكتاب والسنّة وبدون دليل أو برهان ...

    5- مطلوب الرد على مسألة طرحتها – أنت – ورددت عليها – أنا – ألا وهي : متى كلما ذكر الله تعالى كلمة بشر بصورة اعتيادية – على حدّ تعبيرك – فإنها تحط من قدر الإنسان ، مع أنّّك ذكرت آيتين في سورة يوسف آية 31 وفي سورة التغابن آية رقم 6 ، وكان هذا استدلالًا خاطئًا منك ، فالآيات لا تفيد ما ذكرته أنت ، ومن أنّها تحط من قدر البشر .

    أردُّ فأقـول ...

    أما بخصوص مسألة الدين، وشهادة المرأة. فلم أجد في قراءة الأخ\ راضي، ما يستوجب رداً. سوى أنه يُساوي بين النسيان والضلال، مع أنه لا شك يعلم بأن النسيان أمرٌ متوقع من كل إنسان، والإنسان معذور في حال النسيان، وكم من رجلٍ نسي أمراً، فذكّرته زوجته أو ابنته أو أمه أو أخته أو زميلته في العمل .. ألا يحصل هذا!!

    والنسيان مرفوعٌ به القلم عن المسلم في كل الأمور تقريباً. وهو أمرٌ لا يعيب الإنسان لأنه قاسم مشترك بين بني البشر رجالاً ونساءً.

    ولا يصح إطلاقاً مساواة النسيان بالضلال، أخذاً بدلالة الألفاظ وورودها في القرآن، وحتى بسريانها على اللسان .
    فالضلال هو أمرٌ معيب، ويُحاسب عليه الإنسان- ليس كالنسيان الذي يُعذر فيه الإنسان.

    وقد ورد في عديد النصوص القرآنية ذكر الضلال بأنه مسبّة للإنسان، وأنه أمرٌ مستمر وسلوك مشين يلاحظه من هو خارج دائرة الضلال ... يُلاحظه ظاهراً على المتصف به في سلوكه أو ممارساته أو معتقداته.

    فالضلال يُلاحظ على الإنسان، بينما لا يُمكن ملاحظة النسيان على الإنسان لتذكيره !!

    وقد تساءل الأخ راضي في نهاية قراءته حول هذه النقطة، قائلاً ... وعلى فرض أنّ كل ذلك غير صحيح ، فإن الأسلم والأحوط هو أن نتّبع ما دلّ عليه سياق اللفظ و الآية عمومًا ، وأنْ نرجع للتفاسير المعتبرة والتي تؤكد خلاف هذا التأويل ، وهنا نسأل هذا السؤال : من نتّبع في هذه المسألة إذا كانت كل التفاسير قالت عكس ذلك ؟

    وهنا أقول، إن عليه أن يُعمل عقله، وله أن يتّبع ما يراه هو صحيحاً. فكل إنسان مسئول عما اختاره لنفسه- يوم يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا.

    وأذكّـره بأن النقاش الفكري يتمحور دائماً حول الفكرة والحُجّـة، وليس حول القرار! فأنا لستُ قاضياً ولستُ حاكماً، وإنما أنا إنسان لي وجهة نظر.

    وأتمنى على الأخ راضي – إذا قَبِل واستطاع إلى ذلك سبيلاً- أن ينقل موضوع الدين وشهادة المرأة كاملاً( المقال الرئيسي والرد هنا) ويناقشه مع عددٍ ممن يثق بهم ومن له بهم اتصال من الفقهاء.. ليرى وجهة نظرهم !
    .................................................. ..........................

    النقطة التالية ، خلقُ آدم، ومراحل خلق الإنسان ... بشر آدمي إنسان .

    خلقُ آدم عليه السلام، أنا لا أذكر أنني تطرقت له بما يُخالف الكتاب! فخلق آدم لم يعرضه الله على الملائكة، وإنما أمرهم بالسجود له حال خلقه. وهذا ما حصل !

    فالملائكة سجدت لآدم امتثالاً لأمر الله حيث كان المقام مقام أمر.

    ولكنهم لم يتقبلوا فكرة استخلافه في الأرض عندما عرضت عليهم في مقام حرية إبداء الرأي وليس في مقام الأمر.

    وقد كان حُكمهم على الأمر بظاهره، ثم إنهم أدركوا قصورهم وأن ما يعلمونه ليس هو كل شيء، فتراجعوا عن وجهة نظرهم مقتنعين بقصورهم، وانتهى الأمر!

    وهنا يتضح لمن أراد أن يتأمّل، أن الله قد أجاب الملائكة وأقنهعم بالحجة للعدول عن فكرتهم، وهو القادر على أمرهم ... وذلك لأنهم تساءلوا حيث كان مسموح بالتساؤل . ولم يتساءلوا في مقام الأمر، حين لم يكن مسموحاً بالتساؤل !

    وذلك على العكس من إبليس الذي تساءل في مقام الأمر، حين لم يكن مسموحاً بالتساؤل، فباء بغضب الله !

    ولعل في حياة الإنسان شيء أو شبه من ذلك، حيث إن بها مقامات اختيارية، ومقامات إجبارية عقوباتها فورية دنيوية !

    ومن هنا يمكن استنباط أن ظاهر الإنسان - بشرته - لا توحي بأسراره، ولاتُعبّر عن حقيقته والتي هي إنسانيته الكامنة بمعرفتها وقيمها وحبها للخير ... فيما أرى!


    وإذا كان مأخذ الأخ\ راضي، .. في موضوع آخر مشابه، هي المفردات التي استعملتها في وصفي لردود أفعال الملائكة حول خلافة الإنسان في الأرض، فإن له أن يعترض، فهو ليس مُلزماً بقبول ما أقول.

    وبالمقابل فإنه ليست له وصاية علي. فلستُ أنا مُسلماً من الدرجة الثانية، ولا هو مسلماً من الدرجة الأولى. ولستُ طالباً عنده حتى يُعلمني ما أقول. ولم أعطه البيعة حتى أكون ملزماً بطاعته.

    فأنا إنسان مسلم بالغ عاقل أُدرك ما أقول، وأُدرك بأنني قد ألاقي الله في أية لحظة!

    والكلام أعلاه عام حول كل مسلم عاقل ومسلم آخر مثله، ولا أقصد أنا وأخي راضي تحديداً.

    وقد قلتُ ما أراه ووصفت الحدث بما فهمته. وهو قول الملائكة لرب العزة .. أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدّس لك. فماذا يقرأ أخي راضي في هذا القول! ولماذا ترهب الناس يا أخي راضي، وتُخيفهم من ذكر ما أورده الله في كتابه ليُتلى ...،

    فأنا اعتبرتُ أن هذا تحفظاً واستهجاناً واستغراباً من قبل الملائكة لخلافة الإنسان الذي سيُفسد في الأرض ويسفك الدماء! حين كان المقام مقام إبداء رأي، والملائكة حكمت بظاهر الأمر .. حيث إنها لا تعلم الغيب !

    ولا أرى فيما قلته ما هو بعيد عن الأدب إلى الحد الذي أغضب الأخ\ راضي، وجعله ينتقده بشدة.

    فالتحفظ والاستهجان والاستغراب حيال أمرٍ ما .. هي مفردات تدل على رؤيةٍ مفادها أن ذلك الأمر ليس صواباً من وجهة نظر المتحدث، وأن المتحدث كان مسموحاً له أن يُبدي رأيه .

    ولعل هذا الأمر يُعيدنا إلى مفهوم التأويل. فالملائكة فسّرت الأمر بظاهره، فهي ليست مؤهلة لتأويله .. أي ليست قادرة على علم الغيب والتنبؤ بنتائج الأمر العملية مستقبلاً.

    وظاهر الأمر المتمثل في سلوك البشر وممارساته الظاهرية والتي كانت معلومة لدى الملائكة بصورة من الصور، قد دلل في نظر الملائكة بأن هذا المخلوق لا يستحق الخلافة في الأرض .

    ولعل ذلك يُذكرنا بقصة رسول الله موسى مع الرجل الذي علّمه الله من لدنه علما ( أي مكّنه من التأويل)، حيث رافقه موسى ليتعلم منه، حيث كان موسى يُفسّر الأمور بظاهرها وزمانها الحاضر، فكان يستهجن ويتحفظ ويستغرب ما يفعله ذلك الرجل.

    ثم إن الرجل أنبأ موسى بتأويل ما لم يستطع عليه صبراً. وكان التأويل بمعنى مآل الأمر ونتائجه مستقبلاً .. وهي بغير ما يظهر منه في الحاضر بالتفسير وفق المعطيات المعلومة.
    .................................................. ............

    أما بالنسبة لموضوع مراحل خلق الإنسان ... فقد تطرق الأخ راضي في هذه النقطة إلى كتابات وأفكار وفلسفات لا علاقة لي بها ... فذكر داروين، وذكر الدكتور عبد الصبور، وذكر آراءهم وتحليلاتهم لهذا الأمر.

    وقد أشرت إلى عدم رضاي عن هذا الأسلوب في أولى مشاركتي، فأنا أقبل النقد فيما أكتبه وأطرحه أنا، ولا يجب أن يُقارن ما أطرحه بأفكار آخرين يقرأ لهم الأخ راضي، ولا شأن لي أنا بهم . فعليه أن يُحاور من كتب فيما كتب، فكلٌّ مسئولٌ عما كسب!

    أو على الأقل كان عليه أن يضع ذلك تحت عنوان المقارنة لا تحت عنوان النقد. لأن النقد بالمقارنة وبهذه الطريقة، يعني الاتهام بالاقتباس أو بالتبعية الفكرية، أو بالتقليد أو بسرقة إنتاج الآخرين .. وهو يعلم ذلك جيداً ..

    فهذا اتهام واتهام ويشي بما هو أكبر، وليس مجرد نقد. لاسيما عند مقارنة كاتب مبتدئ مثلي، بفلاسفة ومفكرين كبار وقدماء، وربما منهم الملحد ومنهم من غير ذلك!

    والله وحده مطلع على حقائقي وعلى نوايا الأخ راضي في هذه النقطة بالذات!! وأنا حقيقة لم أسامحه إذا كان الأمر اتهاماً- إلا إذا اعترف بذلك ! أما إذا كان نقداً فله ذلك. ولكن دون مقارنة باسم النقد في المستقبل رجاءاً !

    وحقيقة أنا لم أقف على الأسباب التي جعلت الأخ \ راضي، ينتقد وجهة نظري في هذا الشأن. فهي كانت واضحة في ذلك المقال، وقد كان لي حوار حول الأفكار المطروحة في هذا الموضوع، مع الأخت الأستاذة\ نورية العبيدي، بالإضافة إلى مشاركات جميلة من بعض الزملاء. ويمكن لمن شاء العودة لها. المقال ( ابن آدم تعهدت أن تكون إنساناً فاحذر أن تعود بشراً)\ أكاديمية الواحة للتنمية البشرية.

    وأما قولي بأن كلمة بشر كلما وردت في القرآن بصورة اعتيادية فإننا نجدها تحط من قدر الإنسان. فهذا ما أراه بالفعل. وصورة اعتيادية أقصد بها صورة مباشرة واضحة مع سياقها.

    وخير مثال على اللبس الذي قد يحصل لدى البعض، عندما لا تأتي كلمة بشر في بصورة اعتيادية، أي في سياق يحتاج إلى شيء من التدقيق والتأمّل؛ .. خير مثال هو ما وقع فيه الأخ\راضي، عندما أورد النص القرآني التالي، وتساءل حوله
    (قال تعالى مخاطبًا مريم عليها السلام " فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً " (سورة مريم الآية 26) فكيف نوفق حسب هذه التأويلات بين كلمة بشر وإنسي في هذه الآية الكريمة ؟ وما هذه التقسيمات إلا لغو لا فائدة منه. )


    فهنا نجد الأخ\ راضي، يتساءل، ولم يسأل نفسه، لماذا قال الله إنسياً، ولم يقل إنساناً !
    وعليه أن يبحث ليعرف الفرق بينهما، ومتى تستعمل إحداهما ولا تستعمل الأخرى!!

    وأما النصوص القرآنية التي أوردها الأخ\ راضي في هذا الصدد بقصد نقد الفكرة؛ فهي تدعم وجهة نظري تماماً ولا تدحضها كما يتصور الأخ\ راضي.

    وأنا عندما استشهدتُ بنصوص معدودة حول كلمة بشر، لم أكن أتوقع بأن قارئاً عاقلاً سيظن بأنني أخفي بقية النصوص لأنها لا تؤيد وجهة نظري. لأن تلك سذاجة يتهمني بها الأخ\ راضي. فالكشف عن كلمة في القرآن هو من أيسر الأمور اليوم ... وببساطة فقد كان السبب هو مراعاة حجم المقالة.


    وهذه النصوص القرآنية التي أوردها الأخ\ راضي، مستشهداً بها ضد الفكرة، في حين هي تؤكد الفكـرة :
    " فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا" (سورة هود الآية 27) وأيضًا " قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا " (سورة إبراهيم الآية 10) وأيضًا " قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ " (سورة إبراهيم الآية 11) وأيضًا " أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَؤُه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً " (سورة الإسراء الآية 93) و " لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ" (سورة الأنبياء الآية 3) وأيضًا " فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ" (سورة المؤمنون الآية 24) و " مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ" (سورة الأنبياء الآية 33) و " فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ "(سورة الأنبياء الآية 47) – هذه الآية الوحيدة التي ذكّر فيها لفظ ِبَشَرَيْنِ والمقصود موسى وهارون عليهما السلام - و" وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ" (سورة الأنعام الآية91) و" وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ " (سورة المائدة آية 18)
    ..................................................
    وأقول هنا، لنلاحظ في 1 و 2 ، (مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا )، و ( إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا ) .. فما الذي يلاحظه الأخ\ راضي، هنا، هل يلاحظ إعلاءً من قدر المخاطب، أم حطّاً منه.
    فهل يقبل الأخ\ راضي، أن يقول المسلمون اليوم، عن الرسول .. ما هو إلا بشرٌ مثلنا .. ، أو لا نراه إلا بشراً مثلنا .!
    فأنت ربما لا تقبل أن يُقال ذلك في حق الصحابة، وليس فقط في حق الرسول .. أليس كذلك يا أخي راضي !! فماذا تسمي هذا الخطاب إذن !

    ولنلاحظ هنا (3) : " قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ " (سورة إبراهيم الآية 11) ".

    بماذا يمنُّ الله على الرُسل، هل تكون المنة بالمال أو بالأولاد أو بالجسد أو بأي شيء ظاهر للعيان كما هي صفات البشر! أم أن المنّة هي بالرفعة المعنوية بالحكمة والعلم والأخلاق وسمو النفس الإنسانية ...!
    ولماذا لم يقل الرسل، نحن بشر مثلكم فقط .

    ... وهكذا مع بقية الأمثلة ...

    وفي ختام هذه الصفحة، أُحب أن أقول لأخي\ راضي .. وأتمنى عليه أن يتمعن فيما سأقوله جيداً ..

    أقول:

    أنا يا أخي راضي\ أُحاول التفسير، وأنت تحاول التأويل(كما أفهمه أنا) .

    فأنا أطرح هنا أفكاراً مباشرة آنية صريحة بلغة الواقع، لا أدعو فيها إلى فعل شيء وترك شيء.
    ولا أتحدث عن المستقبل .. لأنه علم غيب. ويحتاج إلى معجزة التأويل لمعرفته !

    أما أنت فإنك تقرر وتؤكد بأن نتائج هذه الأفكار ستكون غير محمودة.

    وهذا أراه ادعاء بالتأويل منك، فكأنك تعلم نتائج الأمور مسبقاً. فتحاربها لأنك تجزم بأن ذلك مستقبله خير للناس!

    وأنت كأنما تقول بأن غيرك معرضين للفتنة، وليسوا محصنين ضدها، وأنك محصنٌ ضدها، وعليك حمايتهم والدفاع عنهم.

    وكأنك تعرف من الأفكار ما ينبغي أن يُطرح على الناس، وما لا ينبغي أن يُطرح!

    فأنت تقسّم الناس إلى محصّن وغير محصّن، وتعلم مآلات الأمور.
    وتأخذ عليّ قولي بأن الإنسان مراحل ومستويات ..

    فما يُدريك بأن نتائج مثل هذا البحث وهذه الأفكار حول مراحل خلق الإنسان ستكون سلبية ... أليس هذا تأويلاً . فهل يعلم الإنسان ما هو خير له وما هو شر له.


    ألم يقل الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216 .

    ألا ينبغي لك التريث، قبل أن تدعو غيرك للتوقف!
    لأن القول بأن هذا الطرح أو ذاك هو مخالف لكتاب الله، هو قول خطأ، ولا يملك أحد الحق في قوله، في الأمور الفكرية!

    ويمكنك أن تقول بأن هذا القول مثلاً، هو مُخالفك لفهمك أنت راضي الضميري، لكتاب الله.
    لأن الحديث لا يدور حول أمور متفق على تفسيرها، ونصوص صريحة !


    تحياتي للجميع ... والصفحة الثالثة من الردود قريباً إن شاء الله !

  10. #30
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل أبو بكر سليمان الزوي
    سأنتظر كل ردودك ، وأمامك القراءة كلها وفيها كل النقاط ، و ردي رقم -20- كان واضحًا و ذكرت فيه بعض النقاط باختصار شديد ، لذلك فأمامك الوقت الكافي لقول ما تريد ومراجعة كل النقاط ، وسأقوم إن شاء الله تعالى بإدراج ردي كاملًا ودفعة واحدة على كل ردودك ، وبانتظار أن تكتمل تلك الردود فإنني أتمنى لك التوفيق .
    تقديري واحترامي

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. "البائـس" ...قراءة نقدية تحليلية فى قصة "الانتقام الرهيب " للأديب : محمد نديم
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-07-2022, 11:34 PM
  2. لتفسير والتأويل للقرآن الكريم-المستشار الأدبي:حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-05-2016, 06:24 PM
  3. فكّر ثم فكّر ثم فكّر
    بواسطة حيدر عراق في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-09-2012, 07:10 PM
  4. دورمنهج الرقمي في تفسير العروض ، بقلم الأستاذ سليمان أبو ستة
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-05-2011, 12:50 AM
  5. قرأت لكم ( السيف والقلم) لوليد أبو بكر
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-03-2007, 05:19 PM