ارحلي ..
لا تتزيني و تضعي الأخضرَ فوق عينيكِ سيدتي
فما عدتُ أشتهي لون السلام
لا تحاولي تطويقي و كسري ...
فما صرتُ وديعا كالحمام
فقد فقدتُ رغبتي ... فلا تحاولي رميَّ السهام
أنا إن خسرتُ معركتي.. ماتت مشاعري
و انصرفتُ عن الأحلام
فقد قتلتِ مشاعري و ظلمتِ خواطري
و أحرقتِ بلؤمٍ دفاتر الأيام
أنا إن فقدتُ شهيتي لا تحركني عواصف الأزمان
لا تقربي مني ... فما عدتُ أشتهي لمسكِ أو أقاسمكِ المكان
فلا تحاولي أن تجلسي قربي أو تطلبي حبي و الحنان
ابتعدي عني ... غادري وطني .. ارحلي الآن
فقد محوتُ اسمكِ ... من ذاكرة فكري
من دواوين شعري
من أوراق نثري
من تاريخ عمري
غادري الآن
فما عدتُ أسكن هنا .. قد غيرتُ المكان
كنتُ أحسبُ عينيكِ لي وطنا .. سكنا .. وهبني إياه الزمان
و إذ بموطني عدم .. و بمسكني عراء .. بلا سقف و لا جدران
كنتُ أظنكِ مرمري .. زبرجدي.. ياقوتتي و المرجان
و إذ بكِ أفعى .. حرباءَ متعددة الألوان
لا لستِ حبيبتي .. فارحلي الآن
غادري وطني .. غادري هذا المكان
ما كنتُ يوما لقمة سائغةً بين الأسنان
فاحذري شوكي الجارح قد يجرحُ منكِ اللسان
فأنا خليط مزجته أيادي السحرة و عفاريت الجان
بداخلي طفل صغير يتحولُ إلى رجل وقت الأوان
أفيقي .. فلستُ لعبةً جديدةً تشتهينها
و حين تفقدُ سحرها .. ترمينها بأي مكان
لا لستِ حبيبتي .. فاتركيني أسافر ..
أرحلُ بحثا عن سوداوية العينيان
من دفتر محاولات صبيانية
هشـــام