خمرة القول في دمانا تسيـلُ
مثلما تمتطي الترابَ السيولُ
+++
مثلما يخرق الغيابَ حضـورٌ
مثلما يسبق الرياحَ صهيـلُ
+++
مثلما تحلبُ القلوبُ الأمانـي
مثلما يسكنُ العيونَ الذهولُ
+++
خمرة القول تفتح السرَّ فينـا
فنرى ما إليه سوف نـؤولُ
+++
ونرى الأرضَ لا تعود إلينـا
والبليَّات في الجهاتِ تصـولُ
+++
ونرى شملنا يُمزِّقـه البـيـ
نُ ويُحيي الهروبَ فينا الرحيلُ
+++
ونرى القومَ يعتليهم شحوبٌ
ويُغطِّي وجه الحياة الذبـولُ
+++
ونرى ما نرى فيولـد فينـا
وجع قـادر وحلـم هزيـلُ
+++
ونزيـف صراخـه يتعالـى
وحسام ما بيننـا مسلـولُ
+++
تستبيح الرؤى هوانا ويُدمي
عينَ أوجاعنا العذابُ اليطولُ
+++
تحت أقدامنا لهيـب مقيـمٌ
وبآفاقنـا لهيـبٌ يـجـولُ
+++
وعلى ظهرنا استراح كـلامٌ
حمْله كالثأر القديـم ثقيـلُ
+++
زرع الحزنُ شوكه في حمانـا
وسقاه ماءَ البكـاء العويـلُ
+++
واستقرَّتْ في عمقنا ذبحـاتٌ
ألفتنا فهـل تراهـا تـزول
+++
هذه القدس حاصرتها المآسي
والجراحاتُ والزمانُ البخيلُ
+++
كل يوم في حضنها يترامـى
أمل مـاتَ أو صبـيٌّ قتيـلُ
+++
كل يوم تبكي عليها الليالـي
وتعيد الآلام فيها الفصـولُ
+++
كل يوم يجتاحها صوتُ من ما
توا وصوتٌ في قلبها مكبولُ
+++
لمْ نعانقْ آهاتها كيف لمْ نـفـ
علْ وقد لاح في سماها الذبولُ
+++
لمْ نحطـمْ أغلالهـا وهوانـا
منذ دهر في حبهـا مغلـولُ
+++
والعراق الحبيبُ في راحتيـه
كدمـات وقلبـه المقتـولُ
+++
يتمشى الغزاة في كـل حـيٍّ
وبنوه بهم يضيـق السبيـلُ
+++
خمرة القول أثملتنـا فصرنـا
كالجمادات عزمنا مشلـولُ
+++
قد ملأنا سمع الوجود صراخا
وتكلمنا...والكلام يطـولُ