إن استرداد المسجد الأقصى من هذه الشرذمة الحقيرة من بني إسرائيل لهو أول الواجبات على الإطلاق .. وهو الهدف الأسمى الذي في سبيله على الأمة الإسلامية بأسرها أن تستنزف كل الدماء من عروقها .. وأن تبدد كل الأموال من خزائنها .
كل الشعارات العربية الصاخبة .. والمبادئ الثورية .. غدت هشيماً تذروه الرياح واستحالت حبراً على ورق وقعقعات ألسنة زائفة..
وهكذا ظهرت الأمور على حقيقتها ..
لقد بدا الآن للجميع أن الكفر على اختلاف توجهاته وملله قد عزم عزماً لا هوادة فيه على إيقاع أشد حالات الإذلال بأمتنا العظيمة ..
وكل ما تشاهده أمامك ما هو إلا تحالف جهنمي بين الصهيونية المتعطشة للدماء .. وبين الصليبية المتلمظة المستعدة للنزال .. وبين الضعفاء رافعي راية الهزيمة على مر العصور !!
لقد انتكست المعايير .. وتبدلت الشعارات ..
وهكذا ظهرت المؤامرة واضحة من غير تدليس ..
ووضحت الطبيعة الخبيثة لهذه الدمى التي تتحرك من وراء الستار..
ومرة أخرى تحولت التضحية المعجزة في غزة إلى ألعوبة بيد العملاء يتجرون بالدماء الطاهرة .. ويلعبون بالمشاعر والأحاسيس على أسطورة هذا الشعب العملاق ..
وهكذا ظهر الفرق جلياً بين العصبة المتشبثة بإسلامها .. والمقاتلة في وجه المستحيل من أجل مقدساتها .. وبين .... المتفسخة التي عاشت في أحضان الصليبية واليهودية العالمية وما ترضعه من حليب الخيانة .
وترى بعينيك حالة مريرة من التعصب الأسود من أجل محو حماس من الوجود .. الذي سمحت العروبة ببيعها في أسواق النخاسين ..
ومن أجل ذلك أنقضت الأيدي المجرمة متكاتفة جميعها من أجل القضاء على الحركة الإسلامية .. والصحوة الظافرة.. البداية على أرض غزة .. ومن ثم التوجه إلى الدول المجاورة ..
جريمتها أنها متشبثة بالمصحف وسط هذا الطوفان .. و الرافضة للخضوع لأمر الواقع..
إن قوى كثيرة سوف تتضافر من أجل إجهاض هذه الحركة لحماً وعظماً ودماً..
ولسوف تتواطأ على هذه الجماعة قوى كثيرة لا تعمل من تلقاء نفسها ..
لقد برح الخفاء .. ووضح الصبح لكل ذي عينين..وتمت المؤامرة الظالمة التي مثلتها الصهيونية على مسرح غزة .. لقد برعت أمريكا في إخراج هذه المسرحية على أفضل ما يكون ..
أحفاد الياسين ..
لستم بحمد الله قلة فأنتم في فلسطين وحدها أكثر عدداً من خصومكم .. وأنتم بعد ذلك تفوقونهم بهذا الإيمان .. وبتأييد الله إياكم .. ومناصرته لكم .."ولينصرن الله من ينصره ..إن الله لقوي عزيز"
إنا لنرجو أن نسمع غداً ..إن شاء الله .. ولا أكثر من الغد .. فالوقت ثمين .. صوت الجهاد لإنقاذ فلسطين بوادي النيل يعلن النفير العام .. وينظم الجهود المبعثرة .. ويوجه كتائب الله إلى الشهادة لأسمى غاية في أكرم ميدان...".
لقد نسي الجميع أن لله في خلقه سنة ولن يخلف الله سننه .. ولا بد أن تكون للدهر دورة ينقلب فيها على الذين يترصدون الإسلام وأهله .. فالله غالب على أمره .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون..