|
رحــلَ الســــعـيـدُ ومثلُهُ لا يرحــلُ |
يطــوِي الســــــماءَ ومثلُــهُ لا يَنْزِلُ |
هذَا صــيامٌ قــدْ مَضَى فِي عُرْسِـــهِ |
والبِشْــــرُ مــِنْ وجنـَـاتِـــهِ يتهـَـــلَّلُ |
تســعـَـى إليهِ الحـُـورُ تخطــبُ ودَّهُ |
وبحســـــنـِـهِ وفعــالــِـــهِ تـتــغـَـزَّلُ |
هذَا ســعيدُ الحـظِّ باســتشــــهـــادِهِ |
كمْ عـــاشَ يطَّلِبُ الجِنـَــانَ ويأْمَــلُ |
كمْ صامَ عَنْ دنيَا الصِّغَارِ ليرتقِي |
فمضَـــى إلى علـيــائـِـهِ يتعـَــجَّــلُ |
جــنـاتُ عـدنٍ لا يُمَـلُّ نعـيـمـُـهـَـــا |
أبــدًا ولا عــنْ ظـلِّــهـَــا يُتََحـَـــوَّلُ |
ريحانُهـَـا ينســِــي الشـقـيَّ شـقــاءَهُ |
وشــرابُهـَـــا للــرِّيِّ نعــمَ المَـنْهَــلُ |
يلقــــاهُ إسماعيلُ فـِــي جَنَبـَـاتـِهــَـا |
والأحْــمَــدُ اليــاســيــنُ ذاكَ الأولُ |
ويضــمُّهُ عــبـدُ العــزيـزِ لحضنـِهِ |
وكــــلاهُمـَــا بـــدمِ الإبـــاءِ مُكَــلَّلُ |
يا ســيِّدَ الأبطــالِ قدْ نلتَ المُـنَــى |
وأراكَ تـمـرحُ فـِي النعـيـمِ وترفُــلُ |
يا مَنْ زرعتَ بأرضِ غــزَّةَ قـــوَّةً |
بزنودِهــَــا رأسُ الفســـادِ يُجَــنْـدَلُ |
يا فارسَ الحَسـْـمِ الذِي خـرَّتْ لــهُ |
قـمـمُ النفــاقِِ وهـــابـَـهُ المُتـَطَـفِّــلُ |
قـوَّاتـُكَ الغـَـــرَّاءُ بـاتـَتْ شـَـوْكــَـةً |
تُدْمِي الذِي يَهْوَى الشِّقَاقَ ويفْعـَــلُ |
آســـادُ تـنـفــيــذيـَّــةٍ لا تـنـحــنـِـي |
عندَ اللقــاءِ إذَا تـَرَاءَى الجـَـحْـفـَلُ |
آثرتَ أنْ تلقـَــى المنيـَّةَ صـــامـِـدًا |
والعـــزُّ يزأرُ والقـذائـفُ تَهـْـطــلُ |
قتلــوكَ يا أبَتِـــي بطعــنــةِ غـــادرٍ |
يزهُــو بحــربـتـهِ وأنتَ الأعْــزَلُ |
ورمـــوكَ بالحــقــدِ الدفينِ فهزَّنَــا |
وقْعُ المُصَــابِ وقدْ أُصِيبَ المَقـْتَلُ |
مُلِئَتْ قلــوبُ المرجــفينَ ضغينــةً |
والســــمُّ فـِـي أحشــائِـهـِـمْ يَتَمَلْمـَلُ |
فرحـُــوا بموتِكَ يا ســعـيـدُ وإنَّمَـا |
أنتَ الـذِي بلـقــــاءِ ربِّـكَ تحــفـِــلُ |
فلكمْ ســموتَ عنِ الدُّنَا وتضـاءَلَتْ |
أقــدارُ مـَنْ بِصَغَــــارِهِ لا يَخـْجَــلُ |
نمْ فِي نعيمِكَ واســترحْ يا سـَــيِّدِي |
هذَا دَمُ الأحــــــرارِ فـيـنـَا يَصْـهُـلُ |
سنســـيرُ نحوََ المجــدِ نرفعُ رايـَـةً |
أبــدًا لـــغــيـــرِ اللــــــهِ لا تـَتـَذَلَّـلُ |
وتنيرُ أنوارُ الحمــاسِِِ دروبَنــــــا |
فنخوضُهـَــا قُدُمًا وفينَا المِـشْــعَــلُ |
وتمرُّ نحــوَ الخـــائنينَ زُحُــوفُنَــا |
مـِــنْ كلِّ زاويــةٍ وَحـَـدْبٍ تـنــسـلُ |
تجتثُّ أوصــــالَ الفســـادِ بِعزمــةٍ |
وتدوسُ أعنـــاقَ البغـــاةِ وتســحـلُ |
ونسـيرُ صوبَ القدسِ نمسحُ دمعَهُ |
ونزيـلُ أدرانَ اليــهـــودِ ونغــســلُ |
ونشدُّ نحوِ التلِّ ننســـفُ حصــنَـهُ |
حتَّى يُرَجَّ مِنَ الزحـــوفِ الكـرملُ |
وتعودُ يافَا حينَ نَضْمِدُ جرحَهـَـــا |
وقُرَى الجلـيــلِ وغورُنَا والمجـدلُ |
وقلاعُ عكَّا حـــيـنَ تشــمخُ عــزَّةً |
ويظلُّهـَــا زمــنُ الشــمــوخِ الأوَّلُ |
ونعودُ نَعْمُُرُ بالصـــلاةِ ديـــارَنَــا |
وجحـافـلُ المُحــْتَـلِّ عَنـَّا تَرْحـَــلُ |