أقالوني !
قالت لها أمها ذات يوم إنها إن ظلت تدحرج عينيها بين دفتي الكتاب فستصبح عالمة أو فلأقل ( ذات شأن .. يوماً ما
قالت لها إنها إن امتعنت عن الغياب عن المدرسة لحول كامل حتى في أقسى حالات الإنفلونزا فإنها لن تخسر درجة واحدة أو في الأقل ربع درجة في المواظبة
وقالت لها إنها إن ظلت تكدح على الطرقات التعليمية لإثنى عشر عاماً أو يزيد فإنها ستجد الطرقات الجامعية معبدة مملكوكة لسيدتها ( هي ) مفتوحة على مصراعيها أينما جالت
قالت لها أيضاً ذاكري واستعدي ثابري واكتمي أنفاسك طويلاً كي تصلي .. خبئي زفيرك لشهيقك وخبئيهما معاً ليوم تتنفسين فيه اقتصدي في انفاق الأيام والأحلام والوقت
والمشاعر كوني ذات دخل محدود خبئيها ليومٍ تعرفين قيمة امتلاكك لنصيحة قيمة مني كتلك
وصلت يوماً ما .. لاتعرفه وللا تتذكره
ماكان الطريق معبداً كما قيل لها
ولا الأيام طويلة بالقدر الكافي كما ظنت واتبعت في تعبئتها و طريقة تخزينها
ولا السماوات ذات درج للصعود إلى هامتها
ولا الأرضين ذات نفق للهبوط إلى باطنها
كانت كل الطرقات مغلقة والمساحات المفتوحة ضيقة .. والخسارة ليست بمعدل درجة بل كانت بمئة درجة عن كل سنوات التعب والكتمان والحرمان التي رحلت
قالت لها كثيرا ,, حتى انشق الكلام وتشاجر فأكل بعضه بعضاً
وأكلها الموت في حفرة من تراب خفيف ونسيان