المراقب للساحة الإسلامية يلاحظ بأنها تتعرض لهجمة شرسة .. ومعركة دائبة لا يفتر لها أوار .. بغارة عنيفة .. سلاحها الأفكار المضللة .. بين معتقد منحل .. وفكر مستورد خال من القيم والأخلاق ..
فأبناؤنا اليوم يعيشون مرحلة خطرة لم تمر على جيل من الأجيال السابقة .. حيث تضافرت قوى الشر للسيطرة على عقله وسلوكه وإبعاده كليا عن القيم السامية و الجدار الصلب.. والقذف به في مستنقع الرذيلة .. فينشأ جيل لا مناعة له .. همه الأوحد إشباع رغباته وإرضاء نزواته .. لا يعبأ بدين ولا وطن .. يا لها من هجمة حامية الوطيس .. ميدانها ساحات الوطن .. وجنودها الناس أجمعون .. الأبرار المخلصون والفجار المتربصون ..
ولن يتخلى العدو عن المسلمين إلا إذا ضمن أنهم مقيدون بذيله .. ومسبحون بحمده ..
حتى أكون أكثر دقة وواقعية .. أضع النقاط على الحروف .. وأعرض صورة لفكر استفحل خطره .. وأكذوبة كبرى .. وأضغاث أحلام تفرض تحديات على واقعنا .. تستهدف الدين والوطن .. في زمان انحط فيه قدر المسلمين .. وهانت عليهم أنفسهم .. وأصابهم الشتات .. وسيطرت عليهم الفرقة .. في هذه الغفوة استطاعت الماسونية الأرملة العجوز (( وهي منظمة يهودية سرية هدامة .. إرهابية غامضة .. محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد ... )).. أن تتسلل إلى أوطاننا وتبسط عليه أجنحة المكر والهدم .. بثوب جديد وولادة حديثة .. فالأعداء اليوم أكثر تفنناً في أساليب الحرب الفكرية و أكثر إتقاناً لفنون الغزو الثقافي ..
كلما أصابتها الشيخوخة والوهن وجد من يعيد إليها شبابها وحيويتها .. تتستر تحت شعارات خداعه ( حرية - إخاء - مساواة - إنسانية ).. تلك المعاني البراقة التي تأسر الغافلين بمعانيها وتختلط في دمائهم فتعمي أبصارهم عن التمييز بين الإخاء في الله والإخاء في المصالح والكيد للإسلام والمسلمين .. وبين الحرية المرهونة بما يرضي الله وبين حرية الفواحش وحرية الجنس وممارسة فنون العري والتفسخ .. كما كلت الأبصار عن أن يميزوا بين المساواة بين الناس كافة .. وبين المساواة المقصورة على قوم يصارعون دين الله بكل الوسائل المتاحة لهم..
مع الأسف وجدت الماسونية من يمهد لها الطريق .. من خلال أشكال فكرية ومذهبية ثقافية واقتصادية .. تتناسب مع تطورات الحاضر .. وتستمد وجودها من أصول الماضي العفن .. والذين يرجعون لها بهاءها قد يكونون أنفسهم .. أو من بني جلدتنا العميان أصحاب النفوس الملوثة والقلوب المغلفة بالغدر ..الذين فقدوا قدرة التمييز فأصبحوا خدما لها ..
وصدق القائل : وإخوان حسبتهم سهاما فكانوا ولكن في فؤادي
أما ثوبها الجديد والابن البار لها فهو (( النادي الروتاري )) .. الذي يرتع في بلادنا ويعيش كالخفافيش في الأماكن المظلمة .. ولا يمارس فجوره وفسوقه إلا في ليل بهيم ..
لا شك أن ذلك يثير الدهشة عند بعض القراء وغير مقبول لدى العقول المتحررة ..
لقد أصبحت هذه الأندية مغروسة قسراً في ديارنا .. تمارس أنشطتها بكل أريحية .. في المقابل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. أو تدارس القرآن الكريم في بيوت الله يحتاج إلى تصريح من الجهات المسؤولة .. لا يلقاه إلا ذو حظ عظيم ..
ليس القصد من طرح هذا الموضوع هو التشهير بأحد .. أو اتهام أحداً .. لكن لا نريد أن نكون كالنعامة تدفن رأسها بين جناحيها وتقول ما دمت لا أرى أحدا فلن يراني أحد !!.
لماذا نتهرب من الواقع وندفن رؤوسنا في الرمال ؟ .. لماذا نضلل أنفسنا ونتعلق بالأكاذيب ؟ .. أو لماذا نكذب عامدين ونضلل الآخرين ؟
على كل فرد منا أن يراجع نفسه ويحدد دوره في تقرير مصير بلاده .. إنها مسؤولية كبيرة وخدمة جليلة نقدمها لوطننا وأبنائه إذا ألقينا طوق النجاة لهذا الجيل المتصارع في بحر لجي تتلاطمه الأمواج العارمة ..
ألا يحق لنا أن نخاف على ديننا و هوية بلدنا من تلك الأفكار العبثية المضللة ..
يجب علينا أن نعضد في صف كأنه البنيان المرصوص .. فالسموم مهلكه .. والعدو لا قيم له .. ولا حدود لأطماعه ..
إننا نعلم أن هؤلاء قلة في بلادنا .. بل لا تجد حتى هذه القلة استحسانا وقبولا .. إلا إنهم يملكون أدوات قد وفرتها لهم بعض المصالح .. فعلى من يوفر لهم ذلك الغطاء أن يحذر على دينه ووطنه قبل نفسه من مكرهم وزيف نواياهم ..
(( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) يوسف 21