1- عودةُ القادم
اعتاد أخي أن يقرأ في كتبِ الوردة يُمطرها عبقاً كي يعرف سر الحلم الدائر حول سريري ، كان يُراقبني ، يتسلَّلُ ..، يدخل في الغرفة يفتح كل شبابيك الوجْه البحريِّ ..،أسائله عن لون البشرة في أقصى الأرض تكون إجابته القبلية وشْماً يرسمُ في الحلمِ جنوناً يُشبهني حتى أسْتيْقظ ، يضحكُ .. ، تأخذني عَبَراتُ الواعظِ ..، أغرق في كلماتِ الشرق الأوسط ..، يوم السبت الماضي لم يحضرْ كالعادة .. ،هرب النومُ ..، فتحتُ المذياع قليلاً ، أغْلقتُ الصوت اللامع في نشرةِ أخبار القدسِ المنهارِ على رأس الموتى ،كيف يصير الحزن طريقاً للمستقبل ؟ كان العنوانُ مثيراً عبْر فضائيات القمر التاسع من ذي الحِجة ..،دارت كاميرا الإعلانات تبثُّ مشاهد للْوضْع القائم في "السوبر ماركت" و طوابير الخبز و تجَّار البحر و لوحات جهاز الصمتِ الرادع في إحدى الغاباتِ ..، و مرتْ بضعُ دقائق كنتُ نويْت البحثَ خلال "النتِّ" عن الغائب .. ،بدأ البرنامج لكني قرَّرْتُ أُواصل بحثي .. ، في آخر صفحات الباحث أبصرتُ دليلاً للسرعة عند البحثِ ..،فرحْتُ بهذا الإنجاز الأرقى .. لا يمكن أن نستغني عن أحداث القرن الخامس و العشرين ..، ظهرتْ نفس الصفحة ، لم أعرف سرّ قراءتها ، أحسسْتُ جهازي يسخرُ منِّي .. ،حاولْتُ مع التعْليمات ِ.. ، سمعتُ العالم يشهدني قال جهازي اُنظر خلفك .. ، فالتفتَ المقعدُ بي .. ، كان أخي في التلفاز يُقدِّمُ تفسيراً للحلم القادم ..، لم أستغربْ كيف تمكَّن من تفسير اللا حُلم ، ولكن كيف تمكَّن من تحديد الساعة في الثانيةِ من الظهرِ الماضي ..،قُطع الإرسالُ و عاد أخي .
----------
2- السقف القديم
على غير عادتها اتصلتْ .."أيوه دادي .. يريتْ تفتح البابْ"..، بغير انتظارٍ دفَعْتُ إلى الباب شوْقي ، و دارتْ خطاي جنوباً كأني أجرِّبُ سوراً على يدِ طفلٍ تعثَّر بعض سنينَ .. ، وَصَلْتُ إلى حلْقِ شبَّاكِ جاري ، وقفتُ أمام الحائط بين عقارب ساعتنا و النجوم تُساقطُ أصواتَ موتى ، تمُوجُ ، تُمَوِّجُ عمراً ،فأركب باخرةً تَتَمَوْسقُ في رحْم جهْلي و تُجْهضُ أيام كنا صغاراً و نَنْحرُ في الليلِ أضغاثَ أمِّي ..، تذكَّرْتُ أيام كانتْ تُهرْوِلُ في مثل هذي المواعيد "صافي" ..، هنا ، و على بابِ شقَّتنا حيثُ كان أبي نائماً في عيون الغلاء الجديد يُكَوِّرهُ ألمُ القدمين ، و حيثُ تُعانقُ أمي شقيقي لأنه كان يشكو من البردِ و الأمنيات ..، و حيثُ أُذاكرُ ليلاً ، فتقتحمُ الليل "صافي" شقيقةُ جدِّي و تمسحُ وَجْهي ، تُقبِّلني ، تمنحني صدرها ، فأمارسُ مَوهبة النارِ في حطبِ الكلمات ، تداعبني خبرتُها و تنادي على ابنتها ، توقظها كي تصبَّ على قدمي أغنيةً منْ سنابل عطْرِ الصبايا ، أحنُّ عليها ، فتأخذني تحت سقف العراء ، تُغطي تسابيح عشقي .. ، تفورُ و تكبرُ كي تدفع المهرَ حباًّ ..، تذوبُ مع العشرات ، فإنْ مسّ صافي صداعٌ دَعوْتُ هنا ابنتها ..عمَّتي ، و تُلبِّي على الفورِ دعْوة صبري حنيناً ، و بعد الهوى أتخرَّجُ كي تتزوَّج ، ترحلُ غاليتي ، بينما تعلنُ ابنتنا ثورةَ الشعراء ، تُضيفُ زواجاً جديدا ..، " إلهي !! هنا ابنتنا .. لا .. ، فتحْتُ على الشارع الباب .. ، فوق سلالم مدخل حارتنا .. ربما ..لا .. نعمْ هي تبكي " .. ، فتحتُ على صدر أمي صراخي .. تولتْ كعادتها سورة الشعراء .. ، خرجت طفلتي منْ سراديب سقفٍ قديم.
دمتم بحب و خير