ها قد اتضح لنا أن اسم الجلالة المجرور لا يلتبس بكلمة (اللاهي) .
لكن يمكن في بعض الأحيان أن تلتبس كلمة (اللاهي) باسم الجلالة المجرور .
إن النتيجة واحدة ؛ إلا أن الأمر مختلف .
فمتى يحدث ذلك ؟
1- سيقول قائل : إن ياء الأسماء المنقوصة يجوز حذفُها أحيانا ، اجْتِزاءً عنها بالكسرة ، كما في قوله تعالى : (الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) ، أي : المتعالي . فإذا حذفنا ياء (اللاهي) اشتبهت باسم الجلالة المجرور .
ولكن ، لماذا نلجأ هنا إلى تعديل نطقنا لاسم الجلالة ؟! ولماذا لا نفعل العكس ، فنمنع جواز حذف الياء من (اللاهي) ، لئلاّ يلتبس هو باسم الجلالة ؟!
إن الملك لا يأمر بهدم قصره الملكي ، لمجرّد أن أحد الرعايا بنى لنفسه قصرا يشبهه ؛ ولكنه قد يهدم القصر الآخر ، أو يُنْزِل بصاحبه أقصى العقوبات .
2- سيقول قائل آخر : إن ياء المدّ المتطرفة يجب حذفها لفظا ، إذا وقع بعدها حرف ساكن ؛ نحو : (فِي الْكَِِتابِ) ، تقرأ : [فِلْكِتَابِ] . وفي هذه الحالة ، قد تلتبس كلمة (اللاهي) باسم الجلالة المجرور المرقق اللام .
ففي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) مثلا ، لو فرضنا أن أحد الملحدين - والعياذ بالله – سوّلت له نفسه وضع كلمة (اللاّهي) في موضع (اللهِ) ، لقرأ العبارة مثلما نقرؤها نحن تماما ؛ لأنه مضطرّ إلى حذف الياء لفظا ، لوقوع حرف ساكن بعدها ، وهو الراء الأولى من (الرَّحمن) .
ولكن ، أمِن المعقول أن يَصِفَ هذا الملحد ربَّ العزة جل جلاله بأقبح الصفات ، ثم يصفه بعد ذلك مباشرةً بأعظم الصفات (الرحمن الرحيم) ؟! ألا ترون أن افتراضنا من أصله غير منطقي ، وأن السياق كفيل بتحديد المعنى ؟
ثم ماذا عن اسم الجلالة المرفوع والمنصوب ، الواقع بعد كسرة ، والذي أجمع القراء واللغويون على ترقيق لامه ، خلافا لما يُفهم من النص ؟ أيمكن أن تلتبس به كلمة (اللاهي) في أي حال من الأحوال ؟! لا يمكن إطلاقا !
فهل يؤدي الالتباس المتوهَّم في حالة واحدة ، إلى تعميم الحكم على جميع الحالات ؟!