ميلادُ الثأر
هاتِ اسقنيها قد أطلتَ عنادي
إنَّ الحفيدَ يذوبُ بالأجداد
هاتِ اسقنيها لا عَدمتَ سلافةً
هي خيرُ ما قد صيغَ للورّادِ
هاتِ اسقنيها من طريف زلالهمْ
ـ تُحيي قلوبًا في الهوى ـ وتلادِ
هاجت بي الذكرى فأُرّقَ مدْمعٌ
فتركتُ في غبش الصباحِ سُهادي
وأتيتُ بابًا كنتُ من جلاّسِه
في عصبةٍ طابوا فطاب النادي
أرنو كما يرنو الغريبُ بحسرةٍ
قد مزّقت في نارها أكبادي
أرنو كما يرنو السجينُ مُكبّلاً
ـ من بعد عيشٍ طاب ـ بالأصفادِ
ولَكَمْ تعجّلتُ الولوجَ لمعشرٍ
أُبكي بحسن حديثِهم حسّادي
وأروحُ أرفلُ والغرامُ يضمُّني
بلطافة هي بلسمٌ لفؤادي
فأظلُّ مكتوفَ اليدينِ مُعفِّرًا
خدًّا تجلّل في ثيابِ سوادِ
ولكمْ شممتُ الريحَ عن بعد، وكمْ
طال اشتياقي للنّسيم الهادي
صبٌّ تعلّق بالسعود وما احتسى
وصلاً لليلى في الهوى وسعادِ
لكنَّه في حبِّ "أحمدَ" مُدنفٌ
أيُضامُ صبٌّ في غرام الهادي
يا سيّدي المختار هل لمتيّمٍ
أن يُطربَ الأيامَ بالإنشادِ
ويصوغُ في مدح الرسولِ قلائدًا
يهفو لها صوتُ الحمامِ الشادي
ويُشنّفُ الأسماعَ وهي بغيرها
قد شُنِّفتْ في غير لحنِ الضّادِ
إنّي لأفخرُ بالرسول وعترةٍ
أمجادها في العزِّ من أمجادي
وأصوغ شعرًا في مديح "مُحمّدٍ"
سيظلُّ لي زادًا بيوم معادِ
هو يومُ ميلادِ الرسولِ وكلّنا
نمشي ليوم تجمّعِ العبّادِ
هو يومُ ميلادِ الرسولِ وفخرُنا
أنَّا نُجيدُ القرضَ في الميلادِ
يا سيّدي تبكي العيونُ بحسرةٍ
من صرخة الأطفالِ والأولادِ
تبكي ـ ببغدادِ السلامِ ـ أراملاً
رُميتْ بذلٍّ فوقَ سفحِ الوادي
مسراك مأوىً لليهود بخزيهم
قد جلّلوا الأقصى بثوب سوادِ
زمرٌ من الشهداء في أوطاننا
قد عُلّقوا جهرًا على الأعوادِ
وغثاءُ هذا السيل من أعرابنا
جمعٌ كثيرٌ ضاع في آحادِ
هل يسلمُ الشرفُ الرفيعُ وأرضنا
باتت تُولولُ في ثيابِ حدادِ
قد أُسكتت فيها المنائرُ عنوةً
لهفي على صوت الأذانِ الشادي
هذا أوانُ الثأرِ يا ابنَ عقيدتي
هذا أوانُ تحطّمِ الأصفادِ
فهناك سعدٌ في الديارِ، وخالدٌ
وصلاحُ هذا الدينِ، وابنُ زيادِ
وهناك في كلِّ القلوبِ "مُحمّدٌ"
(في كلِّ مظلمةٍ شعاعٌ هادي)
يا أيُّها الغربُ اللعينُ أذاكرٌ
ما قد بنيناهُ من الأمجادِ
شمسُ الحقيقةِ من كتاب "مُحمّدٍ"
سطعتْ عليكم بعد طولِ رقادِ
واليومَ تسطعُ من جديدٍ شمسُنا
بدم الشهيدِ وخلوةِ العبّادِ
السنَّةُ البيضاءُ فوق رؤوسنا
فيها نُقطِّعُ ألسنَ الحسّادِ
ونردُّ كيدَ المعتدينَ بنحرهمْ
بجحاجحٍ في الحرب كالآسادِ
في يوم ميلاد الرسولِ جهادُنا
أحببْ بنصرٍ جاء في الميلادِ
حربُ الصليبِ توقَّدت نيرانُها
في كلِّ شبرٍ أخضرٍ ببلادي
سترونَ جندَ اللهِ كيف تُعيدُها
حربًا تُميتُ خرافةَ الجلادِ
روْحُ الجهادِ تَجَسّدت بقلوبِنا
ما أجملَ الدنيا بيوْمِ جهادِ
سيفُ الرَسالةِ قد تَطلَعَ شاخِصًا
من مغربِ الدنيا إلى بغدادِ
أحفادَ هاتيك الرجالِ تراهمُ
شخصًا يُجسّدُ طارقَ بنَ زيادِ