واختلطت ألوان البياض بالسواد
سيدتي :
يا ذات الحسن والدلال
يا نفحة من عبير الإحسان
قد أمضيت ليلي في حيرة وانتظار
وأسقمتني بواعث الغربة والهجران
فكيف أسهو بأمان؟..
وأنا في ضياع عند روابي النسيان
أسالك بحب الله أن لا تترددي
بقول يسعفني من الانهيار
قلتُ يوماً : أنني قادم
مع الريح والإعصار
أركب الموج وأتحدى الأخطار
داهمتني مواكب قهر وحزن
وأشعلت في نفسي نار الحرمان
وكنت القوي عدة وعتاداً
واليوم شاخ فيَّ البصر والإبصار
ما عدت أقرأ النجوم كسابق عهدي بها
بعد أن غابت شمس أفراحي
واختلطت ألوان البياض بالسواد
أي عمر هذا ؟.. وأنت في غياب
محصنة برتاج الكبرياء
أعددت عدة السفر عبر الكلام
أسرد حكاية فيها الشوق للأحباب
وأراهن أن حبي خالد مدى الحياة
واليوم تخذلني الأشواق
وتنأى عني بعيداَ كطيف غاب
أصبحت على هامش الحياة
وكأن ما فات صار سراب
* * *
بكل وقار أحببتها
وبيقين حبي لله
ما خذلتها يوما
ولا سمحت لنفسي بعذر
أو اختراق ما يحبط الآمال
أي تجاهل عند سماع صوتي ؟..
وأي تمرد على الكلمات ؟..
في لحظة تبدل كل شيء
وأصبح قولي ثرثرة وعتاب
وقد صمت الآذان عن قول
وكأنه نعيق غراب
بعد أن كان شدو بلبل في غرام
وكلماتي جوفاء من كل إحساس
وصحبتي سقم بلا علاج
بعد أن كانت بلسم وهناء
هل كان ادعاء بأن روحي تسكن الأحلام
أم تهويل وإسهاب في معسول الكلام
وكأن ما كان أصبح هراء
فاعذريني سيدتي
فإن ما يجري ليس إلا احتقار
وقلبي أودعته الأمان
بحب أسمى من أن يقال
إياك .. ثم إياك أن تخدشي الكبرياء
أو تطعني لحظي بسهم فتاك
فقلبي لم يعد يقوى على الاحتمال
لا أملك من القول شيئا
إلا أن أسال الله حسن الختام
ويزيل الغم من النفس
بعد طول انتظار* * *
مجموعة رؤيا في النور
كتاب رسالة الروح
حماة 20/1/2011