دموع التماسيح
هاجسٌ غريبُ الطور يدفعني نحوي, و يحثّ مدادي المهدورِ على التجمّع في بؤرةِ العدم,,
علامة استفهامٍ ترتسمُ أمام اعترافاتٍ يعتريها جفافٌ مقيت,
يا سيّدة الجسد المعروض في سوق الشهوة, إن كانت قلوب البشر قد دهاها داء الموت, فمن سيحييها و قد التبست المفاهيم, و اختلط الحابل بالنابل؟
أجيبي يا حربائيّة العيون, و انفضي عنكِ الخداع, و اذرفي آبار السراب القاطنة في أحداقكِ اللوزيّة
اذرفيها لئلّا يحسبَها الظمآنُ ماءً يروي به بساتينه الآيلةَ إلى ذبولٍ مرصود,
علّ دموع التماسيح تتجه صوب ثغركِ الذي لطالما أغرى الضعفاءَ بالقُبل
فلربّما كان ذلك الخشوع الذي يعتري أمماً سَرَقتها نبرةُ صوتك الرنّان الخاضع من أيامٍ تعيشها لوهلةٍ-متناسيةً أن رمال الوقت ستغورُ في أتلام الزمان-ربّما كان كفيلاً بأن يردّ إليها بعضاً من روحها المفقودةِ منذ الأزل..
كنتِ هناك حيث تعقدُ الحثالة اجتماعاً مغلقاً للبحث عن المزيد من المتاعب
كانت شفتاك تنثران الهباء, و عيناك تهذيان بالسراب, و أنتِ , و أنتَ و أنتما, و أنتم
نعم أنتم, على اختلاف الضمائر, و مع حفظ الألقاب التي نصبت لكم عرشاً على قمم الجبال كي تنظروا إلى الناس من أعلى
نعم أنتم
رجالا و نساءً
فما إثم الرجال فيكم أقلُ شأنا من إثم النساء
كلكم واحد, أشكالكم متماثلة, و أجوافكم ليس يستعمرها إلا الفراغ, و وجوهكم مضمّخةٌ بألوان الكذب
تغتصبون السعادة و تلهجون الفرح
تدوسون دماء الحلم المذبوح و تستبيحون جثث الفراش
ترقصون على لحن الموت و تزرعون طول الأمل
تختزلون دهشة الوقت و تجمّلون الفواحش
و تدرجون قذارتكم تحت ألوية اليباب, اغترّت بكم الأعين, و فتنت القلوب بنوركم المزعوم, المشتقِ من نارٍ تقتاتُ على ورق المصاحف, و تسرج بالدمع النازف من قلوبِ الطاهرين
لطالما عبثتم بالأفئدة اللينة, حتى غدوتم قدوةً يحتذي بها كلّ من حاد دربه عن الصواب
أجيبوني أيها القذرون, يا من مررتم على جدث الفنّ بخطاكم اللامحسوبة حتّى دنّستم ملامحه, و وأدتم نور التقاة بعتمتكم المباحة
أجيبوني يا كتل الفساد المنادية بالاستيقاظ
آآآآآآآآآلآن تستحثون نبض القلوب و تبتغون لها الحياة و أنتم من أهداها الموتَ على طبقِ من ذهب
من أنتم
ما هي أموالكم
و ما هي أقنعتكم التي تتقلّدون؟
لستم تضاهون ذرّة من ذرّات الضباب الأسود
ذلك الذي كان ينبعث من الإطارات المطاطية حين يلتحم الساعد بالساعد
و يبدأ القوم رحلتهم نحو حلم الأبديّة
ألقوا نظرةً من شبابيك غربتكم, فلربّما تلمحون جداول النعيم تنساب من قبضةِ طفلٍ تعلم من الدنيا ما لا تعلمون
أو خيوط العرق حين تتظافر و ترتمي زهور فلٍ على صدر الأرض
أو ربّما تلمحون الأرض حين تُغرسُ في رحمها فُتاتُ اللحم فينحدرُ منه مئةُ ألفٍ أو يزيدون
انظروا , و أمعنوا النظر و اصغروا في أعينكم, ثم ابصقوا على وجوهكم كي تغسلوا عنها أدران الشراهة, استنشقوا شيئاً من رائحة الوطن, و تيمّموا ببعضِ تربه,
ثم ارحلوا إلى الأبد, بذنوبكم , و لا تنبشوا المزيد من الأفئدة المُنهكة, و لا تفكّروا بالعودة
فالوطن خلفكم وطن, و الحياة من بعدكم حياة...
إهــــــــــداء
إلى اولئك الذين يجترّون أذيال المجون
و يرقصون على ايقاع خرير جرحنا النازف
إلى اولئك الذين يستعرضون مآسينا على الشاشات كي يجنوا المزيد مما فاض لديهم
رغم أن مأساتنا لا تؤلم فيهم إلا ما تبقّى منّا
و لا تعنيهم شيئاً
اليـــــــــهم
مع اعتذراي لكلّ من غرق في دموع التماسيح