أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصة رجوع الحقوق إلى أصحابها

  1. #1
    الصورة الرمزية أحمد نور قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 9
    المواضيع : 5
    الردود : 9
    المعدل اليومي : 0.00

    Post قصة رجوع الحقوق إلى أصحابها

    كما في كل مواضيعي:

    1- تمهل في قراءتك ليتسنى لك فهم الموضوع ومن ثم سهولة تحديد الأفكار والنقاط المشار إليها .
    2- لا تخجل من السؤال وإن تبحث بنفسك عما يشغل تفكيرك فهو خير لك فلا حياء في الدين وأجرك فيما تسعى إليه .
    3- لا تتردد في التعليق على ما تقرأه فإن كان نقداً فشكراً لك وإن كان تعليلاً وزيادة في التوضيح فقد عمتنا الفائدة جميعاً .

    --- الموضوع ---

    كيف يرجع الله الحق إلى أصحابه؟ السؤال الذي شغل تفكير عالم يخشى الله ويهمه فهم أمور دين الإسلام، أخذه فضوله وحبه للعلم والدين إلى البحث الطويل حيث بدأ يقرأ ويحاول أن يرصد الإجابة في الواقع من بين الناس فلم يجد سوى الظلم في كل مكان وكثرة الفساد وإنشغال المجتمعات بأمور بدت له سطحية.
    أصيب العالم بالإحباط وتبين له أن حصوله على هذا الجواب لن يتحقق عند سؤال البشر فتوجه إلى الله طلباً ورجاءاً بأن يؤتيه الله من الحكمة ويبصره لفهم كيفية رجوع الحق إلى أصحابه بإذنه تعالى. رأى العالم رؤيا في منامه، لقد كان مفهومه أنه أمر من ربه أن يتوجه إلى الصحراء ويتسلق نخلة في واحة ما وأن موعده أن لا يتحرك من مكانه ولا يخاطب البشر من توسط الشمس في السماء حتى مغيبها.
    لم يكن من العالم أن يضيع لحظة واحدة فأخذ بهذه الفرصة وتوجه من بعد صلاة الفجر إلى الصحراء ليبحث بعد ذلك عن الواحة لعله يجدها، عبر ساحات شاسعة في الصحراء في الحر الشديد إلى أن عثر على الواحة بالفعل وكانت مشابهه لما رآه في الحلم فإستبشر خيراً وتسلق النخلة التي ظن أنها الصحيحة تحسباً لأن لا يفوته شيء في موضعه فوقها.
    فلما دخل به الوقت مثلما في الحلم كما كانت الشمس في وسط السماء، إقترب من الواحة شاب على حصانه، توقف فيها وأنزل المتاع من على ظهر الحصان وإستلقى في الواحة لينال قسطاً من الراحة بعد فك حزامه والذي ربط فيه كيساً من المال كان قد كسبه من تجارته. مرت ساعة كاملة، صحا الشاب أخيراً ونظر إلى ساعته وكأن النوم غافله فأخذ يتجهز للرحيل بسرعة، ركب الحصان وإنطلق ناسياً حزامه وراءه، أراد العالم أن يصرخ عليه لينبهه بنسيان الحزام ولكنه تذكر أن الشرط هو أن لا يتحرك أو يتكلم في مكانه فلزم الصمت وقال: "سيرجع الحق إلى أصحابه بإذن الله"
    لم يمر من الزمن طويلاً حتى قدم صبي إلى الواحة فشرب من ماء الواحة فوجد الحزام بقربه، أخذ يفحصه فوجد المال في الكيس، أخذ ينظر من حوله فلم يبصر أحداً فأخذ الحزام سريعاً وهرب مبتعداً عن الواحة! لم يتمالك العالم نفسه وكان على وشك النزول ليوقفه ولكنه كان يريد أن يصبر ليتبين له ما سيحدث من دون تدخله فمكث في مكانه.
    بعد دقائق معدودة، وصل إلى الواحة شيخ مسن يرعى الماشية التي محت آثار أقدام الرجل الذي هرب بالمال، أشار إلى غنمه للمكوث في الواحة أما هو فاستند على جذع نخلة بقرب القطيع واخذ شخير قيلولته يزداد. مر من الزمان حوالي ساعة كاملة، كان قد عاد الخيال الذي نسي حزامه للبحث عنه، طال بحثه واخذ يقلق شيئًا فشيئًا إلى أن قرر استجواب الشيخ النائم بالواحة. شده إليه بقوة فاستفاق الشيخ من نومه مرعوبًا، فلما سأله عن الحزام تعجب الشيخ معللًا أنه لم ير شيئًا منذ وصوله إلى الواحة إلا أن الخيال بدأ يشك فيما يقوله الشيخ فهدده بالقتل إن لم يعترف، عرض عليه الشيخ أن يأخذ جزءًا من أغنامه ولكن قوله هذا أغضب الخيال غضبًا شديدًا فأخذ يخنقه لعله يخاف ويعيد النقود ولم يحسب حسابًا للشيخ فقتله بدون قصد.
    خاف الرجل عندما سقط الشيخ على الأرض مستسلمًا للموت فما كان منه إلا أن ركب حصانه وإنطلق مبتعدًا في حالة من الذعر. أصبح الصمت يملأ المكان وصار العالم يبكي لما رآه من مصائب الدنيا ولحال الشيخ الذي مات بسبب جرم لم يرتكبه، وزاد بكاؤه بعد رؤية صبي صغير وصل إلى الواحة ووجد الشيخ ميتًا على الأرض فسلبه متاعه وأخذ قطيعه وتركه ملقًا على الأرض.
    جفت دموع العالم وتمالك نفسه حين رأى شاباً في مقتبل العمر يمشي على قدميه ويجر وراءه جملاً يحمل فوق ظهره لفافات من الأقمشة، حضر إلى الواحة وشرب من الماء القليل حامداً الله على نعمته لعثوره على واحة في وسط الصحراء، فلما قرر الرحيل هبت ريح قوية حملت معها غطاء وجهه فتعقبه إلى مكان سقوطه فوجد الشيخ ميتًا وقد غمرته الرمال في موضعه، فما كان منه إلا أن أخذه فغسله في مياه الواحة، ألبسه جزءًا من القماش الذي بحوزته، استغرق من وقته حوالي نصف ساعة ليصلي صلاة الميت ويحفر حفرة ليدفن الشيخ تحت الأرض.
    غاب الشاب حال انتهائه من دفن الشيخ، انتظر العالم طويلًا على أمل أن يرى المزيد، ما زال الوقت باقيًا على المغيب، مضت الساعة الأخيرة ولم يحدث شيء، غربت الشمس على هذا الحال. لم يكن للعالم أن يصدق ما حصل ولم يكن ليقنع نفسه أن ما حصل هو الحق فتوجه إلى ربه فصلى صلاة المغرب وتبعها بركعتين تطوعًا لله وتوجه من ثم بالدعاء طالبًا من الله أن يفسر له ما حدث بطريقة أو بأخرى. قرر العالم أن يبيت الليلة في الواحة فوق النخلة حيث شعر أن مكانه فوق النخلة آمن، فلما نام تبين له كل ما رأى وبين له الله القليل من علم الغيب.
    لقد سرق والد الخيال المال الذي ورثه ولده ونساه في الواحة.
    الصبي الذي سرق المال كان جده قد خسر تجارته بعد سرقت والد الخيال له.
    الشيخ كان قد قتل والد الخيال في شبابه وهرب من القبيلة وتخفى عن الأنظار فكان من حق الخيال أن يقتل قاتل أبيه.
    الصبي الصغير كان من أصل القبيلة التي سرق الشيخ منها الأغنام وهرب.
    لقد دفن والد الشيخ جد الشاب من قبل وهكذا ترجع الحقوق إلى أصحابها بإذن الله.

    أفاق العالم من نومه ولم يستطع النوم لليلتين متتاليتين بعد ما شهده من الله سبحانه، وأخذ يعبد الله ليل نهار إلى أن توفي والابتسامة تغمر وجهه واثقًا من أن حقه عند الله محفوظ.
    نسأل الله أن يجعلنا ممن يسلمون أنفسهم لله بكامل اليقين والتأكد من أنك في رعاية الله حتى في أصعب الصعاب، حقًا احفظ الله يحفظك.

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    نص تملأه الحكمة والموعظة
    ولعل فيه ما يشبه الاسرائيليات من القصص
    ولكنه أشبه بالحدوتة وحكايا الجدات، وأبعد عن القصة الأدبية

    شكرا لما ضمنت النص من رسالة الخير ومعاني اليقين

    استأذنك بنقلها للاستراحة

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. رواية...ماجِدة والحصان..."كافة الحقوق محفوظة"...نرجو عدم اللطش...
    بواسطة ماجدة ماجد صبّاح في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 31-07-2008, 11:42 AM
  2. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-03-2008, 11:35 AM
  3. سيف الحقوق
    بواسطة ايمن اللبدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-09-2003, 11:50 PM