على وزن وبنفس إيقاع وموسيقى قصيدة الطلاسم لإيليا أبي ماضي..
الاهتداء إلى أخطائنا في الحبِّ والبعد عنها قصة تتكرر في حياتنا
هـــداية .. شعر / مختار محرم
بِاعْتِذَارٍ مِلْءَ عَيْنَيْكِ أَمَامِي لَا تَلُوحِي
هَذِهِ النَّظْرَةُ مَا عَادَتْ تَهُزُّ الْيَومَ رُوحِي
أَطْفِئِي كُلَّ نِدَاءٍ فِيْهِ أَلْحَاظُكِ تُوْحِي
إِنَّنِي دَاوَيْتُ مِنْ طَعْنَتِكِ الْأُولَى جُرُوحِي
لَمْ يَعُدْ فِي الْحُبِّ مَا يَرْوِي غَلِيلِي وَطُمُوحِي
سَوْفَ أَهْجُو ذِكْرَيَاتِ الْعِشْقِ فِي صَمْتِي وَبَوْحِي
وَسَأَبْدُو سَاخِرًا مِنْهُ وَمِنْكِ.. فَلْتَنُوحِي
فَلَقَدْ مَاتَ الَّذِي عَاشَ زَمَانًا لَيْسَ يَدْرِي
...
إِبْكِ إِنْ شِئْتِ.. وَإِنْ شِئْتِ مِنَ الْفَرْحَةِ غَنِّي
لَمْ يَعُدْ يَشْغَلُنِي قُرْبُكِ أَوْ بُعْدُكِ عَنِّي
ذَهَبَ الَّليْلُ بِآَهَاتِي وَأَوهَامِي وَحُزْنِي
إِنَّنِي أَحْرَقْتُكِ الْيَوْمَ بِأَشْعَارِي وَفَنِّي
وَبَقَايَاكِ سَأُلْقِيْهَا رَمَادًا دُوْنَ دَفْنِ
لَا تَقُولِي لَيْتَ.. لَنْ يَنْفَعَكِ الْيَومَ التَّمَنِّى
قَدْ نَعَتْكِ الْيَوْمَ أَبْيَاتِي إِلَيَّ .. غَيْرَ أَنِّي
لَمْ أَجِدْ دَمْعًا عَلَى فَقْدِكِ مِنْ عَيْنَيَّ يَجْرِي
...
صِرْتُ حُرًّا بَعْدَ أَنْ مَزَّقْتُ قَيْدِي وَحِبَالِي
طَرَدَتْ عَيْنَايَ مِنْ جَفْنَيْهِمَا سُهْدَ الَّليَالِي
لَمْ أَعُدْ بِالْغَزَلِ الْكَاذِبِ وَالْعِشْقِ أُبَالِي
وَلِسَانِي نَسِيَ الْيَومَ.. (أَجِيْبِي) ، وَ(تَعَالِي)
لَمْ يَعُدْ طَيْفُكِ إِنْ غِبْتِ يُنَاجِيهِ خَيَالِي
وَلَيَالِي الْبُعْدِ قَدْ صَارَتْ كَأَيَّامِ وصَالِي
سَئِمَ الْقَلْبُ أَغَانٍ طَالَمَا غَنَّيْتِهَا لِي
فَارْحَلِي مَا شِئْتِ عَنْ قَلْبِي إِلَى مَا لَسْتُ أَدْرِي
...
سَقَطَتْ كُلُّ قِنَاعَاتِ الْهَوَى فِي شَرِّ مَسْقَطْ
وَبَدَا الْحُبُّ عَجُوزًا أَحْدَبَ الْكَاهِلِ أَشْمَطْ
لَا تُثِيْرِيْنِي بِغَيرِي لَمْ أَعُدْ بِالْغَيْرِ أُحْبَطْ
لَنْ يُثِيْرَ النَّارَ فِي صَدْرِيَ ذُو وَجْهٍ مُنَقَّطْ
فَافْعَلِي مَا سَأُسَمِّيهِ مِنَ الْآَنَ بِمُنْحَط
صَاحِبِي أَلْفَ عَشِيقٍ وَارْسُمِي أَلْفَ مُخَطَّط
وَاصْنَعِي مَا شِئْتِ بَعْدِي فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ أَبْسَط
وَلَقَدْ أَصْبَحْتُ أَدْرِي أَنَّنِي مَا كُنْتُ أَدْرِي
...
أَيْنَ أَوْجَاعُ فُؤَادِي وَمَآَسِي ذِكْرَيَاتِي؟
وَخَيَالَاتِي وَأَوْهَامِي وَزَيْفُ الْأُمْنِيَاتِ
أَيْنَ مِنِّي غَفْلَةُ الْأَمْسِ وَآَلَامُ حَيَاتِي
وَحَنِينٌ عِشْتُ فِيْهِ تَائِهًا قَبْلَ وَفَاتِي
وَسَوَادُ الْبَيْنِ إِذْ زَادَ ظَلَامَ الْأُمْسِيَاتِ
أَيْنَ لَيْلُ الشَّكِّ وَالْحَيْرَةِ فِي مَاضٍ وَآَتِ؟
كُلُّهَا ضَاعَتْ.. تَوَارَتْ يَوْمَ وَارَيْتُ رُفَاتِي
كَيْفَ جَاءَتْ لِحَيَاتِي؟ كَيفَ ضَاعَتْ؟؟ لّسْتُ أَدْرِي
...
أَخْبِرِي عَنّيِ بِأَنِّي سَيِّءُ الطَّبْعِ وُصُولِي
حَدِّثِي كُلَّ رَفِيْقَاتِكِ عَنْ سُوءِ مُيُولِي
عَنْ حَيَاتِي وَمَمَاتِي.. عَن بُزُوغِي وَأُفُولِي
وَإِذَا مَا زِدْتِ شَيْئًا عَنْ خِيَانَاتِي فَقُولِي
لَمْ يَعُدْ قَوْلُ مَثِيْلَاتِكِ يَسْتَدْعِي ذُهُولِي
بَعْدَ أَنْ كُنْتُ أَعِيْشُ الشَّكَّ فِي عَرْضِي وَطُولِي
وِلِمَنْ يَسْأَلُ يَوْمًا: كَيفَ أَحْبَبتِ فُضُولِي؟
فَلْتُجِيبِي: كُلُّ عُذْرِي أَنَّنِي مَا كُنْتُ أَدْرِي
...
لَاتَظُنِّي أَنَّ هَجْرِي لَكِ سَاقَتْهُ وشَايَة
لَاحَ مِنْكِ الْغَدْرُ لَاحَتْ لَهُ عِنْدِي أَلْفُ آَيَة
عَنْ ضَلالِ الْأَمْسِ قَدْ تُبْتُ وَأَعْلَنْتُ الْهِدَايَة
صَارَتِ النَّارُ رَمَادًا.. أَصْبَحَ الْحُبُّ حِكَايَة
لَا تَقُولِي لَيْسَ لِلْأشْوَاقِ وَالْعِشقِ نِهَايَة
وَدَّعَ الْقَلْبُ تَرَانِيْمَ هَوَى الْأَمْسِ وَنَايَه
بَعْدَ أَنْ شَاهَدَ مِنْ غَدْرِكِ مَافِيهِ الْكِفَايَة
لَنْ أَعُودَ الْيَومَ لِلْأَسْرِ لِأَنِّي صِرْتُ أَدْرِي
...
كَيْفَ أَنْسَى طَعْنَةَ الْغَدْرِ بِسِكِّيْنِ الْخِيَانَة
طَعْنَةٌ أَوْدَتْ بِقَلْبِي حِيْنَ بَدَّلْتِ مَكَانَه
كَيْفَ أَمْحُو ذَنْبَ مَنْ أَخْلَصْتُهُ الْعَهْدَ فَخَانَه
سَنَوَاتٌ كَانَ فِيْهَا الْعِشْقُ لِلْأَفْكَارِ حَانَة
أَسْكَرَتْنِي رِقَّةٌ مِنْكِ، أَذَابَتْنِي اسْتِكَانَة
لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَنِّي كُنْتُ أَهْوَى (دُونْ جُوَانَة)
تُبْتُ أَدْرَكْتُ أَخِيْرًا أَنَّ فِي الْعِشْقِ مَهَانَة
إِنْ أَكُنْ بِالْحُبِّ آَمَنْتُ.. فَهَاكِ الْيَومَ كُفْرِي
....
قَسْوَةُ الدَّهْرِ أَعَادَتْنِي وَلَا أَنْوِي الذَّهَابْ
عَلَّمَتْنِي أَنَّ دُنْيَا الْحُبِّ قَفْرٌ وَيَبَاب
أَنَّنِي تُهْتُ بِدَرْبٍ فِيْهِ شَوْكٌ وَضَبَاب
أَنَّ عَهْدَ الْحُبِّ يَبْلَى ثُمَّ يُرْمَى كَالثِّيَاب
عَلَّمَتْنِي أنَّ ذَاكَ الطَّيْفَ وَهْمٌ وَسَرَاب
وَسُؤَالٌ مَاتَ فِي عَيْنَيَّ بَحْثًا عَنْ جَوَاب
مُخْطِئٌ مَنْ ظَنَّ أَنَّ الْحُبَّ عَذْبٌ .. بَلْ عَذَاب
فَلِمَاذَا يَعْشَقُ الْإِنْسَانُ يَوْمًا؟ لَسْتُ أَدْرِي
...
إِنَّمَا الْحُبُّ أُوَارٌ وَلَهِيْبٌ فِي الضُّلُوع
وَاغْتِرابٌ وَاشْتِياقٌ وَبُكاَءٌ وَدُمُوع
وَلُهَاثٌ خَلْفَ أَوْهَامٍ وَقَهْرٌ وَخُضُوع
يَأْخُذُ الْأَقْدَامَ لِلتِّيهِ وَيُنْسِيهَا الرُّجُوْع
فَيَصِيرُ الْعُمْرُ لَيْلًا لَا تُرَى فِيْهِ شُمُوع
قَدْ نَأَى عَنْهُ فُؤَادِي وَرمَى عَنْهُ الْخُنُوع
بَعْدَ أنْ ذَاقَ بِدُنْيَا الْغَدْرِ آَلَامَ الْوُلُوع
وَمِنَ الْآَنَ فَلَنْ أَبْدُوَ يَومًا ... لَسْتُ أَدْرِي