مما راق لي

أرق
رُبَّ لَيْل لَمْ أَذُقْ فيِه الْكَرى *** حظ عيني فيه دمعٌ وسهرْ
طال حتّى خِلْتُه لا ينقضي *** ونأى الصبح فما منه أثرْ
غابَ عني قَمَرٌ أحببته *** فَتعلْلتُ بأِنوار القمرْ
كُلَماّ هيَّج َشَوْقي حزني*** صِحْت ياليلي أما فيك سَحَرْ

القاضي أبو عبد الله محمد بن النعمان

إني انتصرتُ عليكَ، شدوي شاهدٌ
والناسُ خلفَ السُّورِ في إصغاءِ
مُتْ أنتَ، إني قد وُلِدتُ بطعنتي
شكراً إذًا! للطعنةِ النجلاءِ


***

شرَفي وإيماني وخلجةُ خاطري
وصهيلُ روحي في كُوى العلياءِ
أبقى وأخلدُ منكَ رغمَ مدامعي
فأنا بدمعي أنبلُ الشهداءِ

------------------

الشاعر السوري الدكتور محمد نجيب المراد من قصيدة الأسوار

وأول من يفقد السعادة هو من التمسها بمعصية الله تعالى ..
فأصحاب المعاصي في الحقيقة ليسوا سعداء .. وإن أظهروا الانشراح والفرح ..
ولا تغتر بظاهر عبيد الشهوة .. فإنهم يبتسمون ويضحكون ..
ولكن قلوبهم على غير ذلك ..
ووالله لو شاهدت هاتيك الصدور رأيتهــا كمراجل النـــيران
ووقودها الشهوات والحسرات والالآم لا تخبو مدى الأزمـــان
أرواحهم في وحشة وجسومهم في كدحها لا في رضى الرحــمن
ما سعيهم إلا لطيب العيش في الدنيـا ولو أفضى إلى النـــيران

وراق لي قول الحلاج

و الله ما طلعت شمس و لا غربت = إلا و حبك مقرون بأنفاسي
و لا جلست إلى قوم أحدثهم = إلا و أنت حديثي بين جلاسي
و لا ذكرتك محزونا ولا فرحا = إلا و أنت بقلبي بين وسواسي
و لا هممت بشرب الماء من عطش = إلا رأيت خيالا منك في الكاسِ
و لو قدرت على الإتيان جئتكم = سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ
و يا فتى الحي إن غنيت لي طربا = فغنني واسفا من قلبك القاسي
ما لي و للناس كم يلحونني سفها = ديني لنفسي و دين الناس للناسِ

وفي رواية أن هذه الأبيات لحارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس وهو والد زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنه قالها في ولده زيد بعد سبيه

وراق لي قول عمر بن عبد الله أبن أبي ربيعة

ولا قرب نُعم إن دنت لك نافعُ = ولا نأيُها يُسْلىَ ولا أنت تَصْبر

وهذا البيت من قصيدة تقول روايتها أن عمر بن عبد الله أبن أبي ربيعة طلع على أبن عباس وهو يومئذ غلام، فسلم وجلس، فقال له أبن عباس: ألا تنشدنا شيئاً من شعرك؟
فقال:

أمِن آل نُعْمٍ أنتَ غاد فُمبْكِرُ = غداة غَدٍ أم رائحُ فُمهَجَّرُ
بحاجة نفس لم تقلْ في جوابها = فتَبْلُغَ عُذْراً والمقالة تُعْذرِ
تَهُمُّ إلى نعم فلا الشملُ جامعُ = ولا الحبلُ موصول ولا القلب مُقصر
ولا قرب نُعم إن دنت لك نافعُ = ولا نأيُها يُسْلىَ ولا أنت تَصْبر
وأخرى أتتْ من دُونِ نُعم ومثلُها = نَهى ذو النهى لو يَرعوي أو يُفكر
إذا زُرتُ نُعماً لم يَزَلْ ذو قرابة = لها كُلَّما لاقيته يَتَنَهَّر
عزيزُ عليه أن أمُرَّ ببابها = يُسِرِ لي الشَّحناء والبْغضَ يُظَهر
ألكنْي إليها بالسَّلام فإنه = يُشهَّر إلمامي بها ويُنَكَّر
بآية ما قالت غداةَ أجبتُها = بمَدْفع أكنان أهذا المُشَهَّر
قفي فانظري يا أسْمَ هل تعرفينه؟ = أهذا المُغيري الذي كان يُذكَر؟
أهذا الذي أطْرَيت نعتاً فلمِ أكُنْ = وعيشِك أنساه إلى يومِ أقْبرَ
فقالت: نَعَم لا شكَّ غَيَّرَ لونَه = سُرَى الليل يُحيي نصَّه والتَّهجُّرِ
لئن كان إياه لقد حال بَعْدنا = عن العهدِ والإنسانُ قد يتغيرُ
رأتْ رجلا أما إذا الشمسُ عُارضتْ = فَيَضْحى وأما بالعَشيِ فَيخصر

حتى أتمها، وهي ثمانون بيتاً

فقال له أبن الأزرق: الله أنت يا بن عباس! أنضرب إليك أكباد الإبل نسألك عن الدين فتعرض، ويأتيك غلام من قريش فينشدك سفهاً فتسمعه؟ فقال: تالله ما سمعت سفهاً فقال ابن الأزرق:

رأت رجلاً أما إذا الشمسُ عارضتْ = فَيَخزي وأما بالعشيّ فَيخسَرُ

فقال ما هكذا قال، وإنما قال: " فيضحى وأما بالعشي فيحضر " .
قال: أو تحفظ الذي قال؟ قال: والله ما سمعتها إلا ساعتي هذه ولو شئت أن أردها لرددتها. قال: فارددها فأنشده إياها كلها.

قال اليوسي :
" لله دَرّ ابن الرومي في قوله:
وكم أب قد علا بابن ذرى حسب *** كما علت برسول الله عدنان " .
و قال الثعالبي :
" قال الله عز ذكره: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".
وممن تمثل به فأحسن جداً، ابن الرومي حيث قال في التمثل لتفضيل الولد على الوالد:
قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم *** كلا لعمري ولكن منه شيبان
وكم أبٍ قد علا بابنٍ ذرا شرفٍ *** كما علا برسول الله عدنان
وهناك موضع من القصيدة أجمع العلماء على أن ابن الرومي لم يسبق إلى معناه
غير أن ابن الأثير خالفهم فيه , حيث قال :
" وما ينبغي أن يقال إن ابن الرومي ابتدع هذا المعنى الذي هو:
تشكو المحب وتلفى الدهر شاكية *** كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان
فإن علماء البيان يزعمون أن هذا المعنى مبتدع لابن الرومي ، وليس كذلك , ولكنه مأخوذ من المثل المضروب.

وهو قولهم: " يلدغ ويسيء " ويضرب ذلك لمن يبتدئ بالأذى ثم يشكو ".

يا هذا المحب،
إن كنت محباُ فحبيبك معك في كل حال،
حتى عند الموت، وفي بطن اللحد.
للغزي:
يا حبذا العرعر النجدي والبان ... ودار قوم بأكناف الحمى بانوا
وأطيب الأرض ما للقلب فيه هوى ... سم الخياط مع المحبوب ميدان
لا يذكر الرمل إلا حن مغترب ... له بذي الرمل أوطار وأوطان
يهفو إلى البان من قلبي نوازعه ... وما بي البان بل من داره البان

وبحثا عن ابتسامة في مرارة دهر
استذكر وإياكم قولا لشوقي في الحمالر راق لي

سقط الحمار من السفينة في الدجى = فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طـلـع النـهـار أتت به = نحو الســفينة موجة تتقدم
قـالــت خذوه كما أتاني سـالما = لم أبتلـعـه لأنـه لا يهضم

تعجبني أبيات البهلول التي قالها عند هارون الرشيد .

هب أن قد ملكت الأرض طرّاً ** ودان لك العباد فكان ماذا

أليس غداً مصيرك جوف قبر ** ويحثو عليك التراب هذا ثمّ هذا

تعجبني أبيات البهلول التي قالها عند هارون الرشيد .

هب أن قد ملكت الأرض طرّاً ** ودان لك العباد فكان ماذا

أليس غداً مصيرك جوف قبر ** ويحثو عليك التراب هذا ثمّ هذا

الفاضل علي جاسم
أحسنت إذ نقلت
فلله درك