(سوريا - المدينة المنورة )
ما اختلف اليوم عن الأمس
جيش الشام على الأبواب
يطلب بيعتنا ليزيد
(و هتاف المارة في الأسواق
فوق الأسطح
في كل زقاق)
(يسقط يسقط والي الشام)
قتل ..تهديد..و وعيد
و يساق الأسرى كعبيد
(يسقط يسقط والي الشام)
يقطع رأس الطفل و يلقى
في حضن الأم المكلومة
تصرخ تصرخ أين الناس
و الريحانة و العباس
(يسقط يسقط والي الشام)
دخلوا المسجد عند الفجر
ذبحوا الخيرة و الحراس
هتكت أعراض و نساء
ستساق إلى القصر إماء
و يزيد على الريش ينام
يغرق في خمر الأحلام
يسخر من حفنة أشرار
(أو أحرار)
و يعد الآن لخطبته
كي يلقيها يوم الجمعة
من فوق المنبر
في جمع الصفوة و التجار
و الحاشية المأفونة
(قادة معركة التحرير)
(إعلام السلطة و الشعراء)
في يوم العيد
يلقون قصائد ملعونة
تهتف للرب يزيد
تحشد في الساحة أقدام
ما اختلف اليوم عن الأمس
شعب في قبضة أقزام
قهر و صناعة أصنام
******************
أستبيحت مدينة الرسول و نهبت
و قتل الآلاف (منهم أكثر من سبعمائة
من وجوه المهاجرين و الأنصار)
و ألف عذراء تعرضت للإغتصاب
و بايع الناس على انهم عبيد
ليزيد و من أبى قتل .
مات يزيد بعد أقل من ثلاثة أشهر من
هذه الحادثة...................
ما اختلف اليوم عن الأمس
(الأندلس - فلسطين )
*****
ما اختلف اليوم عن الأمسْ
بيت من وجع و خرابْ
يسكن في جدران الهمسْ
جيفة انسان و كلابْ
مدن مغلقة الأبوابْ
تبحث عن وجهٍ للشمسْ
ما اختلف اليوم عن الأمسْ
خطوات الماشين
على عتبات خيام الريحْ
جسد موجوع و كسيحْ
وجه ممتقع و جريحْ
أم تبحثُ عن طفلتها
و الطفلة تبحث عن لعبتها
كانت قبل قليل تبكي
( لا وقت لوصف ملامحها
طائرة تظهر في الجو )
لا تأخذنا زمناً آخر
الآن نغادرُ غرناطة
نزحفُ نزحف نحو البحر
و طوابير المنكوبينْ
تعبر في ذلٍ و شقاءْ
صوت منتحبٌ و حزينْ
يأتي في خوف و عياءْ
كيف سَيَتسِع الصندوقْ ؟
ذكرى من كانوا أحياءْ
صوت الباعة و التجارْ
رائحة الأرض
إذا عانقت الأمطارْ
و نداء مبارزة الفرسان
و الشعراء
عبور الفلاحات
في الأثواب الريفية
عند الصبحِ
زقاق السوقْ
غفلة أختي في يدها
الخبز المحروقْ
و زيارتنا للأعمام ْ
في اشبيليا
فوق الخيلِ و فوق النوقْ
آه يا وطني المسروقْ
و سماوات عيون حبيبي
كل سماء تأخذ لونْ
و صلاة كنت أرددها
عند الفجر لرب الكونْ
أطلب منه الآن العونْ
هل يسمع صوتي المخنوقْ
( استغفر ربك لا تكفر
لا وقت لديك ارحل ارحل
فستحرق فوق الخازوقْ )
و الوطن المسبيّ ينادي
كيف خرجتم بالأفواجْ ؟
أين ذهبتم في الأمواجْ ؟
هل للبر الأفريقي
أم للشام ؟
( لا تذهب أبدا للقدس
فسترحل عنها بعد قرون
سَتحملُ مفتاحين مَعك )
من للمرضى من للعاجز
من للثكلى و المحتاجْ
( طائرة تظهر في الجو)
( لاتذهب أبدا للقدس )
ألقت أجنحة الجو حمولتها
سقط الموت على الأشياءْ
رعب صرخات و دماءْ
ما اختلف اليوم عن الأمس
أم تبحث عن طفلتها
و الطفلة صارت أشلاءْ
*****************
-في سنة 1609 تم طرد الموريسكيين( المسلمون الأندلسيون)
من أسبانيا و تعرضت مدنهم و قراهم للتخريب و النهب و الحرق
و قتل منهم في طريق ذهابهم للبحر مئات الألوف و بعد
إبحارهم تعرضوا مرة أخرى للقتل و السلب و تشتت الباقي . منهم
من عبر للبر الأمريكي و منهم للبر الأفريقي و منهم من ذهب
الى الدول الأوربية أو الى دول الخلافة العثمانية و منهم من وصل
حتى عمان . و استطاع الآلاف الفرار من محاكم التفتيش
و اللجوء للجبال و الإختفاء بين الناس و الغجر و استطاعوا
الحفاظ على شعائرهم الدينية لقرون عديدة و من كان يشك في
انتمائه الديني يحرق فورا .
-كانوا يعتقلون و يحرقون و قد انتسبوا في أحيان كثيرة لسلك
القساوسة و الرهبان و تظاهروا بأنهم مسيحيون مخلصون .
في نهاية القرن العشرين أعطى ( فرانكو ) الحرية الدينية
للأسبان فأظهر أكثر من ثلاثين ألفا منهم إنتماءهم للإسلام
-في بداية هذا القرن تعترف أديبة أسبانية بإنتمائها الإسلامي
و ممارسة أهلها و أفراد قريتها لشعائر الإسلام في السر
و بأن هذا منتشر في قرى و مدن كثيرة داخل أسبانيا
-ما زال الكثير منهم يخفون إسلامهم خوفا من أن تعود محاكم
التفتيش . فلا يثقون في أحد بعد تجربتهم الطويلة مع الحرق .
-الموريسكيون خارج أسبانيا يفوق عددهم الخمسة ملايين
(طبعا من يتذكر منهم أصله الأندلسي) و منهم من لديه مفتاح
بيت أجداده في غرناطة أو اشبيليا .
-بدأ الموريسكيون في تشكيل هيئات و مؤسسات تطالب
بعودتهم للوطن الأندلسي . و يطالبون العالم بالإعتراف بهم
كشعب طرد من دياره .
- الموريسكيون في معظمهم ذوو أصول اوربية (و ليست عربية)
و ملامحهم تدل على ذلك .
- ينتشر الموريسكيون الآن ( طبعا غير الموجودين في أسبانيا)
في كل دول العالم يعرفون بعضهم البعض و يتحدثون عن ماضيهم
الأندلسي و يحلمون بالعودة .