من يرد كيد الحب في نحري ليوقظ في فمي الوردة الأولى؟
بعد مماحكة حادة الشّدّة مع جدي شربت كأسين ونصف الكأس من ريق رحيقي فخرجت من صومعة السُكر وضبط عقلي،إلا أن المصيبة الكبرى سَكر قلبي.
مساء مثقل،ملوّن كــالحرباء،أرتشف رشفة من فنجان القهوة وأشعل سيجارة أخرى تلازمها خصومات مشفقة على أولئك المتكئين على الرصيف،بعدها يأتي الإعتراف مذهولاً من فمي،مجرد قدر دفعني دفعاً إلى مصير بائس. ثم أتيح لنفسي أن أطلق آهة لذّة كي أقول :كل انسان يخطئ.!
أغلقوا الغابة يا جدي بعدما فقدت الضفاف شرعية الإنتماء إلى النهر.وما نفع الإنتماء المغلّف بالبرد وكبير الحمقى لا أملك عنوانا له كي أخطره فيه؟ وقد طفح كيل الصبر وفاض أنهر برد.
تَخبّط بدمي أيها القابع في الكهوف،تجول بين حجرات القلب وسوف ترى كيف يصبح النبض أكثر استفزازاً وذلك البريق الساحر المشع من عينيك والذي يجعل الخطئية لذّة توبة تلفظ أنفاسها الأخيرة.
مائة وواحد وتسعون ألف درجة ضوئية.
ليلة أمس عرج جدي من بساتين الدّراق إلى جبال الزهر،قطف من البساتين زهر الدّراق ومن الجبال لملم عبير البريّة.حَدر من أعلى الجبال بحبل من لوافح الحنين إلى قطعة مهرّبة من الجنة،أوقد حطب الغليل عند انتصاف الكسل ثم وضعهما في وعاء من فضّة وسكب فوقهما ريق النحل،وحين آتى أكله سكبه في قالب قلبه ثم قال:هاكِ اشربي.
يا جدي ليتك تبعث،لتخبره أنني ما عدتُ أبحث عن دثار،وأنني حين أعبر كل الأزقة والطرقات وحيدة أفقد شهيّة السفر،ومثل كل البؤساء إذا ما استهلكوا كل الوجع فقدوا لذّة الألم.
يا جدي ليتك تبعث،ففي جعبتي سيجارة أخيرة وفي قعر الفنجان رشفة ثقيلة العيار،ألست حفيدتك؟تعال وأجلس على مضض ثم نغادر معا.