قرأت :
أصدر الازهر فتوى بأن يأكل المصريون الجراد الذي غزا البلاد هذا الشهر لمساعدة الحكومة على مكافحته. وانتشرت اسراب الجراد في مصر من اقصى الغرب الى اقصى الشرق وعانى منها سكان القاهرة الاسبوع الماضي بعد ان ظهرت في سماء العاصمة بصورة اثارت فزع الكثيرين. وذكرت صحيفة "المصري اليوم" في صفحتها الاولى امس الاحد "طالبت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر جميع المواطنين في مختلف أنحاء مصر باصطياد الجراد وأكله للقضاء عليه ومواجهة الازمة". ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الفتوى عبد الحميد الأطرش قوله "تناول المواطنين... لأسراب الجراد التي ظهرت مؤخرا يساهم بشكل فعال في مواجهته والقضاء عليه بدلا من الخوف الذي يملأ قلوب الملايين منه!!
.,
كتبت :
الفتاوى أصبحت أكثر من الجراد .. تأتي لأهداف دينية .. و أحياناً لأهداف سياسية .. و قد تأتي لأهداف أخرى !! الفتوى أعلاه و كما فهمت أتت بدافع اجتماعي/ أمني للقضاء على خوف المواطن المصري من اسراب الجراد .. و قد تحقق أهداف أخرى كالقضاء على الجوع الذي يرزح تحت وطأته عددا كبيرا من الأشقاء الذين يقبعون تحت خط الفقر في مصر !! أنا أجزم أن فقير مصر لا يخاف الجرادة سواء كان رجلا أو امرأة , كهلاً أو طفلاً ..!!
الطبقة المترفة هي فقط من تخاف الجرادة و قد تسبب الجرادة رعباً لأطفال المترفين في أحياء مصر الراقية . فتحليق جرادة على ارتفاع منخفض لن يكون عادي في المعادي و لا سالك في الزمالك , في حين سيكون عادي و سالك و غير مرعب في حي الزبالين أو منشاة ناصر و هما من أفقر أحياء القاهرة حيث لا يخاف الفقراء حتى و لو خرجوا صباحا ليجدوا ديناصورا يقف على ناصية الشارع أو يمزمز على نفس ارجيلة في قهوة المعلم برعي !! على فكرة ما ينطبق على أحياء القاهرة ينطبق على أحياء الرياض.. فلو زحفت علينا أسراب الجراد سيحدث في العليا أحد ارقى أحياء الرياض ما حدث في الزمالك و نقيضه سيكون في النظيم و منفوحة أتعس الأحياء على الإطلاق حيث لا يتورع حتى الطفل الرضيع الزاحف عن التهام أي شيء زاحفاً كان أو طائراً !!
لم أتخيل و لم تسعفن قدراتي الذهنية و غير الذهنية على تخيل شاب من مصر الجديدة أو من العليا كانوا قد صوتوا لمحمد عطية و الخلاوي في ستار أكاديمي و هما يجريان خلف جرادة عبرت للتو من أمامهم .. لم أتخيل منظر السهرانين و قد خرجوا سكارى من نادي ليلي في شارع الهرم ليطاردوا أسراب الجراد , للمعلومية أغلب اولئك السكارى من خليجنا العربي .. !!
الفتوى السابقة ستقضي على خوف المترفين المنتمين إلى طبقة " الفافي" فهم من يحتاجها و هم من يجدر بهم التهام تلك الأعداد الهائلة من الجراد , من باب تغيير صنف اللحوم الحمراء و غير الحمراء و التي قد يدخل حضورها اليومي على المائدة الملل إلى المعدة .. !! أما الفقراء الذين لا يعرفون طعم اللحمة و يجهلون شكل الدجاجة بحاجة إلى فتوى من نوع آخر .. فتوى تنصفهم من الجوع و العطش و البرد .. تجعل الطفل الفقير يتعرف على الدجاجة لو مرّت عن طريق الخطأ في حي الزبالين !!
للجميع أطيب تحية
rms444@hotmail.com