مجدٌ لأرضٍ بها فأسٌ وفلاحُ
لازال في غصنها تمرٌ وتفاحُ
دمشق يا وجع التاريخ لستُ هنا
إلا لأسأل:هل للجرح جرّاحُ ؟
قالت:ستسمعني الدنيا بلا أذُنٍ
أرْضِي تقاسَمَها آهٌ و ذبّاحُ
لا أسألُ العُرْبَ عن أمي وعن أبتي
فمعظم العرْب سيّافٌ وسفّاحُ
خُذوا سمائي،خذوا أرضي،ولا تدعوا
على ترابي كلاب الصيد ترتاحُ
فكم قُتلتُ وكم عُنِّفتُ،كم قُرئتْ
جهرا على جثث الأموات أمداحُ
يا عُربُ لستم سوى عينٍ تحدّقُ بي
كفٍّ بنادقُها نخبٌ وأقداحُ
ماضون في عتمة الأيام في حُفَرٍ
سودٍ،كأنْ لم يكنْ بالشرق مصباحُ
فلا تظنّوا صِحاف الوحي آتيةً
يوماً،فقد خُتمت في الوحي ألواحُ
بلغتُمُ من دِما عِرْقي سُلافتها
ماذا تركتم لأبنائي لئن ناحوا؟
& & & & &
أين العهود التي من جِلدها نفِذت؟
حادَ الملوكُ عن الميدان وانزاحوا
نامي دمشقُ ولا تستيقظي أبدا
ضُمّي الوسادة فالأحلاف قد راحُوا
لا تأبهي للهِجا من شاعرٍ وكذا
للمدح أنّى هداكِ المدحَ مدّاحُ
كل القصائد ماتت قبل مولدها
الشعرُ بعدكِ أحزانٌ وأتراحُ
نامي دمشقُ..دماءُ الناس قد سُفكت
ولم تعدْ ببيوت الشّام أفراحُ
وازْوَرّتِ الشمسُ عن دنياكِ راحلةً
وأصبح الليلُ دوما فيكِ ينداحُ
كُلّ المسرّاتِ فرّتْ-ويحها- جزعاً
عَجْلى،كأن بَنيكِ اليومَ أشباحُ
حالُ العروبة يُبكي منذ أندلسٍ
لما تقابل فيها العودُ والرّاحُ
عَمىً على صَمَمٍ،جهلٌ على عَرَجٍ
وفوقنا كلُّ طيْرِ الشُّؤْمِ صدّاحُ
دمشقُ ها هيَ أحيَتْ قبرَ قرطبةٍ
لحْناً،وتعزفُ لحنَ الموت أرواحُ
يوماً رأيتُ صلاحَ الدينِ في حُلُمي
وقال لي: كُلّكُمْ بالعار فوّاحُ
قوموا تحَرّوْا من الأبقار مُنقِذكمْ
فقد يقومُ من الأبقار تمساحُ
إن الحكيم إذا خانَتهُ حِكمتُه
فليس يُجْدي بقُفْل الجهلِ مفتاحُ