أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الصهيونية والنازية "حقيقة العلاقات بين النازى والوكالة اليهودية"

  1. #1
    الصورة الرمزية د.سامح إسماعيل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    العمر : 48
    المشاركات : 2
    المواضيع : 2
    الردود : 2
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي الصهيونية والنازية "حقيقة العلاقات بين النازى والوكالة اليهودية"

    على الرغم من الارتباط الوثيق والمعلن بين الحركة الصهيونية ومنظماتها الرسمية وعلى رأسها منظمة الهاجاناه - الجناح العسكري للوكالة اليهودية في فلسطين - وبين بريطانيا التي كان عليها أن تواصل دورها الذي بدأته منذ عام 1917 عندما أعلن بالفور التزام بلاده بإنشاء الوطن اليهودي في فلسطين ، إلا أن الانتقادات العديدة التي وجهتها لجان التحقيق الدولية المتتالية بدءاً من لجنة بالين ، وانتهاءً بلجنة سمبسون إلى زيادة الهجرة اليهودية عن المعدلات التي يمكن للبلاد استيعابها ، وتأكيدها في كل مرة على حق العرب في المشاركة السياسية وهو الحق الذي لا يتفق بالمرة مع أهداف الحركة الصهيونية وتوجهاتها ، بات الأمر يمثل تهديدًا للنوايا الصهيونية الرامية إلى التوسع والاستعمار على حساب السكان الأصليين.
    من هنا بحثت الصهيونية عن حليف جديد يستطيع أن يساعدها على تحقيق هدفها بإرسال أكبر قدر ممكن من يهود العالم إلى فلسطين ، ولا يهم من يكون هذا الحليف ، المطلوب هو فلسطين وبأى ثمن.
    ومما يثير الدهشة أن اليهود الذين مازالوا يتباكون إلى اليوم على ستة ملايين يهودي أبادهم النازي ـ على حد زعمهم ـ كانوا هم أول من وضع يده في يد النازية، وترجع الأحداث إلى يوم 30 يناير 1933 حينما اعتلى أدولف هتلر السلطة في ألمانيا ، حيث سَنَّ على الفور القوانين التي قيدت أنشطة اليهود الاقتصادية والسياسية ، وكان هتلر قد وضع أسس أيديولوجيته المبنية على أساس التفوق العرقي للجنس الآري على سائر الأجناس الأخرى ، وكانت تلك المبادئ التي تضمنها كتابه "كفاحي" تحط من مكانة اليهود ، وتدعو إلى إبعادهم ، وتمكن هتلر من الوصول إلى مقاليد الحكم في ألمانيا بعد أن أصبح حزبه النازي صاحب الأغلبية المطلقة في البرلمان الألماني .
    ويمكن أن نلاحظ هنا مدى التوافق والتشابه بين النظرية النازية القائمة على نقاء العنصر الآري وسيادته ، وبين الصهيونية التي يمثل النقاء العنصري لبُ أيديولوجيتها، لقد رأت الصهيونية في صعود النازي ، واستلامه السلطة فرصة ذهبية لإجبار اليهود على الرحيل إلى فلسطين ، وبالفعل بدأ اليهود الألمان يتوافدون على فلسطين ، حيث وصل من ألمانيا وحدها قرابة 60,000 يهودي جاء معظمهم بطرق سرية غير شرعية نظمتها الهاجاناه كعادتها ، بل وشاركت الحركة التصحيحية في هذا المجال حيث نجحت في إحضار سفينة على متنها 117 مهاجراً تم تهريبهم إلى فلسطين في عام 1934.
    ولم يأت هؤلاء اليهود بجيوب خاوية ، بل سبقتهم ثرواتهم إلى فلسطين ، والتي بلغت نحو ثلاثة ملايين وربع المليون دولار في عام 1933 ، وفي عام 1934 بلغت تلك الأموال نحو خمسة ملايين ومائة وأربعة وعشرين ألف دولار ، زادت إلى ستة ملايين وثلاثمائة وتسعة آلاف دولار في عام 1935.
    وثمة سؤال يطرح نفسه ألا وهو : كيف سمح النازي المعروف بعدائه الشديد لليهود بخروجهم على هذا النحو من بلاده ؟ ، بل وبتحويل هذا القدر الكبير ن الأموال التي تخصهم دون مصادرتها؟
    للإجابة عن هذا السؤال يجب العودة إلى عام 1933 ، وبعد أشهر قليلة من تولي هتلر مقاليد الحكم في ألمانيا ، وقد وقع الرايخ الألماني مع الوكالة اليهودية اتفاقية الهعفرا وتعني النقل أو التحويل لتهجير اليهود ، وتحويل رؤوس الأموال الخاصة بهم إلى فلسطين .
    وقد نص الاتفاق على إنشاء شركة ائتمانية تحت إدارة هوفين ـ مدير البنك الأنجلو فلسطيني ـ وتحت رعاية البنك الأنجلو فلسطيني ، وعلى هذه الشركة أن تدير المصالح اليهودية ، وأن تتفاوض مع المصدرين والشركات الصناعية الألمانية ، وقد وصل حجم الصفقة إلى ثلاثة ملايين مارك مع إمكانية تجديدها ، كما تم الاتفاق على إجراءين : الأول بالنسبة لليهود الذين يريدون الهجرة في التو والآخر لمن يريد الهجرة فيما بعد ، وتم تبادل خطابات رسمية لتنفيذ القرارات التي تم التوصل إليها.
    ومن الملاحظ هنا الشق الاقتصادي للاتفاقية ، والتي بلغ حجم الصفقة التجارية فيها ثلاثة ملايين مارك ألماني ، حيث إن الاتفاق قد تم في مبنى وزارة الاقتصاد الألمانية ، وابتداء من عام 1933 بدأ التعاون الاقتصادي ـ بين قطبي العنصرية ـ وتم تأسيس شركتين هما شركة "هعفراه" في تل أبيب ، وشركة "بالترو" في برلين ، وكانت آلية التعاون الاقتصادي كالتالي : يودع أي يهودي يرغب في الهجرة مبلغاً لا يقل عن 100 جنيه إسترليني في بنك فاسرمان في برلين أو في بنك فايبورج في هامبورج ، وبهذا المبلغ يشتري المصدرون اليهود بضائع ألمانية وجهتها فلسطين ، ومع دفع القيمة المقابلة بالجنيهات الفلسطينية ، ولحساب شركة "هعفراه" في البنك الأنجلو فلسطيني في تل أبيب ، وعندما يصل المهاجر إلى فلسطين يتسلم ما يعادل المبلغ الذي أودعه في ألمانيا ، وقد كانت هذه العملية مربحة للطرفين : فقد نجح النازي في كسر الحصار الاقتصادي المفروض عليه ، وفي المقابل نجح الصهاينة في بيع بضائع ألمانية جنوا من ورائها ثروات طائلة ، إضافة إلى تهجير عدد كبير من اليهود الألمان إلى فلسطين.
    ولكن ماذا عن اليهود الفقراء الذين لا يملكون مبلغ المائة جنيه إسترليني ، وهو مبلغ كبير بالنسبة لعام 1933؟
    لقد كانت الاتفاقية بعيدة كل البعد عن الشعارات الصهيونية البراقة الداعية إلى إنقاذ اليهود من بين براثن النازي ، بينما كانت في نفس الوقت تقوم بعمليات تجارية بحتة ، تصحبها عمليات هجرة انتقائية لأغنياء اليهود فقط ، الذين سوف يدعمون المشروع الصهيوني في فلسطين برؤوس الأموال الضخمة التي سوف يجلبونها إلى البلاد.
    لقد بلغت تحويلات "الهعفراه" في عام 1933 ـ 1,254,956 ماركاً ، وفي عام 1937 بلغت القيمة 31,407,501 مارك ، وقد أسهمت هذه الأموال بشكل فعال في حدوث طفرة اقتصادية كبيرة في شتى قطاعات اليشوف ، خاصة القطاع الصناعي الذي تميز في تلك الفترة بقفزة هائلة في طاقته الإنتاجية.
    وفي 13 فبراير 1933 أصبح التعاون بين المنظمة الصهيونية وحكومة برلين النازية روتينياً للغاية ، على الرغم من تزايد المعارضة بين صفوف الاشتراكيين الوطنيين الذين رأوا في تلك الاتفاقية تعضيداً للمشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين ، وظلت اتفاقية "الهعفرا" تجدد دورياً ، حيث رأى فيها الألمان فرصة للقضاء على المقاطعة التي نظمها اليهود ضد ألمانيا في مختلف بلدان أوربا ، وبمرور الوقت أصبح لمنظمات "الهعفرا" حقوق أفضلية بالنسبة للتجارة الألمانية ، حيث بدأت صادرات البرتقال في الوصول إلى ألمانيا من خلال وكلاء "الهعفرا" ، مما يفسر مدى الاهتمام الذي أعطته وزارة الاقتصاد الألمانية لتلك الاتفاقية بالإضافة إلى وزارة الداخلية التي رأت فيها وسيلة سهلة لإخراج اليهود من ألمانيا كحل إيجابي للمشكلة اليهودية.
    وبناء على اتفاقية "الهعفرا" ، قام الصهاينة بتأسيس شركة خاصة للنقل ، كانت تسمى الشركة الفلسطينية للنقل البحري ، والتي قامت بشراء سفينة الركاب الألمانية "هوهنشتين" ، وإعادة تسميتها "تل أبيب" ، وقامت هذه السفينة بأول رحلة لها من ميناء بريمر هافن الألماني إلى حيفا في بداية عام 1935 ، وبينما كان العلم النازي ذو الصليب المعقوف يرفرف على السارية ، كانت الأحرف العبرية لكلمة "تل أبيب" منقوشة على مؤخرة السفينة ، ومن المثير للدهشة أن ربان السفينة ويدعى لايديج كان عضواً في الحزب النازي .
    وفي صيف 1935 أرسل المسئول النازي هملر رئيس حرسه الخاص ملدنشتاين إلى تل أبيب حيث التقى هناك بزعماء منظمة الهاجاناه الصهيونية لبحث المزيد من التعاون بين الطرفين ، ونتج عن هذا الاجتماع حصول الهاجاناه على تصريح من برلين للتفاوض مباشرة مع جهاز الأمن الخاص بقوات الـ" أس أس" s. S المعروف باسم "أس دي" s.d ، وبالفعل وصل عميل الهاجاناه فيفل بولكس إلى برلين في 26 فبراير 1936 ، وتم تعيين أدولف إيخمان كمفاوض له ، وكان إيخمان من رجال ملدنشتاين ، وكان هو المختص بالصهيونية في جهاز "أس دي" ، وتم تسجيل محادثات إيخمان ـ بولكس في تقرير قام بإعداده أحد مسئولي إيخمان ، ويدعى فرانتس ألبرت سكس، وقد وجد التقرير في ملفات "أس أس" التي استولى عليها الجيش الأمريكي في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وقام ليني برينر بنشره كوثيقة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك مدى التورط السياسي الذي أقدمت عليه الهاجاناه في علاقتها مع النازية ، وجاء فيه ما يلي:
    " إن بولكس صهيوني قومي … وهو ضد كل اليهود الذين يعارضون إقامة دولة يهودية في فلسطين ، وهو كرجل هاجاناه يحارب ضد الشيوعية ، وضد كل أهداف الصداقة العربية البريطانية … وقد لاحظ أن هدف الهاجاناه هو الوصول إلى أغلبية يهودية في فلسطين بأسرع ما يمكن ، لذلك فقد عمل حسبما يتطلب هذا الهدف مع أو ضد الاستخبارات البريطانية ، والأمن العام الفرنسي … وقد أعلن أنه شخصياً عازم على العمل مع ألمانيا في شكل تقديم استخبارات طالما أن ذلك لا يتعارض مع أهدافه السياسية ، ومن بين أمور أخرى ، فإنه يؤيد السياسة الخارجية الألمانية في الشرق الأدنى ، وسيحاول العثور على مصادر نفظ للرايخ الألماني دون التأثير على مجالات المصالح البريطانية ، وذلك إذا خفت القيود النقدية الألمانية بالنسبة للمهاجرين اليهود إلى فلسطين .
    وتُبين لنا تلك الوثيقة الخطيرة التي نشرها كاتب يهودي لا يمكن اتهامه بمعاداة السامية مدى التسهيلات التي كانت الهاجاناه على استعداد لتقديمها للنازيين في سبيل مساعدتهم على ترحيل أكبر قدر ممكن من اليهود الألمان ، بما في ذلك المساعدات الاستخبارية التي تتعارض مع المصالح البريطانية ، ويفهم من الوثيقة أن الهاجاناه قد أبدت موافقتها على القيام بهذا الدور ضد الإنجليز أو الفرنسيين حسبما يقتضي الأمر.
    وعندما أدرك الألمان أهمية الأمر ، قرروا إرسال إيخمان إلى حيفا لوضع مشروع للتحالف مع الهاجاناه ، عرض من خلاله القيام بإجبار 300,000 يهودي نمساوي على الهجرة إلى فلسطين ، على أن يتحمل أغنياء اليهود نفقاتهم.
    وفي 2 أكتوبر 1937 وصل إيخمان إلى ميناء حيفا بصحبة هربرت هاجن على متن الباخرة رومانيا ، وقابلا عميلهما رايشرت وفي نفس اليوم قابلا بولكس عميل الهاجاناه الذي أخذهم في جولة أراهم خلالها حيفا من فوق جبل الكرمل ، وأخذهم في زيارة إلى أحد الكيبوتزات ، وقد ارتكب إيخمان ورفيقه خطأ باتصالهما برايشرت الذي كان مراقباً من الاستخبارات البريطانية ، وأدى ذلك إلى قيام السلطات بطرد إيخمان وهاجن إلى مصر ، وعلى الفور تبعهم بولكس رجل الهاجاناه إلى هناك ، حيث أجرى معهما مزيداً من المباحثات يومي 11 ، 12 أكتوبر ، في مقهى "جروبي" بالقاهرة ، وقد كتب هاجن وإيخمان في تقريرهما تأكيد بولكس على أن الدولة اليهودية يجب أن تقام بأسرع وقت ، وبكل السبل ، وأن الدوائر القومية اليهودية سعيدة للغاية بالسياسة الألمانية الجذرية ، طالما أن قوة الشعب اليهودي في فلسطين ستزداد تبعاً لذلك ، حتى أن اليهود سيمكنهم في المستقبل الاعتماد على التفوق العددي على العرب في فلسطين.
    وهكذا تواصل التعاون بين الطرفين على الرغم من الأصوات المعارضة لهذا النوع من التعاون في الجانب الألماني ، وكان والتر دوهله القنصل العام لألمانيا في القدس قد نبه حكومة بلاده في مذكرة مستفيضة أرسلها إلى وزارة الخارجية في 2 مارس 1937 ، إلى أن تدعيم ألمانيا للسياسة الصهيونية بهذا الشكل قد يدفع العرب إلى معاداة ألمانيا ، وهو أمر لن يكون في مصلحة بلاده ، مؤكداً أن المكاسب التي حققها الألمان قد تنتهي نهاية سيئة بسبب تشجيعهم للهجرة اليهودية إلى فلسطين .
    إلا أن التعاون بين الطرفين لم ينته ، وبدأت الهاجاناه على الفور في تنفيذ الاتفاق ، وكان ذلك عن طريق بولكس الذي وصل إلى برلين في فبراير 1938 حاملاً معه معلومتين من معلومات الاستخبارات إلى هاجن وإيخمان هما :
    أ ـ إن المؤتمر العالمي الإسلامي المنعقد في برلين على صلة مباشرة بزعيمين عربيين مواليين للسوفييت وهما الأمير شكيب أرسلان ، والأمير عادل أرسلان.
    ب ـ إن محطة الإذاعة الشيوعية غير الشرعية التي يصل بثها بصورة كبيرة إلى ألمانيا موجودة على شاحنة تسير على طول الحدود بين ألمانيا ولكسمبورج عندما يكون البث على الهواء .
    ومن الواضح أن الهاجاناه قدمت معلومات انتقائية تختص بتحركات الشيوعيين وبعض المسئولين العرب الموالين للشيوعية ، وسواء أكانت تلك المعلومات صحيحة أم خاطئة ، فإنه من الواضح أن الهاجاناه قد تحرت الدقة في التأكد من صحتها رغبة في كسب ثقة الألمان ، مع عدم التورط في تقديم معلومات تخص بريطانيا قد يتسبب كشفها في تقويض المشروع الصهيوني برمته ، وبصفة عامة فإن المعلومات التي قدمها بولكس ، وبفرض صحتها لم تكن ذات أهمية كبيرة ، فالمؤتمر الإسلامي وجوده مؤقت غير دائم ، ومن المفترض أن يكون على اتصال بكافة الأطراف العربية المؤثرة بغض النظر عن توجهات أصحابها السياسية ، أما تلك الإذاعة المتنقلة فإن جهاز الدعاية النازي الشهير برئاسة جوبلز كان قادراً على مواجهتها بسهولة وبنفس سلاحها.
    وكان الألمان على يقين من أن تحالفاً مع الهاجاناه سوف يمكنهم من الحصول على معلومات استخبارية غاية في الأهمية تتعلق بشأن المؤامرات التي تدبر ضد الزعماء النازيين والتي كان يشارك في تخطيطها كثير من اليهود.
    وتواصل التعاون بين الطرفين في إطار اتفاقية "الهعفرا" التي استمر العمل بها حتى بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية ، حيث كان "هتلر" الضامن الوحيد لتمويلات "الهعفرا" التي لم تتوقف إلا في عام 1941 أي بعد عامين من نشوب الحرب العالمية الثانية .
    وقد سمحت السلطات النازية للمنظمة الصهيونية بإقامة مراكز تدريب مهني للمهاجرين المزمع ترحيلهم إلى فلسطين ، ووافق إيخمان على تأمين المزارع والمنشآت لإقامة مراكز تدريب للراغبين في الهجرة ممن وافقت عليهم الحركة الصهيونية ، كما وفر النازيون الحماية الرسمية لقوافل الهجرة إلى فلسطين .
    لقد كان أدولف إيخمان هو المهندس الرئيسي لتلك الاتفاقية السرية ، والتي تضمنت شقاً اقتصادياً وآخر استخبارياً قبل أن تعمل على مساعدة اليهود في الوصول إلى فلسطين مما يمنحها طابعاً تآمرياً ينفي أي مبررات قد تسوقها الأقلام الصهيونية للتعلل بالرغبة في إنقاذ اليهود.
    وخير دليل على ذلك تلك الحادثة الشهيرة التي لم يلتفت كثيرون للمغزى من ورائها ألا وهي حادثة اختطاف إيخمان على يد المخابرات الإسرائيلية من العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس في 11 مايو 1960 ، وبقى حتى 20 مايو حبيساً في منزل أحد أثرياء اليهود في الأرجنتين حتى تم ترحيله إلى تل أبيب على متن طائرة خاصة كانت تقل وفداً إسرائيلياً رسمياً كان يشارك في احتفالات الأرجنتين بمرور 150 عاماً على استقلالها ، وفي إسرائيل تمت محاكمة إيخمان ، واستغرقت المحاكمة 9 أشهر ، وأشرف على المحاكمة ثلاثة قضاة أحدهم يهودي ألماني ، وقد حكم على إيخمان بالموت بتهمة إبادة اليهود ، ونفذ فيه الحكم في فجر الأول من يوليو 1962 ، ثم أحرقت جثته في فرن من الألمونيوم في سجن إسرائيلي.
    وهكذا أعدم الشاهد الرئيسي الذي كان يعرف كل أسرار التعاون السري بين الهاجاناه والنازية ، والذي لو أعلن ما يخفيه من أسرار لحرم اليهود من وسيلة مهمة استخدموها لابتزاز أوربا ، واتهامها دوماً بمعاداة السامية .
    ومن المستغرب أن تقوم الأقلام الصهيونية بمهاجمة المفتي الحاج أمين الحسيني بدعوى سعيه إلي عقد تحالف مع النازي أثناء الثورة العربية الكبرى في مواجهة التحالف الصهيوني البريطاني في فلسطين .
    في حين ينشر المؤرخ مارتن جلبرت صورة للمفتي وهو يصافح أحد الضباط النازيين في برلين 1941 وكأنه يفضح جريمة نكراء . متناسياً عن عمد أو جهل أن الصهاينة كانوا أول من وضعوا أيديهم في يد النازي وزبانيته، وبلغ الأمر مداه بتوقيع الاتفاق السري سالف الذكر ، وعموماً فقد فشلت جهود المفتي مع النازي ولم يربح أي شيء ، وفي المقابل ربح الصهيونيون الكثير من وراء تحالفهم مع النازي ، " فإذا لم يكن من الممكن تبرير تعاون المفتي مع الطغاة ـ النازي ـ فإنه يصبح من المستحيل بشكل مطلق تبرير عروض الهاجاناه القيام بالتجسس لحساب النازيين ، وانطلاقاً مما أثير ضد "الهعفرا" ، والموقف الخاضع للاتحاد الصهيوني لألمانيا ، فإنه يبدو مؤكداً أن أقلية كبيرة في المنظمة الصهيونية العالمية كانت على الأقل ستصوت رفضاً واحتجاجاً لو علمت بخيانة الهاجاناه المخيفة" على حد تعبير ليني برينر .
    رغم العلاقات الوثيقة بين المنظمة الصهيونية العالمية وبين بريطانيا ، إلا أن ذلك لم يمنع المنظمة من التآمر ضد بريطانيا، واستغلال إمكانيات الهاجاناه العسكرية في تسريب معلومات استخبارية إلى النازي كجزء من اتفاقية "الهعفرا" بشقيها الاقتصادي والاستخباري الذي تؤكده وثائق الـ s. S التي نشر الكاتب اليهودي برينر وثيقة منها تؤكد مدى ضلوع الهاجاناه في التواطيء مع النازي كجزء من صفقة تجارية يصحبها هجرة انتقائية لأغنياء اليهود الألمان ، مما يوضح إلى أي مدى ذهبت المنظمة الصهيونية ، وأداتها الهاجاناه من أجل تحقيق الهدف الصهيوني ، حتى وإن تم ذلك فوق أشلاء اليهود أنفسهم ، فلا يهم لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة ، مما يبرز الطابع البراجماتي ـ العملي ـ للهاجاناه بعيداً عن الشعارات البراقة.

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.76

    افتراضي

    بحث رائع في تحالف قذر
    أستغرب كيف تراجع قبل أن يحظة باطلاعنا
    وتعليقات الأفاضل

    أرفعه إكراما للجهد المبذول والمعلومة والكاتب


    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    ويفصل المفكر الفرنسي روجيه غارودي هذا التحالف بين الحركة الصهيونية والنازية في كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية)، في فصل (أسطورة مكافحة الصهيونية للفاشية)..

    بحث قيّم

    تحياتي وتقديري



    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  5. #5
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    ويفصل المفكر الفرنسي روجيه غارودي هذا التحالف بين الحركة الصهيونية والنازية في كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية)، في فصل (أسطورة مكافحة الصهيونية للفاشية)..
    وكذلك الدكتور عبدالوهاب المسيري في موسوعته (اليهود واليهودية والصهيونية)..

    بحث قيّم

    تحياتي وتقديري




المواضيع المتشابهه

  1. لمحة من تاريخ التعاون بين ايران والشيطان الاكبر أمريكا والدولة الصهيونية
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-04-2010, 08:52 AM
  2. لماذا العلاقات لا تنقطع بين (تركيا واسرائيل)
    بواسطة البربريسي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-04-2009, 09:46 AM
  3. قصة "اليهودية الدلوعة" فيها كناية ومجاز وعبرة مهمةا
    بواسطة فهمي حمدالله في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-10-2008, 07:13 AM
  4. بين اليهودية والصهيونية
    بواسطة مصطفى بطحيش في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 17-06-2006, 10:28 AM
  5. الرد على الفتاوى الصليبيّة< الصهيونية > العلمانية - وعلى البيان الأممي ضد " الجهاد "
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-12-2004, 07:02 PM