هذه المساهمة كتبت من طرف الأخ نقوس المهدي، و قد قمت بنشرها هنا نيابة عنه.
رابط النص الأصلي
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=46374
بحكي جذاب مفعم بعجائبية السرد ينفتح نص " بوّابات الكهف " للأديبة كاملة بدرانة على هوامش الحياة الأكثر هشاشة، وبحمولة من التفاصيل الإنسانية الصغيرة في حدها الواهي بين الفقر والألم والعزلة والضياع والموت والاغتراب، وعبر رحلة محفوفة بالأسئلة والقلق الوجودي الأكثر إمعانا في غرائبيته بالرغم من أنها تبدو ظاهريا كالحلم في أعماق المجهول والاحتمال.. هذا ما يدفع البطل لاختراق آفاق الغيب والولوج للقبو بحثا عن السكينة المنشودة بعد ان ضجر من تفاهات وهدر الآدميين ولغطهم وضجيجهم، للهروب إلى عالم مغاير مليء بالهيولى وبالأشباح والمخلوقات الهلامية الأكثر غموضا وضجيجا ورعبا وتوثرا لكنه مفعم بالحكمة وبالأسئلة الفلسفية العميقة حول كنه الحياة وأسرارها، وبتوفر أكثر الحلول نجاعة لمستقبل العالم ومشاكله الممضة والغامضة
لابد من الاشارة الى حكاية شعبية تكون الفكرة الأساسية لهذا النص السردي الممتع والتي تتحدث عن أميرة أبيح لها ان تدخل كل غرف احد القصور ما خلا غرفة واحدة لكن الفضول يدفع بالأميرة إلى خرق المحظور. وكانت هذه المجازفة بداية لقلق وجودي لم يبرد الا بفتح تلك الغرفة ..
يتوفر هذا النص إضافة الى عمق التجربة وبراعة التصوير وسعة الخيال، على لغة أدبية شفيفة ومتينة، استطاعت أن تنقل الينا جانبا من جوانب الحياة بكل اضطراباتها في تتابع منطقي هائل.. وبعيدة عن التقريرية. ذلك ان الكتابة في جوهرها هي استعادة للواقع وإعادة إنتاجه في حضرة تعدد القراءات من شخص لاخر، والنص السردي الذي لا يهتم مبدعه باللغة والبيان هو لامحالة نص نصف ميت. والأديب الجيد والصانع الماهر هو ذلك المرء الذي لايكون راضيا على انجازاته، ويسعى دوما لاجتراح الأفضل منها.. وخلق لغته المتميزة وتقنيته الخاصة وأسلوبه المائز الذي يشكل فائض القيمة والرأسمال الأدبي والإبداعي على حد سواء.. لهذا نجحت القاصة في التوفيق بين سمو الشكل وبراعة المضامين وباللغة الأدبية الخالية من اية تقريرية ورتابة، أو توظيف عشوائي للأحداث