السنديـانه*
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ماذا تعرف عن الألم الذي يظهر إذا تعاظم الفراغ، وغدت الوحدة
هاجسا يتمثل في صورة ضاعت ملامحها، وإطارها الذهبي ملطخ ببقايا
ذباب وحشرات طائره لا تعرف الزمن والمكان0
( اليوم سافر أني انتظرك )
بعد تواصل هاتفي، نسيت مناسبته تجاوز الأشهر الستة هاهي من لا أعرف
منها سوى صوتها تطلب مني الحضور0
( فلما حانت الساعة العاشرة ليلا كنت أطرق الباب )
بين الأتصال والموعد جاء الألم أخذ صداع رهيب يسرق الهدوء الذي أخذت
اعتاده منذ عدت وحيدا وقد تخلى الجميع عني 0
( قالت: أتراني أجمل وقد صبغت شعري)
تذكرت أني لا أعرف لون شعرها وكيف كان، لا أعرف منها سوى صوتها0
( أخذت تلهث مثل فرس في حلبة السباق)
الوجع جاء كإشارة تحذيريه بعض صبر ينفع أحيانا بعد أن أصبح من العسير رسم خطوط درجة الوعي باللحظة التي شلت عندما اشتد القلق على
ما أنا فيه ألأن0
( في السابعة صباحا ودعتني عند الباب كان شعرها الذهبي يرقص منتشيا
على الجبين)
كصبية يلعبون على سطح البحر، أخذت أضحك وأنا أقوض عصابة حمراء
طوقت بها شعرها الذهبي القصير الذي تناثرت منه خصل على جبينها واستدعى انتباهي صمتها وتجلد قسمات وجهها0
( دفنت في كفي شيئا ناعما دسسته في جيبي)
وأنا أدير محرك العربة أخذت أستوعب الموقف، غير أني لم أتمكن من تحديد لون عينيها وحتى الشعر، وتوقف العقل الباطن عن العمل بعد اكتشافي عدم قدرتي رسم ذلك الوجه الذي برز بدون معالم وها أنا أحكم عليه بنفس الطريقة التي قد أحكم بها على قطعة خشب 0
( تذكرت هذا، وأنا خلف مكتبي في العمل)
كانت الأدلة السابقة عقليه تقوم على الارتباط المتداعي حتى انثيال الشاهق في دلالات إشارية تخرج عن مجال السؤال الذي جاء بعد أن بارك الجميع هذا اليوم وذلك المكان0
( أخرجت اللفافة الناعمة، كانت منديل ورق أبيض يضم قنينة عطر صغيره
من التي تهدى كعينه وورقة نقد مائة ريال)
وأتمادى قليلا مشددا على الملامح، فكان من الصعب كتابة حالة قطعها مراجع شغلني بإنجاز أوراقه0&
ـــــــــــــــــ
* من قصص مجموعة ( الحملة ) منشورات نادي جازان ألأدبي / 1423هـ ـ 2002م