أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22

الموضوع: عندما تنقلب الموازين - مسرحية على فصول

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 56
    المواضيع : 8
    الردود : 56
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي عندما تنقلب الموازين - مسرحية على فصول للكاتب مادح أحمد

    قصتي والمسرح
    __________________

    قبل فترة ارسل لي صديق تجربة رائعة له وطلب مني قرائتها كانت عبارة عن مسرحية ذكرتني بمسرحيتي اليتيمة كنت حينها في الصف العاشر عندما طلب مدرس اللغة العربية الأستاذ عبدالله روضة - من ابناء دمشق المفوهين- ممن يرغب بالمشاركة بمسرحية في مسابقة ينظمها النادي الأدبي بأبها , في ذلك الوقت لم أكن أكتب الا الخواطر مسحورا بالسجع أحسبه مقياسا لجودة الكتابة وشرطا من شروط النجاح وماعلمت ان المقامات ورسائل الكتاب في العصر العباسي قدانقرضت وصارت مثالا للتصنع اللفظي الذي يبغضه القارىء , عموما لن استطرد كثيرا فلقصة الفنون والابداع رحلة أخرى , كنت احفظ بيتين من الشعر عن رسالة قدمت من بيت المقدس الى صلاح الدين

    يا أيها الرجل الذي لمعالم الصلبان منكس

    جاءت اليك رسالة تشكو من بيت المقدس

    كل المساجد طهرت وانا على شرفي مدنس



    اخذتني النشوة بالنصر قبل أن أستل سيفي وبدأت بكتابة مسرحيتي اليتيمة وياليتني لم احاول لأني ابغضت بعدها المسرح وكل مايحويه , أنهيتها في ليلة واحدة ثم قدمت بها الى مدرسي مسرورا وكلي ثقة بأني عظيم كتاب المسرح , بالطبع لم أقرأ مسرحية في حياتي ذلك الوقت ومع ذلك ابدعت ذلك الابداع , لم أكن أعلم ماهو الفرق بين الفصل والمشهد , ولا بين الكاتب والقارىء , هي مجرد فكرة وكنت سيدها لاأدري كيف ولكني سيد القلم بلا منازع فيكفي ذلك , اخذ مني مدرسي المسودة ووعدني بالرد علي بعد قراءتها بالطبع لم أنم تلك الليلة لأني كنت أنتظرشهادة معلمي بولادة أعظم كتاب المسرح .

    لأول مرة في تاريخ ايامي الدراسية ايقظت والدي قبل ان يوقظني وذهبت مستعجلا الى المدرسة راكضا الى مكتب مدرسي الذي سوف يرفع راسه عاليا بي فقد صنعت له معروفا يفتخر ويعتز بي كأحد طلابه صاحب الانجاز العظيم وعندما اشتهر وتمثل مسرحيتي وتحوز جائزة نوبل او نوفل لاأدري حقا مااسم الجائزة سوف يقول استاذي انا كنت مدرس هذا الكاتب العظيم , وقفت برهة قبل دخولي المكتب جمعت انفاسي كلها ثم زفرتها زفرة واحدة واستحضرت غباء ابليس حين تكبر , ورفعت رأسي عاليا وطرقت الباب ثم دخلت وكلي زهو وعلو وقبل ان اضع قدمي الثانية كانت المسودة تصفع وجهي وحينها لم استطع لملمة حروف المسرح من على بلاط المكتب .



    كانت مسرحيتي عبارة عن ثلاثة وثلاثين فصلا وكل فصل عبارة عن ثلاثة مشاهد او أكثر وكل مشهد مدته دقيقة او دقيقتين فقط الوصف الوحيد لهذه المسرحية انها استعراض لعمال الستارة والديكور لكي يعرضوا علينا مدى سرعتهم في تغيير الديكور ورفع وخفض ستارة المسرح التي اسدلت على موت كاتب لم يولد ولازلت الى وقتنا هذا اتحسس مكان الصفعة التي أخذتها وانتقمت من مسودتي شر انتقام .



    اعذروني على الاطالة ولكن صديقي هذا هو الكاتب مادح أحمد ارسل لي المسرحية لكي اعطيه رايي ولكني اعتذرت ثم قرأتها ولأول مرة أعجب بمسرحية قد تكون الفكرة او قد يكون الطرح او قد يكون الكاتب او قد أكون انا , المهم سوف اقوم بعرض المسرحية على فصول وأتمنى أن اسمع وأرى ارائكم جميعا فهي بالفعل محط اهتمامي واهتمام الكاتب الذي استأذنته في هذا النشر

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 393
    المواضيع : 6
    الردود : 393
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    السلام عليكم

    الأخ الحبيب / بلال الزين

    مقدمة جميلة جدا ، وقد أضحكتني كثيرا ، أضحك الله سنك .

    في انتظار ما ستقدمه لنا .



    تحياتي لك ،،،،
    وَلَم أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبَا...كَنَقْصِ القَادِرِيْنَ عَلَى التَمَامِ
    المتنبي

  3. #3
    الصورة الرمزية إسلام شمس الدين عضو
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : مصر
    المشاركات : 646
    المواضيع : 50
    الردود : 646
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    ههههههههههه
    أضحك الله سنك أديبنا الجميل
    ورب ضارة نافعة ، فلو كانت مسرحيتك اليتيمة قد لاقت القبول ، لما استمتعنا بروائع قصصك

    في شغف لمتابعة مسرحية المادح أحمد ، ويقيني في روعتها ، طالما أنك شهدت لها

    شكراً لك أديبنا الرائع لكل ما تنثره بين دوحات الواحة من القيمة والجمال

    لك محبتي وتقديري
    إسلام شمس الدين

  4. #4
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    أضحك الله سنك مبدعنا بلال الزين
    و لكني أخشى عليك ( أنت ) للمرة الثانية أن يكون مدرسك الذي عرضت عليه مسرحيتك الأولى ماثلا بيننا قارئاً أو عضواً فيعيد الكرة من جديد و أنت لا ذنب لك إلا أنك عملت معروفاً .
    أخي بلال .. سعدت بالقراءة لك و ثق أننا سنعجب بما يخطه صديقك لأنك رشحته
    فما زلنا ننتظر
    تقبل ود أخيك
    د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 56
    المواضيع : 8
    الردود : 56
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي مقدمة الكاتب

    سلطان زمن
    اسلام شمس الدين
    د. جمال

    اشكركم على مروركم وتعقيبكم وكما اضحككم الموضوع فأنا منذ ستة عشر سنة والى يومنا هذا كلما أتذكر القصة اضحك على ماحصل وبالأمس عندما كنت أكتبها كنت اكتبها وانا اضحك

    عموما اشكركم مرة أخرى وسوف ابدأ بمسرحية الكاتب التي بدأها بمقدمة طريفة سوف أذكرها كما هي

    .......................

    مقدمة :



    هذه المسرحية هي أول تجربة لي في الكتابة المسرحية ، وقد كتبتها بعد أن تأثرت بأدب الأستاذ العظيم / توفيق الحكيم رحمة الله عليه ، فكتابات توفيق الحكيم هي التي أفسحت أمامي مجالاً واسعاً للخيال ، فتفتقت لذهني فكرة المسرحية ، مشابهة لإحدى مسرحياته القصيرة ، وهي " نحو حياة أفضل " ، مع الفارق في القصة نفسها ، وإن كنت أعشق أدب الحكيم وخفة ظله وروحه الجميلة وذكائه وسعة خياله ، فإنني أعشق خبثه أيضاً ، فحمار الحكيم تحمل العديد من المعاني ، وأنا حمار قرأ للحكيم ، فأنا حمار الحكيم أيضاً من فرط إعجابي به ، فأسألك أن تعذرني يا قارئي العزيز ، إن أعجبك ما كتبت أم لم يعجبك ، ففي كلتا الحالين ، هذا العمل الذي تطالعه بين يديك .. لم يخطه سوى يراع حمار .



    حمار الحكيم

    19/2/1425هـ



  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 56
    المواضيع : 8
    الردود : 56
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي الفصل الأول

    كما وعدتكم سوف أقوم بعرض المسرحية على أجزاء حتى لايملها القارىء وتبقى موضع تشويق فيما يلي الجزء الأول من الفصل الأول
    ----------------------
    .. الفصل الأول ..
    المكان : غرفة متوسطة المساحة ، فيها طقم مكتب وكنب ، يجلس يوسف على المكتب وهو منهمك في تصحيح أوراق إجابة امتحان طلابه .
    تدخل عليه زوجته
    الزوجة : هل تريد مني شيئاً ؟
    يوسف : لا .. شكراً .. إلى أين أنتِ ذاهبة ؟
    الزوجة : إلى الفراش .. أشعر بالتعب وأريد أن أنال قسطاً من النوم قبل وصول ضيوفك .
    يوسف : ( يضرب بكفه على جبينه ) أوه .. لقد نسيت أمر الضيوف .. هل كل شيء جاهز ؟
    الزوجة : ( تبتسم ) طبعاً .. كل شيء جاهز الآن .. اطمئن أنت فقط ولا تشغل بالك بشيء .. عن إذنك ( تغادر ) .
    يعيد يوسف نظره وتركيزه لأوراق تلاميذه ..
    يوسف : ( محادثاً نفسه ) كلما صححت أوراق التلاميذ أدركت لماذا يحبونني ، لا يحبونني لعلمي ولا لشخصي ، بل يحبونني لمصالحهم الشخصية ، فلازلت أعطيهم من الدرجات الشيء الكثير رفقاً مني بهم ، وهذا يجعلني أشعر بالإحباط ، ليتهم يحبونني لشخصي .. أو لنقل للعلم .. رغم استحالته .. فلست أجد طالباً واحداً يحب العلم ..
    لحظة صمت قصيرة تمر ..
    يوسف : ( يرفع رأسه نحو الباب ) أعدت مرة أخرى يا .. ( ثم هب من مكانه ونظر إلى القادم ) من أنت ؟؟؟
    الغريب : ( بهدوء تبدو عليه مسحة من الاستظراف ) غريبٌ أنك لا تعرفني ، دقق النظر جيداً ..
    يوسف : ( غاضباً ) أتتهجم على منزلي وتخترق خصوصياتي وتسألني عن معرفتك ؟ .. كل ما أراه أمامي الآن هو لص دخل منزلي ويجب أن أبلغ عنك الشرطة ( يرفع سماعة الهاتف ويدير رقماً )
    الغريب : ( يمسك سماعة الهاتف ويضعها مكانها ) تحقق من شخصي قبل أن تحرج نفسك .
    يوسف : ( منفعلاً ) من أنت ؟
    الغريب : أنظر إلى عينيّ .. ماذا ترى ؟
    يوسف : ( بعصبية ) أتعتقد أنني أملك البال الرائق حتى أتغزل بعينيك ؟! ( يتأمل عيني الغريب ويصمت ) .
    الغريب : ( مبتسماً ) جميلتان ، أليس كذلك ؟
    يوسف : ( مذهولاً ) لا .. حمراوان كالدم .. فمن أنت بالله عليك ؟
    الغريب من المستحيل أن تعرفني طبعاً .. أنت لم تعرفني في حياتك أبداً .. لا من قريب أو بعيد .. حاولت مراراً وتكراراً أن أتعرف عليك على الأقل .. فقد كان واضحاً أننا لن نكون أصدقاءً أبد الدهر .. ولكنني حاولت أن أتعرف عليك فقط .. على أمل أن تقوى علاقتنا فيما بعد .. ولكن كل الطرق بيننا كانت مسدودة .. سددتها أنت بنفسك .. أنت طراز نادرٌ من البشر ..
    ( لحظة صمت ثم التفت الغريب إلى يوسف ) لذلك كله أتيت إليك .. أتحدث معك .. لعلي أجد حلاً ما بمعرفتك ..(يقترب بوجهه من وجه يوسف ويهمس وهو يضغط على كل حرف يقوله ) أنت لم تعرف الشيطان في حياتك البريئة الطاهرة هذه ، لذلك أتيت لك ، أتعرف عليك .. وتتعرف علي .. أنا الشيطان أمامك الآن .
    يوسف : ( واجماً ) أعوذ بالله من ..
    الشيطان : ( يمد يده مسكتاً يوسف ويقاطعه بارتباك ) لا تكمل أرجوك .. أنا لست هنا لأؤذيك ، فلا تؤذيني أرجوك .. هذه الكلمات لها ضرر كبير عليّ .
    ( لحظة صمت بدأ يوسف يتمالك نفسه خلالها وجلس على مقعده ثم نظر نحو الشيطان ) لم تعرفني في حياتك .. ولم ولن أرغب في التعرف عليك .. وأنت تعرف هذا جيداً كما أرى .. فلماذا أنت هنا الآن ؟
    الشيطان : ما رأيك في أن تتركني أتحدث بهدوء وأن أسحب كرسياً وأجلس أمامك لأقول لك كل شيء ؟
    يوسف : ( ينظر نحو الشيطان بتردد ثم تبدو عليه إمارات الحزم ) لك هذا .. اجلس وتكلم .
    الشيطان : ( يسحب كرسياً ويجلس ثم يمد يده إلى جيبه ويخرج سيجارة ) هل اطمع في كرمك أن تسمح لي بشرب هذه السيجارة ؟
    يوسف : لا تضيع الوقت في هذه الأمور وتكلم .
    الشيطان : ( يشعل السيجارة ويضعها في فمه ) أعلم أنك لا تدخن لذا لم أقدم لك سيجارة .
    يوسف : شكراً .. ولكن الغريب انك أنت تدخن ؟ ما الداعي لأن تدخن ؟؟
    الشيطان : دخنت حتى أعرف كيف أجعل الناس يدخنون .. فاعتدت عليه .. هذا كل ما في الأمر .. على أي حال .. سأبدأ الكلام .. ( ينفث دخان السيجارة بعمق ) منذ قديم الأزل وأنا أحيا حياة ليست بالحياة بأي حال من الأحوال .. قد تتوهم أن لدي معرفة صحيحة بكل أسرار الكون التي مرت على الدنيا منذ أن ظهرت أنا حتى اللحظة .. كيف نشأت الأرض والتضاريس ومن هم الأنبياء الغير مذكورون في القرآن وما هو نص التوراة والإنجيل الأصلي .. إلى غير ذلك من الأسئلة .. التي لا أملك لها إجابة .. لأنني قد نسيت بسبب طول السنين .. وتقدمي في العمر .. وإن عشت مثلي .. ألوف السنين .. لأدركت مدى الزحام في رأس من يعيش كل هذه السنين .. ولأدركت مدى محدودية عقلك عن تذكر كل شيء .. لكن كل ما أستطيع تذكره بشكل قاطع هو الأحداث الرئيسية التي شكلت حياتي على هذا المنظر .. رفضت أن أسجد لآدم .. خرجت من رحمة الله بعد أن كنت أنعم برضاه عليّ ، من أجل آدم ، وتحديت الله ، وهاأنذا في تحدٍ لست بقدر تحمله ، ولكنني أبذل جهدي .
    يوسف : ( مندهشاً ) جهدك ؟؟؟؟!!!!!! كل هذا الخراب في العالم وكل هذه الحروب والكراهية وجميع الصفات السيئة التي نهانا عنها الدين والتي جَعَلْتَهَا تنتشر انتشار النار في الهشيم .. وتقول انك تبذل جهدك ؟؟!! إذاّ ماذا سوف يحدث إذا بذلك كل طاقتك ؟؟
    يتبع ...............

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 393
    المواضيع : 6
    الردود : 393
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    السلام عليكم

    أخي الحبيب / بلال

    جميلة ومشوقة كبداية .


    وأنا في انتظار ما سيتبع .


    تحياتي لك ،،،،

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 56
    المواضيع : 8
    الردود : 56
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي متابعة الفصل الأول

    أشكرك أخ سلطان زمن على متابعتك و تشجيعك لك حضور متميز في ارجاء الواحة كما أنت دوما في قلوبنا

    نتابع جزء اخر من الفصل الأول بنفس المشهد ولكن المشاركة السابقة كانت أول مقطع من الفصل الأول والان المقطع الثاني

    ---------------------------

    الشيطان : قبل أن نتحدث عن الشكل والمظاهر .. أريد أن أذكر لك شيئاً .. تستغرب مقولتي .. أنني ابذل جهدي .. ولكن يجب أن تعرف أنني عندما تحديت الله كنت في مقتبل العمر .. غراً ساذجاً .. أما الآن فأنا أكبر وأعقل وأرزن .. وأزن الأمور بميزانها .. وأدرك جيداً أنني لن أقدر على كل عباد الله .. فلذلك قلت لك .. انني ابذل جهدي .. ( يبتسم ) اما شكلي .. فأنت لم ترى شكلي .. ولا أعتقد انني سأريك اياه .. ولكنني لست كما رسمني الرسامون وصوروا بشاعتي .. فشكلي لطيف جداً ..

    يوسف : ( ينظر نحو الباب ) زوجتي قادمة .. سأقول انك أحد معارفي ..

    الزوجة : ( من وراء الباب ) أحضر ضيوفك يا يوسف ؟؟

    يوسف : لا .. ولكن هذا أحد معارفي القدامي قد أتى .. ( يلتفت إلى الشيطان ) ماذا تشرب ؟

    الشيطان : لا شيء .

    يوسف : لانريد شيئاً الآن يا عزيزتي .. شكراً لك ..

    الزوجة : ( تنصرف )

    الشيطان : ( متسائلاً ) انت تنتظر ضيوفاً .

    يوسف : نعم .

    الشيطان : ماذا كنت تفعل عندما دخلت عليك ؟

    يوسف : كنت أصحح أوراق امتحان طلابي .

    الشيطان : آه .. حاولت مراراً وتكراراً أن أقنعك بأن تتوقف عن زيادة الدرجات لطلابك .. ولكن بلا فائدة .. فتركتك .. ألم تتخلَّ عن هذه العادة بعد ؟؟

    يوسف : ولن أتخلى عنها .. ألا تعلم أن الراحمون يرحمهم الله ؟

    الشيطان : بلى .. ولكن أنت تعلم أنني أؤدي عملي .

    يوسف : عملك لا جزاء له إلا النار ، ولم يطلب منك أحدٌ أن تؤديه ولكن أنت من تبرع بعمله .

    الشيطان : ( يصمت ) ..

    يوسف : ( كمن تنبه فجأة ) ولكن لم تخبرني بعد بسبب الزيارة ؟

    الشيطان : لست أدري هل سأتمكن من شرحه لك أم لا .

    يوسف : تكلم ثم نرى .. أراك تتكلم العربية بطلاقة .

    الشيطان : طبعاً .. أنا أتكلم كل لغات العالم الحية والميتة ( ابتسم ) لزوم الوسوسة يعني .

    يوسف : ( ضاحكاً ) نسيت ان عملك يقتضي الالتقاء بكل البشر من كل الجنسيات والحديث بكل اللغات مع من لايتقن سوى لغة واحدة ..

    الشيطان : ها نحن بدأنا نسير على نفس خط الحوار .

    يوسف : ماذا تقصد بهذه العبارة ؟

    الشيطان : أنت تدرك جيداً طبيعة عملي .. وبصدق .. لقد مللت .

    يوسف : مللت الحياة ؟؟

    الشيطان : لا .. مللت عملي .. مللت الدوران على خلق الله لأغويهم .. والمشكلة الأكبر أنني شخت حقاً .. ولم أعد قادراً على تحمل الحرارة .. فلست أعتقد لقدرتي على تحمل نار جهنم . وكلما أغويت شخصاً كلما ازداد العذاب الذي ينتظرني .. فأنا أحمل ذنبي وذنوب البشر اجمعين .

    يوسف : ( ساخراً ) لايدخل الجنة عجوز .

    الشيطان : وان يكن .. حتى في شبابي لم أكن قدر تحملها .

    يوسف : ( جاداً ) لا أعتقد أنني أملك أن أدعو لك بالهداية . ولا أن أشفع لك عند الله يوم الحشر .

    الشيطان : ( متحمساً ) ومن قال ذلك .. دعنا نأتي للموضوع من زاوية أخرى .. أنت قلت منذ قليل .. الراحمون يرحمهم الله .. وضد الرحمة العذاب .. ما أفعله أنا بالناس .. أليس عذاباً ؟؟؟

    يوسف : ( متفكراً ) يبدو لي ذلك فعلاً .

    الشيطان : فإذا توقفت عن ذلك .. لكان توقفي هذا رحمة بالناس .

    يوسف : أجل .

    الشيطان : والراحمون يرحمهم الله .. فأستحق رحمة الله إذاً .

    يوسف : بالطبع .. إن الله غفور رحيم ( يستدرك ويصيح ) ماهذا الكلام ؟؟؟ أنت ترحم الناس وتريد عفو ربك ورحمته ومغفرته ؟؟ هذا غير معقول أبداً .. يبدو لي أنني قد جننت أو أنك تهذي ( يضحك متهكماً ) الشيطان يرحم البشر ويطلب عفو ربه .. عجبي .

    الشيطان : ( بصبر ) وما العجب في ذلك ؟؟ ألست مخلوقاً ؟؟؟

    يوسف : ( يتنهد ) يا مثبت العقل والدين يارب .. نعم انت مخلوق يا ابليس .

    الشيطان : أنا أعلم جيداً أن كل مخلوق يحق له أن يتوب إلى طلوع الشمس من مغربها أو بلوغ الروح الحلقوم ، ولم يحدث شيء من هذا كله بعد .. وأنا مخلوق .. وأملك الرغبة الصادقة في التوبة .

    يوسف : كل ما أعرفه أن ذلك الكلام للبشر وليس لغير ذلك .. على كل .. للتوبة شروط هل تقدر عليها ؟

    الشيطان : ماهي ؟؟

    يوسف : أولاً .. الإقلاع عن الذنب .

    الشيطان : وهذا ما أحدثك به منذ بداية حوارنا وانت ترفض تصديق استعدادي لفعل ذلك .

    يوسف : حسنٌ .. ثانيهم .. الندم على مافات .

    الشيطان : وهل أتيتك إلا ندماً ؟؟؟

    يوسف : جميل .. ثالثهم : العزم على ألا تعود لذنبك ؟

    الشيطان : ومن يريد العودة لهذا العذاب .

    يوسف : طيب .. يبقى رد الحقوق لأهلها ..

    الشيطان : ( كمن بوغت بالجملة ) .. هذا صعب .. لم آخذ شيئاً من أحد ، بل بالعكس أعطيت الكثيرين مالايستحقونه ، ولكنني سأعمل جهدي لتعويض الناس ورد حقوقهم .

    يوسف : عجبي .. لكأنني في حلم غريب أو كابوس .

    الشيطان : لا تعجب .. في هذه الدنيا كل شيء وارد .. هل توقع نوح دخولي السفينة ؟

    يوسف : لا أدري .. ولكن لو كنت مكانه لما توقعت ذلك .

    الشيطان : ولكنني فعلتها .. لحقت بالحمار وتعلقت بذيله .. ودخلت معه .

    يوسف : أنت شديد الذكاء ولا ينقصك الدهاء فكيف لي أن أضمن أنك لا تلعب بي وتعد لي مصيراً غامضاً وخطيراً ؟

    الشيطان : لم أفكر في شيء من هذا القبيل ( يصمت ) صدقني .. لقد أتيتك أريد مساعدتك لأتوب .. فلا تبخل علي بالمساعدة ، وتخسر ثواب مساعدتي بسبب أوهام تملأ رأسك .. وعلى أي حال أعدك بشرفي أن لا أؤذيك أو أضرك .

    يوسف : ( ينظر للشيطان نظرة عجب سرعان ما انقلبت لسخرية ) وهل تعتقد أنني أستطيع أن أثق بشرف .. الشيطان ؟؟!! هذا إن كان له وجود أصلاً .

    الشيطان : ( منزعجاً من أسلوب يوسف ) أرجوك .. كف عن الاستخفاف بي .. أنا أحاول أن أغير كل هذا ولا أريد سوى مساعدتك وحسب ، وحتى يكون لي شرف وأمانه وكل الصفات الحميدة التي أرجوها .

    يوسف : ( يتنهد ) لا حيلة لي .. أمري إلى الله .. لم أعتد أن أترك شخصاً دون مساعدة .

    الشيطان : ( مبتهجاً ) سأكون معك دائماً .


    يتبع

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 56
    المواضيع : 8
    الردود : 56
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي بقية الفصل الأول

    حيث أنني على عجلة من أمري وقد أطيل الغياب بسبب سفر طارىء أتمنى أن أعود وقد رأيت ردودا جميلة ونصائح وانتقادات رائعة تأخذ بيدي ويد الكاتب الى الأفضل
    مع ملاحظة أنني لم أحسن تقسيم المسرحية لكم

    ___________________________

    يوسف : ( ينظر له مستعجباً ) شيء جميل .. سيكون الشيطان معي .

    الشيطان : ( يبتسم دون تعليق ) .

    يوسف : الآن يبدو أنك ستحضر اجتماعي بالضيوف ... ( ينظر إلى الساعة ) لقد حان موعد وصولهم .

    الشيطان : نعم .. وما المشكلة ؟

    يوسف : المشكلة هي كيف أقدمك لهم .. من المستحيل أن أقدمك لهم بشخصك .. الشيطان ..

    الشيطان : لا مشكلة .. قدمني على أنني قريب لك أو صديق لك ..

    يوسف : ( هازئاً ) لا يا رجل .. لقد حللتها بهذه السهولة .. ( ترتسم ملامح الجد ) ولا حتى بأحلامك أن أقول لهم ذلك عنك ..

    الشيطان : دعني أريحك من كل هذا .. لقد كان عمك صديقاً عزيزاً علي جداً .. رحمة الله عليه .. لم نكن نفترق أبداً .. ولم يكن يرفض لي طلباً .. كان نعم الرجل ، تستطيع أن تقول لهم أنني صديق عمك .. وأنني سفير دولة أخرى .. وأنني متقاعد الآن .

    يوسف : أنت شيطان ..

    الشيطان : تقصد .. الشيطان .

    يوسف : نسيت ذلك .. ولكن أنت تمتدح عمي .. وتقول أنك ترغب في التوبة .

    الشيطان : لقد كان عمك رجلاً طيباً بالفعل .. وكان مطيعاً جداً .. ولو كنت قد طلبت منه أن يلتزم بدينه أو أن يزهد في الدنيا لما تردد لحظة ..

    يوسف : ( لايعلق )



    ( صوت جرس الباب ) .. ثم تدخل الخادمة عليهما لتخبرهما بوصول الضيوف .



    ................ ( ستار ) ................


  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 393
    المواضيع : 6
    الردود : 393
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    الأخ الحبيب بلال :


    أشكرك على كلامك الجميل . فأنا أعشق الجمال والإبداع في أي مكان ، وكيفما كان .

    أما بخصوص الفصل الأول من المسرحية فهو فصل جميل جدا ومشوق بدرجة كبيرة ، وأنا في انتظار الفصل الثاني وما سيجري مع يوسف والشيطان والضيوف .



    تحياتي لك ،،،،

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تقلبت الموازين
    بواسطة سليمان أحمد عبد العال في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 18-07-2013, 04:12 AM
  2. متى تنقلب الأمور
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-03-2011, 01:46 AM
  3. فصول لا بد منها
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 01-10-2006, 10:48 AM
  4. (( فصل جديد من فصول المؤامرة على الأمة الإسلامية ))
    بواسطة النبهاني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-01-2005, 06:20 PM
  5. الانتخابات الفلسطينية فصل خطِر من فصول تصفية القضية
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-01-2005, 09:13 PM