المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايهاب الشباطات
1. يا طالما كانت كيفية نشوء الأمم والحضارات وسقوطها موضوعاً يلج فيه كبار المفكرين ويعنينا هنا
أمتنا وكيف سقطت بعد أن كانت من أرقى الأمم التي عرفتها الإنسانية ...,تعددت المذاهب
في كيفية سقوط الأمم والحضارات ... الفيلسوف الألماني ماركس أعاد ذلك إلى الصراع الطبقي في داخل الحضارة,
المؤرخ البريطاني توينبي أعاد ذلك إلى وجود حضارة أخرى منافسة وعندما تعجز الحضارة عن مواجهتها فإنها تسقط ! ...
وهنالك الكثير غيرهم لهم آرائهم .... لكن كان ابن خلدون أكثرهم عمقاً وفهماً ..., بإيجاز فإن ابن خلدون يرى أن الحضارة مثل الكائن الحي
تولد وتنمو وتمر في مرحلة الشباب وهي ذروة قوتها ثم تهرم وتموت ...! , تنشأ الأمة أو الحضارة بناءً على "عصبية" مشتركة بين مجموعة
من الناس , وهذه العصبية قد تكون رابطاً واحداً أو مجموعةً من الروابط مثل الدين , اللغة ,العرق .... ألخ , الجيل الأول يكون أكثر إيماناً وتمسكاً
بهذه "العصبية" ويضعف التمسك بهذه العصبية مع تعاقب الأجيال إلى أن تذوب تلك العصبية وهذا يكون بداية إنهيار الحضارة ! ..
إن العصبية التي نشأت عليها وقامت بها الحضارة الإسلامية هي مكونة من رابط واحد ألا وهو "الإسلام" -اللغة العربية ليست رابطاً في هذه العصبية لأنها
ناتج من الرابط الأول - , وهكذا قامت الحضارات على عصبيات فجنكيز خان أقام حضارته على عصبية العرق بعد أن وحد قبائل المغول ... وقامت عصبية
الولايات المتحدة الامريكية على مزيج من رابطين رئيسيين الأول العرق الأبيض والثاني البروتستناتية - هل وصول رئيس من أصول سوداء و مسلمة
مؤشر على اضمحلال العصبية و بداية انهيار للحضارة ؟ - ... نعود للحضارة والأمة الإسلامية و نلاحظ أنها فقدت تلك العصبية التي قامت عليها
لصالح عصبيات أخرى و على رأسها "الوطنية" ... لقد ذابت تلك العصبية حتى بين صفوف من يسمون بالنخب الإسلامية وستبقى تلك الحضارة
منهارة وفي قاع سحيق إلى أن يرجع الإسلام عصبية يتجمع حولها أناس تلك الحضارة ......