في رمضان .... ثوروا
بقلم خليل حلاوجي
الرحمة في داخلنا تنشأ عن احساسنا بالألم والصيام طريقة مثلى لتنقية واظهار الرحمة التي تسكننا
ولو شاهدنا غنيا" يرحم الفقراء الجياع سنرى ان الكلمة الانسانية المنشودة في الاديان وقد صار لها سلطان على الارض واذ سألنا أنفسنا
مالذي جعله الآن ثائرا" على ماألف عليه سلوكه باقي السنة , انها الرحمة التي اخفى معالمها باقي السنة
ولطالما تفكرت في كيفية استغلال صفة التحفيز الرمضاني لاضم الى قائمة الثائرين .... اولئك الذين يقتلون الانسان في كل حين , فعجزت عن الوصول الى الرحمة التي قد يخفيها اولئك في طبيعتهم الانسانية
وقادني السؤال الى سؤال اصعب , كيف يتاح لمسلم ان يقتل مسلما" آخر ولا يظنن من يقرأ مقالي اني احصر زاوية القتال بسفك الدماء
لقد فطنت الى اقسى انواع القتل .... اذ يقتلنا الطغاة فوق مشانق الكلمات السامة
وخوفي من احتمال قتل الاخر يعني خوفي من عدم بلوغ نقطة الحكمة القرآنية
والزمن المتاح لي قصير ... شهر رمضان .... لدعوة السلم التي نذرت نفسي غاية" لبثها
يقول صديقي اللاعنفي ادريس السلامي (في قاع عمق الانسان يسكن خوف مقيم من الاخر الذي يشكل تهديدا لوجوده بالذات, فالخوف من الاخر ليس خوفا لذاته, ولكنه خوف من الموت الذي يتهددنا من طرفه, ومن هنا بالذات يتولد رد فعلنا السلبي من الاخر من اول لقاء, فنحن نشعر بالخوف لانه خوف مكتوب في اصول خلايانا الاولية نفسها فيما يشبه المقومة السيكولوجية, وان هذا الاخر يشكل خطرا على وجودنا برمته؟ والانسان العنيف يقتل ليس فقط لانه لا يريد ان يُقَتل ولكنه لا يريد ان يموت بالمرة, فالعنيف يقتل لينتصر على الموت نفسه بالذات ؟
أما اللاعنفي فيطمع ان ينتصر على الموت ليس بقتلها ولكن باستقبالها
ومن جهة صدره وليس من جهة ظهره, وهو مطلقا ساقيه للريح ؟ وهذا يعني ان فلسفة اللاعنف فلسفة مقاومة, وفلسفة عدم طاعة, وفلسفة موت مرفوع القامة )
قلت له وانا اعيش مع الوحوش لابد لي من ثورة اكشف بها زيف الطاغوت من جهة وأكشف بها تخاذلنا عن الثورية الانسانية التي يحتمها علينا الاسلام ذاته حين جهلنا تحفيزاته المدهشة للعودة الى الطبيعة الغرائزية التي نكره من خلالها القسوة والغلظة وعدم التواد وعدم التراحم وعدم قبول الآخر
من اجل كل ذلك كان رمضان دعوة للثورة على كل تلك التناقضات العجيبة
في رمضان
يجب ان نثور على قيم ... الثأر .......... لنستبدلها بالقصاص العادل
يجب ان نثور على قيم ... ألألزام ... لنستبدلها بروح اللاأكراه
يجب أن نثور على قيم ... الاتكاء على النسب للدين ... لنستبدلها بروح المنفعية
يجب أن نثور على روح التغالب .. لنستبدلها.... بروح التآخي
والا فلا أمل في الغد