رأيت فيما يرى النّائم أنّ ملأ خلايا الجسم العربي تجمّعوا في أحد الملاعب العربية المكيَّفة لتشخيص حالة جسدهم العربي الذي تمدّد ،من شدّة المرض،من المحيط الى الخليج . وتشوّهت معظم أجزائه في الأطراف و الوسط ، بفعل السّرطان الذي أصاب قلب القلب ، وتصلبت الشّرايين الرئيسية فتوقّف الدّم عن دفقاته ،وراحت معظم الأعضاء تيْبس ثم تتحلّل وتتفتّت شظايا وكأنّه مدفون في قبره .
قام بعضهم .شكر بعض خلايا المخّ الّتي مازالت تقاوم خُبْثَ السّرطان وسطوته،في ظلّ انكماش الأعْضاء ،وارتكاسها،فقد ظلّت معتكفة على الموائد الشّهيّة ،والأغاني الرومانسية،ترفل في حُلَلِها البهيّة ،منبهرة في أناقتها.لقد أسرفت في متناقض الأطعمة.،وأكلت بشراهة دون تمييز النُّقْصان والزّيادة في مختلف الفيتامينات التي أصابت الجسد بالتُّخْمة فأقعدته كسيحا ،فاقدا للمناعة.
إنّه أمام النّهم المتواصل يغيب العقل ،ويستنسر بُغاثُ السّرطان،فإذا أصيب القلب أحال الجسد إلى الآخرة ، لامكان للمريض في هذا العالم.ويكون الحساب عسيرا في اليوم الآخر بسبب الإفراط والتّفريط.
لقد استصغرنا تساقط بعض الأعضاء فلم تزد جسدنا إلاّ وهنا وضعفا،ثمّ دفعَنا الوهَنُ إلى الاستغاثة بمركز السّرطان عسى أن يرأف ،ويُنقِذَنا من أجزائه رغم تسليمنا إيّاه كلّ ثرواتنا وأبنائنا وبناتنا فلم يزده الاستسلام إلاّ مزيدا من التّجبّر والتّمادي في تفتيت الجسد.وما أبقى بعض الخلايا حيّة إلاّ لأنّها زبائن ممتازة،تتقن استهلاك سمومه الفتّاكة وأطعمته اللّذيذة.
و في هذا التّجمُّع الكبير ..أعلنت السّلطات في حوار صُلْحٍ مباشر:
أنّها لا يمكنها أن تنسلخ عن أصولها العربية الإسلامية،وأنّها لن تأخذ من العلمانية إلاّ ما يتوافق مع هُوِيّتها،وأنّها ستشرك كلّ الأطياف في الحُكْمِ لتنْأى كلّية عن تُهْمة الإقصاء..
وأعلنت المعارضة السّلمية العلمية والمسلّحة معا أنّها ستجعل طاعة سلطاتها واجبا شرعيا،وتجاوزه خطّ أحمر.
واتّفق الجميع ـ معارضة وموالاة ـ على الإصغاء للقانون العادل،،وعلى العمل الدّؤوب من أجل تحقيق الاكتفاء الذّاتي ..و على إعادة تأثيث البيت داخليا بالخير والبركات..
والتفت الجميع إلى استئصال داء السّرطان من قلب القلب، وما جاوره من أرضٍ مباركة.
صحوت من نومي فإذا سوريا صارت أشلاء ،والعراق تحوّلت دولا ،واليمن صحراء قُفْر ،وليبيا في خبر كان..الواقع أرضا من شدّة الإغماء أكثر من الواقف..
سبحان من جعل أحلامنا واقعا عندهم..
لكنّني سلّيت نفسي أنّ حُلْمَ اليومِ سيصير واقعا غدا..ولا بدّ من العمل على تحقيقه..