- " ما حاجتي لكل هذا الهراء "
قال الروائي المشهور ثم رمى بالسمكة الكبيرة في النهر .
ردد كلاما مشابها ، وألقى في النهر سمكة أصغر
إنه يكتفي الآن بسمكة ( بحجم الكف ) ، يلتقطها من سنارته
ويعود مطمئنا إلى كوخه الصغير . وجبة خفيفة ستعينه في عزلته
وبحثه الدؤوب عن فكرة جامحة لرواية جديدة .
إذا افترضنا أنّ تقشف الروائي على هذا النحو و زهده الواضح ، هو ميْلٌ لاشعوري إلى نمط كتابي جديد ..
يجنحُ إلى الاقتصاد و التكثيف ، فما الذي يجعل الروائي إذن ، يحتفظ بهذه السمكة حتى هذا الوقت المتأخر
من الليل ، يجلسُ منكفئا في غرفته المعتمة ويحدق بها ..كما لو أنها تسبح في حوض ماء ، يحدق بها
وهالة من الوحشة تجتاحه
ويشعر أنه في بطن حوت .