رأيت الناس أنقاهم
صحوت اليوم على صوت العصافير تغرد على النافذة فتاقت نفسي لمشاهدتهم .
جررت نفسي من فراشي جرا لأجدهم يقفون على النافذة بمجموعات كثيرة ,
تنطلق مجموعة لتعود بالحب وما رزق الله تضعه على النافذة لتذهب مجموعة أخرى وتبقى تلك تستريح متنعمة بظل ورزق وفير وتغرد مغنية مسبحة فرحة بما حصلت عليه ..
وكأنها تقول لي :
حي على العمل هيا انطلقي .
فتحت نافذتي لأشتم قليلا من هواء فلفحني أثير صبحي دافيء تسرب إلى داخلي فأشاع دفئا بروحي الباردة التي جفت من عناء ليلة ثقيلة حزينة .
وكأن النسيم يقول لي حي على العمل فقد أدفأتُ روحك من هباتي ولا تنشغلي إلا بعظام الأمور .
رفعت بصري إلى السماء إلى تلك القبة الزرقاء ,,, وإذا صفاؤها وجمال رونقها يغريان القلب والعينين واليدين أن امتدوا إليها .
حاولت أن ألصق صورتها بقلبي فإذا بها تبتعد عني , تعاتبني
وكأنها تقول كيف تريدين العلو وأنت تتلهين بدنيا تافهة ..........وقضايا صغيرة , كيف تريدين أن أسكنك وما سكنتُ روحك ولا انطلقتِ معي !!!
كيف تريدين أن تسبحي في فضاءاتي وقد أشغلتك توافه الأمور وابتعدت عن جسائمها !!!
كيف ستدخلينها وتعتلين فيها وتشتمين ريح المسك وأنت تصرفين الأوقات على ذرات هبائية تجرك بفراغها وإلى فراغها !!
كيف يا من تريدين الارتفاع والسمو لا تبذلي جهدا لتحلقي إلي !!
لا تعملي,
لا تنصحي ,
لا توجهي,
وتصرفي الثمين على القليل ..
على موائد البشر المتناوشة ,
وأزيز العواصف المارة بتضييع , وهدر , وغفلة عن الهدف الأسمى .
كيف ...........كيف؟؟؟؟؟؟؟
طأطأ الرأس خجلا ودمعت الأعين وأنا أتصفح السماء علي أقرأ فيها سبب حزني
لأسمع من جديد صوت البلابل تغرد على نافذتي
وكأنها تقول
رأيت الناس أنقاهم
من بالعلا ذكراهم
بأمر من باريء الكون
أحبهم
فطاب ممشاهم
أحبهم
وبالطيب حلاهم
فيا نفس اعملي فقد سكنتِ كثيرا
وارتفعي لتسكني فتسكنك السماء ....
همسة
تضيع منا الأوقات على قضايا صغيرة
ونترك أمورنا الهامة عالقة وكأنها ليست الهدف وليست من يوصلنا إلى طريقنا الذي رسمناه ألا وهو الجنة
وأعجب
كيف ننسى أننا من أجل العمل لله التقينا وننشغل بغيره ؟؟
بكلمة هادفة اسع ِ
ببسمة في وجه أختك أو أخيك اسع ِ
بإصلاح ذات بين اسع ِ
بدمعة صاحبتك ليلا فأحببت بها مشاركة اسـع ِ
بإقالة عثرة اسع ِ
بوقفة في وجه الخطأ اسع ِ
بتجاوز عن صغائر الأمور وسوء التفاهم اسع ِ
بعذر للأصدقاء والأخلاء اسع ِ
برقي في الخطو والقول اسع ِ
بدعوة صادقة ليرفع الله قدر العاملين له اسع ِ
فبذاك يا ابنتي ويا بني
نكون أنقى الناس