الفاضلة الأديبة نادية محمد الجابي شكرا لهكذا مرور أصيلٍ، بارك الله فيك .. كلامٌ مؤثت صحيح، فالتصوّف هو ركن الإحسان والسلوك والتزكية الشرعية.
الأمّة بحاجة أن تعودَ إلى أخيارها وفضلائها، وأهل الروح والسلوك، وأئمة آل البيت عليهم السلام ولا أقصد الشيعة وتخاريفهم وأحقادهم ومنهجهم، كلاّ بل أقصد منهج أهل السنة والجماعة الذي حمله جمهور وسواد الأمّة عبر القرون.
على الأمّة أن تستفيق من كبوتها وتكتشفَ كمّ التدجيل الذي وقعت فيه الأمّة في العهود الأخيرة، في المفاهيم والقيم والنظرة الحياتية، تدجيلٌ عظيم يحمله من يتمظهرون بهذا الدين، طائفة ديدنها محاربة الأمّة في أخيارها وفضلائها وجميع ما يعودُ بهذه الأمّة إلى جادّتها. هذه الطائفة التي قامت وخلفها دعمٌ عظيم من النّفط، لم تقُمْ صدفة وعبثاً، بل قامتْ وخلفها الدجال وإبليس لضرب الأمّة في دينها، قيمها ومفاهيم دينها، وضرب أخيار الأمّة وصالحيها، وقطع الأمّة عن مرجعيتها الأصيلة .. فاحذروا.
لن تعودَ هذه الأمّة إلاّ بهؤلاء المشايخ الربّانيين وأمثالهم من السادات الموفّقين المخلصين المجتهدين في الأمّة، حتى لو اختلفتْ الانتسابات وتنوّعت الجهود، لكن حينما يكونُ السّيرُ سير تجميع وتقريب، وسيراً إيجابياً لا ما يحمله هؤلاء المتأخرون الذين نشؤوا في ظروف مشبوهة، وصاروا اليوم يتكلّمون كأنّهم الوصيّ الرّسمي عن دين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم. وانخدع بهم الكثيرون، حتى من الطبقات المثقفة ..
فيا للعجب، حتى مثقفينا (العرب) .. حين وقفوا في الدين، لم يشفع لهم انتماؤهم الثقافي أن يطلبوا الحقيقة، ويطلبوا النجاة ويبتعدوا عن دروب التسطيح، والقصّ واللّصق، والتصحيف والدسّ الذي يتبعه كثيرٌ من هؤلاء التكفيريون (الطائفة المدعومة بالنفط) في كتبهم وحواشيهم. بله في منتدياتهم وأثيرهم.
فعودوا يرحمكم الله إلى منهج الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم. منهج التزكية وطهارة الباطن من الدخن والإثم .. يفتح الله بصائركم، فترون الحقّ حقّاً. وتخشع له قلوبكم ..