الشارع يضج بالكلمات، من خلف ستارة النافذة، رياح عابرة قذفت بكلام طائش بين جدران غرفته، همست الأشياء في أذنه أسرارا، اهتزت وساوسه.
ألقى بصدره على حافة النافذة، مدد رأسه ونسيم الصباح يمتص غضبه، عبر الهاتف سمعها تقــــول: اسمع يا هذا، الحب يسبق خوفي، بعثرت الأزهار، فتركتني حديقة بدون سياج،
بل تركتني صحراء قاحلة.
من الأعلى قال لها وهو يبتسم: لا عليك، من منا لا يعيش بلا جروح، سيعود الغزال إلى منبعه.
قصفته بنظرة خرقت وجهه، يبس الصمت على شفتيه. قبل أن تنصرف، ارتعشت يدها اليمنى فاهتز أصبعها الأوسط ..