قصُّوا جناحَ الحُلمِ فابْتلَّ الثرى
بِدَمي، بِرِيشِ الواقعِ المجهولِ
لمْ يقنع الموتُ الأخيرُ بِتِرْكتي
فتثاءبتْ سَكَراتُهُ بِخُمولِ
فحيِيْتُ صبراً أستميحُ من النَّدى
وطناً يخُصُّ بقيَّتي بِهُطولِ
أنا من زمان اليأسِ أدلجني الرجاءُ
تقيَّةً خلْفَ التُّقى المأهولِ
فنفضْتُ ساعاتِ المخافِ فما جَرَتْ
إلا وقفْتُ بِكُرْبَةٍ وذهولِ
حولي الحقيقةُ في كُمُونٍ أنطقتْ
صمتي القديمَ على لسانِ عَذُولِ
شتَّانَ بين سلامةٍ وندامةٍ
شتَّانَ بين تورُّدٍ وذُبولِ
يا أيها المُحتارُ هل وَجَبَ الثناءُ
على النُّجومِ إن انبرى مدلولي؟!
أمْ أنَّها تلك الغُيُومُ تقشَّعَتْ
عن بعضِ شكري للهُدى المَتْبولِ
قصُّوا جناح الحُلمِ واروا مُهجتي
خلفَ السرابِ على خُطى المخذولِ
أنَّى نظرْتَ فلن ترى لي حيزاً
ملئي سوى في الموطئِ المشغولِ
أحتاجني، أحتاجُ أفهمُ أنني
هذا الذي بقيودهِ يدعو لي
أحتاجني ألَّا أموتَ من الأسى
أحتاجني ألَّا أزيدَ حُمولي
قصُّوا جناح الحلم؛ لكنْ حلَّقَتْ
روحي بأجنحةِ الغدِ المأمولِ