أهْزوجَة النار أم أرْجوزة الحطَب
..................أمْ ومْضَة البرْق قبل الرَّعْد في السُّحُّب
أمْ رَجَّعَ الزيتُ في الإبريق أصْديةُ
.........................مكرورةً لم تزلْ تُرْوى ولم تَغب
فرَددّيها على سْمَعي مُقرّرَةً
........................ولتسْرُدي ماحَكاهُ الزّيْت من تعب
لا تكتبي ما رَواه الجدُّ من صَدَأ
....................عن غُصّة الأمسِ تحكيها دموعُ أبي
فهذه ليْلة أخرى بلا قمَر
.....................من "ألفِ ليلةَ" بين الماءِ والسَّغَب
في يومِ كنْتِ على الأمْواج طافيةً
...........................وسندبادُكِِ في الأنْواء والعَجَب
في اللُّجِّ يغفو كأنَّ الحلْم يحْمِلُهُ
......................في طوْف أمِنيةٍ والطوْفُ من عِنَبِ
أو رقْعةٍ مَدَّها الشطرْنجُ..أبْيَضُها
..........................للأوْج يمْخُرُ مَزْهوّا وفي طَرَب
والأسوَدُ النّدُّ يسعى في مُربَّعِهِ
...............................يَصُدّ ُبيْدَقُهُ فيلاً فواعَجَبي
كلاهُما في غِمار الموْت منْغَمسٌ
...........................بَيادِقٌ غَرِقتْ في حَوْمة اللَّعبِ
حصانُ أبيَضِها يجتاحُ أسْوَدَها
.......................وقلعَةُ السّودِ بالمِرْصاد عن كَثَبِ
والفيلُ يرنو لذكرى الأمس منتشياً
.................يستحضر "العامَ" في وَضْعٍ لمُغْتصِبِ
وَزيرُ مملكةِ الشَّطْرنج يقتلُهُ
..........................قانونُ لعبَتِهِ في دوْلة الخشَبِ
لوْنان فيها فهذا أسْوَدٌ كَلِفٌ
......................وأبْيَضٌ صالَ في الميدان بالكَذِب
والأمْرُ للملك المَرْهوب جانبَه
..........................أمرٌ يكشُّ به المَمْلوكَ بالطلَبِ
ولا رَمادَ نَرى.. لا لوْنَ بيْنَهُما
........................إلاّ رَمادي أنا فالنّارُ في حَطَبي
لوْنان في رقعةٍ ميْدانُها وطني
...................واللاعبان على الشطرنج في شَغَب
لا لَوْنَ لي لأنَّ الأمرَ ملتبسٌ
........................كلاهُما مَلِك والـ"كَشُّ" للعرَبي
دَمُ الرّهان على نقْعي فأوْرِدَتي
.....................تسيلُ والقاتلُ المقتولُ من عَصَبي
لا تسمَعي ما يقولُ الحِبْرُ من خبَري
.....................أو تكْتُبي ما رَواه الذَّنْبُ من عتَب
بل فانظُري كيْفَ يغتالُ القَذى أمَلاً
....................ويَستفيدُ ملوكُ "الكَشِّ" من عَطَبي
سُعادُ إني غَداةَ البَيْن تسألُني الـ
..............................دَواةُ عن قلَم ينْحازُ للذَّهَب
سُعادُ هذا يَراعي فيه أشرعَتي
................والرّيحُ تجري يَصُبُّ التّبْرَ في القصَب
كأنّما سندبادُ الحبر في وَرَقي
......................يُسائِل البَحْرَ والقرْطاسُ لم يُجِب
عن بقعة يقتلُ الشَّطرنجُ شاطئَها
.....................ليمنحَ الماءَ للقرْصان من سُحُبي
أنْشودَةُ الماءِ في الأضْلاع مُمْطرَةٌ
...................لا بحْرَ فيها وفيْضُ الماءِ في قِرَبي
يَجري لتشرَبَ منها كلُّ ظامئة
......................إلاّيَ فالنَّهرُ لا يَقْوى على طلَبي
مَع السَّراب يُسيلُ الوَهْمُ رافِدَهُ
.......................إلى فَمي فيَعُبُّ الوَهْمُ من غَرَبي
سُعادُ قد قسََّموا الشطرنْجَ بينَهُمو
.....................وَصرْتُ خارجَها باللَّهو والصَّخَب
هُويّتي.. لم تزَلْ روحي تُعاقرُها
.....................لا نَطْعَ يسْرقُها والفجرُ في عَقِبي
سيَشرَبُ البحْرَ نهْري أو رَوافدُه
...................ليرْتَوي التينُ والزيتونُ من غَضبَي
وَيُشعل الماءُ ناري حين يقْحَمُني
....................هل أنطفي وحَميمُ الماء من لَهَبي؟
بل أمتطي النارَ كالعنقاء تحملُني
.......................جَدائلُ الفجر أنواراً كما الشُّهُب
سُعادُ إني أرى الأنوارَ مقبلةً
..........................بالصبْح تحملُهُ خيّالَةُ العُرُبِ