وإذ مالت الشمس نحو المغيب
إلى البحــر تحنــو له جانحــــهْ
يغـازلـهـا موجـه في الأصيـــل
وفـيه جـدائـلهـــا سـابـحــــهْ
علا بالسـفينـة لغو رفــيق
يغـني مقـاطعـه الجـارحــهْ
يعربد باللحن في نغمـات
كأغنيـة الغجر الصـادحـة
فتغمره ذكريـات السـنـيــن
كمن عاشها الليلة البارحهْ
*
أيرقب في زفـرات البحــار
وأنَّـاتـها الفرصـة السـانحـهْ
يدغــدغــه حلُـم أنهـكـتــــه
بأضـلعـه الـرغبـة الجـامـحـهْ
وتشدو له النفس عذب اللحون
لكيما يـرى الصفقـة الرابحــهْ
ألا اترك لماضيـك ذكرى القبـور
لتـقتـحم اللـحظـة الفـادحـــهْ
فتعبـر جسـرا بحمـل ثقيــل
تكفـكف دمعـتك الطـامحــهْ
*
ستذكـر يومـك هـذا العـقيـمَ
ووجــه حضــارتـك الـرازحــهْ
وصـرخـة حـر بـأعلـى الجـبــال
تهــزك أصـداؤها السـارحـــه
ستذكـر حتى الثـرى في الهجـوع
كـرؤيــا لأحــلامــك الـرائحـــهْ
"فباريس" تـأكـل زيـف الأمـاني
وإن فتحـت حضنـهـا مـازحــهْ
فما أنت من عطش تُستغــاث
وما هي من عـزهـا مانحـة
وما الحلــم إلا حثــالة ظـن
بـدا وهمـه فكــرة راجحـة
*
وصـاح النذيـر ينـاجي النجـوم
يلـملـم أحـلامــه الكـادحـــهْ
ببـاخـرة سمـقـت فـي السمــاء
ذيــول لأعـلامـها اللائــحـــــهْ
وتلك المدائن في الليل راحت
تُنــاغي حمـامـاتها النـازحــهْ
فـإذ بالمــآذن تخـبـو فــــــرارا
كهاربة فـي الـدجى قادحــةْ
تنادي صـلاة العشـاء ســـراة
بإحسـاسـهم لم تنم جـارحــة
وتغـرس فـي جـوفـه كالـرمــاح
تبـاريـح أصـواتهــا النــائحــــهْ
يرى الصبح خلف الديار وزادا
بماضيه في العظة الناصحــة
لعـل الزمــان يجــود بغـيـث
يعيـد الحقـول غــدا صـالحــة
***