تحدٍّ (من وحي صورة)وإذ تعقّك الحياة، فحدّق في المدى، وابحث عن أهداب الأمل وعلّق بها ما تهواه..
حلّق بجناحي حلمك ولا تركن تحت سقف الضّعف منتظرا النّجاة..
تدثّر بدثار التّصميم والعزم على التّحليق في أجواء برِّها بك، ولا تقف على غصن الهمّ ناظرا في سماء الحيرة مستنجدا بيد ترعاك.
لُفّ أبسطة قشّ الماضي المهلهلة وارمها في صحاري النّسيان، وافرد سجّاد حرير الحاضر، ودُس عليه بخطى الواثق بتدفّق الخير دون أخذ الموانع بالحسبان؛ حاملا بيدك مظلّة تحميك من زخّات هموم الأمس إذا ما باغتتك حين سيرك، ورطّب ذاكرتك بندى أزهار الفرح والجمال.
تجنّب الخوض في وخم الماء إن وصلت بك رحلة البحث إلى مستنقع تعب اليأس، وابحث عن عذب الأنهار لتغترف ما يكفيك لعطش الأيّام، وما يطهّرك من طين الأحزان!
املأ سلّة زادك باليقين بثبات خطاك، وبثقة بأنّ في السّماء ربّا يحفظك ويرعاك!
يا من ضيّقَ دائرة دنياه، وأطفأَ قناديل مَحْياه، أولى لك الفضاء الواسع تستمتع بسَنائِه، وتنعم بسناه!
وأجدر بك أن تُخرِج جواهر كنز أيّامك من مغارة حياتك، قبل أن يستولي عليها الأربعون (حرامي) وأنت نائم ببابها تندب ضياع المفتاح.