يا ليتني كُنْتُ جَوَّالا
لو بِالتَّمَنِّيْ يَنَالُ المرءُ آمالا إذَنْ تَمَنَّيْتُ أنِّيْ صِرْتُ جَوَّالا يا لائمي إنَّنِيْ طِفْلٌ فَقَدْتُ أبِيْ حِسًّا وَعَطْفًا إلى جَوَّالِهِ مَالا أمَا وَأنْ يَسْرِقَ الجَوَّالُ وَالِدَتِيْ مِنِّيْ فَإنِّيْ سَأصْرُخُ قائلًا لا لا أمِّيْ وَمَنْ مِثْلُ أُمِّيْ حِيْنَ تهملُنِيْ فَلَيْسَ أضْيَعُ مِنِّيْ في الدُّنَا حَالا ليس اليَتِيْمُ فَقَطْ مَنْ مَاتَ وَالِدُهُ كَمْ يَتَّمَ الهاتِفُ المحمولُ أطْفَالا ما بَيْنَ أمٍّ تُفَسْبِكُ وِلْعَةً وأبٍ يأتي المَوَاقِعَ تَمْشِيْطًا وَتِجْوَالا فَاتُورَةٌ يَدْفَعُ الأطْفَالُ قَيْمَتَهَا مِنْ بَنْكِ أحْلامِهِمْ تَمْتَدُّ أجْيَالا ماذا يُؤمِّلُ شَعْبٌ في شَبَابِ غَدٍ إنْ أنْتَجَ اليوم بِالإهْمَالِ أقْفَالا ! يا بِنْتَ خَوْلَةَ وَالخَنْسَاءَ مَعْذِرَةً إنَّ الدَّوَاجِنَ لا يُنْجِبْنَ أشْبَالا عُذْرًا أبِيْ إنْ أنا أصْبَحْتُ مُنْحَرِفًا أوْ إنْ تَخَرَّجْتُ حَمَّالًا وَعَتَّالا تَرْجو صَلاحِيْ وَلَكِنْ لا تُقَوِّمُنِيْ ترجو نَجَاحِيْ وألقى مِنْكَ إهْمَالا أجْدَادُنَا حَرَّروا الأقْصَى وَمَا فَعَلوا حَتَّى أعَدُّوا مِنَ الأطْفَالِ أبْطَالا وَاليوم عَادَتْ قرودُ الأمْسِ غَازِيَة فَهَلْ تُعِدُونَ سِنْغَالًا وَبِنْجَالا ؟!
محمد الحميري
11/6/2016 م
الموافق
6 رمضان 1437هــ