الثعلب..وديَكة القرية
من التراث الكرمانجي
إعداد وترجمة: مصطفى السنجاري
يحكى أن ثعلبا كان قد اعتاد السطو على قرية كثيرة الدجاج
وكان في كل مرة يلتهم دجاجة أو دجاجتين ويخرج بسلام بعد ملء جوفه..وذات يوم اجتمع ديكة القرية لوضع حد لتجاوزات هذا الماكر..
وقالوا لقد بلغ الزيل الزبى وأن هذا الثعلب باعتداءاته على دجاجنا لا يحسب لنا حساب, وهذا أمر خطير.ويدعو الى التفكير.. علينا معالجته ..قبل فوات الأوان ..فقاموا وقعدوا وأرغوا وأزبدوا..
واحتدم المجلس بالواق والويق..وفي نهاية المطاف،قرروا وضع حراس وعسس حول القرية لمراقبته.. وعند اقترابه يتم الهجوم عليه هجمة ديك واحد..ويقلعون عينيه، كي لا يهتدي الى قريتهم مرة أخرى..وناموا على هذه النية والحماسة..
وفي اليوم التالي شُوهد الثعلب وهو يقترب من القرية صاحت الديكة بصوت واحد:هجــوم..هجــوم
فارتبك الثعلب وقال في نفسه يجب أن أفعل شيئاً يبدو انَّ القوم عازمين على قلع عيني فأقبل إليهم وهو يصطنع الهدوء والثقة بالنفس وقال لهم:خيراً معاشر الديكة..! أرى أنَّكُم تريدون صب جامَّ غضبكم على هذا الثعلب المسكين
ردّوا عليه بغضب: جئنا لوضع حدٍّ لإعتداءاتك المتكررة
قال الثعلب بخبث:لديَّ سؤال واحد إذن..دعوني أسألكم من هو كبيركم وقائدكم كي أتفاهم معه؟عندها انقطع الصياح وأصاب الجميع بنوبةٍ من التفكير سرعان ما إرتفع الصياح والجدال وكلهم يقولون أنا الكبير أنا الكبير
واختلفوا فيما بينهم ونسوا أمر الثعلب الذي انتهز فرصة اختلافهم وضوضائهم واستطاع التخلص منهم واصطاد دجاجةً ومضى بسلام تاركاً الديكة في صياحٍ وصراع.........
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
الكرمانج: عشائر عراقية كردية تسكن مدينة سنجار يدينون بالديانتين الأسلام ..واليزيدية ..لهم لهجتهم الخاصة باللغة الكردية..
مصطفى حسين السنجاري