أجناس مختلفة الأعراق والمذاهب من الباحثين عن الثروة والذهب والكسب السريع ’ والهاربين بأفكارهم المنحطة والباحثين عن فرص جديدة في الحياة والكثير من المجرمين الهاربين من أوربا من أحكام قانونية مختلفة وكثير من عبدة المال والذهب تشكلت دولة أرض الأحلام التي نسميها اليوم أمريكا أو الولايات المتحدة الامريكيية .
كان أول شيء قامت به هذه الدولة الجديدة هو القضاء على إحدى الأجناس البشرية العريقة والمسالمة قضاءا مبرما وبطريقة بشعة لا تخطر على خيال أحد بل لا تخطر على بال مخرجي الأفلام في هليهود لدرجة سلخ جلود رأس الشعور الطويلة وبيعها في الأسواق مثلها مثل فرو الثعالب ونقصد بهذا الجنس الهنود الحمر ..
ولمن لا يعرف الهنود الحمر نقول أن لهم حضارة ضاربة في جذور التاريخ وأعماق أرض أمريكا العذراء بل هم جنس من أرقى الأجناس أخلاقا والمؤمنين بوحدوية الله وسنبين هذا في المقال القادم من خلال الرسالة الإنسانية والبليغة لزعيمهم سياتل إلى الحاكم العسكري الأمريكي ...
لتتخلص الدولة الجديدة من كل أشكال التاريخ والماضي, و من حضارة كانت ستشكل لها عقدة في مستقبلها و تجعل من تلك الأرض التي كانت جنة الله في الأرض أرضا بلا شعب وبلا سكان أصلين وبلا إنسان كانت له ارض ’ لذا أمريكا لا تعبأ بشيء اسمه تاريخ ولا تتكلم عن شيء اسمه حضارة أو ماضي بل ولا تعترف بشيء اسمه أخلاق وفضيلة .. وهذا ما جعلها تغض الطرف عن الممارسات الاسرائلية وعدوانية إسرائيل لان أمريكا تصرفت في الماضي نفس تصرف إسرائيل ولازالت كذلك . القيم التي تحيا عليها أمريكا هي القوة والجشع وحب التسلط والثروة , وهذه القيم كما هو معلوم لدى العام والخاص هي قيم منحطة لا توجد إلا عند العصابات والمجرمين أو ما نسميهم نحن العرب "البلطجية ".
وتصوروا أمة تعيش بمثل هذه القيم كيف يكون شأنها مع محيطها الخارجي ’ فالامريكيون كشعب يعتقدون انهم محور العالم ولا يهتمون بشيء خارج نطاقهم الجغرافي ولا يسمعون بشيء اسمه حضارة وتاريخ فهم لا تاريخ لهم ولا حضارة ولا حتى اخلاق ’ المواطن الأمريكي البسيط يعالج ابسط مشكل يواجهه بطلقة من مسدسه على رأسه او رأس خصمه هي طريقة الامريكين في معالجة مشاكلهم ومن يريد التأكد من ذلك فليراجع معدل الجريمة عند الأمريكيين ضحايا القتل والاغتصاب أرقام تجعلك تتخيل أن القتلى سقطوا في حرب وليس قتل عنف عادي في دولة تحتكم إلى قانون وعدالة ’ ومن الطبيعي جدا أن يغض الجنود الامريكين الطرف على النهب الذي طال متحف بغداد العريق لان العراق محور الحضارة الإنسانية ومهد الحضارات وأمها ِ وأمريكا بلد له القوة وليس له حضارة فهي مهد الغطرسة الحديثة ’ وعقدتها في أنها امة بلا حضارة لذا نجد كتابها يتكلمون عن نهاية التاريخ وينفون عن الأمم الأخرى قيمها وحضارتها .
الولايات المتحدة الإمريكية اليوم وصلت إلى طريق مسدود لأنها تعيش على قيم متوحشة’ فلطالما صورت لنا في أفلامها الهوليودية على أن الهنود الحمر يشكلون الحضارة المتوحشة أشبه بأكلة البشر أو مجموعة صغيرة من الهمج البدائيون ووحدها أمريكا رمز الرقي والانطلاق نحو الأمام ’ إلا أن الحاصل والواقع هو العكس لقد أبادت هذه الدولة الحديثة ملايين من السكان الأصليين وأصحاب الأرض كي تنشا على جماجمهم وأشلائهم تمثال الحرية .
وعلى الأعراب والعرب عندنا أن يفهموا هذا جيدا وان لا ينتظروا قيم الديمقراطية والحرية من دولة بنت مجدها على أنقاض شعب كانت سببا في انقراضه ’ ويكفينا فخرا ان ديننا وحضارتنا رفعانا يوما إلى قيادة أعظم الأمم بعدما كنا رعاة غنم .