في شجاعة تشبه شجاعة النعامة , وبخسة الجبناء الذين ينسحبون بعد تنفيذ المهمة على أكمل قذارة , صار كوفي عنان ينتقد السياسة الأمريكية ويبكي على الإنسانية والدماء المهدورة ويشير بأصابع الاتهام إلى أمريكا وجرائمها في العراق ومخلفات جرائمها في بقع كثيرة من العالم , بعد أن انتهت ولايته وصار وجوده على رأس الهيئة الأممية مثل عدمه صار لكوفي صوت ينتقد به أمريكا ويدين به الامبريالية الوحشية, ويلفت النظر إلى خطورة الأسلحة النووية ومخاطر المجاعة في إفريقيا ومدى خطورة والاحتباس الحراري على الكوكب وفي تحول مدهش أصبح من عشاق الطبيعة ومناصري البيئة
هذا (الكوفي) الذي أطبق صمتا على موت شعب العراق , ونهب خيراته وتدمير بنيته التحتية وخراب العالم هو نفسه اليوم الذي ينتقد أمريكا وجرائمها البشعة هو نفسه الذي كان مبعوثا أمميا قبل هذا في كوسفو وباع واشترى مع فرنسا ووافقها في مواقف أخرى لأجل أن تسانده لكرسي رئاسة الهيئة الأممية وأن ينصب فرنسيا مبعوثا يكمل مهمته
صار لكوفي عنان اليوم قلب يحس وينبض وعيون تفيض بالدمع , أصبح اليوم إنسانا مكتمل المشاعر بعدما عاش ردحا من الزمن مجرد آلة أمريكية مبرمجة على أفكار صهيونية ..
هل هي توبة يا كوفي يا عنان على صمتك كل هذه السنون وعلى تدمير الأرض وموت عشرات الآلاف في عهدتك جوعا في إفريقيا ( قارتك ) وإبادة كاملة في العراق وأفغانستان وبعض الدول التي ترفض الأمم المتحدة الإشارة إليها لأن شعوبها من سلالة بشرية دنيا , الموت هو حظها الجميل .؟
هل تعيد توبتك سيادة الأمين العام السابق موتى العراق والأمن والأمان لعدة مناطق في العالم ..!؟. هل تكسي العراة في الصومال وتعيد المشردين إلى قراهم ...؟ هل تطفئ لهيب الجياع في دارفور وإثيوبيا وبعض مناطق السودان وإفريقيا الكبرى وأمريكا اللاتينية .؟
شعوب الأرض المستضعفة ليست بحاجة إلى ضميرك اليوم فضميرك إن كان فعلا صحا من سكرته لا يقدم ولا يؤخر في أمور العالم شيء , ماذا نفعل بضميرك اليوم .؟
إن كنت على رأس الهيئة الأممية ولم تفعل شيء بل كنت متواطئا بصمتك , بجبنك . بخستك , فهل باستطاعتك فعل شيء وأنت خلف أبوابها و مجرد متفرج على الرؤوس المقطوعة والإبادات الجماعية والرؤوس النووية الموجهة إلى 22 دولة عربية .. ..؟
السيد كوفي عنان المثقف جدا و ( الجنتيلمان جدا ) لست سوى دمية متحركة وفي أحسن الأحوال (عروس ارجوز) للتهريج والضحك على الناس وتمرير مشاريع الدمار ..
كوفي عنان الرئيس المحترم , كأفراد يعنينا مصير هذا العالم لان مصيره من مصيرنا نريد أن نعرف أي وجه حقيقي هو لك .؟ وجهك وأنت تحني جبهتك لأقدام المارينز القذرة وهم يحتلون بغداد رغم معارضة هيئتك الجبانة , أم وجهك الحالي الذي صار يرق ويحنو على العالم .؟ ما متأكد أنا منه أنك بلا وجه لأن الذي له وجه لن ترضى عليه الإدارة الأمريكية وتزكيه في أعلى هيئة أممية في العالم لو كان لك وجه وضمير حي وقلب ينبض لاستقلت يوم قررت دولة هي عضو في الأمم المتحدة احتلال دولة هي عضو في نفس الهيئة ولها عليكم كافة الحقوق بل الأكثر من هذا ملتزمة بكافة واجباتها اتجاه الهيئة عكس بعض الدول التي لم تسدد حتى مستحقاتها للهيئة رغم كل القرارات الأممية المعارضة لهذا الاحتلال .. ربما أردت أن تترك أثرا طيبا في نفوس المعذبين في الأرض وتريد أن تخرج مرفوع الرأس وتريد أن تخرج خروج المنتصر الذي قال (لا) وانصرف , ندمك المتأخر (إن كان ندما فعلا ) لم يعد يهم العالم في شيء والأثر الطيب الذي تريد أن ترى صداه في عواصم العالم لن يعيد الضحايا إلى الوجود ولن يعمر بلدانا خربت ودمرت بنيتها التحتية ولن تعيد أوطانا تركتموها تنزف حتى الموت .. عالم اليوم يا (كوفي) لا يشفق على المذبوحين لكنه يحترم الجزارين أنه شعار العار الذي يجب أن تعلقه على باب هيئتكم الأممية القذرة التي كانت أداة لحماية القوي من الضعيف ومداراة الظلم المسلط على المستضعفين في الأرض .
سبقك بطرس غالي حينما أنتقد أمريكا بعدما ركلته خارج الهيئة الأممية ليجد نفسه يتفرج على عالم يحترق كان قد أمضى على احتراقه ’ وهو الذي أمضى على بياض لكل ما أملته أمريكا وبصم بأصابع يديه وقدميه وهو الذي بقي يتفرج على المسلمين وهم يموتون تحت القصف الوحشي للصرب وإبادته جماعيا .. للأسف كوفي عنان أسفك لن يفيدنا في شيء امضي غير مأسوف عليك مكللا بأغلال العمالة والنذالة بعت حتى بني جلدتك في إفريقيا بثمن بخس تركتهم للحروب والجوع ولم تحرك ساكنا حتى على الملايين من العزل الذين أبادتهم الآلة الحربية الفرنسية في رواندا ولم تفتح حتى تحقيق في الأمر رغم ما صرح به الرئيس الرواندي الحالي بأن فرنسا كانت اليد الطويلة في ابادة شعب رواندا المسالم وزرع بذور الفتنة, لكنك تصر وتلح على تدخل هيئة تحقيق في دارفور , ولا أريد أن أحكي لك عن قضية فلسطين المعلقة إلى إشعار مجهول ففلسطين أكبر وأعظم من أن تحشر فيها أنفك .
كوفي عنان أمضي حاملا خزيك وعارك وسواد أيامك . إن كان لك ضمير فسيذكرك بصور الذين استصرخوا هيئتك الأممية ممثلة في شخصك وهم يواجهون التهجير القسري من ديارهم وأوطانهم ويواجهون إبادة وحشية سيعذبك إلى آخر عمرك عويل النساء في أفغانستان وفي العراق وفي أدغال افريقيا ’ سيحطمك ويجعلك أشلاء سقوط الأطفال صرعى من الجوع وأسيادك في فرنسا وبريطانيا وأمريكا تموت كلابهم تخمة , أما إن كان ضميرك مستترا فتلك موضة سبقك إليها( بطرس غالي) رغم أنه ليس غالي حتى عند الذي استخدموه أما عندنا فلا يساوي جزمه مهترئة وقبله (بيرس ديكولار) وغيرهم من الذين سبقوك إلى العمالة ..
للأسف كوفي عنان أمريكا استغنت عن خدماتك بعدما استغلتك إلى آخر قطرة ضمير فيك حتى استنفذته وجعلتك بلا موقف بلا شخصية أروع مواقفك التي سيذكرها لك التاريخ هي التأسف وبرقيات التعازي المقتضبة واللامبالاة عندما ينفرد الذابحون بضحاياهم
انتهى دورك أما الآن فإنك سجلت هدفا في الوقت بدل الضائع ولا أعتقد أن ذكي مثلك يخفى عليه أن مثل هذه الأهداف لا تحتسب لأن الشباك خالية والجمهور خرج والحكم في بيته قد نام و (الماتش) خلص يا غبي .