أمٌّ يكيد لها من نسلها العقبُ
ولا نقيصة إلا ما جنى النَّسبُ
كانت لهم سبباً في كلِّ مكرمة
وهم لنكبتها من دهرها سبب
سلوا الكواكب كم جيل تداولها
ولم تزل نيراتٌ هذه الشُّهب
وسائلوا النّاس كم في الأرض من لغة
قديمة جدَّدت من زهوها الحقب
ونحن في عجب يلهو الزمان بنا
لم نعتبر ولبئس الشيمة العجب
كان الزَّمان لنا واللسن جامعةٌ
فقد غدونا له والأمر ينقلب
وكان من قبلنا يرجوننا خلفاً
فاليوم لو نظروا من بعدهم ندبوا
أنترك الغرب يلهينا بزخرفه
ومشرق الشمس يبكينا وينتحب
وعندنا نهرٌ عذبٌ لشاربه
فكيف نتركه في البحر ينسرب
وأيما لغة تنسي أمرأً لغةً
فإنها نكبة من فيه تنسكب
إذا اللغات ازدهت يوماً فقد ضمنت
للعرب أي فخار بينها الكتب
وفي المعادن ما تمضي برونقه
يَدُ الصدا غير أن لا يصدأ الذهب