بعد ليلة من أحلى لياليه، وبينما هو غارق في نومه . سار به موكب أحلامه . رأى الرئيسُ نفسَه راكبا صهوة فرسه،رافعا سيفه، يخطب في جنوده. نُقل الخطاب على شاشات التلفزة وأمواج الإذاعة، تعيده القنوات الإخبارية على رأس كل ساعة. كان الخطاب موجزا في جمل، شحذ الهمم و أدمع المقل، فصيح اللغة، بديع البلاغة : أيها الناس استيقظوا من سباتكم فقد طال ما نمتم.عودوا إلى رشدكم وأطيعوا ربكم، و اتبعوا نهج نبيكم، وتذكروا سيرة أسلافكم، وانهضوا لإحياء أمجادكم... أيها الجنود: العدو أمامكم والبحر وراءكم و ليس لكم إلا الله، قدوتكم الحسن و الحسين فقاتلوا حتى تفوزوا بإحدى الحسنيين. لا تستسلموا أبدا؛ فنحن لا نستسلم إما أن ننتصر أو نموت .من عاش عاش عزيزا ومن مات مات شهيدا.و احفظوا قول الشاعر...
ونحـن أناس لا توســط عـندنـا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
اليوم نهاية الظلم و الجور ، نهاية الذل و القهر، نهاية المستعمر، نهاية أمريكا، موت إسرا.......
نزلت رصاصة على رأس الرئيس، تلاها وابل من القنابل و الصواريخ... هوى الرئيس من على فرسه.. و استيقظ من كابوسه فزعا يتلو آية الكرسي ..و يجدد الولاء لأمريكا ... يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويلعن وساويسه و يشتم أفكاره..
غضب الشيطان الرجيم و ثار في وجه الرئيس يرد عليه شتائمه :
أتشتمني يا أقبح إنسان، يا ناكر الإحسان. خمسون عاما و أنا أخدمك، و أحفظ عرشك، و أفتن شعبك حتى لا يثور في وجهك و يأخذ كرسيك أو يسرق أموالك أو يهاجم مصانعك. تعبتُ من خدمتك و أنت لم تتعب من المكر و الخداع، و الظلم و استغلال الجياع.قتلت الصبيان، و سجنت الشجعان، ورفعت شعار الخذلان ... حسنتُ صورتك حتى غنى باسمك المغنون ومدحك المداحون، وصرت مقربا من أمريكا، و اتخذك رئيسها صديقا ترعى الأمن و السلام، وتحضر القمم و السفوح والمؤتمرات، و تُستقبل استقبال الأبطال .. انظر إلى أوليائي - و أنت منهم- كلهم في نعيم هل خذلت منهم أحدا؟ هل غدرت بك يوما؟ ألم نتفق أن أجعلك رئيسا دولة لفترة، ثم راقك المقام فطلبت تغيير الدستور فنجحت، و نصبت نفسك زعيما أبديا ؟ ألم تقض على كل معارضيك؟ ... وأنت هل وفيت بوعد في حياتك؟ أكتب لك نص الخطاب تعد فيه الشعب بالديمقراطية و الشفافية.. و أنت تزيد الحرية والعيش الكريم والرخاء و التعليم و العمل و الرفع من الأجور ومحاربة الرشوة والفساد .. لماذا تزيد وانت تعلم أنك لن تفعل .. !؟ وانظر إلى شعبك يتضور جوعا و يموت عطشا و يعيش جاهلا .. لا شيء من وعودك تحقق .. كلكم تشتمونني ولا أحد منكم يسطيع أن يستغني عني ..قل لي هل منكم واحد تحمل مسؤوليته وأدى دوره و قام بواجبه مثلي؟ قل لي هل منكم ـ العرب ـ رئيس مثلي ؟ أعوذ بالله من كلمة رئيس ومنصب رئيس وما قرب إليه من قول أو عمل... !!!!!
ابراهيم السكوري
07/09/ 2008