للمعلم مكانة فى قلبى ملئها الحب والتقدير والاحترام.
ولكن الذى يزعج المرء ويتأسف لأجله هو الطريقة التى يعامل بها المعلم فى عصرنا الراهن
ولأحقاق الحق فانى أحببت ان اكرمه بهذه القصيدة التى كتبها الشاعر الليبى الراحل(جمعة الفاخرى)
فالمعلم قدره أكبر من يهدى اليه بل ان المعلم فى نظرى هو كالشمعة تذوب لتنير الطريق للسائيرين.
الى كل معلم اهدى هذه القصيدة:
شموع العلم إن قصرت عذرا
فبعض الأمر ليس يصاغ شعرا
هطلتم من سماء المجد غيثا
وسلتم من سجوف الغيب وعدا
وأضأتم في ظلام الجهل فجرا
وذبتم في ليالي السهد شمعا
وجدتم من معين البذل نهرا
دفقتم في رحاب العلم بحرا
وجلتم في بياض الطرس حبرا
صهرتم في آتون البحث نفسا
تذيب بعزمها الجبار صبرا
سطعتم من فضاءات العطاء
ففاض الكون أشعاعا وفكرا
فكم للعلم أشعلتم شموعا
تظل تنير للأجيال عمرا
وكم للنشئ من درب مهدتم
فراق الدرب إشراقا ومسرى
رفاقي يا قناديل الصلاح
وسرج هداية تنذاح بشرا
رفاقي ياربيعات صباح
سرت للكون أطيابا وعطرا
بناة المجد في صمت وقور
فكم جدتم مع الإنكار زخرا
لكم في كل خفاق حضور
فأنتم من أعار المجد مجرى
لكم في كل ذاكرة خلود
لأهل العلم في الوجدان ذكرى
يموت الناس تلفضهم حياة
ويبقى العلم بعد العمر عمرا
لكم في كل قلب حسن ذكر
فطبتم للعلا أهلا وذكرا
يشعشع من أصابعكم ضياء
يمد الكون إشراقا ونورا
تلطخ بالغبار لكم أياد
فيغدوا ذا الغبار الهش تبرا
ويهمى من قلوبكم رحيق
يغذى النشئ أخلاقا وفكرا
أصناع الحضارة في هدوء
وزراع الفضائل فهي تترى
أيا رسل الحضارة يا هداة
لكم في سوح هذا الكون بشرى
خلائف أنتمو للأنبياء
فطاب مقامكم ذكرا وقدرا
نذرتم للحياة ربيع عمر
تسرب إذ قضيتم فيه نذرا
أسر أن تسموا بالهداة
وكان وجودكم للخير سر
فأي تحضر في الكون يرجى
بغير معلم يبنيه أطرا
أحييكم رفاق العلم شعرا
لكم أجزلت بالأشعار شكرا
ومعذرة تمنعت القوافي
فبعض الأمر ليس يصاغ شعرا