حلــــــو العتـــــــــــــــاب ...
أحببتها كما لم أحب امرأة من قبل ، وأرخصت لها من لحظات الزمن ما يسعدها وأشعلت من أجل عيناها شموعاً تضئ ليالي الحب الملتهبة ، وهى بدورها كانت تبادلني الشعور بالشعور والإحساس بالإحساس ، فكانت تطارحني فنون الغرام بما يشدني إليها ، فوجدت في أحضانها راحة نفسي وصفائها .
كانت ساعات لقائي بها وكأنها لحظات من عمر نبضات قلبينا ، تتكلم في صمت وارد عليها بصمت وانفاسنا تهمس بعطر الحب وتردد في بواعث الروح أحرف من نور وصفاء ورقة ورومانسية تتهافت عليها كل ما فيها من أنوثة وجمال
هى كغيرها من النساء في الخلق ولكنها عندى هى إمرأة غير ، ففيها يسكن البحر ويثور ، ويزهر الربيع وتثلج الدنيا بشتائها ، وتتغبر الدنيا بمزاجية خريفها ، وتلفحنى بحرقة شمس صيفها ، وفيها من الطيبة حتى تحسبها ملاك
وفيها من المكر ما يحيل ليلك المظلم الى نهارا لا شمس فيه، وضوء لا صفاء فيه.
عندما أكون في حضرت جمالها أنسى كل ما حولى فلا ألمح في المكان غيرها، ولا اشتم غير عبير عطرها، ولا احس الا بدقات قلبى وهو يسلم على نبضات قلبها، ولا اسمع غير وشوشة نفسى بترديد احرف أ. ح . ب . ك .
آه لو تعلم كم أحبها ؟ وآه لو تدرى بمقدار ما أكُنه لها من مشاعر تنساب في سهولة مياه الغدير وهى تغنى للحقول:
( أتتك منى الحياة فاغتنمها ) وآه لو أنها تدرك كما أعشق فيها طفولتها البريئة وعبثها وطيبتها الممزوجة بالدلال
وآه كم أحبها ؟؟؟
إن لها ابتسامة تشرق كشمس الحب في دنيا العشاق ، فهى تتلألأ كحبات اللؤلؤ المصطف في تناسق بديع وجميل
ولها محيا كما القمر في ليلة أكتماله ، غير أنها حين تغضب ينخسف ضياؤها فلا بصيص لنورها إلا وهو محاط
بهالة الزعل فتنقضى الدقائق في ظلام سرمدى يزيحه شروق شمس الرضا .
وحدث الهجر بأسبابه الذى تعرفه وأجهله ، ودام هذا الهجر لسنوات ثلاث غابت فيها عنى بكل أخبارها
فما عدت اسمع عنها أو حتى تصلنى منها أخبار تحدثنى عن حالها ، وفي لحظات الياس من عدم رؤاياها
شاء القدر أن يكون لقائى بها كأول يوم رأيتها فيه ، وفي ذات المكان فتبسمت ومدت يداها بالسلام وقالت :
أتذكر ؟؟؟؟؟
قلت: نعم .. وما نسيت .
قالت: وقد كتبت أيضا ً أتذكر ؟
قلت : وإن شئتى اعدت عليك ما كتبت .
قالت : وتنسى ما حدث بيننا وتسامح ؟
قلت : ما حيلة المحب الا أن يسامح من كان أول نبضات الحب لقلبه .
قالت : أما والله إنى ليسبقنى الشوق الى عذب حديثك فهات ما تثلج به قلبي .
قلت : أتذكرين ذلك اليوم ما أروعه .
في ذلك اليوم كان موعدى مع الجمال .
وفي ذلك اليوم لم أكن من يتكلم وإنما قلبي
كان كل شئ يتحدث بلسان القدر الذى جمعنا
كانت سويعات أمتزج فيها السرور بالشعور وعانقة حروف الغزل نبضات قلبك
الله على ذاك اليوم كيف أصفه ..
جمال محياك وسحر عيناك ورقة البسمة المرتسمة على شفتاك
لك من الربيع جمال زهوره وصفاء أجوائه وهدوء نسائمه
أنظر إليك فيرتد طرفي بصورة الحسن وهو يزهر في وجنتيك
في ذلك اليوم ... لله ذر ذاك اليوم
حاورتك فجائتنى من أعماق البراءة صوتاً سلبنى من نفسى ، وتركنى على عتبات الاعجاب أتسول الحب ..
وفي ذلك اليوم ...
سافرت في عالم عيناك من دون إذن أو أوراق رسمية ، كانت تذكرة السفر ذاك البريق الذى يشع جمالاً
ويشرق كشمس الربيع ، وينثر أريج الورد على ثغرك الباسم والمفعم بالفرح ، فيزيدنى أملاً بقرب الوصول الى رياض قلبك .
وفي ذلك اليوم ..
جعلتِ لحديث الماضى نقطة النهاية .
ودونتى في صفحة حاضرى أول حرف من حروف أسمكِ .
وليكتب قلم الحب كلمات لا تقرأ وإنما !!!!
هنا وضعت يدها على فمى وقالت :
يكفيك من قلم الحب ما يفيض به من أحساس .