[size=4]
[align=center]أتقصد السماء في عينيك ... و أرنو الى احتراقك الشجي ... تكيد لي عرائس المروج... تشمخ بي مدارات الليل... و تهوي بي أفئدة السواقي... أتقصد أديم الأرض في ستائرك الشجية ... فتسمو بي روائح الأمصار ... تشمخ بي كل الأقطار... و يخذلني رمقي في هاته الصحراء الباردة.
أتسكع مع أغنية الليل و الورد الأحمر و أتلبس بهجة الربيع... ألفظ من بعيد رقابة الليل...فتصيررمضائي بردا و سلاما...في شوارع" احجردريان"...وتغدو سريرتي جلنارا في أزقة الاغتراب...
سألت الربيع ذات أمسية أن الرصيف قد أعار غباره لذات "عينين عجماوتين ورحيق على الشفاه"...فاصفر الربيع و "اخترف" و امتحن لفائفه مستعجلا ... و اعتذر منسحبا من معركة السؤال...فتهت للمرة الأولى بعد الألف... ودونما اكفهرار غدوت أبحث عنها في كل الأركان... في التل الكبير ألقيت بالحوار الى الفجر المتعجرف... فاستقسمته بالأزلام أن ينفض عن الدهر حيرتي و يمكنني من مفاتيح موطنها الأخير...وعنده لم أجد راحلتي و لا انكشفت حيرتي ...فهوكغيره من فتيان الحارة لا يدري من غيباتها شيئا ...قدمت الى أخر الجبال الباسقة... أستعطف الصخر و الحجر... دون جواب...دون ماء... دون غيث... فلم يستبق أن مر بهم طيفها و لا حدثهم عنها السندباد في أسفاره...
وحده كان هناك في آخر القطرات المنهمرة...- و أنا وحدي أتقصد السماء تارة و الأرض تارة أخرى -
وحده " بلبل" سبق أن أنصت في ذاك اليوم الأخير قبل الغروب... "لذات العينين العجماوتين و الرحيق على الشفاه" ... وهي تنشد للبحر روائع القدم... تهاطلت صوب اللبلبل أسابق الكلام اليه... فروى لي و نحن نحتسي نخب الفجر البارد ... كيف ارتعدت فرائصها في فلك تلك الديار وكيف اقتبست من اسمي لحافا أشبعت به ظمأها القاتم ...وكيف كانت تتذكرني و الدمع في مآقيها ساكن...وكيف كانت تغني باسم وطني نشيدها النزاري...كان البلبل يحكي لي الموقف... وهو يتلوى من شدة النخب... و أنا أفترس الحروف تخرج من فوهة السرد ...أضاف البلبل و هو يتأمل نبيذ الفجر ... كانت تكتسي شالها البنفسجي الممهور بطيب ذكراك وقد لفته الى جيدها العتيد... و أنها قد سبكت من قبلتي التي أهديتها أخر السطح معطفا تلبسه قبل الرحيل الى الغسق... و أنها في ذاك الصباح قد نحتت في وريدها أبجدية عشقك...كان البلبل يحكي و يحكي و أنا شارد ملئ قلبي الى البلاد البعيدة ... و الآن أين هي...؟؟؟ سألت البلبل الذي اعتصرت العبرات في عينيه... و بدأ يذبل مع حنين السرد و يتلوى من شدة أنخابه الندية... كنت قد ضعت زمنا ... الى أن أدركني البلبل قبل الصدأ و لفحني بعبارات صبها في أذني... تركته يحتضر والنخب... و سلكت عبر الطرائق الشائكة عابرا الى حيث أجد... " ذات العينين العجماوتين والرحيق على الشفاه" ... ساكنة ذاك السكون الأبدي... تتقرفص في هدوء أزلي ... في تخوم الهناك...
ذات العينين العجماوتين و الرحيق على الشفاه
[/size][/align]